جلستُ في قاعة الانتظار أتململ..المكان يغص بمن هم مثلي..ولا أعرف متى سيأتي دوري ..
كانت القاعة مربعة ذات شباك كبير يضيء المكان بأشعة شمس ساطعة، وعلى الجوانب اصطفت كراسٍ جلدية جديدة ،وفي المنتصف طاولة منخفضة ألقيت عليها بعض المجلات بإهمال... تناولت إحداها..صورة فنانة صارخة على غلافها..تصفحتها على عجل..لا شيء سوى أخبار كالغثاء..الفن ..,دنيا الفن..أففففف كم هذا تافه.. ألقيت بها مكانها..وعدت إلى انتظاري الممل.. تفرست في الوجوه حتى وقع نظري على سيدة تجلس مقابلة لي...عندما نظرت إليها..لمحتها تحدق في وجهي..ثم ما لبثت أن أدارت وجهها بسرعة.. بقيت أنظر إليها ..سيدة في منتصف العمر..داكنة البشرة..صغيرة العينين..هندامها عادي..ثمة نظرة كالغثيان تطل من عينيها..انكسار مشوب بلا شيء يختبئ خلف وجهها.. نظرت إلي ثانية..ابتسمتْ في قرف وقالت:الإنتظار ممل..ابتسمتُ لها وهززتُ رأسي موافقة..عادت إلى الحديث ثانية عن مساوئ الانتظار وعن حرارة الجو..وعن "جدة الغير" وعن الإجازة..والأولاد وطلباتهم..وارتفاع الأسعار.. وعن أشياء كثيرة لا أذكرها..وما لبثت بضع نساء أن أشتركن في الحديث معها..حتى سمعتها تعرف نفسها لأحداهن وتقول:اسمي أمل.. ومض الاسم في ذهني فجأة....أمل!!!!! أي أمل بائس يرتسم على وجهك أيتها المرأة..؟؟!! فزعت من نفسي..قلت لها..:لا شأن لك أنت بالناس..فليكن اسمها أمل..هذا لا يهمك.. أرجعت رأسي للوراء وأطلقت زفرة عميقة..لكني لم أستطع أن أقاوم إلحاح الفكرة التي بدأت تغزو ذهني.. أمل..!! ترى ألها نصيب من اسمها؟؟وأي أمل يطل من وجه منطفئ..وصوت مبتئس..وروح لا تكف عن الشكوى.. قالت لها الأخرى : وأنا اسمي جميلة.. رفعت حاجباي دهشة!!! أكان والداها يدركان معنى اسمها حين اختاروه لها.. أم أنهم سموها جميلة تيمنا بالاسم عل الزمان يفعل لها شيئا فتصبح جميلة... تخيلت نفسي زوجها..هل سأناديها جميلة وأكذب عليها وعلى نفسي كل يوم؟؟؟ جعلني ذلك أتذكر إحدى طالباتي..كان اسمها "هدى"..لكني كنت أراها دوما في الإدارة في مجالس التأديب ..وفصلت مرة لسوء سلوكها... وتلك الفتاة..."أشجان" رأيتها مرة عند أختي..لم تكن تكف عن الضحك والقهقهة بصوت عال والرقص وإلقاء النكات وإثارة الشغب..عيناها تبرقان حيوية وتتدفقان سعادة..واسمها أشجان!!!! أكان شجنها مخفيا في قلبها؟؟هل يعني لها شيئاً البحر عندما يثور..والخريف عندما يحزن..والرحيل عندما يقبل..والقلب عندما يفترسه الشوق والحنين.. هل تعرف أن كل تلك الأشياء هي ملامح "أشجان" الحقيقية...؟؟؟ أين ذهبتْ ؟؟ لا أكف عن ممارسة هواية التحديق الذهني..ابتسمت..تخيلت أن اسمي " محدقة" ..قلت..لو اخترته ليكون اسمي في الانترنت..!! لا..ليكن مثلا.."مبحرة إلى الشاطئ الأخر" ماهذا؟؟ يبدو اسما لمسلسل سوري أكثر من كونه اسماً لفتاة..!! أسمائنا..تسكننا...أم أننا نعيشها ونحققها في هذه الحياة.. أسمائنا ..جزء منا.. سمينا بها منذ الأزل..وسننادى بها في كل حياة نحياها.. أفقت من هذا الغرق على صوت امرأة تنادي من عند الباب..:"هادية عبد الغني" تلفتُ فوجدت هادية تستعد للقيام.. قلت " هذه واحدة" ..اسمها هادية وهي حقا لم تنبس بكلمة منذ أن جلست..هادئة للغاية.. عندما وقفتْ سقطتْ حقيبتها..أخذتْ تلملم محتوياتها وهي تتمتم..ثم رفعت صوتها وقالت "كدنا ننام من الانتظار..منذ ساعة وأنا هنا..والآن فقط يأتي دوري..ما فائدة المواعيد إذن؟؟" ثم داست على طرف ثوبها فارتطمت بالطاولة التي أمامها وسقطت بضع مجلات على الأرض.. ياااااه ..يا للجلبة..قلت في نفسي..ثم تذكرت أن اسمها كان...................هادية.. .. .. كدت أضحك بصوت عالٍ..قلت..لو عرفوا فقط فيما أفكر لقالوا عني مجنونة !!!! أغمضت عيني بقوة ..وعدت لانتظار دوري من جديد.... |
ومض الاسم في ذهني فجأة....أمل!!!!!
أي أمل بائس يرتسم على وجهك أيتها المرأة..؟؟!! فزعت من نفسي..قلت لها..:لا شأن لك أنت بالناس..فليكن اسمها أمل..هذا لا يهمك.. أرجعت رأسي للوراء وأطلقت زفرة عميقة..لكني لم أستطع أن أقاوم إلحاح الفكرة التي بدأت تغزو ذهني.. أمل..!! ترى ألها نصيب من اسمها؟؟وأي أمل يطل من وجه منطفئ..وصوت مبتئس..وروح لا تكف عن الشكوى.. **أقسم أنك ...تتجولين في شوارع الابداع.. أنك تكتبن بكل..أوراق الزيزفون..أشم رائحة أوراقك كذلك.. شكراً وهج |
لحظة جميلة عندما يتحاور الانسان مع نفسة
و الاجمل أنة لا احد يسطيع ان يسمع هذا التحاور والآ ... لانتقمت منكٍ ( أمل ) بذات ;) *********************************************************** رائع جداً ما كتبتية |
اي معنى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل ذلك يحدث في ذهنك من بعض الأسماء التي فعلا لها معنى قوي
و لكن اذا جهلت معنى اي اسم منهم ماذا سيكون رايك؟ .................. بحثت مرارا في الكتب عن معنى لاسمي و لكن في كل مرة ابيء بالفشل و يكون البحث بلا جدوى.! ................. اكثر ما اعشقه هو حوار الذات اشعر فيه بلذة غريبة عندما اشعر انني اتحاور مع نفسي و لا يسمعني احد.. درة:) |
الأخت وهج.. تحياتي لك
عندما بدأت قراءة الموضوع ما تخيلته يجر إبداعاً .. فقد اعتقدته موضوعاً عادياً..
ولكن ما أن أكملت القراءة حتى وجدتني أجول في خاطري وأفكر في معنى اسمي وآخرين ممن حولي.. لافته طيبة منك يا وهج... ولك من ألف تحية بنت أبوها:) |
وهــــــج
فكرة رائعة حقا :) أضحكتني...ودعتني إلى التفكير في أسماء من أعرف... لكني أرى أن هناك نقاطا ستكون أجمل لو نالت تركيز أكبر... وجملا تفتقد روح وهج التي نلمسها عادة في كتاباتها السابقة... لهذا أدعوك...أن تخمريها قليلا....لتخرج قصتك...رائعة! :) كل الود |
أيها الحزن...
لوجودك وقع خاص...
سلمت خطواتك الجنوبية...:) |
أهلا سحر العيون....
أجل هي لحظة جميلة...
:) أعتقد أن انتقام "جميلة" سيكون أشد... شكرا على مرورك اللطيف..:) |
وهج ..
وماذا تعني الأحلام ... ؟؟؟؟؟
(اسماؤنا المستعارة ربما تمثل شئ من حقيقتنا ) أليس كذلك ؟ :) ---------- رائع .... :) |
وهج
جميلة أنت في كتابة كتلك ، تميزت حقا بحس فكاهي أهنئك عليه :) .
الفكرة بحد ذاتها ليست بالجديدة ولكن التناول المغاير هنا أعطاها تميزا . ----------- رد بنت العرب فيه إشكالية مهمة واسمحي لي سيدتي - وأعني وهج :) - أن أتناول الموضوع هنا . ولا أعني الرد كاملا بل الجملة هذه : ( وجملا تفتقد روح وهج التي نلمسها عادة في كتاباتها السابقة ) . من أهم مساوئ التلقي المستمر لنفس الكاتب أن اللاوعي عند المتلقي يقوم بتكوين ملف خاص للكاتب . يضع في هذا الملف كل ما يتلقاه عنه في كتاباته ، الأسلوب ، العبارات ، الفكرة وقد تشطح العملية إلى أكبر من ذلك وتصل إلى الشكل - اذا افترضنا عدم معرفة شكل المتلقي للكاتب - . وهذا يضع المتلقي في إشكالية مستقبلية في حكمه على ما يقع تحت يديه من تجارب جديدة للكاتب نفسه . فترى أحكام التلقي تنبثق من الملف الذي يحمله في لاوعيه . وبناء عليه يكون الحكم على التجربة فيه اجحاف كبير والسبب أن " نظرية موت المؤلف " والحكم بتجرد على النص والنص فقط يكون معدوما . فكل نص أزعم أن له حالة خاصة ، ومميزات خاصة وأجواء خاصة به ، وأنا أفترض في هذا الكتابات البعدية عن النصوص المتسلسة أو التي تعتمد على الأجزاء المترابطة . وكي نقوم بإنجاز نص نتفوق فيه على أنفسنا ، بالمعنى الحقيقي ، علنا أن نمزق تلك الملفات التي نحملها للآخرين ، ونخوض النص كتجربة أولى بعديا عن الإسم الذي يذيله . تحياتي !! الفلفل !! |
عزيزتي درة...
صباحك غائم"في جدة هذه دعوة مستحبة..:)"
أعتقد أن اسمك الحقيقي أيتها الغالية ليس عربيا..:) لذلك أنت لا تجدين معنى له... أما إذا أفترضنا أن اسمك درة...فأنت ممن تحكي اسمائهم عنهم...:) |
بنت أبوها....
شكرا لمرورك اللطيف....
:)تحياتي لروحك الجميلة... |
بنت العرب....
أهلا بك أيتها الغالية...
شكرا لابحارك في نصي...:) ولعلي أشعر أنا أيضا بمواطن بعض الضعف التي يغلب عليها السرد المجرد كما قلت لك هناك...!!! .. هي تجربتي الأولى..ولنر كيف ستكون الثانية....:):) سلمت جيجي... |
لي عودة ...
: : ;) |
بصراحة يا وهج انا لا اهوى قراءة المواضيع الطويلة ولكن موضوعك شدني ووجدتني التهمه سطرا سطرا وراحت عيناي تتقافز بين الجمل والحروف
ان اسلوبك مختلف متجدد....وافكارك رائعة امتعتني حفا شكرا لك :):) |
أهلا بك سيدي الفلفل هنا...
تقول أن لكل كاتب ملفات معينة..وأن عليه أن يمزق تلك الملفات ليتفوق على نفسه...
ربما إلى حدما ذلك صحيح...لكني أزعم أن ثمة روح واحدة لا تفارق كتاباتنا..ومعجم لغوي خاص ..وتتدفق بعمق معين يخص كل كاتب... أجده موضوعاً مثيرًا للمناقشة..إلى أي حد يتمسك الكاتب بذاتيته؟؟...وفي أي الحدود يتجدد؟؟...وكيف يطبع بصماته الخاصة...وكيف يصنع التميز والابداع في الفكرة والأسلوب؟؟!! أتمنى ممن لديه تعقيبا أن يدرجه هنا...علنا نثري منتدانا بما هو مفيد..:) سلمت فلفول من القلب... |
ثامر....
ما زلت أنتظر تلك العودة!!!!!!
|
Oasis
..شكرا عزيزتي على قراءتك حتى النهاية...:)
ذلك عقد ورد يطوق جيدي... سلمت على خطواتك هنا... |
الساعة الآن » 04:37 PM. |
Powered by: vBulletin Version 3.0.16
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.