لتحصل على زاد ضخم من المعرفة والعلم ، يلزمك أن تنتبه لأمور كثيرة ..

منها :

حسن الاستعانة بالله سبحانه ، وتصحيح النية ، وتجديد الضراعة بين يديه ،

أن يفتح الله قلبك للوصول إلى هذه الغاية ، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين .

ومنها :

والاستفادة من تجارب الآخرين ، مهما قل شأنهم ، وتدنى مركزهم ، فإن العاقل

يستطيع أن يأخذ الفائدة تمر به ، ينطقها الصغير أو الأحمق من الناس !

وهذا يلزمك أن تصغي كثيرا في مجالس الناس ، بل حيثما جمعك بهم جامع !


ومنها : أن لا تخجل أن تسأل عما لا تعرف أو لا تفهم ، ولكن سل في أدب .



ومنها :
أن تخصص لك ساعة أو أكثر لتقبل فيها على كتب العلماء ، وتسجيلاتهم

، تتابع باهتمام وتركيز ، وتلتقط الفوائد والدرر كما يلتقط الناس أطايب الثمر !


ومنها :
أن تحرص على مجالس العلم حيثما سمعت بها ، وأن تتأدب لكل من

انتفعت به ولو مرة ، ولو كلمة ، فإن بركة هذا الأدب عائدة عليك بالتأكيد .

ومنها : أن تحرص أيضا على مجالس الكبار من الناس ، أصحاب الخبرة

في الحياة ، فلقد قيل : أكبر منك بيوم أعرف منك بسنة ..

مع أن هذه ليست مسلمة ، لكنها كلمة يستأنس بها ..


ومنها :
أن تقيد فوائدك التي تلتقطها ، ولا تعتمد على تخزينها في ذاكرتك ،


فكثيرا ما تخون الذاكرة صاحبها ، ولقد قيل قديماً : الكتابة قيد العلم ..

ولكن لا يكفي أن تكتب تلك الفوائد ، ثم تهمل النظر فيها ، بل يلزمك :

أن تعيد قراءتها بين الحين والحين ، وربما تجد نفسك تعلق عليها ،

وتجمع النظير مع النظير وهكذا


ومنها :
أن تنقل إلى الآخرين أحسن ما سمعت ، وخير ما انتفعت به ،

ولا تمل تكرار طرح هذه المعاني وتلك على الناس ، لأنك بهذا تحقق أكثر

من هدف ، حيث إنك تقرر في قلبك تلك المعاني من جهة ، وتشيع الخير حيثما

كنت من جهة أخرى .! فترضي بذلك ربك ، وتشرح بها نفسك ، فلله درك !


ومنها :
أن تضع في حسابك أن الزمن جزء من العلاج ، فلا تستعجل قطف

الثمار ، فإن استعجال قطف الثمار ، يخرج بين يديك مولوداً مشوهاً ..!!

وشيء آخر متمم لهذه الأمور كلها :


أن تجعل هذه المهمة عندك ، كالهواية المحببة إلى نفسك ، فتقبل عليها بانشراح

صدر ، وبهجة نفس ، وفرحة قلب ..فيكون تحصيلك لك أقوى وأبقى ..!


وبهذه الطريقة تكون قد أتيت البيوت من أبوابها ،


واختصرت رحلة السفر الطويلة ، لتصل من أقرب طريق ..!