الأخت/سارة

لاأعرف القصيدة التي طلبتيها في موضوع ( الأم العجوز والعيال السبعة ) ولكن هذه قصيدة في العقوق كتبها ( د/ أحمد عبدالله السالم ) بخصوص دار المسنين وهي باللغة العربية الفصحى

.........................العقـــــوق....................

ماذا أقول وقدضاقت بي السبل *** وعن حرارة بثي ضاقت الجمل
أفنيت عمري في كد وفي نكد *** حتى ينير خطى أولادي الأمل
كأن كفي إلىالعلياء قد ثبتت *** وخلفها الفم بالأذكار يبتهل
وقد مضت سنة الرحمن في ولدي *** أن يكبرو وبنفسي يكبر الأمل
فكم سكبت دموعي في شكايتهم *** والناس إلاي قد أبكاهم الطلل
وكم جلبت لهم حلو الطعام وكم *** جردت رجلي من نعلي لينتعلوا
كم أشتريت من الأثواب أجملها *** وطال بيني وبين التاجر الجدل
وكم توسد كل منهم عضــــــدي *** وكم تحملهم كتفي وأن ثقلوا
رأيت في فرط عطفي أن أزوجهم *** من الكواعب ما تشفي به الغلل
كانو مطاويع كم نالوا رضاي وكم *** تناثرت فوق رأسي منهم القبل
فقلت لم يبقى للأبناء بعدكم *** برا بآبائهم إذ أنتم المثل
درجت نحو منامي وأضطجعت به *** ورب غاف عليه تفتل الحيل
فما تنبهت إلا والضجيج على *** سمعي يجلجل والأولاد قد رحلوا
فأطرق الخاطر المكسور يرقبهم *** والدمع من حسرة تجري به المقل
كل بدا كفة في كف زوجته *** وكف والده بالريح تغتسل
تفرقو وصفير البوم يعصف بي *** وتحتي الرقش فيها السم يعتمل
يامن أصبت بفقديهم وما فقدوا *** عزائي اليأس أن يمتد بي أجل
ووقفة الناس من حولي وقولهم *** أبناؤنا لك من أبنائك البدل
كانوا سلاحا وظهرا لي ومتكئا *** فصار يغتالني في قلبي الوجل
هرمت والدود يسعى حول جمجمتي *** وصار قي ضعف جسمي يضرب المثل
نفسي تمنى وفيها للمني همم *** والرجل تدرج في ضعف فلا تصل
وهي التي قد مشت في كل نائية *** حتى تبرم منها السهل والجبل
أنام فوق فراشي لا أبارحه *** والخوف يقتلني والهم والملل
هل كنت أقبل لولا الله ملتجئي *** أو كنت أصبر لولا أنه الأمل
مقطع بسيوف كنت أشهرها *** أقيم أن طاب لي مكث وأرتحل
يضمني اليأس يدنيني ويبعدني *** وهم تضمهم الأبراج والفلل
وأن شكوت لهم ضعفي وضيق يدي *** قالوا:الرعاية دار كلهاأمل
وأدخلوني دار لست أدخلها *** فأكدواأنه ينتابني شلل
لم يمنحوا لأبيهم عشر ما منحوا *** زوجاتهم فأجيبوا السؤال هل عدلوا؟
لكن تجربة الدنيا تؤكد لي *** بأنهم سيلاقون الذي عملوا !




[b][ تم تعديل الموضوع بواسطة   الساري   يوم   04-12-1999]