صفحة 1 من 4 1 2 3 4 >

سوالف للجميع (http://www.swalif.com/forum/index.php)
-   ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة (http://www.swalif.com/forum/forumdisplay.php?f=41)
-   -   ~*¤¤*~ أجمل القصص من تراث البادية ~*¤¤*~ (http://www.swalif.com/forum/showthread.php?t=229661)

الضبع 20-11-2007 09:06 PM

~*¤¤*~ أجمل القصص من تراث البادية ~*¤¤*~
 



{{القصة الأولى: عــــــواء الذيب}}.

هذه القصة مجهولة الأبطال , وذلك نظراً لمضي وقت طويل عليها أو لأن أبطالها ليسوا من المشهورين كالأمراء والفرسان والذين يحرص على أسمائهم قبل حكايتهم . . . يقول الراوي
كان هناك رجل بالبادية متزوج من امرأة ليست من قبيلته , بل كان من فيبله أخرى مجاورة لقبيلته . . . ومرت عليه فترة سنه هو وزوجته يعيشان بأحسن حال . . . وقد اختلفت القبيلتان وحصل بينهما نزاع وكان زوجها طرفاً فيه . . . وكان اخوتها من الجهة المقابلة أطرافاً بهذا النزاع واشتدت الأزمة بين طرفي النزاع مما حدا بإخوان الزوجة أن يأخذوها ليلاً من بيت زوجها نكالاً له . . . وهي لم تكن راضية بفراقها لزوجها وكذلك زوجها الذي كان يحبها حباً كبيراً أيضاً . . . ومرت فترة طويلة بعض الشيء على فراق الزوجين والكل منهم كان يريد الآخر ولكن النزاع الحاصل حال بينهما
ضاقت الأرض بالزوج , فهو يريد زوجته ولا سبيل لوصوله إليها , ففكر بطريقة . . . أن أسل إليها إحدى عجائز القبيلة تبلغها برغبته بلقائها . . . ورسم لها خطه للقاء . . . وبالفعل ذهبت العجوز للزوجة وأبلغتها بذلك فرحبت الزوجة بالفكرة
ولما كانت الليلة الموعودة حيث كان الوعد بينهما بعد غياب القمر جاء الزوج للمكان المتفق عليه وكمن بحيث لا يراه أحد . . . ثم أخذ بالعواء كعواء الذيب ثلاث مرات متتابعة . . . عرفته الزوجة حيث كانت تعلم بالخطة سلفاً وذهبت إليه وجلسا بعد طول الفراق يشكو كل منها حاله للآخر بعد الفراق حتى إذا ما جاء الفجر افترقا وعاد كل منهما لقبيلته
مضى على هذا اللقاء فترة أشهر . . . ويقسم الله سبحانه أن تحمل المرأة من زوجها كنتيجة لذلك اللقاء . . . ويكبر بطنها فيراه أخوها ويهددها بالقتل فمن أين لها بهذا الحمل وقد فارقت وزجها منذ فترة طويلة ولم تكن حاملاً ؟؟؟
فأعلمت شقيقها بحقيقة ما حصل بينهما وبين زوجها ووصفت له المكان وأعلمته بكل ما جرى . . . فقال الأخ سأذهب أنا لزوجك وأتأكد من حقيقة ما حصل فإن لم يكن صحيحاً فليس لك عندي غير السيف
ولم تكن القبيلتان على وفاق فكيف يذهب . . . فكر الأخ واهتدى إلى طريقة . . . فلما جن الليل تنكر وذهب إلى قبيلة زوج أخته ودخل مجلسه وجلس ولم يعرفه أحد . . . ولما سكت المجلس تناول الربابة وأخذ يغني عليها

يا ذيـب يللـي تالـي الليـل عويـت

ثلاث عوياتـن على سـاق وصـلاب

سايلـك بالله عقبـها ويـش سويـت

يوم الثـريا راوسـت القمـر غـاب



وغنى هذه الأبيات على الربابة ثم توقف ووضع الربابة مكانها وعاد إلى مكانه . . . فعرف الزوج أن هذا أخو زوجته وفهم أن زوجته حامل كعادة البدوي سرعة اللمح وشدة الذكاء . . . فتقدم وتناول الربابة وأجاب

أنا أشهـد إني عقـب جوعي تعشيـت

وأخـذت شاة الذيب من بين الاطنـاب

على النقـا وإلا الـردى ما تهقويـت

وادو حلالـي يـا عريبيـن الأنسـاب



فلما فرغ الزوج من أبياته فهم الأخ أن أخته كانت روايتها صحيحة وانسحب بدون كلام . . . وفي الصباح أعادوا له زوجته

وغداً قصة أخرى إن شاء الله وهي {{قصة مهل المهادي}}.. من أروع القصص التي حصلت بتاريخ البادية كلها , لأن القصة بالغة التأثير على السامع والراوي بنفس الوقت.
تحياتي.

زهرة الكركديه 20-11-2007 10:54 PM

السلام عليكم

عواء الذيب يا الضبع " وايد حلوة بصراحة "
وقصص العرب القديمة غاية في النقاء والجمال رغم ما يخالطها من قسوة وجور وظلم

أشكرك على هذه القصة الاكثر من رائعة

بارك الله فيك.

الضبع 20-11-2007 11:35 PM

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة زهرة الكركديه
السلام عليكم

عواء الذيب يا الضبع " وايد حلوة بصراحة "
وقصص العرب القديمة غاية في النقاء والجمال رغم ما يخالطها من قسوة وجور وظلم

أشكرك على هذه القصة الاكثر من رائعة

بارك الله فيك.


شكراً عزيزتي زهرة لمرورك الكريم وبالفعل قصص العرب القديمه جميله ونقية وصحيح يخالطها قسوة وجور ولكن أيضاً يخالطها الوفاء والكرم والشجاعه والنخوه. لا أنسى عزيزتي زهرة هناك قصص أجمل منها ولا راح تنسينها أبد بس تابعي معنا تكملة القصص في كل يوم قصة إن شاء الله.
بارك الله فيك أختي زهرة.

شفيق 20-11-2007 11:37 PM

القصه جميله ورائعه
لك اجمل التحيات

الضبع 20-11-2007 11:55 PM

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة شفيق
القصه جميله ورائعه
لك اجمل التحيات


أخوي العزيز/ شفيق بارك الله فيك على أطراءك الجميل
وربي يوفقك قول آمين.

احمد كيوت 21-11-2007 01:18 AM

السلام عليكم اخوي الضبع القصه جميله
ورائعه في نفس الوقت
يعطيك العافيه

الضبع 21-11-2007 09:41 AM

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة احمد كيوت
السلام عليكم اخوي الضبع القصه جميله
ورائعه في نفس الوقت
يعطيك العافيه


الأخ/ أحمد كيوت سررت لمرورك الكريم وحسن إطراءك. وفقك الله

الضبع 21-11-2007 09:56 AM

""القصة الثانية""
 

{قصة: مهل المهادي}

مهمل المهادي من عبيدة من قحطان , وكان معروفاً في قبيلته , وذا رياسة فيها . . . شاعر وفارس نشأ ميسور الحال رفيع الجاه . . . خرج المهادي للغزو بالصحراء ومعه مجموعة من بني قومه , وفي هذه الرحلة تصادف أن مر على قبيلة ((سبيع)) القبيلة العربية الأصيلة . . . المهم أن المهادي صادف في مروره في مرابع قبيلة الدواسر التي نزل بها مرور فتاة بالغة الجمال لدرجة أن المهادي تأثر بها من أول نظرة . . . ولم يستطع أن يفارق مضارب قبيلتها
أخفى المهادي ما أصابه عن رفاقه , واختلق عذراً تخلص به من مرافقتهم , وأقنعهم بمواصلة المسير بدونه وبقائه هو في مضارب تلك القبيلة وحيداً . . . وبهذا العذر تخلص من رفاقه حيث رحلوا وتركوه , وبقي هو وحيداً . . . فبحث عن أكبر بيت في بيوت القبيلة لأنه عادة ما تكون البيوت الكبار لرؤساء العشائر أو فرسانها أو شخصياتها المعروفة , ونزل ضيفاً على صاحب هذا البيت فأكرمه الإكرام الذي يليق بهذا الضيف وبقي عنده فترة يفكر بالطريقة التي توصله لمعرفة تلك الفتاة التي أسرته من النظرة الأولى وملكت فؤاده . . . وهذا المهادي يصارع الأفكار وهو ضيف عند هذا الرجل الكريم . . . فلا يستطيع التكلم مع أحد . . . ولا هو بصائر حتى يعرفها , فقد رمته بسهم وابتعدت . . . فكان لا بد وأن يستعين بأحد من نفس هذه القبيلة , فأهل مكة أدرى بشعارها هكذا يقول المثل . . . ولكن كيف يهتدي إلى الشخص الثقة الذي إن أفضى إليه بسره حفظه وأعانه . . . خصوصاً وهو غريب عن هذه القبيلة ولا يعرف رجالها , والسجايا الحميدة بالرجال لا يستطيع أن يكتشفها الإنسان بالنظر , فكما يقولون الرجال مخابر وليست مناظر . . . فكر المهادي طويلاً واهتدى إلى رأي . . . هو بالأصح حيلة جهنمية يستكشف بها الرجال حتى يهتدي إلى أوثقهم فيحكي له . . . قرر أن يجرب صبرهم فالصبور بلا شك يملك صفات أخرى غير الصبر
فادعى أنه مصاب بمرض التشنج أو الصرع حيث يأتيه الصرع ويرتمي على من يجلس قربه . . . ولأنهم لا يعرفونه صدقوا روايته وهذا المهادي يتنقل من واحد إلى واحد ويرتمي عليه وكأنه مصروع , ويتكئ عليه بكوعيه حتى يؤلمه ليختبر صبره . . . فكان بعضهم يبتعد عنه من يجلس بجواره والبعض الآخر يصبر قليلاً ثم يغير مجلسه , وهكذا حتى جلس ذات مره بجوار شاب توسم به الخير وتحرى معالم الرجولة بوجهه فاصطنع الصرع وارتمى عليه واتكأ علية بكوعيه بشدة . . . وهذا الشاب صابر وساكن لا تصدر منه شكاة , وكلما حاول البعض إزاحته عنه نهرهم قائلاً . . . هذا ضيف والضيف مدلل فاتركوه
أما المهادي فقد عرف أنه وجد ضالته . . . وحينما أفاق المهادي من صرعه المصنع , وهذأ القوم . . . وقام الشاب متجهاً إلى بيته فتبعه المهادي واستوقفه بمكان خال من الناس واستحلفه بالله ثم أفضى إليه بسره . . . وشكا له ما جرى بالتفصيل وأعلمه من هو ووصف له الفتاة الوصف الدقيق الذي جعل الشاب يعرفها . . . ولما انتهى من حديثه قال له الشاب أتعرف تلك الفتاة لو رأيتها مرة ثانيه ؟ . . فأكد له المهادي معرفته لها وحفظه لتقاسيم وجهها
فقال له الشاب : هانت ! أي سهلت . . . واصطحبه معه إلى بيته ووقفا بوسط البيت . . . وصاح الشاب . . . فلانة احضري بالحال !!! فدخلت وإذا هي ضالة المهادي . . . فوقع من طوله لشدة تأثره . . . أما الفتاة فقد عادت لخدرها مسرعة بعد أن رأت أن هناك رجلاً غريباً كما هي عادة بنات البدو . . . أما صاحب المهادي فهدأ من روعه وأسقاه ماء . . . وسأله . . . أهي ضالتك . . . قال المهادي : نعم . . . قال الشاب هي أختي وقد زوجتك إياها . . . فكاد المهادي أن يجن لوقع الخبر عليه لأنه لم يتوقع أن يحصل عليها بتلك السهولة . . . ترك الشاب المهادي في بيته وذهب لوالده وأخبره بالقصة كاملة وكان من الرجال المعروفين بحكمتهم وإبائهم ورجولتهم . . . فلما فرغ الابن من سرد الحكاية . . . قال الأب لولده أسرع واعقد له عليها لا يفتك به الهيام . . . وبالفعل عقد له عليها . . . وبالليلة التالية كان زواجهما , والمهادي يكاد لا يصدق أن تتم العملية بهذه السهولة واليسر والسرعة وقد كانت شبه مستحيلة قبل أيام
المهم أنه دخل عليها وخلا البيت إلا من العروسين وأخذ يتقرب منها ويخبرها من هو ويعلمها بمكانته بقبيلته وأنه زعيمها ويعرفها بنفسه ويحاول أن يهدئ من روعها ليستميل قلبها . . . وأفضى لها بسره أنه رآها وأسرته . . . كل هذا والعروس تسمع ولا تجيب . . . والمهادي يتكلم ويتقرب وتزداد نفوراً منه . . . وكان المهادي فطناً شديد الذكاء , فقد لمس أن زوجته تضع حاجزاً بينها وبينه . . . وتأكد من صدق حدسه حينما لمح دموعها تنهمر من عينيها وهي لا تتكلم . . . عرف أن ورائها قصة . . . فتقرب منها واستحلفها بالله ألاَّ تخفي عنه شيئاً . . . ووعدها ألاَّ يمسوها بسوء . . . وأقنعها بأن تحكي له . . . فقالت . . . أنا فتاة يتيمة كفلني عمي وربيت مع ابن عمي وابن عمي معي . . . كنا صغيرين نلهو مع بعضنا وكبرنا وكبرت محبتنا معنا وقبل حضورك كنت مخطوبة لابن عمي الذي لا أستطيع البعد عنه لحظة ولا يستطيع البعد عني برهة . . . ولما حضرت انتهى كل شيء وزوجني إياك . . . طار صواب المهادي . . . فقال لها وأين ابن عمك قالت له هو ((مفرج السبيعي)) الذي عقد لي عليك وأفهمك أنني أخته وآثرك على نفسه لأنك التجأت له ولأنك ضيفنا
كاد المهادي أن يفقد عقله لحسن صنيع ذلك الشاب الذي اتكأ عليه وسكت لفترة طويلة وهو يستعرض ما حصل ولا يكاد يصدق أن تبلغ المروءة في شاب كما بلغت بمفرج . . . وبعد فترة صمت وقال لها : أنت من هذه اللحظة حرم علي كما تحرم أمي عليّ . . . ولكن أرجوك أن تخفي الأمر حتى أخبرك فيما بعد فصنيعهم لي لا ينسى لذا لا أريد الآن أن تقولي شيئاً
هدأ روع الفتاة ونامت ونام هو في مكان آخر . . . وبقي زوجاً لها أمام الناس لعدة أيام وبعدها استسمح أصهاره بالرحيل إلى قبيلته لتدبير شؤونه ومن ثم يعود ليأخذ زوجته . . . ورحل ولما وصل قبيلته أرسل رسولاً من قبيلته يخبر مفرج بطلاق زوجة المهادي وأنه لما عرف قصتهما آثر طلاقها وأن مروءته قد غسلت تأثير الغرام عليه وأنه سيبقى أسيراً للمعروف طالما هو حي
وتم زواج مفرج من ابنة عمه وعاشا برغد فترة طويلة من الزمن . . . ولكن الزمان لا يترك أحداً . . . فقد شح الدهر على مفرج وأصاب أراضي قبيلته القحط والجفاف فهلك الحلال وتبدلت الأحوال , ومسه الجوع . . . فلم يجد سبيلاً من اللجوء إلى صديقه المهادي خصوصاً وأنه ميسور الحال . . . وبالفعل ذهب هو وزوجته ابنة عمه وأولاده الثلاثة ونزل عليه ليلاً . . . وكان المهادي يتمنى هذه اللحظة وينتظرها بفارغ الصبر لكي يرد الجميل
فلما نظر حالته عرف فقره . . . وكان للمهادي زوجتان فأمر صاحبة البيت الكبير من زوجاته أن تخرج من البيت وتترك كل ما فيه لمفرج وزوجته وأولاده ولا تأخذ من البيت شيئاً أبداً . . . وبالفعل خرجت من البيت فقط بما عليها من ملابس وتركت كل شيء لزوجة مفرج وقبل خروجها أفهمت زوجة مفرج أن لها ولداً يلعب مع رفاقه وإذا غلبه النوم جاء قرب والدته ونام ورجتها أن تنتظره حتى يحضر وتخبره بخروج أمه من البيت ليذهب لها
وبالفعل انتظرت زوجة مفرج ولد المهادي ولكن انتظارها طال بعض الشيء خصوصاً وأنها متعبة مجهدة من طول السفر وعناء الجوع وقد وجدت المكان المريح فغفت بالنوم بعد أن طال انتظارها وحضر ولد المهادي كالعادة ورفع غطاء أمه ونام معها وتلحف معها بلحافها كعادته ظناً منه أنها والدته . . . في هذه الأثناء كان مفرج يتسامر مع صديقه القديم المهادي ولما غلب عليه النعاس استأذنه لينام فسمح له . . . وسار معه حتى دله على بيته الذي أصبح ملكاً له
دخل مفرج بيته وإذا بالفراش شخصان رفع الغطاء فإذا زوجته نائمة وبجانبها شاب يافع فلم يتمالك نفسه فضرب الفتى الضربة التي شهق بعدها وفارق الحياة . . . نهضت الزوجة مذعورة فإذا الشاب مصروع . . . فقالت لزوجها قتلت ولد المهادي . . . فقال وما الذي جاء به إليك . . . فأعلمته بالقصة فرجع إلى رشده . . . وأسقط في يديه فماذا يفعل ! ؟
كان لا بد أن يخبر المهادي . . . فهرول مسرعاً إلى حيث المهادي جالس وأخبره بالحكاية . . . وهو يكاد يموت حزناً . . . هذا والمهادي هادئ ممسك لأعصابه . . . ولما انتهى من كلامه قال له المهادي هو قضاء الله وقدره ولا مفر من ذلك كل ما أرجوه منك أن لا تخير أحداً وتوصي زوجتك بأن تكتم الخير حتى عن أم الولد . . . وحمل المهادي ولده ورماه في مكان اللعب حيث كان يلعب مع أقرانه . . . وفي الصباح انتشر خبر مصرع ابن الأمير فقد كان المهادي أمير قومه والكل لا يجرؤ أن يخبر الأمير خوفاً من اتهامه له بالقتل . . . ولما وصل الخبر للأمير اصطنع الغضب وشاط وتوعد وطالب القبيلة كلها بالبحث عن القاتل دون جدوى وبالمساء جمع القوم حوله وقال عليكم أن تدفعوا كلكم دية ولدي . . . من كل واحد بعير , وبالفعل جمع الدية حوالي سبعمائة بعير أدخلها المهادي ضمن حلاله وأعطى أم الولد منها مائة بعير وقال لمفرج البقية هي لك ولكن اتركها مع حلالي حتى ينسى الناس القصة . . . وبالفعل بعد مرور مدة عزل الإبل ووهبها لمفرج فنقلته النقلة الكبيرة في حياته من فقير لا يملك قوت يومه إلى أكبر أغنياء القبيلة . . . ومضت السنون والصديقان مع بعضهما لا يفترقان فإذا دخلت مجلس المهادي حسبت أن مفرج هو صاحب المجلس والمهادي ضيفه والعكس صحيح . . . مرت السنون على هذه الحال الكل منهم يؤثر صديقه على نفسه . . . ولكن لا بد أن يحصل ما يغير صفاء الحال , وكما يقال دوام الحال من المحال
كان للمهادي بنت بارعة الجمال أولع بها ولد مفرج وقد كان هناك سبب يحول بينهما فأخذ يحاولها ويتعرض لها بالغدو والرواح ويحرضها على مواقعته بالحرام . . . والفتاة نقية , فأخبرت والدتها التي أخبرت بدورها المهادي فأمر المهادي بالسكوت إكراماً لوالد الشاب مفرج وأمرها أن تجتنبه قدر استطاعتها فنفذت وصية والدها , وها هو يطاردها أربع سنوات متتالية وفي السنة الرابعة عيل صبرها فقالت لوالدها إن لم تجد لي حلاًّ , فقد يفترسني في أحد الأيام
هذا والمهادي لا يستطيع أن يعمل شيئاً إكراماً لصديقه مفرج . . . والشاب يزداد رعونة . . . فكان لا بد من فراق جاره وصديقه لكي يمنع جريمة ابنه ولكن كيف يصارحه . . . وهو الداهية كما عرفنا بالسابق . . . فاقترح على مفرج أن يلعبا لعبة بالحصى ما يسمى الآن ((الدامة)) وكان كلما نقل حجراً قال لمفرج ارحلوا وإلا رحلنا . . . حتى انتبه مفرج لمقولة جارة . . . فأسرها . . . ولما عاد لزوجته أخبرها بكلمة المهادي . . . ارحلوا وإلا رحلنا . . . فقالت له أن هناك أمراً خطيراً حصل لا بد لنا من الرحيل . . . فاذهب واستأذنه . . . فذهب واستأذنه ولم يمانع المهادي مع العلم أنه كان في كل سنه يطلب الرحيل ويرفض المهادي . . . إلا هذه المرة قبل بسرعة وكان يريدها . . . رحل مفرج وهو يبحث عن السر الخطير الذي من أجله قال المهادي كلمته
وبعد أن ابتعد عن منازل قبيلة المهادي نزل ليستريح ويفكر بالسبب . . . ولكنه لم يهتدي لشيء . . . لذا سرق نفسه ليلاً وامتطى فرسه وقصد المهادي ولما دخل مضارب القبيلة ربط فرسه وتلثم واندس في مكان قريب من مجلس المهادي لعله يعرف سبباً لرغبته برحيله . . . وجلس يرقب المهادي . . . فلما انفض المجلس من حوله وجلس وحيداً . . . هذا كله ومفرج يراه وهو لا يرى مفرج ومفرج ينتظره حتى يدخل عند زوجته ليسترق السمع لعله يسمع شيئاً من حديثه مع زوجته . . . إلا أن المهادي لما جلس في مجلسه وحيداً تناول ربابته وأخذ يغني ويقول

يقـول المـهادي والمـهادي مهمـل

بي علتـن كل العـرب ما درى بـها

أنـا وجعـي مـن علتـن بـاطنيـة

بأقصى الضمايـر ما درى وين بابـها

تقـد الحشـا قـد ولا تنثـر الدمــا

ولا يـدري الهلبـاج عمـا لجـا بـها

وإن أبديتـها بانـت لرماقـة العــدا

وإن أخفيتها ضـاق الحشـا بالتهابـها

أربـع سنيـن وجارنـا مجـرم بنـا

وهو مثل واطي جمرتين ما درى بـها

وطاهـا بفـرش الرجـل ليما تمكنـت

بقى حـرها ما يبـرد المـاء التهابـها

ترى جارنا الماضـي على كل طلبـه

لو كان مـا يلقـى شهـودن غدابـها

ويا مـا حضينـا جارنـا من كرامـه

بليلن ولو نبغـي الغبـا ما ذرى بـها

ويا مـا عطينـا جارنـا مـن سبيـة

لا قادهـا قـوادهـم مـا انثنـى بـها

ونرفى خمال الجـار ولـو داس زلـة

كما ترفـي البيـض العـذارى ثيابـها

ترى عندنا شـاة القصيـر بـها أربـع

يحلـف بهـا عقارهـا مـا درى بـها

تنـال يالمهـادي ثمانـن كـوامــل

تراقـى وتشـدي بالعـلا من أصابـها

لا قـال منـا خيّـرن فـرد كلمــة

بحضـرات خوفـن للرزايـا وفى بـها

الأجـواد وإن قـاربتـها مـا تملــها

والأنـذال وإن قاربتـها عفـت ما بـها

الأجـواد وإن قالـوا حديثـن وفوابـه

والأنـذال منطـوق الحكايـا كـذابـها

الأجـواد مثل العـد من ورده ارتـوى

والأنـذال لا تسقـى ولا ينسـقا بــها

الأجـواد تجعـل نيلـها دون عرضـها

والأنـذال تجعـل نيلـها فـي رقابـها

الأجـواد مثل الزمل للشيـل يرتكـي

والأنـذال مثل الحشور كثير الرغابـها

الأجـواد لو ضعفـو وراهم عراشـه

والأنـذال لو سمنـو معـايا صلابـها

الأجواد يطرد همهـم طـول عزمهـم

والأنـذال يصبـح همهـم في رقابـها

الأجـواد تشبـه قـارتـن مطلحبــة

لا دارهـا البـردان يلقـى الـذرابـها

الأجـواد تشبـه للجبـال الـذي بـها

شـرب وظـل والـذي ينهقـا بــها

الأجـواد صندوقيـن مسـك وعنبـر

لافتحـن أبـوابـها جـاك مـابــها

الأجـواد مثل البدر في ليلـة الدجـى

والأنـذال ظلمـا تايهـن من سرابـها

الأجـواد مثل الـدر في شامـخ الـذرا

والأنذال مثل الشـري مـرن شرابـها

الأجـواد وأن حايلتهـم مـا تحـايلـو

وأنـذال أدنـى حيلتــن ثـم جـابـها

الأنـذال لـو غسلـوا يديهـم تنجسـت

نجـاسـة قلوبـن مـا يسـر الدوابـها

يـا رب لا تجعـل الأجـواد نكبـــة

من حيث لا ضعف الضعيـف التجابـها

أنا أحب نفسي يرخـص الـزاد عندهـا

يقطعـك يـا نفـس جـزاها هبـابـها

يا عـل نفسـن مـا للأجـواد عنـدها

وقـارن عسـى ما تهتنـي في شبابـها

عليـك بعيـن الشيـح لا جــت وارد

خـل الخبـاري فـإن ماهـا هبـابـها

تـرى ظبـي رمـان برمـان راغـب

والأرزاق بالدنيـا وهـو ما درى بـها

سقـا الحيـا ما بيـن تيـما وغربـت

يمين عميـق الجـزع ملفـا هضابـها

سقـا الولـي مـن مزنتـن عقـربية

تنشـر أدقـاق وبلـها من سحـابـها

اليا أمطرت هذي ورعد ذي سـاق ذي

سنـاذي وذي بالوبـل غـرق ربابـها

نسف الغثا سيـبان ما ها اليا أصبحـت

يحيل الحول والما ناقعـن في شعابـها

دار لنـا مـا هـي بـدران لغيـرنـا

والأجنـاب لـو حنـا بعيـدن تهابـها

يذلـون مـن دهـما دهـوم نجـرهـا

نفجـي بـها غـزات من لا درى بـها

ترى الدار كالعـذرى إلى عاد ما بـها

حزن غيـورن كـل من جـاز نابـها

فيا ما وطت سمحات الأيدي من الوطـا

نصـد عنـها ما غـدا مـن هضابـها

تهـاميـة الرجليـن نجـديـة الحشـا

عذابـي مـن الخـلان وأنـا عذابـها

أريتـك إلى ما مسنا الجـوع والضمـا

واحتـرمـن الجـوزا علينـا التهابـها

وحمى علينا الرمل و استاقـد الحصـا

وحمى على روس المبـادي هضابـها

وطلن عـذرن من ورانـا و شارفـن

عماليـق مطـوي العبـايـا ثيـابـها

سقـانـي بكـأس الحـب دومنهـنه

عنـدل من البيض العـذارى أطنابـها

وإلى سـرت منا يا سعـود بن راشـد

على حرتن نسـل الجديعـي ضرابـها

سرهـا وتلفـي مـن سبيـع قبيلــة

كرام اللحـا في طوع الأيـدي لبابـها

فـلا بـد مـا نرمـي سبيـع بغـارة

على جرد الأيـدي دروعـها زهابـها

وأنـا زبـون الجـاذيـات مهمــل

إلى عزبـوا ذود المصاليـح جابـها

عليـها مـن أولاد المـهادي غلمـه

اليـا طعنـوا ما ثمنـوا في أعقابـها

محا الله عجوزن من سبيع بن عامـر

مـا علمـت قرانـها فـي شبابـها

لها ولـدن ما حـاش يومـن غنيمـة

سوى كلمتين عجفـة تمـزا وجابـها

يعنونها عسمان الأيـدي عن العضـا

محـا الله دنيا ما خـذينا القضـا بـها

عيـون العـدا كـم نوخـن من قبيلـة

لا قـام بـذاخ إلا جـاعـر يهـابـها

وأنـا أظـن دار شـد عنـها مفـرج

حقيـق يـا دار الخنـا فـي خرابـها

وأنا أظـن دار نـزل فيـها مفـرج

لا بـد ينبـت زعفـرانن تـرابـها

فتـى مـا يظـم المـال إلا وداعـة

و لو يملك الدنيـا جميعـن صخابـها

رحـل جارنـا ما جـاه منـا رزيـة

وإن جتنـا منـه ما جـاه منا عتابـها

وصلوا علـى سيـد البرايـا محمـد

ما لعلـع الجمـري بعالـي هضابـها



كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول لجاره إما ارحلوا وإلا رحلنا . . . ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة
تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة , وإلى أين وصلت . . . فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد . . . يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنه جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال وأنت بهذا الشباب . . . وأخذ يستدرجهم . . . أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهما
أما الصغير منهم فأجابه . . . والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها , عرف أنه هو . . . فقال مفرج . . . وهل كان ذلك برضاها !!! فقال ولده لا بل غصباً عنها . . . فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها !!! فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة . . . وأتربص لها , ثم أهجم عليها , يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها بالحبل وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها
وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن جثته التي تركها في مكانها . . . وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام
وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله . . . تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها . . . فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين ومتحابين إلى النهاية

زهرة الكركديه 21-11-2007 03:15 PM

اعتقد والله اعلم أن عيناي لم تطرفا وانا أقرا هذه القصة ..!!
سبحان الله
جعلتني أفكر هل يوجد في هذا الزمان رجل مثل المهادي أو مفرج السبيعي..!
لا أعتقد...فمروءة كهذه قل وجودها حقيقة.

قصة رائعة وانا أقرأ أحداثها تذكرت أني شاهدتها تعرض مرة في التلفاز ولكن منذ فترة طويلة.

بالفعل قصص العرب قديما كنز قيم

أشكرك جزيل الشكر على نقلك إياها لنا .


موضوع يستحق التثبيت بلا ريب.

الضبع 22-11-2007 12:13 AM

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة زهرة الكركديه
اعتقد والله اعلم أن عيناي لم تطرفا وانا أقرا هذه القصة ..!!
سبحان الله
جعلتني أفكر هل يوجد في هذا الزمان رجل مثل المهادي أو مفرج السبيعي..!
لا أعتقد...فمروءة كهذه قل وجودها حقيقة.

قصة رائعة وانا أقرأ أحداثها تذكرت أني شاهدتها تعرض مرة في التلفاز ولكن منذ فترة طويلة.

بالفعل قصص العرب قديما كنز قيم

أشكرك جزيل الشكر على نقلك إياها لنا .


موضوع يستحق التثبيت بلا ريب.


ألف شكر يامشرفتنا العزيزه على تثبيت الموضوع، وأتمنى أن ينال أعجابك وإعجاب الأعضاء.
ولكي الشكر الجزيل.

الضبع 22-11-2007 12:34 AM


:*¨`*:♥:*¨`*: القصة الثالثة: جديع بن قبلان:*¨`*:♥:*¨`*:


جديع بن قبلان من شيوخ قبيلة عنزة كما يحكى عنه . . . المهم أن بطل قصتنا شاب قيل أن أباه من شيوخ البادية , هذا الشاب أحب فتاة من عرب جديع بن قبلان فوقف أبوها بينها وبينه بعد أن تقدم لخطبتها لسبب أو لآخر . . . ولم يستطع الشاب الابتعاد عنها بعد أن رحلت قبيلته إلى مرابعها بعد أن كانوا يجتمعون بالصيف حول موارد المياه . . . الشاب بعد أن رحلت قبيلته تركها وعاد إلى منازل قبيلة جديع بن قبلان والتجأ إلى عجوز بالقبيلة أعطاها مالاً مما معه , وأودع عندها فرسه وملابسه وأحضرت له ملابس رثه فتنكر بها وقصد مجلس جديع بن قبلان مادحاً . . . فأراد جديع أن يعطيه , فرفض فسأله جديع عن مطلبه فقال أريد أن أعمل عندك مقابل أكلي وشربي ومبيتي . . . فعرض عليه عدة مهن فرفضها وسأله عن طبيعة العمل التي تناسبه فقال أصنع القهوة . . . فضمه عاملا للقهوة , واستمر في خدمته . . . فكان إذا مضى جزء من الليل ونام جديع ومن معه سحب نفسه بهدوء حتى يقترب من بيت محبوبته فيكمن ويعوي كعواء الذيب فتعرفه وتضع طرف عباءتها على النار وترفعها كإشارة له فيقترب ويجلس معها يتحدث حتى بزوغ الفجر فيعود لبيت جديع وينام . . . وهكذا
وفي أحد الأيام فطنت له زوجت جديع , فقالت لزوجها أن المقهوي ((أي عامل القهوة)) يقوم معكم للعشاء ولكنه يمد يده ولا يرفعها لفمه , وإذا نام الجميع سحب نفسه باتجاه بيت فلان و يعود مع الفجر . . . فتعجب جديع من صنيعه ومن فطنة زوجته أيضاً حيث أنهم لم يلاحظوا أكله ولاحظته المرأة . . . ولما كانت الليلة التالية انتبه له جديع فإذا كلامها صحيح , ولما نام الجميع أخذ جديع يراقبه . . . فلما سرى الشاب سرى خلفه حتى إذا ما دخل بيت الفتاة جلس بالقرب منها وقد كان الظلام دامساً فلم يرياه . . . وكان بينهما وبينه رواق بيت الشعر فجلسا باتجاه بعضهما ولم يلمس كل منهما الآخر , وأحضرت له طعام العشاء كالعادة فأكل ولما فرغ أكلت هي , ثم جلسا يتحدثان يشكو كل منهما للآخر فرط الهيام . . . فسرد عليها قصته وكيف تنكر وأصبح عاملاً بعد أن كان أميراً من أجلها , وجديع يسمع . . . وكان الشاب يحمل معه عصا صغيرة فقال لها إلمسي طرف العصا وسوف ألمس الطرف الآخر , ولأن حبهما عذري رفضت الفتاة لمس طرف العصا . . . فقال لها إذا استمرت الحال على ما هي عليه فإني هالك لا محالة , فقالت إن هلكت فلا حاجة لي بالدنيا بعدك . . . ولكن عليك بجديع بن قبلان فلن يحل مشكلتنا غيره هو الذي يدركني لك بأحد الأحمرين , وهي تقصد أحمر الذهب أو أحمر الدم , فقال لها في هذا الصباح سوف أخبره . . . هذا كله وجديع يستمع لهما . . . ولما اقترب الفجر توادعا وعاد كل منهما إلى مكانه , وعاد جديع لمكانه فإذا زوجته تنتظره لتستفسر عن الخبر . . . فأخبرها بالحكاية وأخبرها أيضاً عن عزمه على تزويجهما لبعضهما بأحد الأحمرين كما قالت , وبينما هما يتحدثان كان الشاب قد عاد لمكانه وأمسك الربابة وأنشد يقول

يا راكب اللي تـودع العبـد قربـي

جدعتيـن تدنـي بعيـد السـرابـي

اليا ارتخت ذرعانها عقـب كربـي

حمص وحلب أدنى منازل أقرابـي

يا جديع بن قبـلان خان الدهر بـي

خانـت لياليهـا مـه أيامهـا بـي

طير الهوى يا ستر موضى شهربـي

يـم الثـريـا والكواكـب رقـابـي

يهوم بي يا جديـع شرقـن وغربـي

والله علـم يـم الشمـال انتحـابـي

وبادق من سلك العنكبوت انحدر بـي

ليما على نقرة حضوضا رمـى بـي

شـوك عاقـول وحلفنـا بـدر بـي

تغطلسـت دنيـاي والنـور غابـي

مالي صديقـن يفتهـم كـود قلبـي

لا قلـت له هـات التماثيـل جابـي

ول يـا غريـن بالمحبـة كفربـي

لا هو بذابحني ولا أشفـى صوابـي

ناح الحمام وجـر الألحـان طربـي

وطـوح عنـاه بعاليـات النـوابـي

وكظمت بالأنيـاب ممـا استقربـي

ليما غطس في شفتـي راس نابـي

جابوا طبيب درابـي وافتكـر بـي

ولا ظنتـي غيـر الشهـادة لقابـي



اختتم الشاب قصيدته ونام في مكانه . . . وجديع وزوجته يستمعان له ولم ينم جديع بانتظار الصباح
ولما كان الصباح لم يوقظ جديع الشاب كالعادة لصنع القهوة فتركه يشبع من النوم , وعمل هو القهوة بنفسه , وأرسل في طلب والد الفتاة , ولما حضر واجتمع المجلس عند جديع أمر أحد الموجودين أن يوقظ الشاب . . . ولكن الشاب لم يتحرك فقام له جديع وقلبه فإذا هو جثه هامدة . . . فقد أسلم الروح بعد نهاية قصيدته تأكيداً لآخر بيت فيها . . . عض جديع على ناجده وتذكر كلامهما ليلة البارحة . . . فأرسل أحد خدامه إلى بيت الفتاة يطلب منهم الفأس وكان البدو نادراً ما يستعملونه فقال إذا سألوك لماذا أخبرهم أن مقهوينا توفي وهو يقصد إخبار الفتاة . . . وما هي إلا لحظات حتى جاءت الفتاة تركض وقد شقت جيبها ناسيةً الحياء . . . فأمر جديع الناس أن يبتعدوا عن جثة الشاب ليفسحوا لها المجال , فلما رأته وقعت فوقه جثة هامدة هي أيضاً . . . فأمر جديع بدفنهما بقبر واحد لأنه لم يستطع جمعهما وهما حيَّان فجمعهما بالقبر..

الضبع 23-11-2007 03:09 PM



""قصة:فالح العّتل""

كان لفالح العّتل ابنة عم على قدر كبير من الجمال , وكان ((محيرها)) أي مانعها من الزواج بغيره حسب عادات أهل البادية حيث يعطي ابن العم الأحقية بالزواج بابنة عمه قبل غيره ولا يمكنها أن تتزوج بدون أن يسمح لها وإن زوّجها والدها متجاوزاً العرف فقد يتعرض هو للقتل كما يتعرض الزوج أيضاً . . . لذا نجد أن هذه العادة محترمة بينهم . . . المهم أن فالح هذا أوقف ابنة عمه عن الزواج بغيره لأنه يريدها وهي رفضت الزواج به لأنها لا تريده , وبقيت هكذا معلقة . . . وفي أحد الأيام جاء لفالح شخص وقال له إن سبب عزوف ابنة عمك عنك أن هناك شخصاً آخر اسمه فلان من نفس القبيلة وهو الذي أغواها ولعب بأفكارها وغيرها عليك
فقرر فالح أن يقتل ذلك الشخص الذي تحبه وبدأ يتتبعه وكان هذا الشخص مولعاً بالصيد يخرج بالصباح ويعود بالمساء فتبعه وهو يتحين الفرص لكي يقتله . . . وبعد أن تعب الرجل استراح في ظل صخرة وكان فالح من خلفه بينهما الصخرة والرجل لا يراه فمد فالح بندقيته يريد قتله وإذا بالرجل يظهر ربابته ويغني عليها ويقول

القلـب حـن بيـن الاضـلاع يعـزل

والعيـن جاز لهـا البكـا من عناهـا

على الـذي عينـه كما عيـن معـزل

لا شافـت الرمـاي جـا من وراهـا

عسـاك يا قلـب العنـا عنه تجـزل

أجزال دلـون يـوم يجـزل رشاهـا

لو كـان في بسـرة القلـب منـزل

مـا تنرجـا وحبـال فالـح وراهـا



كل هذا وفالح كامن له بين الصخور يريد قتله ويقول حتى اسمع البيت الآخر فقد كان الشاب يغني على ربابته وهو يبكي حتى وصل للبيت الأخير الذي يمتدح فيه ابن عمها بأن لا أمل لمن يريدها وان عمها فالح محيرها وخصوصاً وأنه لا يقدر عليه أحد . . . فإذا بطرف بندقية فالح على بلعوم الشاب . . . وفالح يحلفه (أحلف أنك لا تعلم بوجودي)
فيحلف الشاب . . . فيقول له جزاء كلامك قد أطلقتها من ((حياري)) ولك أن تتزوجها . . . وتزوجها

الضبع 23-11-2007 03:23 PM


<قصة: محمد بن شعلان>


محمد بن شعلان من الشعلان شيوخ الرولة من عنزة . . . حدثت له حكاية غريبة وبها نوع من الطرافة ،، حصل بالزمان السابق أن محمد بن شعلان قتل واحداُ من جماعته ونزل عند ابن رمان من شمر . . . ولأن من عادات البدو حماية الجار فقد أكرم وفادته ابن رمان وأكرمه . . . بقي عنده فترة تزيد عن الخمس سنوات بعدها أرسل له جماعته من يقول له أن المشكلة حلت وما عليك إلا أن تعود . . . وفعلاً عاد لقبيلته وقامت امرأته تبني بيت الشعر وجماعته يذبحون الذبائح وذهب هو يروي إبله على الماء ولما أقبل على الماء فإذا الناس مجتمعه فذهب يستكشف ولما أقبل عليهم جاءه اثنان واحد يلحق الثاني فحاول حل المشكلة فأدخل الأول وقال للثاني أنا أمنعك بالوجه . . . فلما سمعه قال الثاني مخاطباً محمداً . . . إذا لم تبتعد ذبحتكما أنت والرجل . . . زعل محمد وتناول سيفه وقطع رأسه . . . وبسرعة عاد لزوجته وقال لا تكملين بناء بيتك سنرحل قالت . . . ذبحت رجال؟ . . . قال نعم . . . قالت . . . أدخل على الله , اتركني مع جماعتي فتركها ورحل وحيداً وعاد إلى ابن رمان . . . عرف ابن رمان أن هناك سالفة جديدة ولكنه لم يكلمه بل حضر له القهوة والسبيل والزاد فقال ابن شعلان

طس السبيل من أصفـر اللون طسـه

الشـاوري يجلـي عن الكبـد علـه

من ردن قرمـن يجـدعه ما يدسـه

كيفـن الياقلـط علـى النـار دلـه

الله مـن قلبـن همـومـه تمســه

مسـت حبـال مهـاوزات ألا ظلـه

لا شفت خطو الطـول بـالك تعسـه

وإن فارقـك شـر المخاليـق خلـه

لو عنـدنا من غيـب الأيـام رسـه

الآدمـي مصلـوح نفســه يـدلـه

لا جاك عيـن عايلـن طـول حسـه

متطمشـن والحـق عيـا يـدلــه

يعبا له المعـشا على النقـص هسـه

ليما يضيق النقص من مضنكـن لـه

لا رنق المشقـاص وانجـال حسـه

ينزال عن كبـدي صـدا كل علـه

الضبع 23-11-2007 03:40 PM

<قصة:عبد الكريم الجربا>

عبدالكريم الجربا من شيوخ شمر . . . . . . اشتهر هذا الشيخ بالكرم والجود حتى أطلق عليــه ((أبو خوذة)) لأنه كلما طلب منه أحد شيئاً قال له ((خوذة)) أي خُذْه فسمي ((أبو خوذة)) . . . وحكايات هذا الشهم الكريم كثيرة وفيه قال أكثر الشعراء الذين عاصروه أجمل قصائدهم بمدح خصاله وخصوصاً بالجود والكرم . . . وقليل من الشعراء الذين عاصروه من لم يقصده مادحاً وينال من كرمه
وحكايتنا عن عبدالكريم الجربا فيها نوع من الغرابة وهي . . .
إن هناك حايف والحايف هو اللص الذي يحوف العرب وهم نائمون أو على حين غرة ينهبه من الإبل ويهرب بليله وهذا الحايف حاف بيت عبدالكريم الجربا وقد كان الجو بارداً لدرجة أن الإبل كانت باركه أمام البيت متراص بعضها ببعض فاندس الحايف بينهما وأخذ يحاول تقويمها لكي يفك عقلها أي رباطها من الساق ويهرب بها إلا أنها ولشدة البرد لم تقم وهذا هو يتجول بينها كلما دك واحدة رفضت النهوض حتى أدركه الهلاك هو بنفسه فتجمدت يداه وأعياه البرد الشديد . . . فكر ولم يجد أمامه سوى بيت عبدالكريم فدخل وهم نائمون وجلس في مكان النار وأخذ يحفر الرماد بيديه لعله يجد الدفء ليديه , وكان عبدالكريم نائماً بالجزء الثاني من البيت بينه وبين الرفه أي المجلس الرواق فسمع حركته ونهض وذهب له ولما نظر حالته لم يكلمه بل أخذ فروته وهي من جلد الغنم من ظهره ورماها على الحايف دون أن يكلمه وعاد لفراشه
ولما شعر الحايف بالدفء من الفروة نام في مكانه لشدة تعبه وإعيائه من البرد
وفي الصباح بعد أن اجتمع المجلس جلس الحايف وعلى ظهره فروة الأمير . . . فسأله الأمير عن سبب مجيئه بهذا البرد القارص فطلب الأمان أولاً . . . فأعطاه الأمير . . . فسرد الحكاية كاملة وأردف بهذه الأبيات

البارحـة مـا هـي مـن البـارحاتـي

من واهـج ينفـح على البيـت ويزيـر

لـولا أبو خـوذة كـان هـذا مماتـي

فـي سهلتـن مـا ينلقـابـه حوافيـر

عطيتـه مـا هـي مـن البينـاتــي

فـروة وكـن عازلـن لـي معـاتيـر



وما إن أتم حديثه وقصيدته حتى قال له عبدالكريم : ذود المغاتير أي قطيع الإبل البيض التي حفتها بالأمس عطية لك . . . وكانت أم عبدالكريم تسترق السمع فقالت له لا يا عبدالكريم يكفيه إبقاؤك على حياته . . . فأجابها أجل ليه سميتيني عبدالكريم.

وشكراً لكم.

الطارق 24-11-2007 12:11 AM

تسلم أخي الضبع على هذا الموضوع ..

لدينا والله تراث عظيم من القصص في عالمنا العربي ..
وتحمل الكثير تلك القصص الكثير من الحكم والأمثال والبطولات

ومن بين أشكال تراثنا العربي القصصنا الشعبية التي إلى الآن لم تجد
حقها من الاهتمام بالتسجيل والتدوين ، ولو سجلت ودونت لعلم أجيل الحاضر والمستقبل
كما كانت هناك الكثير من القصص والحكم والكرم والشيم والشجاعة لدى أجدادهم الٌأقربين
ولفخروا بتلك الاجيال القريبة وساروا على دربهم ونهلوا من كرمهم وشجاعتهم وشيمهم وبطولاتهم ..

تحياتي لكـ:)

الضبع 24-11-2007 01:39 PM

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الطارق
تسلم أخي الضبع على هذا الموضوع ..

لدينا والله تراث عظيم من القصص في عالمنا العربي ..
وتحمل الكثير تلك القصص الكثير من الحكم والأمثال والبطولات

ومن بين أشكال تراثنا العربي القصصنا الشعبية التي إلى الآن لم تجد
حقها من الاهتمام بالتسجيل والتدوين ، ولو سجلت ودونت لعلم أجيل الحاضر والمستقبل
كما كانت هناك الكثير من القصص والحكم والكرم والشيم والشجاعة لدى أجدادهم الٌأقربين
ولفخروا بتلك الاجيال القريبة وساروا على دربهم ونهلوا من كرمهم وشجاعتهم وشيمهم وبطولاتهم ..

تحياتي لكـ:)


بارك الله فيك أخي الطارق والحمد لله بعد ظهور الأنترنت أصبحت تلك القصص لها أهميتها ومحفوظه ومسجله في بعض المواقع المشهوره.

زهرة الكركديه 24-11-2007 08:41 PM

السلام عليكم

بالفعل هذه القصص القمة في الروعة من المؤلم ان لا تاخذ حقها في النشر والقراءة فهي متعة حقيقية وذات مغزى عميق ومواضيع شائقة وهادفة مهما يكن نوعها

حين بدأت أقرأ ما تضعه " عزيزي الضبع مع أنه حقيقة ولا أخفي عليك كلما لفظت اسمك أضحك "
ما تضعه من هذه القصص قد ذكرتني بأخي الطارق الذي منذ فترة كان قد سجل موضوعا بمثل هذه النوعية من القصص لكن بأسلوب مختلف قليلا ..

أشكرك كثيرا
قصص حقا رائعة ومها قلت فيها فلن أوفيها حقها من الجمال وروعة الأحداث والأخلاق التي تحتويها



البارحـة مـا هـي مـن البـارحاتـي " أي والله صدق "

الضبع 25-11-2007 12:44 PM

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة زهرة الكركديه
السلام عليكم

بالفعل هذه القصص القمة في الروعة من المؤلم ان لا تاخذ حقها في النشر والقراءة فهي متعة حقيقية وذات مغزى عميق ومواضيع شائقة وهادفة مهما يكن نوعها

حين بدأت أقرأ ما تضعه " عزيزي الضبع مع أنه حقيقة ولا أخفي عليك كلما لفظت اسمك أضحك "
ما تضعه من هذه القصص قد ذكرتني بأخي الطارق الذي منذ فترة كان قد سجل موضوعا بمثل هذه النوعية من القصص لكن بأسلوب مختلف قليلا ..

أشكرك كثيرا
قصص حقا رائعة ومها قلت فيها فلن أوفيها حقها من الجمال وروعة الأحداث والأخلاق التي تحتويها



البارحـة مـا هـي مـن البـارحاتـي " أي والله صدق "


زهرة المنتدى أسمي هذا له حكاية ورواية وذكريات لا تنسى علشان كذا أنا محتفظ فيه :)
صدقتي أختي زهره فأخي الطارق قرأت موضوعه كاملاً وفيه من القصص المشوقه جداً والتي تختزن بالذاكره. ونحن مكملين لبعض هو له أسلوبه وأنا لي أسلوبي :glasses2:
شكراً على مرورك على موضوعي يازهرتنا المحترمه،، بس لا تفكرين بالأسم رجاء :) :)

الضبع 25-11-2007 07:02 PM


(قصة: شليويح العطاوي)


شليويح العطاوي من قبيلة عتيبة , وهو رجل شهم وشجاع نشأ وترعرع على الشجاعة , فكانت مهنته وغايته فهو يغزو صيفاً وشتاءً , بالحر والبرد , بالليل والنهار , ولا يهجع أبداً فما أن ينتهي من غزوة حتى يستعد للثانية حتى شاع صيته وذاع اسمه وسمع به من لا يعرفه وعرفه من لا يراه . . . ومن طريف ما حصل لشليويح أن إحدى بنات البادية أحبته دون أن تراه ولكن كعادتهن يعشقن الطيب والشجاعة على ما يسمعن عنه
المهم أن الفتاة وضعت جائزة لمن يريها شليويح أو يكون سبباً لرؤيتها له جملاً تعطيه له . . . وحصل أن رأته . . . فقالت له : ذكرك جاني وشوفك ما هجاني , بمعنى ليتني لم أرك . . . وكان وجهه أسود من لفح السموم كما أن هيئته صارت شعثة من كثرة التعب والمغازي . . . لما سمع شليويح كلامها أجابها بقوله

يا بنـت ياللـي عن حوالـي تساليـن

وجهـي غدت حامي السمايـم بزينـه

أسهـر طـوال الليـل وانتي تناميـن

وان طـاح عنك غطـاك تستلحفينـه

أنـا زهابـي بالشهـر قيـس مديـن

ما يشبعـك يـا بنـت لـو تلهمينـه

مـرة تضحـي والمضحـا لنا زيـن

ومـرة نشيلـه بالجـواعـد عجينـه



وكان رده لها كالمسمار بلوح الخشب فقد أسكتها . . . وكثيراً ما كانت تواجه العطاوي مثل هذه المواقف فالفتيات يسمعن بحكايته ويرسمن له صورة معينه بأذهانهن وعندما يرونه تتغير نظرتهن له
وذات مرة كان شليويح ورفاقه في إحدى الغزوات أصابهم العطش وشح عليهم الماء وكانوا بالصيف شديد الحرارة وأخذوا يبحثون عن الماء حتى عثروا على غار صغير فيه صخرة صماء تجمع بها الماء بعد المطر فتسابقوا إليه الكل يريد أن يشرب فقد أدركهم الهلاك . . . وخافوا أن يشربه أحدهم ويترك الآخرين . . . فاتفقوا على أن يزنوا الماء بالوزنه وكل واحد منهم يشرب بالوزنه ولا يزيد عليها . . . فكان شليويح لشدة عفته ومروءته وشهامته ورغم أن العطش بلغ منه ما بلغ إلا أنه كان يترك وزنته لرفاقه ويصبر على الظمأ حتى فرج الله لهم . . . وبهذه يفاخر فيقول

يا مـل قلبـن عانـق الفطـر الفيـح

كنـه علـى كيـرانهـن محـزومـي

ما أخلف وعدهن كود ما تخلف الريـح

وإلا يشـد الضلـع ضلـع البقومـي

يـا ناشـدن عنـي ترانـي شليويـح

نفسي على قطـع الخرايـم عزومـي

إن قلَّـت الوزنـه وربعـي مشافيـح

أخلـي الوزنـه لربعـي واشـومـي

واليـا رزقنـا الله بـذود المصاليـح

يصير قسمـي مـن خيـار القسومـي

واضـوي اليا صكـت على النوابيـح

واللي قعـد عنـد الركـاب نخدومـي

وإن كان لحقـوا مبعديـن المصابيـح

معهم من الحاضـر سـواة الغيومـي

اليـا ضربـت السابـق أم اللواليـح

كلـن رفـع يمنـاه للمنـع يـومـي

الضبع 25-11-2007 07:21 PM



(قصة: فهد الرشيدي)


هذه الحكاية من غرائب القصص . . . حدثت هذه القصة في مدينة حائل بالسعودية . . . كان هناك ((شيبه)) والشيبه حسب الظاهر هي أنثى الذئب بلغة أولئك القوم . . . المهم أن هذه الشيبة تغير على ما تطرف من العرب وتنهب ما تنهبه
وذات يوم أغارت الشيبة ونهبت طفلاً اسمه (( فهاد )) وأكلته . . . كانت والدة الطفل اسمها ((سريّعة)) بتشديد الياء . . . فأخذت هذه العجوز بالصياح على ولدها وأخذ الناس يعذلونها بأن هذا قضاء الله وقدره , فقالت والله لا أهدأ حتى تقتل هذه الشيبة . . . طيب وين نلاقي ذئب بوسط هذه الجبال ؟ . . ومن يقول أن هذا الذئب هو الذي أكل ولدها ؟ . . فكل الذئاب تتشابه . . . إلا أن الأم لم تهدأ . . . وكان هناك بالقرية ثلاثة رجال عرف عنهم ولعهم بالصيد والقنص , الأول يسمى السليطي والثاني الدغيري , والثالث فهد الدرزي الرشيدي . . . فقالت هذه الأبيات تستفزعهم وتنخاهم لذبح الشيبة . . . وتقول:

وين السليطي . . . جرح قلبي محيطـي

علـى وليفـي شلتـه شينـة النــاب

وين الدغيري . . . صار نفعك لغيـري

يا حاسيـن صيـد الغراميـل بحسـاب

وين الرشيدي . . . والبكـا ما يفيـدي

يا خو الثـريا يا حجـا كل من هـاب



انتخى لها الدرزي فهد . . . وحمل سلاحه وقصد الجبال وهذا هو يذبح كل ذئب يصادفه ويفتح بطنه لعله يجد علامة . . . حتى ذبح آخر ذئب فوجد ببطنه كف فهد . . . فأرسل الذئب ويد الطفل لأمه وأرسل هذه الأبيات

يـا سريّعـة لا تـزعجيـن الونينـي

الشيب قلبـك فاجيـن غـرة أجـواد

لومـك عليـه كـان شفتـه بعينـي

لأخـذ ثرا يا شمعـة البيـض فهـاد

بخمـاسيـن عقبـه لكتفـي متينـي

عـوق العنـود اليا تنحـت بالابعـاد

الضبع 25-11-2007 07:28 PM

(قصة: حجرف الذويبي)


حجرف الذويبي من قبيلة حرب القبيلة المشهورة في جزيرة العرب . . . كان حجرف مشهوراً بالكرم , فقد كان ينفق كل ما يملك ولا يهتم إكراماً لضيفه أو لشخص يطلب منه العون . . . وإذا لم يجد شيئاً يذبح شاة أولاده التي يشربون حليبها أو يذبح مطاياه التي يرتحل عليها , وفي كل مرة كان بنو قومه يجمعون له من إبلاً ويعطونه إياها عوضاً لما أتلفه بالكرم . . . وكلما جمعوا له من إبل أو غنم أتلفه بين ذبيح لصاحب حق من الضيفان وعطية لطالب المعروف من العربان ولا يزال هذا من فعله حتى يخرج من جميع ماله , وهكذا . . . وفي أحد الأيام كان حجرف وقبيلته نازلين بالقرب من الماء بالصيف وقد أتلف حجرف حلاله كله بالكرم , وأرادت القبيلة أن تجمع له كالعادة فقال بعضهم . . . لِمَ لا نعطي حجرف درساً قبل أن نعطيه الإبل لعله أن يمسك على الأقل مطاياه التي يتنقل عليها ؟ . . واتفقت القبيلة كلها على هذا الرأي . . . فقد قرروا أن يرحلوا ويتركوه , حتى يعرف مدى حاجته إلى الرواحل التي تحمله , فإذا مرت مدة صالحة للاعتبار , أرسلوا له من الإبل ما يحمله وأهله . . . حتى إذا ما أحس بحاجته إلى الإبل وبعد مرور أيام يرسلون له الإبل التي يتنقل عليها
وبالفعل رحلوا وتركوه وهو ينظر لهم فلم يلتفت إليه أحد حتى بقي في مكانه عند الماء وحيداً . . . وبالمساء أخذت زوجته تكثر عليه الكلام واللوم , وتحاول أن تنصحه بأنه لو كانت لديه مطاياه لعانق قبيلته ولحق بها . . . وهكذا
لم ينم حجرف ليلته تلك فهم يريدون منه أن يتخلى عن طبع اشتهر به وعرف نفسه من خلاله وهو لا يستطيع
وفي الصباح الباكر خرج حجرف من بيته يملأ قلبه الحزن والهم , وقصد إلى مكان مرتع كعادة البدو في ضيقهم يبحثون عن المكان العالي ويبثون حزنهم من خلاله حتى تذهب الهموم فيعود
وبعد أن وقف في هذا المكان وتلفت فإذا داب أعمى يقف أمام باب جحره فاتحاً فمه ولا يتحرك وإذا بعصفور يقع على فم الداب ظناً منه أنه غصن شجرة فيلتهمه الداب ويدخل جحره . . . و حجرف يراقبه ولم يبارح مكان حتى جاء وقت العصر , فإذا بالداب يخرج ثانية ويفتح فمه كالمرة السابقة ويأتي طير آخر ويقع في فمه فيلتهمه ويعود لجحره . . . أدرك حجرف أن الذي يرزق هذا الداب لن يتركه أبداً . . . فأنشد يقول

يقـول ابـن عيـاد وإن بـات ليلـه

مانـي بمسكيـن همومـه تشـايلـه

أنـا اليـا ضاقـت عليـه تفرجـت

يرزقنـي اللـي ما تعـدد فضايلـه

يرزقنـي رزاق الحيـايـا بحجرهـا

لا خايلـت برقـن ولا هـي بحايلـه

ترى رزق غيـري يا ملا ما ينولنـي

ورزقي يجـي لو كل حـي يحايلـه

جميـع ما حشنـا نـدور بـه الثـنا

وما راح منـا عارضنـا الله بدايلـه

نوب نحوش الفود من ديـرة العـدا

ونخـزز اللـي ذاهبـاتـن عدايلـه

خزن بالأيدي ما دفعنـا بـه الثمـن

ثمنها الدما بمطـارد الخيـل سايلـه

مع لابتن فرسان ننطـح بهـا العـدا

كم طامعـن جانـا غنمنـا زمايلـه

نكسـب بهم وننـزل بهـم خطـر

والله مـن قفـرن رعينـا مسايلـه



وبالمساء بعد أن فرغ حجرف من قصيدته عاد لبيته وإذا هو محاط برعية إبل كاملة فظن أنهم ضيوف واحتار من أين يأتي سبحانه له . . . المهم عقلها في الصباح ورحل عليها وتبع قبيلته التي تعجبت من حال الذويبي فأين كان وأين أصبح ولما عرفوا القصة لم يعودوا ثانية لمعاتبته على كرمه.

وشكراً لكم.

الضبع 29-11-2007 03:42 PM

((قصة:محمد بن ريس التميمي ))

[الخوي الطيب]


هذه القصة تتحدث عن أحد عادات وسلوم العرب وأهل البادية وهو الوفاء والرجولة وحق الخوي والمقصود بالخوي هو الرفيق المصاحب (المخاوي) في
السفر وهذه القصة حدثت في بداية القرن 12 الهجري حيث كانت هناك قافلة حجاج على ظهور الجمال عائدة من بيت الله الحرام بعد أداء مناسك الحج وفي أول الطريق أصيب أحد الركب بمرض الجدري واستمرت القافلة بالسير والمصاب بصحبتهم وفي منتصف الطريق اشتد به المرض مما تعذر معه استمرار السير به والقافلة كما هو معروف تتكون من مجموعات بعضها مع بعض ولا يمكن الأنتظار لحين شفائه فقرروا التحرك بدونه وتركه يلاقي مصيره فقام عندها قرر محمد بن منصور بن ريس التميمي أن يبقى معه ونذر نفسه بأن يجلس عند هذا المريض حتى يقضي الله أمره إما وفاة فيقوم بدفنه أو يكتب الله له الحياة ويعودا سالمين وعارضه بعض القوم إلا أنه أصرّ على رأيه وقراره وجلس مع المصاب في سفح جبل بين أوديه ليس فيها إلا الضباع والذئاب ونظم ابن ريس قصيدة أرسلها مع الركب إلى والدته بالرس حيث أنها لابد وأن تسأل عن ابنها الذي لم يصل ضمن القافلة فقال:



قال هيه يا أهل شايبات المحاقيب
أقفن من عندي جـداد الأثـاري
أقفن مع البيداء كما يقفي الذيب
لا طالع الشاوي بليـل غـداري
لا كن صفق أذيالهن بالعراقيـب
رقاصة تبغـي بزينـه تمـاري
يا ابن رخيص كب عنك الزواريب
عمارنا يا ابن رخيص عـواري
خوينا مـا نصلبـه بالمصاليـب
ولا يشتكي منا دروب العـزاري
لزمٍ تجيك أمه بكبـده لواهيـب
تبكي ومن كثر البكاء ما تـداري
تنشدك باللي يعلم السر والغيـب
وين ابني اللي لك خويٍ مبـاري
قل له قعد في عاليات المراقيـب
في قنةٍ ما حولـه ألا الحبـاري
يتنا خويه لين يبدي بـه الطيـب
وألا يجيه من الصواديف جـاري
إن كان ما قمنا بحق المواجيـب
حرمن علينا لابسات الخـزاري




وعندما شفي المصاب من المرض عاد الأثنان إلى الرس فسمي بعدها محمد بن ريس (( اباالضلعان )).تكريماً له على هذا العمل البطولي ولاتزال سلالة المذكور تعرف ب(الضلعان) إلى اليوم ، أما ((ابن رخيّص )) فهو أمير القافلة من أهل المذنب

وسلامتكم

الضبع 29-11-2007 03:58 PM

قصة: نمر بن عدوان في وضحى (وقصيدته المشهورة)



هو الشيخ نمر بن عدوان الصخري من شيوخ (( بنى صخر )) قبيلة عربية مشهورة مواطنها الآن شرقي الأردن - شاعر علم - كان الشاعر أميراً للبلقاء اشتهر بنبله وكرمه وسجاياه الحميدة
أما شاعريته : فهو شاعر عاطفي واقعي هزه الأسى وأضناه الوجد وعصره الألم . . . نظم الشعر يشكو ما أصابه فتفاعلت الجماهير مع شعره ورددوا شعره في كل مكان فتعاطف الناس معه وأحبوه وتابعوا أخباره التي سارت بها الركبان
أما حكايته فهي حكاية غريبة عجيبة فقد توفيت زوجة (( وضحا )) وهو في قمة سعادته معها فانفتق جرحه والسبب في حزنه عليها رغم اقتناعه وايمانه ان الموت حق هو انه الذي قتلها بيده ان صحت الرواة
وأنشد شعره وكأنه قبل وفاتها لم يكن شاعراً ولكنه ومن فرط ما أصابه قد تفجرت بداخله ملكة الشعر وأظهر روائع الوجدانيات بالشعر النبطي
أما قصة وفاة (( وضحا )) فاغرب ما روي عنها و تختلف من مصدر الى مصدر قيل ان نمر كان يامر زوجته ان تقوم ليلا بربط الفرس بالحديد حتى لاتسرق.. وفي احدى الليالي نسيت وضحا ان تربط الفرس ولم تذكر الا بعد وقت متاخر ..فذهبت مسرعة الى الفرس وعندما همت بربطه استيقظ نمر من نومه وشاهد ذلك الخيال عند الفرس ولشدة بياضها وجمالها راها من بعد فشك ان تكون حنشل فصوب اليها الشلفا وحيث انه فارسا لم يخطي فارداها قتيله....فكانت هذه مصيبة نمر ...

وقيل أنها اعتادت حلب الناقة لنمر قبل عودته لبيته من مجلسه بدقائق قليلة وذلك لشدة حرصها عليه لكي يشرب حليب الناقة ساخناً ، وذات ليلة عاد نمر قبل موعده الذي تعود أن يعود فيه . . . وفى طريقة إلى البيت لمح نمراً خيالاً بين أرجل الناقة فظنه حائفاً يريد سرقتها فضربه برمحه وأرداه قتيلاً وإذا بالخيال وضحا
وهناك روايات كثيرة عن أسباب وفاتها فمن الرواة من يقول أنها توفيت بمرض الطاعون حيث حل بهم الوباء وكانت من ضحاياه . . . وهناك من يقول إنها توفيت بالجدري وغير ذلك من الروايات
يقول الرواة إن نمر بن عدوان قد تزوج بعد وضحا بتسع وتسعين وضحا لعله يجد من تحل محلها فلم يحد حتى أنهكه المرض وأعياه الوجد فلحق بوضحا في مطلع القرن الثالث عشر الهجري وهو لم يتجاوز الأربعين من عمره وفيها يقول

البـارحـة يـوم الخـلايـق نيـاما

بيّحـت من كثر البكـا كل مكنـون

لـي ونّـهٍ مـن سمعـها ما ينـاما

ونّة صويبٍ بين الأطـلاع مطعـون

والاّ كمـا ونّـة كسيـر الســلاما

خلـوه ربعـه للمعاديـن مـديـون

فـي ساعـةٍ قـل الرجـا والمحـاما

فيمـا يطالـع يومهـم عنـه يقفـون

تسمـع لهـا بيـن الجرايـد حطـاما

من نوحها تدعـى المواليـف يبكـون

والاّ خـلـوجٍ سـابـتٍ للهـايـاما

على حوارٍ ضايـعٍ فى ضحا الكـون

والاّ حــوارٍ نشقــوه الشمــاما

وأمه تطالـع يـوم جـرّوه بعيـون

والاّ رضيـعٍ جـرّعـوه الفطــاما

أمه غـدت قبـل أربعينـه يتمّـون

عليـلك ياللي شرب كـأس الحمـاما

صـرفٍ بتقديـرٍ مـن الله مـاذون



والباحث في تراث نمر بن عدوان الأدبي لا يجد قصيدة لم يذكر بها وضحا أو يتوجد عليها ، والثابت عن نمر كلمة قالها راحت مثلاً بين الناس قوله ((هذا بلاء أبوك يا عقاب)) فقد سأل من ولده عقاب وهو صغير السن سأله نمر عن المرأة التي تزوجها حديثاً أيها أجمل هي أم والدته ، وكان متوقعاً أن يمتدح الطفل والدته ولكنه أمتدح الزوجة الجديدة فلما سأله نمر عن السبب قال عقاب أن أمي عوجاء إذا نامت على جنبها وقذفت ((الشرية)) أي ((نبات الشري)) إذا قذفته دخلت بين صدرها وردفها لذا فالمرأة هذه أجمل منها حيث لا عود فيها فصرخ نمر هذا بلاء أبوك يا عقاب وراحت مثلا وأنشد يقول

باح العزا يا عقاب صبري غدا ويـن

لـو درت عنـدي ذرةٍ مـا تجـدها

صبـري دفنتـه بالزبـاره بيبريـن

الله يكـافـي شـر منهـو جحـدها

ياسيـن يام عقـاب ياسيـن ياسيـن

يا شبه عنـز الريـم ترعـا وحـدها

بنت الرجـال وخالـطٍ عقلـها زيـن

روايـح الريحـان ريحـة جسـدها

جتنـي عطا ما سقت فيـها تثاميـن

شيمـة فهـود كـل من جا حمـدها



كان شعر نمر كله في الوجد والحرمان ولم يذكر الرواة له إلاّ قصائد تعد على أصابع اليد الواحدة ، في غير ذلك منها قصيدة يعاتب فيها ابن عمه حمود مطلعها

يا حمـود قل لحمـود وشجاه منـي

علـمٍ تحاكـو بـه وعنهـم نحونـي

عند العـرب يا حمود أضحك بسنـي

وبأرض الخلا يا حمود أبيح كنونـي



ويقول الرواة أن هذه القصيدة أيضاً نظمها نمر بعد وفاة ((وضحا)) بعد أن أشاع عنه ابن عمه حمود أنه أصابه جنون طمعاً بالزعامة التي تخلى عنها نمر تلقاء نفسه لأبن عمه حمود بعد وفاة وضحا ..

وسلامتكم.

الضبع 29-11-2007 04:07 PM

(قصة:عجران بن شرفي السبيعي والعجمي)




الشيخ عجران بن شرفي من شيوخ ال علي من الصعبه من بني عمر من سبيع بن عامر الغلباء وهو شيخ شاعر اعمى من قبيلة سبيع يعرف علامات الارض ويرمي بالبندق ويركب الذلول ويفعل كثيرا مما يفعله المبصرون وهوكريم ذو عوائد لايذبح لضيفه الماعز ولايثني الدله له صولات وجولات في الشعر والقصص البطوليه ومن قصصه الشهيره.. . جاور عند العجمان لسبب اغضبه على جماعته وقد اجتمعت جيرته عند العجمان بمنديل بن غصاب الخالدي المجاور لهم ايضا فهم العجمان بغزوا جماعته سبيع ومعهم ابن غصاب الذي يعرف فروسية سبيع ومواقف شجاعتهم فنهاه عجران عن الغزو مع العجمان وقال له اني اخشى عليك من جماعتي تكون ضحيتهم او على الاقل يذهب جوادك وسلاحك غنيمة لهم فقال ابن منديل انا قد وعدت العجمان بالمغزا معهم واخشى ان يقولوا ذل وغزا مع العجمان واعان الله سبيعا عليهم فردوهم وكسبوا من العجمان ما كسبوا بما في ذلك فرس ابن منديل وسلاحه فعاد راجلا مسلوب السلاح وجاء الى عجران وقال امانتك ياطيب الامانه لانه قبل المغزى امن عجران سلاحه وفرسه ان يردها ان وخذت ورفض عجران الامانه ونخاه فلم يكن من عجران الاان ادركته حمية الجوار والشيمه فركب الى جماعته واتى بفرس ابن منديل وسلاحه وجعل يتغنى بقصيدته التاليه:

ياابوسعد دوك العيون اسهرنـي
أونـس همـوم بالحشـا ضيقـنـي
تـداحـم القيـفـان يــوم اخلـفـنـي
أكــنــهــن مـــــــن خــوفــتـــي
يــــــــزلــــــــفـــــــــنـــــــــي
يـاراكــب هـجــن الـىروحـنــي
مـاتـوهـن بالـمـشـي بـيـدربـنـي
يشـدن لسفـن بالبحـر يسبحنـي
واللـي مهيضنـي عـلـوم يجـنـي
سوالف ابـن جحيـش ماونسنـي
يـوم اقبـلـن جموعـهـم عزلـنـي
تجـاولـن واقـفــن ثـــم اقبـلـنـي
وتصاقلن مـن حـر مـا يونسنـي
ظنيت في ربعي ولا خـاب ظنـي
افعالهـم يـوم الملاقـى اعجبـنـي
كـم واحـد عقـب الملاقـى يونـي
لعيـون بـيـض فالظـلـل فرعـنـي
لعيونهـن يـوم انهـن غطرفـنـي
كسـيـرة والـذبـح فيـهـم مجـنـي
حـريـبــنــا والله مـايـرجـهـنــي
كـم هجمـة نـجـي عليـهـا نغـنـي
لون الجنـب فيهـا لهـا مستكنـي
بمـخـيـرات فـالـلـحـم يـرتـعـنـي
بـايـمـان ربــــع مايقـرونـهـنـي
دافوا لهـن ملـح عليـه اشفهنـي
صبوا رصاص الدرج لبطونهني
للساق مع قلب الفـرس يحملنـي
بكبـودهـم مـنـا جــروح جـلـنـي
جاهن من القبلـه مـزون نشنـي
رشاشهن سو البـلا لا امطرنـي
يـوم ان منـديـل عليـكـم يشـنـي
وعليـه زلبـات الرمـك صفنـنـي
ورماحنـا فـي ظهوركـم علقـنـي
وراحـت بكـم عـزم ولا عودنـي
وراكان دين عقـب ماهـو يغنـي
يـابـو فــلاح لحـربـنـا لاتـشـنـي
واللـي باهلهـن فاللقـى عثـرنـي
وظعونكـم مـع الغـلـس سربـنـي
وذيدانكـم عقـب الطنـى رددنــي

الضبع 29-11-2007 07:48 PM

قصه: (((طير شلوى)))..

نسمع دائما بطير شلوى...اوفلان طير شلوى...وهنا سوف اكتب لكم هذه القصة مزودة بقصيدتين .....
ثلاثة اطفال كبيرهم عمره ثلاث سنوات والاصغر...توفي والدهم وبعده بستة اشهر توفيت والدتهم فلم يبقى لهم الا جدتهم من ابيهم وتدعى شـلوى ونظرا لضيق ذات اليد اصبحت هذه العجوز تدور وسط البيوت تطلب اكل للاطفال..... فصارت ومن باب الاستلطاف تقول ماعندكم عشى او غدا لطويراتي تقصد بذلك الاطفال الثلاثة
شاع خبرها بين الناس وعلم الشيخ الجربا بامر هذه العجوز فأمر ان ينقل بيتها الى جوار بيته وقد تم ذلك وكان الجربا قبل ان يقدم الغداء او العشاء يقول لاتنسون طيور شلوىوكان يشرف هو بنفسه على ذلك ومع الايام كبر الاطفال الثلاثة وهم شويش ....وعدامه وهيشان واصبحوا رجال يستطيعون القتال
ونظرا لارتباط الحلال بالربيع رحل الجربا وجماعته الى مكان بالقرب من الحدود السورية حيث مكان الربيع والماء وهنا كان تواجد للدولة العثمانية الاتراك..وايضا قبيلة اخرى ( تقطن هذا المكان) وكان الجربا وجماعته قليلي العدد مقارنة لكثافة تواجد الاتراك وايضا عدد افراد تلك القبيلة .... هنا طمعت تلك القبيلة وايضا الوالي التركي بقبيلة شـمر بقيادة الجربا..فارسل الاتراك مرسال الى الجربا يطلبون ودي ( مثل الضريبة الان)؟
اجتمع الجربا وافراد قبيلة شمر للتشاور ...ونظرا لقلتهم ايضا وجودهم المؤقت وافق الجربا على دفع الودي وبعد مدة بسيطة طُلب من الجربا ان يكون الودي مطبوق ( مضاعف) وهنا ايضا وافق الجربا وبعد مدة اي حوالي اسبوعين اقبل فرسان الاتراك ومن الجهة الاخرى فرسان القبيلة الموالية للاتراك وهنا ارسل الاتراك مرسال للجربا وطلب من الجربا ان يعطونهم خاكور..باللهجة التركية لم يعرفوا معنى خاكور وقال ماذا تقصدون بالخاكور ؟؟؟
وقال المرسال (( اي نساء من حريم شمر لجيش الاتراك لغرض المتعة))هنا تدخل شايب من شيبان شمر...وانشد قائلا.. وكان في مكان بعيد عنه قبور يستطيع الجميع من رؤيتها وهم في مجلس الجربا. انشــد قائلا


هنيكم ياساكنين تحـت قـاع
مامركم وديٍ تقفاه خاكور
هنيكم مُتـم بحشمـه وبـزاع
ومامن عديم ينغز الثـور؟




كان يُقال ان الدنيا على قرن ثور متى ماتحرك الثور قامت القيامة ...وهنا اراد الشاعر في شطر البيت الثاني ان يشعر الموجودين ان الموت ولا هذا الطلب... ما ان قال ...مامن عديم ينغز الثور ؟....الا ان قفز شـــويش العجرش.. وقال انا ...وانا طير شلوى اخذ الشلفا ورفها بالهواء وعند سقوطها ضربها بسيفه وامتطى صهوة جواده واندفع منفرداً بشجاعة منقطعة النظير على جيش الاتراك حيث شق طريقا وسط جمع الخيل والطرابش الحمر تتطاير يمنة ويسرة من ظرب شويش لرؤوس الخيالة . هنا لحق به اخويه عدامة وهيشان العجرش ......الجربا ومن معه اغاروا على القبيلة الاخرى ..وماهي الا ضحوية كان كل شي قد انتهى .لقد تم الانتصار على الاتراك وتلك القبيلة وغنم شجعان شمر والجربا مغانم وكانت هذه احد الاسباب في غناة الجربا ومن هنا ظهرت شجاعة طويرات شلوى...الشايب صاحب القصيدة لايزال على مركاه في مجلس الجربا يتفرج على كل الذي حصل وعند انتهاء المعركه وتقابل فرسان شمر .. يباركون لبعظهم هذا النصر المؤزر... قالو نريد اذا سال الشايب عن من مات نريد ان نقول شويش..وعندما سال الشايب
قالو له شويش مات....انشد قائلا:-



قـالـو شـويـش وقـلــت لالا عـدامــة
او زاد هيشـان زبــون الملايـيـش
مــاهــو ردى بـمـدبـريـن الـجـهـامـة
لكن هوش شويش يالربع ماهيش
يوم شويش حزم راسه نهار الكتامة
دبــر ظنى....وحـمـر الطـرابـيـش
يــوم شـويـش مـثـل يــوم القـيـامـة
بالله عليكـم لا تحكـون بـشـويـش

قالو لالا نبشرك حي ....وهنا ساد الجربا وجماعته المكان واصبحوا ياخذون الودي على من تبقى من القوم
وسلامتكم.


الساعة الآن » 09:58 PM.
صفحة 1 من 4 1 2 3 4 >

Powered by: vBulletin Version 3.0.16
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.