عربية
10-06-2001, 10:04 AM
خاتم الأنبياء أول فيلم كارتون عالمي عن السيرة العطرة :
القاهرة - محمد حسن:
دخل فيلم رسوم متحركة أميركي يتناول سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تحت عنوان محمد خاتم الأنبياء دائرة الجدل بعد أن أعلنت الشركة المنتجة للفيلم وهي شركة بدر الدولية التي يمتكلها مجموعة من رجال المال والاعمال المسلمين في بريطانيا وعدد من دول العالم الانتهاء من تصوير الفيلم وقامت بتنظيم مؤتمر صحفي ضم عددا كبيرا من المهتمين بالفن السينمائي والاعلاميين في القاهرة قدمت خلاله عرضا تمهيديا لمجموعة من اللقطات من الفيلم ودعت علماء دين مصريين للمساهمة في تدشين الفيلم الذي تستعد الشركة لطرحة في الاسواق العربية قريبا·
واختارت الشركة يوم الاحتفال بذكرى المولد النبوي لإطلاق دعاية الفيلم ليكون مواكبا كما أكد رئيس مجلس ادارتها محيي الدين سعدية لاحتفالات العالم الاسلامي بهذه الذكرى الشريفة، والفيلم الذي تم انتاجه وفق احدث تقنيات السينما العالمية كما أكد سعدية بلغت تكلفته الانتاجية عشرة ملايين دولار واخرجه المخرج الاميركي الشهير ريتشارد ريتش صاحب افلام الأميرة الاوزة وآي بي وايت وبوق الاوزة ووضع له الموسيقى المؤلف الموسيقي ويليام كيد وقامت على تنفيذ الفيلم شركة ريتش كريست اينميش·· واستغرق انتاج الفيلم عامين كاملين وشارك فيه بالتمثيل في النسخة الاجنبية بالاداء الصوتي عدد من الممثلين الكبار من بينهم ايلي وليم الذي جسد شخصية عم الرسول صلى الله عليه وسلم ابي طالب وتوفي عقب تسجيل الفيلم مباشرة·
وخضع سيناريو الفيلم الذي تناول سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منذ ميلاده وحتى وفاته للمراقبة من قبل كُتاب حوار وسيناريو مثل السيدة فردوس وارتون علي استاذ القانون الاسلامي بجامعة يو· اس· ال· ايه والدكتور خالد أبوالفضل الاستاذ بنفس الجامعة وتم الحصول على موافقة مجمع البحوث الاسلامية بالازهر الشريف على نص الفيلم قبل البدء في انتاجه ثم الموافقة على الفيلم بعد عرضه على المجمع·
مصطلح ساذج
وشهد العرض التقديمي للفيلم في القاهرة جدلا واسعا شارك فيه الناقد السينمائي سمير فريد والدكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الاسلامية وعضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية والشيخ فكري حسن اسماعيل وكيل وزارة الاوقاف وعضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية· وتطرق الحديث الى ظهور الشخصيات الاسلامية البارزة في الاعمال الفنية والجدل المحتدم حول تقديم شخصية الحسين وموقف الاسلام من تصوير الرسل والصحابة وآل البيت في الاعمال الفنية·
استهل اللقاء الناقد السينمائي سمير فريد بالحديث عن العلاقة بين السينما والدين وموقف السينما المصرية من تناول القضايا الدينية مؤكدا انه باستثناء المخرج الراحل إبراهيم عمارة لا يوجد احد في السينما المصرية استطاع ان يعبر عن الاسلام كمقوم رئيسي من مقومات الشخصية· وقال فريد ان الامر اقتصر على مجموعة من الافلام التي اطلق عليها مسمى الافلام الدينية وهو مصطلح ساذج لا توجد له اي دلالة علمية أو فنية لأن الفيلم الديني هو الذي يبحث في جوهر الدين وتعاليمه وليس هو الذي يتناول تاريخ هذا الدين·
وقال ان السينما انجزت وفق هذا المصطلح عشرة افلام تقريبا منها فيلم لبناني وفيلم اميركي للمخرج والمنتج السوري مصطفى العقاد وهو فيلم الرسالة الذي اخرجه العقاد قبل ربع قرن·
واضاف فريد قائلا: هذه الافلام التي بدأت برواية الاديب الراحل طه حسين ظهور الاسلام عام 51 وانتهت بفيلم الرسالة عام 77 شارك في اخراجها مخرجون غير معروفين مثل إبراهيم عز الدين وإبراهيم السيد وبعض المخرجين المشهورين مثل صلاح أبوسيف في فيلم فجر الاسلام 1971 وحسام الدين مصطفى في فيلم الشيماء 1972 واهتمت بأسلوب معين للمعالجة السينمائية ظل هو السائد من حيث الصورة والتعبير الصوتي وطابع الصراع بين المسلمين الاوائل والمشركين والذي ينتهي بانتصار الاسلام والمسلمين·
وقال سمير فريد ان فيلم محمد خاتم الانبياء الذي نحن بصدده يختلف تماما عن هذه الحصيلة من الافلام حيث يتم تقديمه بشكل مختلف من خلال سينما التحريك التي تعتمد على الرسوم والتحريك وهي السينما التي نفتقدها في عالمنا العربي حيث لا يوجد فيلم تحريك واحد طويل على مدار تاريخ السينما العربية ولا تزال هذه السينما تعاني الحصار في عالمنا العربي بسبب تكلفتها العالية ومحدودية فرص عرضها في دور العرض السينمائي بينما اصبحت هذه السينما تحصد الإيرادات الضخمة في السينما العالمية وبات نجاحها يتفوق في بعض الاحيان على الكثير من الافلام الروائية الطويلة ذات الانتاج الضخم والتي تعتمد على اسماء نجوم كبار معروفين في السينما العالمية·
التوقيت الصحيح
واضاف فريد: وفي ظل هذا العصر الذهبي الذي تعيشه افلام التحريك في السينما العالمية يأتي هذا الفيلم في التوقيت الصحيح سواء على صعيد الفن السينمائي أو في ظل الظرف السياسي الذي يعيشه العرب والمسلمون وما يتعرض له الاسلام من محاولات تشويه في الشرق والغرب تعود الى التقصير من جانبنا والتعصب من جانب الاخرين·
وقال ان الفيلم يجب ان يثير الجدل من جديد حول العلاقة بين الدين والسينما خاصة وان فتوى الامام والمفكر الراحل محمد عبده الشهيرة التي قال فيها ان نحت التماثيل حلال وعبادتها حرام كان لها أبلغ الاثر وكانت الفتوى التي استندت اليها الحكومة المصرية في انشاء كلية الفنون الجميلة وعودة التماثيل الى الشوارع والميادين بعد قرون طويلة منذ عهد الفراعنة كما احدثت هذه الفتوى نوعا من الجرأة في محاولة تقديم قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأول مرة في السينما عام 1926 عندما حاول يوسف وهبي تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في فيلم سينمائي كان يجهزه مخرج تركي شهير في ذلك الوقت وهي المحاولة التي جاءت بعد تصوير عدد كبير من الافلام التي تتناول شخصية السيد المسيح في مصر في افلام اوروبية وباءت هذه المحاولة بالفشل بعد تصدي الازهر الذي طلب من يوسف وهبي الاعتذار واعتذر بالفعل يوسف وهبي الذي أكد انه لم يكن يعلم ان ظهور شخص الرسول صلى الله عليه وسلم في فيلم سينمائي لا يجوز شرعا لان السينما الاوروبية كانت قد قدمت العديد من الافلام التي ظهر فيها شخص المسيح·
واستطرد سمير فريد قائلا: واحتراما لرأي الازهر لم يظهر شخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في أي عمل فني في أي مكان في العالم لاننا نعلم انه لا توجد لدى مصر أو أي دولة اسلامية قوة مسلحة أو جيوش تستطيع ان تمنع اي دولة اخرى من انتاج فيلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لم يتم انتاج اي عمل فني حتى الآن من باب الاحترام والتوقير·
اما فيلم محمد خاتم الانبياء فهو يشكل حالة خاصة فقد وافق الازهر على انتاجه منذ البداية وتابع خطوات تنفيذه وتم الالتزام من جانب الشركة المنتجة بالملاحظات التي وردت في تقرير لجنة الازهر حول الفيلم بما فيها منع ظهور شخصية حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو احد العشرة المبشرين بالجنة والذي ادى دوره الفنان الراحل عبدالله غيث في فيلم الرسالة للمخرج العالمي مصطفى العقاد لكن الفيلم منع من العرض في البلدان العربية لعدم موافقة الازهر عليه، بسبب ظهور شخصية حمزة عم الرسول·
واكد مدير شركة بدر المنتجة للفيلم محيي الدين سعدية ان الشركة قامت بمراعاة عدم ظهور صورة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين يمنع الازهر ظهورهم· وقال: استخدمنا العديد من المؤثرات الصوتية والضوئية لتوصيل الشعور المطلوب حيث تم انتاج الفيلم وفق احدث تقنيات السينما العالمية بانتاجها الضخم· ووجه سعدية الشكر للازهر على موقفه من الفيلم حيث بدأ التنسيق بين ادارة البحوث والترجمة والشركة المنتجة منذ المراحل الاولى للفيلم· وقال ان الفيلم شارك فيه نخبة من الفنانين العالميين البارزين في صناعة الرسوم المتحركة وكتاب السيناريو والمؤلفين الموسيقيين فضلا عن المخرج العالمي المعروف ريتشارد ريتش·
باب جديد
واكد عميد كلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الاسلامية الدكتور محمد رأفت عثمان دعمه لهذا التوجه نحو انتاج أفلام كارتون تخدم الناحية الاخلاقية للشباب· وقال ان هذا باب جديد يحسن استخدامه واستثماره لأن الدين اخلاق والاديان جاءت من عند الله سبحانه وتعالى لتنظيم حياة البشر وعلاقتهم ببعضهم فاذا كان هناك اي عمل فني يخدم هذا التوجه باي صورة من الصور سواء كان على هيئة فيلم أو مسرحية أو مسلسل يكون عملا محمودا·
وأضاف عثمان: كنا نتمنى ان يتطرق الفيلم الى جوهر رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ودورها في تنظيم حياة البشر ولا يقف عند فكرة تحرير العبيد والدفاع عن الضعفاء التي تمحور حولها الفيلم· وتطرق عثمان الى تجسيد الانبياء على الشاشة من خلال الاعمال الفنية قائلا: التمثيل للرسل عموما لا يجوز شرعا لانه لا يجوز ان يتقمص احد الممثلين شخصية رسول من رسل الله سواء كان هذا الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم أو غيره من الرسل ولا يوجد نص قرآني ينص على هذا التحريم لكنها مسألة غير مقبولة في وجدان كل المسلمين فلا نقبل ان يقول احد انا رسول الله وهناك حديث صحيح للرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ان كذبا عليَّ ليس ككذب على احد فمن كذب عليّ عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار اما تمثيل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم من عاصروه وماتوا على الاسلام فقد اتخذ مجمع البحوث الاسلامية قرارا بانه لا يجوز تمثيل العشرة المبشرين بالجنة وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما عدا ذلك يجوز تقديم ادوار الصحابة بشرط عدم السخرية من هؤلاء الصحابة لان السخرية منهم والاستهزاء بهم تعني اننا نسخر من الواسطة التي تربطنا برسول الله صلى الله عليه وسلم والتي جاء الدين الينا عن طريقها·
واشاد رئيس قناة سيبس تون الفضائية العربية فايز الصباغ بالفيلم مؤكدا ان العالم العربي يفتقد لغة العصر في مخاطبة الاطفال· وقال ان الفيلم يعتبر اول انتاج طويل من افلام التحريك ويستطيع ان يخاطب المسلمين في كل مكان في العالم وبمختلف اللغات التي سيترجم اليها حيث اصبحت رسوم التحريك هي اللغة العالمية التي يجتمع حولها كل افراد الاسرة في كل مكان في العالم· واضاف الصباغ ان محطة سيبس تون وهي محطة مخصصة للاطفال وتبدأ بثها منتصف يونيو الحالي من القمر المصري نايل سات سوف تتولى تشجيع انتاج افلام الكارتون العربي وسوف تخصص مساحات يومية من فترات بثها للكارتون العربي وتؤمن له الإمكانيات التي تتيح نقلة كبيرة في مجال الكارتون ونتمنى ان يكون هذا الفيلم نواة لمجموعة متميزة من الاعمال·
وقال وكيل وزارة الاوقاف المصري وعضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية الشيخ فكري حسن اسماعيل ان الاسلام يواجه تحديات صعبة في جميع انحاء العالم بسبب سيطرة الصهيونية العالمية على وسائل الاعلام ومحاولاتها الدائمة لتشويه صورة الاسلام وتقديمه على انه دين يدعو الى العنف ولا يعرف الرحمة ولا الاخلاق· واضاف ان اطفال المسلمين في كل العالم في حاجة الى معرفة الصورة الصحيحة للاسلام بأي اسلوب ممتع ومن ثم فلابد ان نخاطب العصر الذي نعيشه بلغته· وتطرق فكري حسن الى مسرحية الحسين شهيدا للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي· وقال ان الموقف لم يتغير من المسرحية التي رُفضت في حياة الشرقاوي لنفس الاسباب التي يرفضها الازهر من اجلها الآن حيث تتضمن المسرحية بعض العبارات التي تسيء للصحابة وتظهرهم بصورة غير لائقة· واضاف ان المخرج جلال الشرقاوي حضر جلسة مجمع البحوث التي رفضت فيها المسرحية وطرح وجهة نظره لكن لجنة علماء الازهر قررت رفض المسرحية وهذا حق المجمع القانوني حيث ينص القانون على ان مجمع البحوث الاسلامية هو صاحب الكلمة الفاصلة في المسائل الدينية لاننا لا نستطيع ان نتصور الصحابة في شخصيات فنية مهلهلة
عن جريدة الاتحاد بتاريخ 8 - 6 - 2001 م
القاهرة - محمد حسن:
دخل فيلم رسوم متحركة أميركي يتناول سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تحت عنوان محمد خاتم الأنبياء دائرة الجدل بعد أن أعلنت الشركة المنتجة للفيلم وهي شركة بدر الدولية التي يمتكلها مجموعة من رجال المال والاعمال المسلمين في بريطانيا وعدد من دول العالم الانتهاء من تصوير الفيلم وقامت بتنظيم مؤتمر صحفي ضم عددا كبيرا من المهتمين بالفن السينمائي والاعلاميين في القاهرة قدمت خلاله عرضا تمهيديا لمجموعة من اللقطات من الفيلم ودعت علماء دين مصريين للمساهمة في تدشين الفيلم الذي تستعد الشركة لطرحة في الاسواق العربية قريبا·
واختارت الشركة يوم الاحتفال بذكرى المولد النبوي لإطلاق دعاية الفيلم ليكون مواكبا كما أكد رئيس مجلس ادارتها محيي الدين سعدية لاحتفالات العالم الاسلامي بهذه الذكرى الشريفة، والفيلم الذي تم انتاجه وفق احدث تقنيات السينما العالمية كما أكد سعدية بلغت تكلفته الانتاجية عشرة ملايين دولار واخرجه المخرج الاميركي الشهير ريتشارد ريتش صاحب افلام الأميرة الاوزة وآي بي وايت وبوق الاوزة ووضع له الموسيقى المؤلف الموسيقي ويليام كيد وقامت على تنفيذ الفيلم شركة ريتش كريست اينميش·· واستغرق انتاج الفيلم عامين كاملين وشارك فيه بالتمثيل في النسخة الاجنبية بالاداء الصوتي عدد من الممثلين الكبار من بينهم ايلي وليم الذي جسد شخصية عم الرسول صلى الله عليه وسلم ابي طالب وتوفي عقب تسجيل الفيلم مباشرة·
وخضع سيناريو الفيلم الذي تناول سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منذ ميلاده وحتى وفاته للمراقبة من قبل كُتاب حوار وسيناريو مثل السيدة فردوس وارتون علي استاذ القانون الاسلامي بجامعة يو· اس· ال· ايه والدكتور خالد أبوالفضل الاستاذ بنفس الجامعة وتم الحصول على موافقة مجمع البحوث الاسلامية بالازهر الشريف على نص الفيلم قبل البدء في انتاجه ثم الموافقة على الفيلم بعد عرضه على المجمع·
مصطلح ساذج
وشهد العرض التقديمي للفيلم في القاهرة جدلا واسعا شارك فيه الناقد السينمائي سمير فريد والدكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الاسلامية وعضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية والشيخ فكري حسن اسماعيل وكيل وزارة الاوقاف وعضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية· وتطرق الحديث الى ظهور الشخصيات الاسلامية البارزة في الاعمال الفنية والجدل المحتدم حول تقديم شخصية الحسين وموقف الاسلام من تصوير الرسل والصحابة وآل البيت في الاعمال الفنية·
استهل اللقاء الناقد السينمائي سمير فريد بالحديث عن العلاقة بين السينما والدين وموقف السينما المصرية من تناول القضايا الدينية مؤكدا انه باستثناء المخرج الراحل إبراهيم عمارة لا يوجد احد في السينما المصرية استطاع ان يعبر عن الاسلام كمقوم رئيسي من مقومات الشخصية· وقال فريد ان الامر اقتصر على مجموعة من الافلام التي اطلق عليها مسمى الافلام الدينية وهو مصطلح ساذج لا توجد له اي دلالة علمية أو فنية لأن الفيلم الديني هو الذي يبحث في جوهر الدين وتعاليمه وليس هو الذي يتناول تاريخ هذا الدين·
وقال ان السينما انجزت وفق هذا المصطلح عشرة افلام تقريبا منها فيلم لبناني وفيلم اميركي للمخرج والمنتج السوري مصطفى العقاد وهو فيلم الرسالة الذي اخرجه العقاد قبل ربع قرن·
واضاف فريد قائلا: هذه الافلام التي بدأت برواية الاديب الراحل طه حسين ظهور الاسلام عام 51 وانتهت بفيلم الرسالة عام 77 شارك في اخراجها مخرجون غير معروفين مثل إبراهيم عز الدين وإبراهيم السيد وبعض المخرجين المشهورين مثل صلاح أبوسيف في فيلم فجر الاسلام 1971 وحسام الدين مصطفى في فيلم الشيماء 1972 واهتمت بأسلوب معين للمعالجة السينمائية ظل هو السائد من حيث الصورة والتعبير الصوتي وطابع الصراع بين المسلمين الاوائل والمشركين والذي ينتهي بانتصار الاسلام والمسلمين·
وقال سمير فريد ان فيلم محمد خاتم الانبياء الذي نحن بصدده يختلف تماما عن هذه الحصيلة من الافلام حيث يتم تقديمه بشكل مختلف من خلال سينما التحريك التي تعتمد على الرسوم والتحريك وهي السينما التي نفتقدها في عالمنا العربي حيث لا يوجد فيلم تحريك واحد طويل على مدار تاريخ السينما العربية ولا تزال هذه السينما تعاني الحصار في عالمنا العربي بسبب تكلفتها العالية ومحدودية فرص عرضها في دور العرض السينمائي بينما اصبحت هذه السينما تحصد الإيرادات الضخمة في السينما العالمية وبات نجاحها يتفوق في بعض الاحيان على الكثير من الافلام الروائية الطويلة ذات الانتاج الضخم والتي تعتمد على اسماء نجوم كبار معروفين في السينما العالمية·
التوقيت الصحيح
واضاف فريد: وفي ظل هذا العصر الذهبي الذي تعيشه افلام التحريك في السينما العالمية يأتي هذا الفيلم في التوقيت الصحيح سواء على صعيد الفن السينمائي أو في ظل الظرف السياسي الذي يعيشه العرب والمسلمون وما يتعرض له الاسلام من محاولات تشويه في الشرق والغرب تعود الى التقصير من جانبنا والتعصب من جانب الاخرين·
وقال ان الفيلم يجب ان يثير الجدل من جديد حول العلاقة بين الدين والسينما خاصة وان فتوى الامام والمفكر الراحل محمد عبده الشهيرة التي قال فيها ان نحت التماثيل حلال وعبادتها حرام كان لها أبلغ الاثر وكانت الفتوى التي استندت اليها الحكومة المصرية في انشاء كلية الفنون الجميلة وعودة التماثيل الى الشوارع والميادين بعد قرون طويلة منذ عهد الفراعنة كما احدثت هذه الفتوى نوعا من الجرأة في محاولة تقديم قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأول مرة في السينما عام 1926 عندما حاول يوسف وهبي تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في فيلم سينمائي كان يجهزه مخرج تركي شهير في ذلك الوقت وهي المحاولة التي جاءت بعد تصوير عدد كبير من الافلام التي تتناول شخصية السيد المسيح في مصر في افلام اوروبية وباءت هذه المحاولة بالفشل بعد تصدي الازهر الذي طلب من يوسف وهبي الاعتذار واعتذر بالفعل يوسف وهبي الذي أكد انه لم يكن يعلم ان ظهور شخص الرسول صلى الله عليه وسلم في فيلم سينمائي لا يجوز شرعا لان السينما الاوروبية كانت قد قدمت العديد من الافلام التي ظهر فيها شخص المسيح·
واستطرد سمير فريد قائلا: واحتراما لرأي الازهر لم يظهر شخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في أي عمل فني في أي مكان في العالم لاننا نعلم انه لا توجد لدى مصر أو أي دولة اسلامية قوة مسلحة أو جيوش تستطيع ان تمنع اي دولة اخرى من انتاج فيلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لم يتم انتاج اي عمل فني حتى الآن من باب الاحترام والتوقير·
اما فيلم محمد خاتم الانبياء فهو يشكل حالة خاصة فقد وافق الازهر على انتاجه منذ البداية وتابع خطوات تنفيذه وتم الالتزام من جانب الشركة المنتجة بالملاحظات التي وردت في تقرير لجنة الازهر حول الفيلم بما فيها منع ظهور شخصية حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو احد العشرة المبشرين بالجنة والذي ادى دوره الفنان الراحل عبدالله غيث في فيلم الرسالة للمخرج العالمي مصطفى العقاد لكن الفيلم منع من العرض في البلدان العربية لعدم موافقة الازهر عليه، بسبب ظهور شخصية حمزة عم الرسول·
واكد مدير شركة بدر المنتجة للفيلم محيي الدين سعدية ان الشركة قامت بمراعاة عدم ظهور صورة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين يمنع الازهر ظهورهم· وقال: استخدمنا العديد من المؤثرات الصوتية والضوئية لتوصيل الشعور المطلوب حيث تم انتاج الفيلم وفق احدث تقنيات السينما العالمية بانتاجها الضخم· ووجه سعدية الشكر للازهر على موقفه من الفيلم حيث بدأ التنسيق بين ادارة البحوث والترجمة والشركة المنتجة منذ المراحل الاولى للفيلم· وقال ان الفيلم شارك فيه نخبة من الفنانين العالميين البارزين في صناعة الرسوم المتحركة وكتاب السيناريو والمؤلفين الموسيقيين فضلا عن المخرج العالمي المعروف ريتشارد ريتش·
باب جديد
واكد عميد كلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الاسلامية الدكتور محمد رأفت عثمان دعمه لهذا التوجه نحو انتاج أفلام كارتون تخدم الناحية الاخلاقية للشباب· وقال ان هذا باب جديد يحسن استخدامه واستثماره لأن الدين اخلاق والاديان جاءت من عند الله سبحانه وتعالى لتنظيم حياة البشر وعلاقتهم ببعضهم فاذا كان هناك اي عمل فني يخدم هذا التوجه باي صورة من الصور سواء كان على هيئة فيلم أو مسرحية أو مسلسل يكون عملا محمودا·
وأضاف عثمان: كنا نتمنى ان يتطرق الفيلم الى جوهر رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ودورها في تنظيم حياة البشر ولا يقف عند فكرة تحرير العبيد والدفاع عن الضعفاء التي تمحور حولها الفيلم· وتطرق عثمان الى تجسيد الانبياء على الشاشة من خلال الاعمال الفنية قائلا: التمثيل للرسل عموما لا يجوز شرعا لانه لا يجوز ان يتقمص احد الممثلين شخصية رسول من رسل الله سواء كان هذا الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم أو غيره من الرسل ولا يوجد نص قرآني ينص على هذا التحريم لكنها مسألة غير مقبولة في وجدان كل المسلمين فلا نقبل ان يقول احد انا رسول الله وهناك حديث صحيح للرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ان كذبا عليَّ ليس ككذب على احد فمن كذب عليّ عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار اما تمثيل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم من عاصروه وماتوا على الاسلام فقد اتخذ مجمع البحوث الاسلامية قرارا بانه لا يجوز تمثيل العشرة المبشرين بالجنة وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما عدا ذلك يجوز تقديم ادوار الصحابة بشرط عدم السخرية من هؤلاء الصحابة لان السخرية منهم والاستهزاء بهم تعني اننا نسخر من الواسطة التي تربطنا برسول الله صلى الله عليه وسلم والتي جاء الدين الينا عن طريقها·
واشاد رئيس قناة سيبس تون الفضائية العربية فايز الصباغ بالفيلم مؤكدا ان العالم العربي يفتقد لغة العصر في مخاطبة الاطفال· وقال ان الفيلم يعتبر اول انتاج طويل من افلام التحريك ويستطيع ان يخاطب المسلمين في كل مكان في العالم وبمختلف اللغات التي سيترجم اليها حيث اصبحت رسوم التحريك هي اللغة العالمية التي يجتمع حولها كل افراد الاسرة في كل مكان في العالم· واضاف الصباغ ان محطة سيبس تون وهي محطة مخصصة للاطفال وتبدأ بثها منتصف يونيو الحالي من القمر المصري نايل سات سوف تتولى تشجيع انتاج افلام الكارتون العربي وسوف تخصص مساحات يومية من فترات بثها للكارتون العربي وتؤمن له الإمكانيات التي تتيح نقلة كبيرة في مجال الكارتون ونتمنى ان يكون هذا الفيلم نواة لمجموعة متميزة من الاعمال·
وقال وكيل وزارة الاوقاف المصري وعضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية الشيخ فكري حسن اسماعيل ان الاسلام يواجه تحديات صعبة في جميع انحاء العالم بسبب سيطرة الصهيونية العالمية على وسائل الاعلام ومحاولاتها الدائمة لتشويه صورة الاسلام وتقديمه على انه دين يدعو الى العنف ولا يعرف الرحمة ولا الاخلاق· واضاف ان اطفال المسلمين في كل العالم في حاجة الى معرفة الصورة الصحيحة للاسلام بأي اسلوب ممتع ومن ثم فلابد ان نخاطب العصر الذي نعيشه بلغته· وتطرق فكري حسن الى مسرحية الحسين شهيدا للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي· وقال ان الموقف لم يتغير من المسرحية التي رُفضت في حياة الشرقاوي لنفس الاسباب التي يرفضها الازهر من اجلها الآن حيث تتضمن المسرحية بعض العبارات التي تسيء للصحابة وتظهرهم بصورة غير لائقة· واضاف ان المخرج جلال الشرقاوي حضر جلسة مجمع البحوث التي رفضت فيها المسرحية وطرح وجهة نظره لكن لجنة علماء الازهر قررت رفض المسرحية وهذا حق المجمع القانوني حيث ينص القانون على ان مجمع البحوث الاسلامية هو صاحب الكلمة الفاصلة في المسائل الدينية لاننا لا نستطيع ان نتصور الصحابة في شخصيات فنية مهلهلة
عن جريدة الاتحاد بتاريخ 8 - 6 - 2001 م