PDA

View Full Version : الإلـــــــــتزام من طقطق الي السلام عليكم(جدير بالاقتناء)


مستر
10-06-2001, 04:19 AM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمد صلى الله علية وعلى آله وصحبه ، ومن اقتفــى أثره وســــار على دربه، واتبع شريعته ودعا إلى ملتـــه ، وسلم تسليمـاً كثيراً..أما بعـد..

فأيـــها الأحبــــــــة في الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


الإلـــــتزام ...


هوعودة شباب الإسلام من صحراء الضلال إلى واحة الهداية ... هو البعث الثاني للإسلام بعد أن عربد الكفر في بلاده و و تلاطمت أمواج دياناته فيها فمن علمانيّة إلى شيوعيّة إلى نصرانيّة .. أديان كثيرة ظنّ البعض أنه حلّت محل الإسلام و لكن الله يأبى إلا أن يتمّ نوره ، فيختار من سباب الأمّة من يستئمنهم على دينه و يستخلفههم على أرضه، فتجد شاباً فاسقاً لا يعرف للمسجد طريق و لا يرى إلا أضواء الحفلات- و قد اهتدى فجأة و طالت لحيته و قد واظب على الصلاة. و فتاة كانت تحرص على الملابس الضيّقة و الشفافة و تقضي ساعات طوال أمام المرآة تضع مساحيق التجميل و تخرج فتشم رائحة عطرها ما مسافة لإمتار - تجدهاو قد ارتدت الحجاب الشرعي و تحوّلت إلى الملابس الفضفاضة الساترة و لا تراها إلا و هي تحفظ القرآن ، تحفّها أجنحة الحياءوالحشمة. هذا هو الإلتزام ... الإلتزام بطاعة الله وأداء فرائض الله والبعد عن محارم الله والاستقامة على نهج الله. هذه الظهرة المنشودة ولله الحمد التي نشهدها في شباب الأمة رغم جهود أعداء دين الله وضراوة الهجمات وشراسة الأساليب التي تسلط على الشباب من اجل إبعادهم عن دينهم وزعزعة عقيدتهم من قلوبهم - تقتضي منّا أن نفهم جوانب طريق العودة جيداً فلنستعدّ لكل هجوم لردّنا، وكل فتنة تهدد وصولنا لبر الأأمان، كما فال تعالى: "اعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة و من رباط الخيل".

هذا يقتضي منّا، أولاً، فهم جيّد للمراحل التي يمر بها كلّ منّا في طريقه، و ظروف كلّ منها، كما يلي:

مستر
10-06-2001, 04:20 AM
**************

فالمرحلة الأولى :
هي مرحلة الالتزام الخفي : ويكون فيها الملتزم متحفظاً خائفاً من أن يرى الناس تغيراً قد حدث في سلوكه لاسيما من القريبين منه ، وفي هذه المرحلة لا يبدو أي نقد أو هجوم من الوسط المحيط .


المرحلة الثانية :
وهي مرحلة التبين : وهذه المرحلة تبدأ عندما يُظهر الملتزم تغيراً في سلوكه أو مظهره ، عندما يعلن بإصرار أنه مؤمن ، وهنا تبدأ المعركة مع الوسط المحيط ، ومسألة اللحية من أقوى الأمثلة على ذلك ، فعندما يطلق الشاب لحيته فإنه يواجه وسطه المحيط بسلوك مغاير لسلوكهم ؛ وهنا تبدأ المواجهة .
وتكون مواجهة الشاب في البداية من وسطه المحيط بشيء من اللامبالاة حيث يكون لسان حالهم :أن هذه نزوة عارضة وسلوك طارئ سرعان ما يزول .


المرحلة الثالثة :
وهي مرحلة التضييق ، حيث : يبدأ هجوم نفسي شديد من قبل الوسط المحيط إذا استمر الشاب وثبت على أمر دينه .
ثم تبدأ محاولات التضييق ، وكذلك يتصاعد الضغط عليه من أجل أن يرجع عن سلوكه ، بل يصبح خبراً وقصةً تتداولها ألسنة القريبين منه ، إنها حالة من الحسد (او من الولاء للموروث) تنتاب كل من يحاول أن يثني ذلك الشاب عن مسلكه القويم وقلت من الحسد لأن الحسد المذموم هو تمني زوال النعمة عن الغير ؟
أليس ذلك الشاب في نعمة ؟ إنها أجل نعمة ؛ وكل من يحاول أن يرجعه عن تلك النعمة هو حاسد يتمنى أن تزول تلك النعمة عنه .
وهذه الحالة تشبه إلى حد كبير – وهذا تشبيه مع الفارق – حالة الكفار الذين حكى القرآن عنهم أنهم { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء } (النساء :89).
فهؤلاء الكفار لا يريدون أن يتميز عنهم أهل الإيمان بالإيمان ، إنهم يريدون أن يكونوا معهم سواء في الكفر .
إن ذلك من الابتلاء الذي تحدثت عنه الآية :{ آلم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } (العنكبوت 1،2).

والمقصود أن الإنسان إنما يبتلى من أجل أن يصقل الإيمان في قلبه ويشتد عزمه .
إن الثبات في موقف الابتلاء والحزم في موقف الفتنة لا ينجي صاحبه فقط ، وإنما يتعدى أثره الحسن إلى آخرين مصاحبين له أو معايشين تجربته . والخلاصة : أن الناس إنما يجسون النبض ، يجربون الشخص ويقطعون معه الطريق خطوة خطوة ، وينبغي ان يتحلى المرء معهم بالوعي في الحوار ، وكذلك يتحلى بالأخلاق الحسنة والصبر ، فيتواصل معهم ولا يقطع الصلة بهم ؛ لأن الصلة بهؤلاء ستفيده في مراحل بعد ذلك ، والأصحاب غير الملتزمين يجب أن لانقطع الصلة بهم تماما بل نجعل العلاقة موصولة معهم في أدنى حد ممكن .


المرحلة الرابعة : وهي مرحلة الحياد وفي هذه المرحلة يكون محيط الإنسان : الأهل والأقارب ، الأصدقاء قد يئسوا من أن يغيروا الشاب ، وهنا تبدأ مرحلة التفاوض والحوار ، التي يجب أن يتسلح فيها الشاب بالعلم الشرعي ، ويتخذ مختلف الوسائل التي تجعله قادراً على الحوار المثمر . الطريقة هي الأهم :
قد لا تؤثر في الناس وأنت تحاورهم بارتفاع مستوى العلم والفكر الذي تقدمه بقدر ما يؤثر فيهم أسلوبك وطريقة عرضك ، وكذلك أخلاق وآداب الحوار التي تتحلى بها ، فقليل من الناس أؤلئك الذين يتحلون بالآداب الشرعية ، وهم القدوة العملية التي تؤثر في الناس أبلغ تأثير .

ولتكن لنا برسول الله صلى الله عليه وسلم _في ذلك _ أسوة حسنة ، حيث إنه صلى الله عليه وسلم قد استمع إلى الكفار على الرغم من وضوح البهتان والكذب في حديثهم : استمع إلى الوليد ابن المغيرة ، وهو يعرض عليه عروض قريش التي يبدون فيها بعيدين كل البعد عن واقع الرسالة وحقيقتها ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستمع حتى النهاية ، او قد انتهيت يا ابا المغيرة؟ ثم يتلو عليه القرآن فيتأثر الوليد ، وإن لم يؤمن ، وينقل إلى قريش تأثره ذلك في صورة مدح للقرآن : إن له لحلاوة ، وأن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر …

المرحلة الخامسة والسادسة :
مرحلتا الدفاع والقبول وإذا وصل الأمر إلى مرحلة أن توجه أنت النقاش وتمسك بدفة الحديث فقد وصلت إلى مرحلة الدفاع التي تؤدي إلى مرحلة القبول ، حيث يصبح المرء نتيجة لدفاعه ذا أثر عند من كانوا يهاجمونه .
ومن هنا فإن موقف هؤلاء الناس الذين تحولوا إلى مرحلة القبول يجب ألا يدفع هذا الشاب إلى الركون إلى الراحة وعدم مواصلة السير وإنما على الشاب أن يستثمر ذلك الموقف في مزيد من الدعوة والتأثير في المحيط الذي يعيش فيه .
وبعض الشباب يقف بهم الأمر عند مرحلة القبول ، فيترك واجب التأثير فيمن حوله ، ولكن كثيرا من الشباب أيضاً يصل إلى المرحلة النهائية وهي التفاعل الإيجابي والتأثير والتقدم خطوات في طريق التغيير والإصلاح .

ولابد أن يكون ذلك على محورين :

محور البناء الذاتي ، حيث يتعلم الشاب ويستوعب قضايا دينه ، ويطبق ما يتعلمه ... هذا أولاً
محور التأثير ؛ حيث في محيطه الذي يعيش فيه ، و هو ما نسمّنه إصطلاحاً بالدعوة. ، و هي ثانياً. ففاقد الشئ لا يعطيه . و لابد للملتزم أن يتعلّم فنّها كي لا يسئ إليها.

و عندما اشتكى أحد الملتزمين الجدد لشيخه من معاندة الناس و معاداتهم له كلّما أمرهم بمعروف أو نهاهم عن منكر، ردّ عليه قائلاً:" تخيّل أنّك مندوب مبيعات لشركة محترمة، تقوم بتسويق سلعةجيّدة، و لكاك لا تعرف عن مواصفاتها الكثير و كلما دخلت لعرض هذه السلعة على بعض العملاء أو الزبائن ، يحدث بينكم مشادة حامية و ينتهي لبلأمر بسبّك لأو ضربك أحياناً، فهل تعتبر نفسك مندوب مبيعات ناجح؟ و هل سيوافق مدير هذه الشركة على اسمرارك في اداء عملك بهذا الإسلوب؟ بالطبع لا!! لابد أن تتعلّم حسن العرض (وهو ما يسمّى فن الدعوة إلى الله) و خاصة أن الناس متعطّشة لمن يعلّمها بحكمة و يدعوها برفق. و من حسن العرض أن تكون أنت في حدّ ذاتك إعلاناً متحرّكاً لدينك ، بتفوّقك و اخلاقك و مظهرك فيسعى الآخرون ليكونوا مثلك ، فإذا بدأت تتحدّث إليهم ينصتوا إليك ، فتعطيهم جرعات مناسبة ، فإذا وجدت نفوراً منهم ، تتوقّف حتى لا يزدادوا نفوراُ" اهـ.

إننا يجب أن نتعلم كيف نتحدث مع الناس ، يجب أن نعرف : أن الإيجابيات يجب أن تذكر ، والسلبيات يجب أن تطرح في صورة أفكار ، ونترك للشخص فرصة التفكير والتدبر ؛ فإن الناس قد لا يبدون موافقة ، ولكنهم قد يتأثرون وينشغلون بالتفكير في الأمر ، ولندع لهم فرصة للتفكير ، فليس من المهم أن يقولوا : إن فلاناً الداعية هو الذي علمنا ، إنما أن يصلوا في النهاية إلى تبني الفكرة والعمل بها .

ولنبدأ بالأولويات ، بالقضايا المتفق عليها ، التي لا يكثر فيها ولا حولها الجدال ، ولنبدأ مع كل أحد مدركين مفتاح شخصيته ، ومداخل نفسيته ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجيب على السؤال الواحد لشخصين مختلفين بجوابين مختلفين : رجل يقول يا رسول الله أوصني ، فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تغضب ، وآخر يسأله السؤال نفسه ويطلب منه الطلب ذاته ، فيقول له : لا يزال لسانك رطباً بذكر الله .

ومعرفة واقع الحال ، ونصيحة الناس بما يناسب الموقف من أروع ما نتلقاه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث نصح المسلمين المستضعفين في مكة بالهجرة الأولى إلى الحبشة ، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم لهم أن الحبشة أرض مناسبة لهم ، لأن فيها ملكاً لا يظُـلم الناس عنده وكان النجاشي نصرانيا ، وهذا موقف يلخص معرفة الأحوال والتاريخ والنفس الإنسانية واستثمار معطيات معرفة جوانب النفس في التعامل مع المواقف .

ويتضح ذلك أكثر في صلح الحديبية ؛ حيث أرسلت قريش ثلاثة نفر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليفاوضوه ، والعبرة لدينا في الرسول الثالث وهو الحليس بن علقه ، ولقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم قادماً فعلم الرسول من سمته أنه رجل عبادة ، يعظم الشعائر ، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يرسلوا الهدي ، فأرسل الصحابة الجمال في الوادي ، فلما رآها ذات قلائد ، وهذا يدل على أنها قربة لله تعالى رجع إلى قومه وقال لهم : هذا رجل جاء يعظم البيت –فكيف تمنعونه ؟
فقالوا : اجلس فإنما أنت أعرابي لا شأن لك
فقال : والله إن لم تتركوا هذا الرجل يدخل إلى البيت لأنذر إليكم بالأحابيش نذرة رجل واحد .




يقول الشيخ سعيد بن مسفر: "التزام في المنعقد والتزام في العبادة والتزام في السلوك والأخلاق والتزام في التعامل ، هذا هو الالتزام الكامل .. التزام في الظاهر والتزام في الباطن .. التزام في المسجد والتزام في العمل .. والتزام في السوق والتزام في البيت ، لأنك خضعت ، : ( قل إن صلاتي و نسكي و محياى ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ). الدخول في الدين والالتزام يجب أن يكون دخول كامل ، و غيره هو دخول جزئي إنتقائي ، يأخذ من الدين لحية و ثوبا فقط ، وذاك يأخذ من الدين صلاة فقط ، لا000 الله عز و جل يقول : ( يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ). ما رأيكم لو أن شخصا اشترى له سيارة ، ومشى فيها كاملة ، سيارة تسير ، و آخرأخذ مقوداً وركب فوق رأسه منبهاً ، ثم أخذ يمشي في الشارع ويضرب المنبه ، هل هذه سيارة ؟ لا00 هذا مجرد مقود و منبه فقط ، لكن أين بقية أجزاء السيارة فلا بد من توفرها ؟ كذلك الدين له أجزاء لابد من توفرها لا نأخذ من الدين المنبه فقط ولا نأخذ المقود فقط ، والإشارة خذ الدين كافة .."

مستر
10-06-2001, 04:21 AM
إذن السؤال الذي يتردد في ذهن كل شخص :-

ما الواجب علي فعله بعد الالتزام ؟


الواجب هو :

أولا :- أن تعرف أنك بالالتزام قد انتقلت من حياة إلى حياة جديدة ، و أن حياة العبث و اللهو و حياة المعصية و الشرود و التمرد على الله ، رفضتها أنت وأقبلت على الله ، فينبغي أن تهيئ لنفسك مناخا يتناسب مع الحياة الجديدة ، وأن تجري تغييرات في أسلوب حياتك .


الكتاب الذي كنت تقرأه تغيره بالكتاب الإسلامي ، المجلة التي كنت تقرأها وهي غير إسلامية ، تبدأ فتغيرها بمجلة إسلامية ، الشريط الذي كنت تسمعه من غناء و غيره تبدأ فتغيره بشريط إسلامي . النوم الذي كنت تنام متأخر تبدأ فتغيره بالنوم مبكراً حتى تستيقظ لصلاة الفجر. الصديق والزميل الذي كنت تسير معه على الباطل تغيره بصديق وزميل تمشى معه على الحق. العلاقة التي كنت تربطها بالقهوة والشارع والرصيف والسوق تقطعها وتبدأ علاقة جديدة بالمسجد وحلقات العلم .. لماذا .. ؟ لأنك تغيرت و صرت ملتزما ، فلم تعد الشخص الأول .. عينك تغيرت ، فقد كانت تحب النظر إلى النساء أما الآن فلا تنظر إليهن .. أذنك تغيرت كانت تسمع الغناء والآن لا .. و لسانك تغير ، كان يتكلم في الحرام والآن لا يتكلم إلا بخير ، إذن كل شئ في حياتك تغير ، فيجب عليك أن توطن نفسك وتشعرها وتستشعر من قرارتها أنك قد انتقلت من حياة إلى حياة . ومن وضع إلى وضع فينبغي لك أن تتكيف مع الجو الجديد والمناخ الجديد ، وأن تتعامل معه على هذا الأساس .



إذا أولا- شعور قلبي يترجم إلى واقع عملي ينبعث من عمق النفس البشرية وهذا يتطلب منه الخطوة الثانية وهي :-



ثانيا: أن يتعلم و يتعرّف على هذا الدين الذي التزم به :-


-1-
فيبدأ في العلم ، يحفظ القرآن الكريم ، و كلما حفظ سورة أثرت فيه و غيرت ، فيتدبر المرء القرآن و يرى ما الذي أراده الله منه؟ و يقف عند الآيات و يراجع نفسه مع مضمونها ، كما كان السلف رضى الله عنهم يعملون ..


يقول عبد الله بن مسعود : " كنا لا نتجاوز العشر آيات من القرآن حتى نعيهن ونعمل بهن " فإذا انتهى من العشر وتطبيقهن انتقل إلى العشر الأخرى ، ولذا كانوا يتعلمون ويعملون ، أما اليوم فنقرأ القرآن ونختمه وإذا انتهى منه لو سئل : ماذا قرأت ؟ قال : قرأت كذا و كذا .. ، بماذا أمرك الله ؟ قال : لا أدري ‍‍‍‍‍، عن ماذا نهاك الله فيما قرأت؟ قال لا أعلم ..، فهذا ليس تعاملا شرعيا مع القرآن ، الله أنزل القرآن ليعمل به بعد التدبر ، يقول عز وجل " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب " ، ويقول عز وجل : "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" ..

فيجب عليك أن تتعلم الدين الذي التزمت به وتعرف الطريق التي سرت فيها ، فتبدأ في حفظ القرآن الجزء الأول منه –حفظاً يغير نفسك – ، و تتابع بحفظ شيء من السنة – تبدأ بالأربعين النووية – وتقرأ شروحها من كتاب ابن رجب الحنبلي جامع العلوم والحكم ، ثم تبدأ بآداب المشي إلى الصلاة الذي ألفه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، و تبدأ بالأصول الثلاثة في العقيدة ، و تقرأ في مختصر السيرة النبوية لمحمد بن عبد الوهاب ، أي تبني نفسك عملياً ..

فللعلم سيماء في الوجه ، العلم نور ، والذي يمشي بدون علم مثل الذي يمشي في الظلام ، والذي يمشي في الظلام يقع في الآفات وربما يصاب في طريقه وهو لا يشعر .. فلابد بعد الشعور بأنك انتقلت إلى الحياة الإيمانية أن تبدأ في الحياة العملية ، بطلب العلم ، و أن ترفق العلم بالعمل لا تقول العلم ثم أعمل ، لا ، فأي شئ تعرف أنه من الدين بدليل الكتاب والسنة ، يلزمك أن تطبقه بسرعة فتتعلم وتعمل معا في آن وأحد .



-2-
> ثم تجري التعديل في أسلوب حياتك . مثلا في العبادة كنت تصلي صلاة عادية كما يصلى أكثر الناس الآن يأتي متأخر ثم يكبر ويستسلم للأفكار والخطرات والمعاني ثم يسلم ويذهب بالسنة، أما الآن فذلك العهد انتهى .. فتأتي قبل الآذان وإذا تأخرت فمع الآذان أما تكبيرة الإحرام لا يجب أن تفوتك بحال ، يقول أحد السلف : " إذا رأيت الرجل تفوته تكبيرة الإحرام فانزع يدك منه " ، فإنه ليس بشئ هذا الذي تفوته تكبيرة الإحرام ، فكيف بمن لا يصلي ، و أنت ملتزم يجب أن يكون الصف الأول لك بل الروضة لك .

و يقال " بئس العبد الذي لا يرى إلا إذا دعي .." ، و لذا كان معظم السلف لا يسمعون الأذان من خارج المسجد .. هذا هو الالتزام الصحيح ..



-3-
ثم كيفية الصلاة – تكبر بتحقيق وتقرأ بترتيل وتتأمل معاني القراءة ، ثم تركع بخشوع وتسجد في خضوع وتجلس في يقين وتتشهد في طمأنينة وتسلم في رجاء ، وبعد هذا لا ندري أقبلت صلاتك منك أم ردت عليك ، يقول أحد السلف : " والله لئن تختلج الأسنة بين كتفي احب إلي من أن أذكر شئ من دنياي في صلاتي " ، فكيف بصلاتنا ؟ فيجب أن يتغير وضعك مع العبادة ، ثم يتغير وضعك مع النافلة ، كنت في السابق تصلي الفرض فقط أما الآن فأنت ملتزم تصلي الفرض وثم الرواتب والنوافل وتقوم الليل وتصلي ركعتين الضحى هذه لا تدعها لأنك ملتزم ، إذ كيف تكون ملتزم لو تركتها؟ ... ملتزم بالكلام فقط ؟ شيء مؤلم عندما ترى أكثر من يقضي الركعات الملتزمين ، وتجد العوام العاديين في الصف الأول ، إذن فمن الملتزم الحقيقي ؟ الذي في الصف الأول ، أما الآخر وإن كانت عليه سيماء الالتزام ، لكن عمله ليس عمل الالتزام ..



-4-
أيضا في الإنفاق :- أنت ملتزم إذن لابد أن تدخر شيئان لك عند الله من مصروفك الشخصي إن كنت طالب أو من مصروفك العادي إن كنت رب الأسرة ، أجعل شئ من دخلك ولو كان ( 10 ) ريالات أو ( 50 ) أو ( 100 ) ريال ..




-5-
علاقتك بالعلماء :- وبمجالس العلم و الندوات وكل عمل يحبه الله و يرضاه ، فأجر تغيير على هذا الوضع.




-6-
كذلك في السلوك والتعامل والأخلاق : فقد تغيرت و أصبحت ملتزماً ، و قد كنت تمر في الشارع وتقود السيارة بسرعة جنونيّة، لكن منذ أن تلتزم ، تسير بانتظام ، فإذا شغلت السيارة قلت " بسم الله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " ، و تحرك السيارة بأدب ، و يقال أن القيادة فن وذوق وأدب ، وأنا أقول القيادة دين وذوق وأخلاق ، فنعرف دين الإنسان من قيادة السيارة ، تمشي و تمسك جانبك الأيمن تتجاوز بأصول ، عند الإشارة تقف ، ثم تسير ولا تسرع ، قال تعالى : ( ولا تمش في الأرض مرحا ، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ) ..


إن مشيتك في الشارع وأنت ملتزم عبادة ودعوة ، فإذا رأوك الناس وأنت تمشي في الشارع ومر أحدهم وتوقفت له حتى يسير فماذا سيقول ؟ سيقول : " ما شاء الله انظروا إلى المتدينين ، الدين عظيم ، يهذب الأخلاق و يترك لي فرصة السير " ، لكن إذا حصل عكس ذلك ، فسبقته و رأى لحيتك ، فسيقول : " انظر إلى هذا السنّي المعقد ، ولا أعقد من السنيّة .. أبو ذقن هذا يضايقني ".. الخ ، إذن فمشيتك في الشارع دعوة إما لك وإما عليك .



-7-
و تجري تغير في التعامل :- وأنت موظف أو طالب تدخل للمكتب أو الحجرة تبتسم وترد السلام ، تسأل عن حال الجميع ، وتكون سباقا للخير في الخدمة في الأخلاق في الكرم .. لماذا ؟ لأنك ملتزم بالدين .. كنت في السابق لا أخلاق لا مبالاة بمراعاة أو إكرام الناس ، لكن عندما التزمت يفرض عليك التزامك أن تغير أخلاقك بأخلاق الإسلام ، لكن الحقيقة أن هناك توجه عكس ذلك ، فتجد بعض الشباب أخلاق ، فإن التزم تغيرت أخلاقه وإذا دخل على زملائه في المكتب ونظر إلى لحاهم وهي محلوقة جلس بدون أن يسلم ، وإذا سئل لماذا ؟ قال لا أسلم على العصاة ‍..! ، يا أخي إذا كانوا عصاة في حلق لحاهم ، فأنت أكبر عاصي في تعاملك السيئ معهم ، لا ، عليك أن تسلم وأن تبش وأن تكرم ، لماذا ؟ حتى تكسب قلوبهم ، لكن إذا تعاملت معهم بهذا المنطق فستبغضهم في الله ، وإن لم تسلم عليهم فسيبغضوك ، وإن أبغضوك أبغضوا دعوتك ودينك ، وتكون أنت بتصرفك هذا بدل أن تدعو إلى الله ، تطرد الناس عن دين الله .




-8-
ثم تغير وضعك في البيت : مع أولادك وأمك وزوجتك ، بالتزامك بالجلوس في المنزل بدل السهر . و تعطي المرأة حقها من الأشياء والجلوس والتعامل الطيب ومساعدتها ، فهذا الفعل ينعكس زوجتك فتحب الالتزام وتلتزم كذلك ، لكن إذا التزمت وأخذت تخرج ولا تراك أبدا ، من رحلة إلى موعد.. فبالتالي ستكره الالتزام ، كذلك مع والدك ووالدتك … ترافق الوالد دائما وتساعده في شؤونه ، هذا ينعكس على والدك فيحب الدين والالتزام .


بعض الشباب إذا التزم انقطعت صلته بوالديه بحجة أن أبويه عصاة ، ولا يجوز خدمتهم فيكره الوالد ولده ويكره الالتزام ، ويمنع الباقين من أولاده من الالتزام .. و هذا خطأ ...



-9-
تجري تغير مع نفسك أنت ، في تزكيتها ، لأنك ملتزم ، فقد كنت في السابق إذا أتت أغنية سمعتها ، وإذا رأيت امرأة جلست تنظر إليها ، لكن عندما التزمت أصبحت مسئوليتك تجاه نفسك أكبر، يقول عز وجل : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) ، فيجب أن تزكي نفسك لأنك ملتزم ، وألا تدسيها لأنك ملتزم قد وضعت نفسك في هذا الموضع ، فيجب عليك أن تروض نفسك التي هي أمارة بالسوء ، وتنقيها وتحميها من الذنوب والمعاصي والآفات والأماكن التي لتليق بها .




-10-
بعد ذلك أن تعمل لهذا الدين ، فالله هداك لهذا الدين ، و موقفك أن تعمل له و تخدمه وتدعوا إليه ، وتحمي حياض النجاة ، و تدعو الآخرين إليها ، حتى يكثر سواد المسلمين وينتشر الخير ويعم الفضل ، وهذا من مسؤولياتك ، لأنك إن لم تدع إليه وأنت الملتزم ، فمن تتوقع أن يدعو إليه غيرك ؟


إنها مسؤوليتك وجزء من عملك أمام الله سبحانه وتعالى .



-11-
ثم أن تقطع الصلة بالحياة السابقة : فقد انتقلت إلى حياة جديدة ، وهذا فعل الصحابة ، كان الرجل يدخل في الإسلام ويخلع على عتبة الدين كل ملابس الجاهلية ولا يلفت إليها أو يحن إليها ،و يخلص من قلبه أي رغبة إليها ، فتقطع صلتك بالحياة الأولى و بقرناء السوء ومكان السوء وشريط السوء وفيلم السوء ، فأي مكان له علاقة بوضعك الأول قبل الالتزام ، اقطع الصلة به ، فاستمرار الصلة به معناه الحنين إليه والرغبة في العودة إليه ، وهذه بداية الانهزام ، ومن سلك الطريق فلا ينظر إلى الوراء ، لأنك إن نظرت إلى الوراء خارت قواك ..


يقول ابن القيم الجوزية : " انظر إلى الظبي وكلب الصيد ، الظبي إذا رأيته كأنه خلق للطيران ، فبطنه لاصق في ظهره وقوائمه خفيفة لا تمس الأرض ، أما الكلب فهو عكسه ، لكن يطرح الكلب الظبي ، لأن الظبي عندما يجري يلتفت لينظر إذا كان الكلب وراءه أم لا والكلب يطرد ولا يلتفت ، فكلما التفت الظبي إلتفاتة ، خارت من عزمه وقواه درجة ، وزادت في قوى الكلب درجة ، و لو أن الظبي مشى ولم يلتفت لم يستطع الكلب الوصول إليه " .

إذن وأنت سارع ، يقول الله تعالى ( وسارعوا ) ، أي سابقوا ، لأن وراءك الكلب يريد أن يطرحك ، وهو الشيطان ، فإذا مشيت ولم تلتفت لا يستطيع الكلب عليك ، لأن الله تعالى يقول ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين )، فكن ماشيا في طريق الله بدون التفات ، فحين إذن لا يقدر عليك ، لكنك إذا تلفت وراءك ، إلى الأغنية تسمعها و غير ذلك من الذنوب ، طرحك الشيطان ، التفت للمرأة و الاستراحة ، فهذا بداية الانتكاس ، فاقطع صلتك بالماضي ونظم نفسك بالكلية ، حتى ولو بالدعوة لأن الشيطان قد يأتي إليك بطريقة ملتوية .



-12-
فأنت في هذه المرحلة لم تستطيع أن تهدي من أحببت لأنك في دور نقاهة ، وأنت لا تستطيع أن تهدي لأنك تدعوهم وأنت لست مؤهل لعلامة ، فالعلامة تأتي من الأطباء ، و هم يداوون المرضى ، أما أن يتعافى المريض ويتحول إلى طبيب ، فسعود مريضا وبسرعة ، إذن مما يعين على الثبات على الالتزام ، أن يعرف الإنسان أن طريق الالتزام فيه كثير من المعوقات ، فهو ليس طريقا سهلا ولا مفروشا بالورود ، بل طريق صعب ولاحم وشاق ..




-13-
يقول عليه الصلاة و السلام : " حفت الجنة بالمكاره " ، وأنت ما هو هدفك من الالتزام . ؟ الجنة بالطبع ، كل شخص يلتزم لأجل الجنة ، حتى حفت الجنة بالمكاره ، فلا تصل إلى الجنة إلا عبر تجاوز هذه المكاره ، مثل الذي يريد أن يتخرج من الجامعة ، التخرج حف بالمكاره ، وهي الدروس ، فلابد أن تتجاوزها حتى تتخرج منها . أما أن يقول أريد شهادة الجامعة لكن بدون أن ادرس ، فلا أحد يعطيك ذلك ..



ترجو النجاة و لم تسلك مسالكها *** أن السفينة لا تجري على اليبس



فمن يريد الجنة يصبر على المكاره .

مستر
10-06-2001, 04:22 AM
غير أن الشباب الملتزم يواجهون بعض المشاكل ، تأتي كلها من الجهل بما يجب أن يفعله الملتزم بعد الالتزام .. ليس لديه منهج أو برنامج ، ليس لديه خطوات يسير عليها بمجرد انه التزم ثم 00 أين يذهب؟

ومنها الالتزام الأعوج :


فبدلا من أن يكون ملتزماً التزامًا مستقيماً ، يلتزم التزاماً أعوجاً 00 أعوجاً في أخلاقه وتصرفاته وفهمه للنصوص ، وفي تعامله مع نفسه وفي تعامله مع زوجته وأولاده حتى في تعامله مع والديه وأيضا في تعامله مع مديره وزملائه 000 لماذا ؟ لأنه ملتزم غلط ، لا يعرف الالتزام المستقيم ، ويظن انه على هدى بسبب جهله بمعنى الالتزام وبما تقتضيه عملية الالتزام 0



أو الالتزام الأجوف :


ونعني به انه يلتزم الإنسان في الشكل ولا يلتزم في المضمون ، فيكون أجوف ظاهره طيب ولكن باطنه خراب ، هذا لا ينفع لابد من الالتزام الكامل الذي يشمل الظاهر والباطن 0


أو الفهم الخاطئ للدين:


فلم يفهم الدين كما أراد الله ، ولم يتلقاه من الكتاب والسنة ، ففهمه فهما مغلوطا ، أحيانا تلقى بعض الأفكار الضالة والعقائد المنحرفة كعقيدة الخوارج والمعتزلة أو الأشاعرة ، أوالعياذ بالله القدرية أو عقيدة المرجئة هذه عقائد قد اندثرت لكن بقيت مضامينها موجودة في الناس قد يقول أحدهم كيف ؟ فأقول :


* عقيدة الإرجاء :- الإرجاء يعتمد على أن الإيمان ليس له علاقة بالعمل إذ لا يضر مع الإيمان عندهم ذنب ولا ينفع مع الكفر عمل فيقولون أنت تؤمن بالله وتصدق بلسانك ، أما العمل ليس من الدين وليس من الإيمان .

هذه العقيدة ضيعت دين الله وأذهبت شريعة الله ولكنها إلى الآن موجودة في كثير من الناس عندما تكلمه عن أوامر الله . عن الصلاة في المسجد عن إطلاق لمحته قال يا شيخ ربنا رب قلوب إن الله لا ينظر إلى أجسامكم .


* عقيدة الخروج والخوارج :- عند المتدينين الذين يفهمون الدين ويتحمسون له ويندفعون إليه ، ثم يكبر في قلبهم الحماس حتى يتجاوزون حدوده ، ولهذا سمو المارقة لأنهم يمرقون من الدين ، و يقول عليه الصلاة والسلام فيهم " يحقر أحدهم صلاته إلى صلاتهم وعبادته إلى عبادتهم فقال يمرقون من الدين كما تمرق الرمية من السهم أو السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم " أي أن حظهم من القرآن التلاوة ، لكن لا يفهمون منه شيء ولا يدخل إلى قلوبهم منه شيء . و موجود هذا في بعض المجتمعات كثيراً . إذا رأيته وجدته يتوقد من الحماس لهذا الدين لكنه ليس على الدين الحق .. الدين ما شرعه الله وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم . فمن أين يأتي هذا ..؟ يأتي من الخطأ في الالتزام ..



و نحن أمّة وسطاً ، لا نمرق مروق الخوارج و لا نفرط إفراط المرجئة، فالالتزام يحتاج إلى ضوابط وإلى موازين ، بحيث لا ينحرف الملتزم فيضل اكثر من ضلالة ذلك المنحرف ، لأن المنحرف إلى الشر والواقع في الزنا والغناء والمعاصي ، ضال وهو يعرف أنه ضال ، ولذا يمكن أنه يوم من الأيام يتوب ، أما الملتزم الخاطئ ، فيسير في الخطأ ، ويظن أنه على هدى ، ولهذا ليس هناك أمل في إصلاحه لأنه يحسب أنه على الهدى " زين لهم سوء أعمالهم " ، فتأتي الخطورة في انحراف الملتزم من هذا الجانب .

مستر
10-06-2001, 04:24 AM
و لكن ... كثير منّا ينتكس (عافانا الله)، فيصيبه الفتور و تتوالى على قلبه الفتن، فلماذا؟ تختلف الأساب بإختلاف المرحلة:


في البداية:
-----------

1 ) الضعف عن مقاومة الإغراءات في الطريق ..

ففي النفس شهوات طبع الإنسان عليها … شهوة النساء – المال – النوم – اللعب ، و فيها حلال وحرام ، غرائز النفس البشرية تدعوك لها والعقل والقلب الإيماني يدعو للترفع عنها ، إذن وطن نفسك على ألا تستجيب لهذا الإغراءات وهذه الشهوات ، حتى تــَسلم ، أما إذا ظننت أن بإمكانك أن تكون ملتزما مع الاستجابة للشهوات تستمع الحرام وتشرب وتسير على الحرام ، فهذا إلتزام غير صحيح .



2 ) الضعف عن الاستمرار على أداء العبادات ..

لأن العبادات فيها تعب ، الله عز وجل يقول : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) ، و الصلاة والعبادة ليست عملا نؤديه مرة واحدة ، بل عبادة نستمر عليها حتى الموت ، فوطن نفسك على أن تقوم بهذا العمل …



عند قدوم رمضان لابد أن تصوم ، الحج لابد أن تحج ، الزكاة لابد أن تزكي ، لديك والدان لابد أن تبرهما . تصل رحمك تكرم أخوك في الله . رأيت منكرا لابد أن تغيره ، هذه هي العبادات ، القرآن لابد أن تحفظه ، الذكر لابد أن نؤديه ، فوطن نفسك على القيام بها وعدم التثاقل عنها لأنك إن لم توطن نفسك سيأتي يوم من الأيام وستقول إلى متى …



3) المجتمع المحيط:

ثم وطن نفسك على مواجهة الضغوط الأسرية التي قد تواجه بها ، فعندما يلتزم الشخص قد يجد أن لكل فرد من أفراد عائلته وضعا معينا يواجهه ويحد من نشاطه ، وربما سخروا منه و اتهموه بالتطرف ، فوطن نفسك على ذلك ، ولذا ذكر الله عز و جل في القرآن عدة قصص ، من أجل أن نوطن أنفسنا على ذلك أخبرنا الله عز وجل عن إبراهيم وأن من كفر به أبوه . وأخبرنا عن نوح أن من كفر به ولده وكذلك من كفر به زوجته ، و أخبرنا عن محمد وأن من كفر به عمه فكذلك الناس لابد أن يجدوا في حياتهم ، مثل ذلك الذي رأوه أنبياء الله عز وجل ..



بعد فترة:
==========


أولاً / أن يكون من غير اقتناع ورغبة وإنما لأسباب طارئة قتنطفئ الشعلة و يبرد الدفء :
..............................................................................


مثلاً: التحق بهم لأنه يجد الأنس معهم والخروج إلى الرحلات دون أن يجد ملامة على ذلك من أحد ..لأنه سار مع رفقة طيبة، ولم يلتحق بهم لأنه يريد الالتزام على نهج الله تعالى وسنة نبيه الكريم.

· التحق بهم لأنه أعجب بشخص معين.. فلا يأتي للشباب الملتزم إلاّ لأجل هذا الشخص ولأجل إرضائه

· التحق بهم بسب صدمة هائلة حدثت في حياته كأن يشاهد وفاة أحد أو حالة احتضار..مما يكّون لديه صدمة تكون سبباً في التحاقه بالشباب الملتزم. وهذه الصدمة قد تكون مؤقتة فيكون تأثيرها مؤقتاً لذلك قد يرجع إلى ما كان عليه سابقاً.



ثانياً / عدم الاهتمام بتربية الشاب لنفسه :
.........................................

فلا قراءة قرآن ولا أداء الصلوات في وقتها ولا أداء النوافل كقيام ليل أو صيام نافلة ، أهمل نفسه مع أنه ملتحق بالشباب الملتزم ورضى واكتفى بالمظهر وهذا ما يسمى "الالتزام الأجوف" وهذا قد التزم شكلاً ولكنه في الحقيقة منتكس وإذا أنتكس الباطن يكون انتكاس الظاهر سهلاً وفي الغالب لا يحدث انتكاس الظاهر إلا بعد أن ينتكس الباطن وهذا هو السر في أنك تفاجأ بأن بعض الأشخاص الذين تحسبهم من أنشط الناس وأحرصهم على العبادة تجدهم فجأة .. وإنما انتكس باطنه منذ زمن واحتفظ بشكله الخارجي حتى أتى اليوم الذي لم يبق للشكل الخارجي فائدة.. وانجرّ الانتكاس إلى الشكل الخارجي أيضاً .



ثالثاً/ الكمال الزائف :
.......................

ذلك أن الشاب الملتزم يجد في بداية التزامه تشجيعاً ومدحاً له مما يوهمه أنه بلغ الكمال مما يجعله يغفل عن المحافظة على نفسه والمشاركة في أعمال الخير وبذلك يفتر ثم ينتكس والعياذ بالله.



رابعاً / عدم فهم الشباب الملتزم فهماً صحيحاً:
............................................

ومن ذلك أن الشاب الذي التزم حديثاً يصوّر لنسه أنه مع ملائكة لا يخطئون ويجب ألا يخطئوا مع أن هؤلاء بشر ، يخطئون ويصيبون – نحسب أن صوابهم أكثر من خطئهم- ولكن لا يعني هذا أن خطأهم غير موجود ، لهم أخطاء قد تكبر وقد تصغر قد تقل وقد تكثر المهم أنهم بشر كغيرهم من البشر.

فإذا دخل الشاب بهذا التفكير وبهذا التصور يفاجأ بوجود خطأ .. وربما يفاجأ بوقوع الخطأ عليه فيولد هذا صدمة في حياته ويؤثر عليه سلبياً مما يجعله ينتكس مرة أخرى.



خامساً/ سوء التربية من قبل المربين :
....................................

والمربون هم المشرفون على تجمعات الشباب الملتزم كحلق تحفيظ القرءان الكريم أو غيرها

وللخطأ في التربية جوانب متعددة فمنها:

· عدم مراعاة الجانب الوجداني في الشخص وعدم الحرص على تقوية إيمانه وربطه بالله سبحانه وتعالى بل نراه يكثر من المزاح معه والإكثار من جلب ما يؤنسه كأشرطة الأناشيد مثلاً والنكت والطرائف مما يجعل الشخص يتربى على ذلك فينسى الجانب الوجداني الإيماني .

· عدم مراعاة الجانب العلمي في الشخص وذلك بعدم الحرص على تعليمه وتحبيبه في العلم وأهله ولا شك أن الدخول في مجال العلم طلباً وتعلماً وسيلة عظيمة من وسائل الثبات على دين الله تعالى والابتعاد عن الانتكاس.

· عدم مراعاة الجانب الخُلقي في الشخص وذلك بأنه لا يحرص على تحسين وتهذيب خلق هذا الشخص الجديد فينشأ سيئ الخلق ولا شك أن سوء الخلق قد يوصل الشخص إلى الانتكاس.

· عدم التدرج مع الشخص الملتزم حديثاً التدرج المطلوب وربما يعامله بالشدة التي تنفر هذا الشخص وربما يربيه على التساهل وعدم الانضباط وهذه أيضاً وسيلة للانتكاس.

مستر
10-06-2001, 04:25 AM
سادساً / عدم طرح هذا الموضوع على الشباب :
...........................................

إن معرفة الشر وسيلة لاجتنابه كما قيل "عرفت الشر لا لشر ولكن لتوقيه ..ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه" ،

وحذيفة رضي الله عنه قال : كان الناس يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وأسأله عن الشر ، مخافة أن يقع فيه ولاشك أن طرح مثل هذا الموضوع "أسباب الانتكاس" يجعل لك وقاية والوقاية خير من العلاج.



سابعاً / التعلق ببعض قضايا الماضي :
...................................

كأن يكثر التفكير ببعض المعاصي التي عملها سابقاً ويتلذذ بهذا التفكير , أو يحتفظ بأفلام أو صور أو أشرطة قديمة أو غير ذلك مما يذكره بالماضي, ومن أهم ما يذكر الإنسان بالماضي صديق الماضي , الصديق قبل الالتزام وهو من أخطر الأسباب التي تجر إلى الانتكاس وذلك لأنه :

1) يتكلم بلسان لذلك يؤثر عليك وإن لم تطلب هذا التأثير – فالمجلة لا يمكن أن تؤثر فيك إلا إذا قلبت صفحاتها .. لكن الصديق هو الذي يتكلم ويؤثر فيك .

2) أنه لا يعدّ عدواً ولذلك لا يحتاط منه في الغالب (صديق الماضي لا يعد عدواً ) .

3) هو مفتاح للماضي , فربما يذكر بما اقترف في الماضي ولو كان ما اقترفه مباحاً , وهذا التذكير يحرك المشاعر للرغبة في إعادة الذكريات .

4) موافقته لهوى الشخص , وبذلك يكون قد جابه ثلاثة جيوش : الشيطان , الهوى , هذا الصديق .

5) قد يجعلك قائداً ورئيساً عليه مما يجعلك تكثر من مخالطته وهذا يسبب في النهاية إلى الانتكاس .

6) قد يكون كثير الدعابة والطرافة مما يجعلك منجذباً نحوه .

وهذه الأمور الستة يتصف بها صديق الماضي يجعله أخطر ما يمكن أن تحتفظ به من ذكريات الماضي.



ثامناً / الانفراد عن الشباب الصالحين :
....................................

يقول الله تعالى (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا )) ..

الابتعاد عن الشباب الصالحين يجعلك منفرداً ولن تضل منفرداً طويلاً- في الغالب- بل ستبحث لك عن أصدقاء سيئين يحثون على الشر.



تاسعاً / عدم إبراز الشخصية الدينية :
..................................

وخصوصاً إذا كان المظهر لا يدل على الالتزام فإذا لم تتميز ولم تظهر شخصيتك الدينية فإنك ستكون عرضة لوساوس شياطين الإنس مما يجعلهم يتجرءون عليك وربما يذكرون عندك المنكر وأغروك بها ، لكن عندما تظهر شخصيتك الدينية بشكل واضح .. تنكر عليهم .. تأمر بالخير .. تقرأ القرآن .. تذكر الله . هذا يجعلهم -على الأقل- يحجمون عن ذكر المنكرات عندك ومن باب أولى ألا يغروك باقترافها .



عاشراً / التوسع في المباحات :
.............................

وذلك يؤدي إلى التزام الشخص التزاماً أجوف وهذا يؤدي إلى الانتكاس .



الحادي عشر / الحماس الزائد غير المضبوط بضوابط معينة :
.......................................................

بل حماس وثورة وفوران لمدة معينة ثم يخبو .. مثل سعف النخلة إذا أشعل ترى له ناراً تلظى , سرعان ما يخبو ويذهب .. فهذا المتحمس سرعان ما ينتكس يريد الشيء بسرعة .. يريد أن يحقق كل شيء بسرعة قد يصل به إلى الغلو ومن ثم التقصير لأنه سيتعب ويكل ويمل ثم بعد ذلك ينتكس .



الثاني عشر / الخوف من غير الله تعالى :
.......................................

كالخوف من السجن , الفصل , قال تعالى ((ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ))


الثالث عشر / عدم حب الانضباط :
...............................

بل حب التساهل والتسيب وهذا يؤدي به إلى أنه لا يحصّل شيء ولا يستفيد شيء وليس هناك شيء يمنعه من الانتكاس لأنه متسيب .


الرابع عشر / أن يكون في قلبه مرض وآفة :
........................................

كبرت مع الوقت دون أن يجاهد نفسه في التخلص منها حتى جاء الوقت الذي عظمت عليه وكبرت فحرّفته عن الطريق , مثلاً:

أن يكون في قلبه كبر أو عجب أو غرور أو حب رياسة أو غير ذلك من الأوقات .. فلا يجاهد نفسه في التخلص منها فتكون مثل النبتة الصغيرة تبدأ تضرب بعروقها في قلبه حتى تحرفه عن الطريق فيما بعد – نسأل الله العافية -.


الخامس عشر / عدم العمل بما يوعظ به :
.......................................

يحضر محاضرات , يسمع المواعظ لكنه لا يعمل بها ولو عمل بها لزاده الله تعالى ثباتاً . قال تعالى (( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً..

فمن الوسائل المعينة على الثبات .. من الوسائل المعينة على عدم الانتكاس هي العمل بما توعظ به مما هو موافق للكتاب والسنة .

مستر
10-06-2001, 04:26 AM
إن الإلتزام ما هو إلا تصحيح و تقويم معتقد المرء ليوافق الإسلام و الإيمان كما انزله الله عزّ و جلّ، فبالنظر إلى أجزاء الإيمان من وقر في القلب و نطق باللسان و تصديق بالبنان و عمل بالجوارح و الأركان يزيد بالطاعات و يقل بالفسوق و العصيان ، يمكننا أن ندرك بسهولة أن الثبات على إستمرار إصلاح هذه المحاور جميعها هو الإلتزام.

هذه الرسالة هي مجموع رسالات متعددة لشيوخ أفاضل أحسبهم على خير و لا أزكّي على الله أحداً ، فما أصبت فيه فمن الله و بالوحي الذي أنزل على النبيّ الأميّ عليه أفضل الصلاة و السلام ، و ما أخطأت فيه فمن نفسي و الشيطان، أعانني الله عليهما.

الحمد لله و صلّى الله على سيدنا محمد و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

حرف
10-06-2001, 01:14 PM
السلام عليك

اخي لموضوعك اهميه كبيره جدا فقد وضعت فيه المراحل التي يجب ان نعرفها ك ملتزمون بهذه الدعوه

اخي الحبيب اقتراحي ان تنشر موضوعك هذا في كل الاقسام لاهميته.


جزاك الله خير علي الموضوع القيم


بارك الله فيك


حرف

عبد الوهاب
10-06-2001, 04:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله أخي الحبيب خير الجزاء وجعل ذلك في موازين حسناتك .

وكم والله نحتاج إلى التطرق إلى مثل هذه المواضيع

weld-dubai
10-06-2001, 07:42 PM
أحسن الله إليك، وبارك فيك، جهد طيب