جرير
08-06-2001, 04:03 PM
تواجه المرأة في زماننا هذا أشرس هجمة في تاريخها، للقضاء على انوثتها وفطرتها وطبيعة خلقتها، وسرقة جمالها وعفافها وما بقي من أمومتها، وتتعرض المرأة المسلمة ـ بالاضافة الى ذلك ـ الى تدمير اخلاقها وعقيدتها وتمسكها بدينها، وذلك عبر شعارات براقة ودعايات مضللة وصور مزيفة ظاهرها العدل وباطنها الجور مثل دعوى الحرية ودعوى المساواة.
لهذا عمد بعض المخلصين والغيورين على محارم الاسلام الى محاربة تلك الاباطيل والافكار الهدامة، بهدف حفظ المرأة المسلمة من ان تنخدع بتلك الاباطيل فتزل عن الطريق المستقيم الى طريق الغواية والجحيم.
وبين يدي القارىء الكريم نستعرض كتاب (تأملات في المرأة ودعوى التحرير) لمؤلفه الاستاذ سالم بن عبدالعزيز السالم، الذي سبق وان اخرج كتاب (عمل المرأة) ضمن (سلسلة قضايا نسائية معاصرة)، فجزاه الله احسن الجزاء ووفقه الى طاعته.
قدم لهذا الكتاب فضيلة الشيخ العلامة د. عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين قائلاً:
(قرأت هذه الرسالة التي جمعها ـ المؤلف ـ فيما يتعلق بتحرير المرأة وما يدندن فيه دعاة الضلال في هذا الزمان وينشرون في صحفهم ومجلاتهم من الدعاية الى خروج المرأة وبروزها وسفورها وعملها الى جانب الرجال ونبذها للحجاب ولولاية الزوج او الأب عليها وتسمية ذلك تحريراً لها.. وقد ناقشهم هذا الكتاب مناقشة علمية وفند شبهاتهم ودعاياتهم ورد ما يبوحون به ويهذون به من الاباطيل والدعايات المضللة).
لقد تضمن كتاب تأملات في المرأة خمسة مباحث (حقائق بين يدي الموضوع، بريق الحضارة الغربية، المرأة والإعلام، الواقع المعاصر للمرأة المسلمة، وصايا وتنبيهات) اعتمد المؤلف في مناقشتها على الأدلة من الكتاب والسنة والعقل، وذلك اسهاماً في توعية القراء بحقيقة دعوى التحرير المزعومة للمرأة ومنهج الدعاة اليها، والتي منها الغموض وعدم الوضوح في الطرح، من ذلك ما قاله احدهم: (الصعوبة الحقيقية ليست في الكتابة المباشرة، الصعوبة هي ان تقول ما يجب ان تقول، دون ان تسمح لأحد ان يوقفك عن الكلام، بحجة انتهاكك للاعراف الاجتماعية او الاخلاقيات الادبية او حتى محاذير الإعلام الرسمية)، وقد علق المؤلف علي هذه العبارة قائلاً: وعلى الرغم مما يتصور من الوضوح في هذه ا لعبارة، إلا انها لا تخلو من الغموض ايضاً، لأنه لا يعرف ماذا يقصد بالاعراف الاجتماعية.
تناول المؤلف في المبحث الاول خمس حقائق اساسية لابد من تصورها قبل الخوض في موضوعات المرأة ووظيفتها الاجتماعية والتنموية ومنها: ان العلاقة بين المرأة والرجل علاقة مودة ورحمة، وهذه العلاقة تقتضي ان يكون بين الزوجين تكامل وتعاون لا تضاد وتصادم، ولكل منهما خصائصه الطبيعية التي تختلف عن الاخر. وان المرأة المسلمة مارست دورها الفاعل والمهم في بناء امتها طوال العصور الزاهية للاسلام، دون ان تشكل قضية تؤرق الأمة او مشكلة تبحث عن حل.
اما في المبحث الثاني فقد تناول الكاتب بعضاً من الحقائق العلمية التي يتضح منها مدى الانحطاط الخلقي والوظيفي الذي تعيشه المرأة الأمريكية، والتي يعدها اهل الضلال والمخدوعين (رمز الحرية)، ومن ذلك انه في عام 1995م فقط بلغت جرائم حالات الاغتصاب اكثر من 97الف جريمة، كما بلغت جرائم قتل النساء 4700جريمة قتل. وبين المؤلف مدى حقيقة تمتع المرأة الغربية بالحرية والمساواة المزعومتين والمخادعة الظاهرة في استخدام هذه الشعارات المضللة، وخلص الى عقد مقارنة بين المرأة المسلمة والمرأة الغربية قائلاً: ان المرأة الغربية في طفولتها لاهية تائهة لا تربى على الخلق والعفة والفضيلة، وفي شبابها كادحة عابثة بعد ان تخلى عنها ابوها وقرابتها، وفي شيخوختها لا تجد أمامها إلا الوحدة أو دور المسنين بعد ان هجرها الابناء والاحفاد، فكما تدين تدان، اما المرأة المسلمة فإحسان تربيتها والعناية بها في الصغر طريق الى الجنة، وقاية من النار، وفي شبابها زوجة متعلقة خيرية زوجها بخيريته لها، وفي الكبر أم تتربع على عرش محاط بالابناء والاحفاد، كل يتقرب الى الله بخدمتها واسعادها والتودد لها، فأين هذه من تلك؟.
وفي المبحث الثالث تناول المؤلف بالتفصيل ابرز سماة دعاة التحرير، وذكر منها: ان منهم من يحمل أعلى الدرجات العلمية، وممن يطلق عليهم المثقفون، لكنهم يحملون ـ كما ذكر المؤلف ـ ثقافة خنفشارية، وسيطرة البديل الغربي على دعوتهم واصلاحهم المزعوم للمرأة، واتباعهم اسلوب التدرج في تحقيق الاهداف، اضافة الى طول نفسهم وصبرهم على دعوتهم للضلال. وبين المؤلف ابرز الشبه التي تثار في طريق المرأة المسلمة، والتي يطلقها دعاة التحرير، من ذلك تصويرهم ان المرأة مهانة ممتهنة، وان النظرة لها دائماً تقوم على نظرة الريبة والشك.
وفي المبحث الرابع اعطى الكاتب صورة واضحة عن الواقع المر الذي تعيشه المرأة المسلمة، وبين ان هذا الواقع وان كانت المرأة المسلمة تتحمل جزءاً كبيراً منه إلا ان الرجل بتخليه عن دوره في القوامة والتربية والتعاون معها على شئون الحياة، يعد من اكبر اسباب انحرافها عن جادة الطريق.
أما في المبحث الاخير فقد خلص المؤلف الى جملة من التوصيات والتنبيهات القيمة للرجل والمرأة، اما التوصيات الخاصة الرجل فذكر منها ان على الرجل ان يدرك معنى القوامة وحسن العشرة والمسئولية تجاه الأهل، والغيرة على المحارم وتعلم العلم الشرعي وعدم كفران العشرة مع زوجته، اما التوصيات الخاصة بالمرأة فذكر منها ان عليها ان تتعلم العلم الشرعي والعمل به وعدم الانخداع بالشعارات الجوفاء والبراقة التي يرددها اهل الضلال والفجور، والحرص على الصحبة الصالحة وحسن التبعل للزوج والاستشعار بأهمية دورها في اصلاح مجتمعها.
بقلم / سليمان الطفيل
http://server1.alriyadh.com.sa/writers/kpage.asp?ka=172
لهذا عمد بعض المخلصين والغيورين على محارم الاسلام الى محاربة تلك الاباطيل والافكار الهدامة، بهدف حفظ المرأة المسلمة من ان تنخدع بتلك الاباطيل فتزل عن الطريق المستقيم الى طريق الغواية والجحيم.
وبين يدي القارىء الكريم نستعرض كتاب (تأملات في المرأة ودعوى التحرير) لمؤلفه الاستاذ سالم بن عبدالعزيز السالم، الذي سبق وان اخرج كتاب (عمل المرأة) ضمن (سلسلة قضايا نسائية معاصرة)، فجزاه الله احسن الجزاء ووفقه الى طاعته.
قدم لهذا الكتاب فضيلة الشيخ العلامة د. عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين قائلاً:
(قرأت هذه الرسالة التي جمعها ـ المؤلف ـ فيما يتعلق بتحرير المرأة وما يدندن فيه دعاة الضلال في هذا الزمان وينشرون في صحفهم ومجلاتهم من الدعاية الى خروج المرأة وبروزها وسفورها وعملها الى جانب الرجال ونبذها للحجاب ولولاية الزوج او الأب عليها وتسمية ذلك تحريراً لها.. وقد ناقشهم هذا الكتاب مناقشة علمية وفند شبهاتهم ودعاياتهم ورد ما يبوحون به ويهذون به من الاباطيل والدعايات المضللة).
لقد تضمن كتاب تأملات في المرأة خمسة مباحث (حقائق بين يدي الموضوع، بريق الحضارة الغربية، المرأة والإعلام، الواقع المعاصر للمرأة المسلمة، وصايا وتنبيهات) اعتمد المؤلف في مناقشتها على الأدلة من الكتاب والسنة والعقل، وذلك اسهاماً في توعية القراء بحقيقة دعوى التحرير المزعومة للمرأة ومنهج الدعاة اليها، والتي منها الغموض وعدم الوضوح في الطرح، من ذلك ما قاله احدهم: (الصعوبة الحقيقية ليست في الكتابة المباشرة، الصعوبة هي ان تقول ما يجب ان تقول، دون ان تسمح لأحد ان يوقفك عن الكلام، بحجة انتهاكك للاعراف الاجتماعية او الاخلاقيات الادبية او حتى محاذير الإعلام الرسمية)، وقد علق المؤلف علي هذه العبارة قائلاً: وعلى الرغم مما يتصور من الوضوح في هذه ا لعبارة، إلا انها لا تخلو من الغموض ايضاً، لأنه لا يعرف ماذا يقصد بالاعراف الاجتماعية.
تناول المؤلف في المبحث الاول خمس حقائق اساسية لابد من تصورها قبل الخوض في موضوعات المرأة ووظيفتها الاجتماعية والتنموية ومنها: ان العلاقة بين المرأة والرجل علاقة مودة ورحمة، وهذه العلاقة تقتضي ان يكون بين الزوجين تكامل وتعاون لا تضاد وتصادم، ولكل منهما خصائصه الطبيعية التي تختلف عن الاخر. وان المرأة المسلمة مارست دورها الفاعل والمهم في بناء امتها طوال العصور الزاهية للاسلام، دون ان تشكل قضية تؤرق الأمة او مشكلة تبحث عن حل.
اما في المبحث الثاني فقد تناول الكاتب بعضاً من الحقائق العلمية التي يتضح منها مدى الانحطاط الخلقي والوظيفي الذي تعيشه المرأة الأمريكية، والتي يعدها اهل الضلال والمخدوعين (رمز الحرية)، ومن ذلك انه في عام 1995م فقط بلغت جرائم حالات الاغتصاب اكثر من 97الف جريمة، كما بلغت جرائم قتل النساء 4700جريمة قتل. وبين المؤلف مدى حقيقة تمتع المرأة الغربية بالحرية والمساواة المزعومتين والمخادعة الظاهرة في استخدام هذه الشعارات المضللة، وخلص الى عقد مقارنة بين المرأة المسلمة والمرأة الغربية قائلاً: ان المرأة الغربية في طفولتها لاهية تائهة لا تربى على الخلق والعفة والفضيلة، وفي شبابها كادحة عابثة بعد ان تخلى عنها ابوها وقرابتها، وفي شيخوختها لا تجد أمامها إلا الوحدة أو دور المسنين بعد ان هجرها الابناء والاحفاد، فكما تدين تدان، اما المرأة المسلمة فإحسان تربيتها والعناية بها في الصغر طريق الى الجنة، وقاية من النار، وفي شبابها زوجة متعلقة خيرية زوجها بخيريته لها، وفي الكبر أم تتربع على عرش محاط بالابناء والاحفاد، كل يتقرب الى الله بخدمتها واسعادها والتودد لها، فأين هذه من تلك؟.
وفي المبحث الثالث تناول المؤلف بالتفصيل ابرز سماة دعاة التحرير، وذكر منها: ان منهم من يحمل أعلى الدرجات العلمية، وممن يطلق عليهم المثقفون، لكنهم يحملون ـ كما ذكر المؤلف ـ ثقافة خنفشارية، وسيطرة البديل الغربي على دعوتهم واصلاحهم المزعوم للمرأة، واتباعهم اسلوب التدرج في تحقيق الاهداف، اضافة الى طول نفسهم وصبرهم على دعوتهم للضلال. وبين المؤلف ابرز الشبه التي تثار في طريق المرأة المسلمة، والتي يطلقها دعاة التحرير، من ذلك تصويرهم ان المرأة مهانة ممتهنة، وان النظرة لها دائماً تقوم على نظرة الريبة والشك.
وفي المبحث الرابع اعطى الكاتب صورة واضحة عن الواقع المر الذي تعيشه المرأة المسلمة، وبين ان هذا الواقع وان كانت المرأة المسلمة تتحمل جزءاً كبيراً منه إلا ان الرجل بتخليه عن دوره في القوامة والتربية والتعاون معها على شئون الحياة، يعد من اكبر اسباب انحرافها عن جادة الطريق.
أما في المبحث الاخير فقد خلص المؤلف الى جملة من التوصيات والتنبيهات القيمة للرجل والمرأة، اما التوصيات الخاصة الرجل فذكر منها ان على الرجل ان يدرك معنى القوامة وحسن العشرة والمسئولية تجاه الأهل، والغيرة على المحارم وتعلم العلم الشرعي وعدم كفران العشرة مع زوجته، اما التوصيات الخاصة بالمرأة فذكر منها ان عليها ان تتعلم العلم الشرعي والعمل به وعدم الانخداع بالشعارات الجوفاء والبراقة التي يرددها اهل الضلال والفجور، والحرص على الصحبة الصالحة وحسن التبعل للزوج والاستشعار بأهمية دورها في اصلاح مجتمعها.
بقلم / سليمان الطفيل
http://server1.alriyadh.com.sa/writers/kpage.asp?ka=172