PDA

View Full Version : شيء لا يذهب ....


خد القمر
29-05-2001, 02:18 PM
شيء لا يذهب


<p><font size="4" color="#336699">
فتح صديقي نافذة القاطرة .. فصفع وجهي هواء بارد, و شعرت باللحظة نفسها أن ليلى لا يهمها مطلقا أن أضع باقة ورد سخيفة على قبر عمر الخيام كي أوهم نفسي بأنني ضحية حب عنيف.
</font></p>
<p><font color="#990099" size="4">


لماذا أصر على الإحتفاظ بكتاب عمر الخيام؟ أن أحدا لا يعرف الحقيقة .. تراني أريد من الكتاب أن يوهم الآخرين بأنني ما زلت مرتبطا ب "حيفا".
أعاد العجوز كتاب عمر الخيام شاكرا، و حينما سقط الكتاب على ركبتي انفتحت صفحاته على الرباعية المحاطة بالخط الباهت لقلم رصاص قديم ..
</font></p>
<p><font size="4" color="#FF0000">

"آه أيها الحب، لو أستطيع أنا و أنت أن نتفق مع القدر على تدمير هذا الطابع البائس الوحيد للعالم إلى قطع صغيرة صغيرة .. ثم نعيد بناءه من جديد كما تشتهي قلوبنا"
</font></p>

<p><font size="4" color="#336699">
لم تستطع ليلى أن تغيرني .. شعرت هذا بوضوح الآن .. إنسان لا فائدة منه ، هذا كل شيء .. باقة ورد على ضريح إنسان ميت .. شيء لا يذهب، لقد قالت لهم أنها تريد أن يبقى لها شيء لا يذهب ...
</font></p>

<p><font color="#990099" size="4">
أزت العجلات و هي تدور حول منعطف واسع، و صفر القطار .. ثمة مقبرة في الأفق و شواهد القبور البيضاء مغروسة في التراب كالقدر ..

باردة.. قاسية، و لا تذبل .. ترى أيوجد فوق قبرها رخامة ....؟

"شيء لا يذهب"-بتصرف
غسان كنفاني/موت سرير رقم 12

</font></p>

هند
29-05-2001, 10:00 PM
شيء لا يذهب ..

عنوان اجبرني على الولوج ..

لاجد جوابا مقنعا ؟؟

اي شيء هذا الذي لا يذهب ..

و كل شيء يذهب .. و كل شيء يغيب .. يتلاشى ..

تحياتي العميقة لك ..

خد القمر
30-05-2001, 10:01 AM
<p><font face="Arial" color="#003399" size="4">

عزيزتي .. حقا تسعدني وقفاتك الهادئة ... على محطات جراحي!

كنت أخال غسان يكتب عن شيء خارج الزمن !
و عن بشر غير البشر!
أتدرين
يقول أحدهم:
ان الأفعال الإنسانية الحسنة تلبث في النفوس و
الذاكرة و لا تمضي!

و هنا ليلى !
و إنسان ! لم يبال إلا بالهوى و قصص الهوى!
مدت إليه الجوى المتعب و نادته إليها في
دنيا يشرق فيها الحب والإنسان و الوطن!
..... فأبى .. و لاذ بالخوف مع الهاربين من ظلالهم!
أمسك يدها!
ناداها لتمضي معه!
إلى غربة بدأت بالخوف و لن تنتهي إلا إليه..

.. فوقفت نظرت .. و .. بقيت مع شيء لا يذهب!!
</font></p>




*****************************************
<p><font face="Arial" size="4" color="#0066CC">
لا تهربي

دعيني أرى عينيك تذوبفي عيني
و أشرب دماء خوفك تفر إلى جنبي
و تمتد أياديك لتعانق كفي
فأحيا من شجاعتك و تموتين بين يدي






</font></p>

خد القمر
03-06-2001, 09:57 AM
سألتها و لم هربتم! كنت قد سمعت الجواب ألف مرة.. و لكني أريدهم أن يقولوه ألف مرة ! و أن يسمعوه ألف مرة .. و أن يتأسفوا ألف مرة ! و ربما أن يبكوا ألف مرة!

قسوة مني ربما! و لكن !
.............................
في المرة القادمة سأسالها مجددا كيف فررتم يا جدة!؟
و ما أخرجكم منها........

أدعوكم لقراءة رائعة غسان "عائد إلى حيفا"رواية

خد القمر
03-06-2001, 10:10 AM
<p align="center"><img border="0" src="file:///D:/img/new!/moon/the%20best/hejra-ramleh.jpg" width="329" height="220"></p>
صوره للتهجير في منطقه اللد والرمله


<p align="right"><font size="4">

ما زالت مشاهد قوافل النازحين طوال عام 1948 في ذاكرة صغار وكبار ابنائنا، مشاهد مؤلمة حزينة. اطفال ونساء، شيوخ وكهول، تقلهم سيارات سيرها الخوف، وقادها الفزع وقوافل اخرى تسير خلف دواب كلفت بنقل ما خف من متاع. صراخ اطفال فقدوا الامن او عضهم الجوع وربما لسعهم البرد، ونشيج امهات يبكين سوء المصير، وصوت لفته الدهشة والذهول بقول:


- ماذا تنتظرون بعد؟ انهم يقتربون. فانجوا بارواحكم، مشهد مروع.. وكلام له في النفوس وقع واثر. ولكن المشهد ذاته كانت له دلالتان.


الاولى: تشدك الى اللحاق بهم


والثانية: تشدك الى الارض التي انت عليها.


الاولى تجعلك تنساق.. تنجذب الى تلك القوافل بشعور القطيع. والثانية تصدمك.. تسمر شعر راسك.. تثير في كيانك عواصف من الافكار... وامواجا من التساؤلات. ماذا يكون مصير هؤلاء؟ كيف سيقيتون اطفالهم ويسكتون صراخ جوعهم؟ اين سيبيتون، من سيستقبلهم؟... وكيف.. والى متى؟ هذه الاسئلة وعشرات اخرى غيرها طرحها ولا شك كل اب وكل ام بل كل مدرك عاقل من ابناء هذه القرى، شاهد بام العين تلك القوافل.


من كتاب ’’شهادتي‘‘ للمرحوم



الخوري يوسف اسطفان سوسان

</font></p>