PDA

View Full Version : العجائب


حارس السراب
24-05-2001, 02:38 PM
http://www.palestine-info.net/arabic/photogallery/photo/shohada/5a.jpg


عَجِبَتْ لِمرآنا العَجائِبْ

واستَغْرَبَتْ مِنّا الغرائِبْ !

لا نَحنُ أحياءٌ ولا مَوْتى

ولا أهْلُ البلادِ ولا أجانبْ !

تَهوِي المصائِبُ فَوقَنا

وَتَسوقُنا مِن كُلِّ جانِبْ

لكنَّنا لَسْنا هُنا

فكأنّما هِيَ نَفسُها ابتُلِيَتْ بِنا

وكأنّما نَحنُ المصائِبْ !

وَكأنّما ؟!

بَلْ إنَّما نَحنُ المصائِبْ .

وأقولُ (نَحنُ) .. وما أنا إلاّ أنا

لا جَبهتي سَجَدَتْ، ولا ظَهْري انحنى .

لكنَّ مِن شأني الرُّسوبَ لأنَّـني

أَفْنَيتُ عُمْـريَ كُلَّهُ

أَملاً بِتَعويمِ الرّواسِبْ !

***

زَبَـدُ البِحارِ بِلا يَـدٍ

حتّى يَكُفَّ بِكَفِّهِ صَفْعَ المراكبْ .

صَخْرُ البِحارِ بِلا فَمٍ

حتّى يَفُكَّ بِفَكِّهِ قَيْدَ الطحالِبْ .

لكنَّ كُلاًّ مِنهُمـا قَدْرَ استطاعَتِهِ يُشاغِبْ .

وَلَرُبَّما فَتَكَ الطليقُ بِطُحْلُبٍ

وَلَرُبَّما نَجَحَ الأَسيرُ بِكَسْرِ قارِبْ !

فَلأَيِّ جِنسٍ تَنتَمي

هـذي الملايينُ التي بِحمى الجريمةِ تَحتَمي ؟!

وَلأَيِّ شيءٍ رُكِّبَتْ فيها العُيونُ

وَلَيسَ مِن عَينٍ تُراقِبْ ؟!

وَلِمَ الأَيادي والشِّفاهُ

ولا يَـدٌ تَعلو..ولا شَفَةٌ تُحاسِبْ ؟!

أشباهُ أشباحٍ

تَروحُ وتَغتَدي

بَينَ المزابِلِ والخَرائِبْ


وهِتافُها يَعلو لِسارِقِ قُوتِها


ولِمُستَبيحِ بُيوتِها :


شُكراً على هـذي المكاسِبْ !

***


رَبّـاهُ.. لاتُطفِئْ ذُبالَةَ خافِقي

دَعْها لِتُؤنِسَ وَحْشَتي وَسْطَ الغَياهِبْ .

رَبّـاهُ..لا تَنْزَعْ ضَميريَ مِن دَمـي

فَأنا وحيدٌ ..لَيسَ لي إِلاّهُ صاحِبْ .

أَنَا لَستُ أرجو دُونَهُ لي صاحباً

مِن كُلِّ أصحابِ المواهِبْ


النّاصِبينَ لِنَصْبِهِمْ خِيَمـاً



لَدى الأنصابِ أصحابِ المناصِبْ .


أَنَا مُوقِـنٌ أنَّ الضمائِرَ


لا تُعَبَّـأُ في الحقائِبِ والجُيوبِ..


وَكُلُّهُمْ إمّا جُيوبٌ أو حَقائِبْ !


رَبّـاهُ


يا مَنْ صُغْتَني بَشَـراً سَـوِيّاً


خَلِّني بَشَـراً سَـوِيّاً دائماً





ما بَينَ فِئرانِ التجاربْ .

فَقْـري، عَرائي


غُـربَتي، دائي، شَقائي


وَقْفَتي ما بَينَ أنيابِ النّوائِبْ


هِـيَ كُلُّهـا


- مِن أجْلِ أنْ أبقى أنـا -



ثَمَـنٌ مُناسِـبْ !


أحمد مطر