وهج
24-05-2001, 11:25 AM
"مغسلة الذكريات"
كالعادة..خرجت من المنزل على عجل ،أحمل حقيبتي في يد..وجميع محتوياتها في يدي الأخرى..المفاتيح..الموبايل..بحث علي بتسليمه..قلم الروج..
دخلت إلى السيارة وأنا ألهث..فقد تأخرت طبعاً..وفي السيارة بدأت أرتب الحقيبة..تبا لقد نسيت محفظة نقودي..لا بأس سأفطر على حساب صديقتي كالعادة..
غصت داخل مقعدي..أسندت رأسي للخلف..دائماً مشواري الصباحي فرصة يومية للإسترخاء..لا أدري ماذا بي اليوم..عقلي كالبحر المائج..
وقعت عيني على لافتة صفراء مكتوب عليها"مغسلة الذكريات"..
ترى لماذا تسمى مغسلة بهذا الإسم؟؟
ماالعلاقة بين غسيل الثياب وبين الذكريات؟؟ربما لأن الملابس تحمل رائحتنا..أو لأنها قد احتوتنا وعاشت معنا مواقف كثيرة صارت فيما بعد مجرد ذكريات..أو ربما لأننا نلبسها فترة ثم نلقيها..تماماً كما نعيش فترة من عمرنا ثم نتركها وراء ظهورنا..
يا لهذا الهذيان الصباحي..
..كم من الأشياء نلقيها وراءنا ..بعضها بإرادتنا ..وبعضها تلقى رغما عناً..
كم من الذكريات نتوشح بها أيام البرد فتعيد لنا دفء اللحظة وتوهجها..وكم من الذكريات تحرق القلب وتلمس أطراف الجروح كنصل سكين..
عدت للنظر من الشباك..كل الأشياء في لمح البصر تصبح خلفنا..كم يفزعني مرور الزمان..انقضاء العمر..
ما زلت أتذكر سنوات بعيدة جدا من طفولتي..أتذكر شعوري فيها..إحساسي بذاتي هو نفسه لم يتغير..
ما زال اسمي هو اسمي!!ما زالت بداخلي تلك الفتاة الطفلة التي يشتعل رأسها بتساؤلات غريبة..ويتدفق قلبها بمشاعر متناقضة وعنيفة..
أتعجب أحيانا من حجم المسؤوليات التي أقوم بها..بل وأجيد القيام بها..أهذا تمثيل؟؟أم أنني أعيش كل فترة كما ينبغي؟؟لعلني فقط أخبئ أعماقي داخل أعماقي!!
لقد تعبت من هذا التحديق ..ما بال الطريق غدا طويلاً اليوم؟؟
ما زلت أقف على حائط الزمن وأتأمل..إلى أين وصلت؟؟بل من أين كانت البداية؟؟
أها..تذكرت..من مغسلة الذكريات..!!
أفقت من هذا الهذيان على صوت السائق وهو يسألني متى سأخرج اليوم..
هاقد وصلت..
انتهت دقائق الاسترخاء وبدأ اليوم بكل روتينه يجتاحني..
أخذت حقيبتي ..وخرجت على عجل ..كالعادة!!
.
.
.
.
.
.
.
"بنت الطبيعة"
أأتأرجح على ضوء القمر..أم أقطف النجوم لأرصع بها قلبي؟؟
هل أتمشى على قوس المطر..أم أنثر الغيوم ليتهادى بها دربي؟؟
هل أعصف غاضبة كالأرياح؟؟
أم أقطر وردا جورياً يندى من عمق الأجراح؟؟
أأسهر ذات مساء في جوف الأصداف أناجي مرجان الأعماق؟؟
أم أسرق شفقاً؟؟ أهمي مزناً فاض دموعاً من الأحداق؟؟
هل أغسل قلبي بضوء الشمس وأنشد للفجر حداءاً؟؟
أم أجر كشلال عذب يتدفق سحراً ونقاءاً؟؟
هل أهذي كعواصف هبت في فصل خريف؟؟
أم أنثر ذاتي..أسكبها كثلج مندوف؟؟
هل أومض في قلبك يوماً كالبرق الخاطف؟؟
أم أغرق قلبك ..وجدانك..بي كالنهر الجارف؟؟
أأرقص جذلى على أحلام من بللور؟؟
أم أشرق وهجاً..وشموعاً..بوحاً من نور؟؟
.
.
.
.
.
.
.
"إبحار..في عباب الحياة"
استيقظ ذات صباح..شعر بالشوق يتملكه..كانت الشمس الخجولة تبعثر نبضات قلبه يمنة ويسرة..والنسمات العليلة التي تتسلل من الشباك تداعب شعره كأنامل حسناء..
هاجه الحنين للرحيل..
قام وأخذ يجهز أغراضه..
حقيبة بها كلام ساحر..وأخرى أصغر بها شيء من لهفة..وكيس صغير يحمل من حلوى الإعجاب الملونة..وأخر به شعر عذب..لم ينسى أن يأخذ معه مفاتيح مختلفة للقلوب..والكثير من نبرات الشوق..وآخر ما وضعه في الحقيبة سكين الفراق..
أخرج صندوقاً صغيرا ووضع به قلبه ..أعاده إلى الخزانة ..أغلقها بإحكام وهو يقول "لن أتأخر عنك يا صغيري"
حمل أشياءه وتوجه سريعانحو الشاطئ ..وجد زورقه يتهادى بدعة تحط على شراعه الأبيض الكثير من النوارس..كانت الريح مواتيه..
فليبحر إذاً..
وسرعان ما غاب الزورق في عرض البحر..
.
.
بعد عشرة أيام عاد..
.
.
أوقف زورقه في مكانه على الشاطئ..كانت حقائبه كلها خالية..
عاد بسرعة نحو منزله..أخرج قلبه ..أرجعه في ضلوعه..دخل تحت فراشه الدافئ..
وقبل أن يتملكه النعاس..تمتم وهو يبتسم:
.
.
.
"كانت رحلة ممتعة..علي أن أبحث عن رحلة أخرى.."
كالعادة..خرجت من المنزل على عجل ،أحمل حقيبتي في يد..وجميع محتوياتها في يدي الأخرى..المفاتيح..الموبايل..بحث علي بتسليمه..قلم الروج..
دخلت إلى السيارة وأنا ألهث..فقد تأخرت طبعاً..وفي السيارة بدأت أرتب الحقيبة..تبا لقد نسيت محفظة نقودي..لا بأس سأفطر على حساب صديقتي كالعادة..
غصت داخل مقعدي..أسندت رأسي للخلف..دائماً مشواري الصباحي فرصة يومية للإسترخاء..لا أدري ماذا بي اليوم..عقلي كالبحر المائج..
وقعت عيني على لافتة صفراء مكتوب عليها"مغسلة الذكريات"..
ترى لماذا تسمى مغسلة بهذا الإسم؟؟
ماالعلاقة بين غسيل الثياب وبين الذكريات؟؟ربما لأن الملابس تحمل رائحتنا..أو لأنها قد احتوتنا وعاشت معنا مواقف كثيرة صارت فيما بعد مجرد ذكريات..أو ربما لأننا نلبسها فترة ثم نلقيها..تماماً كما نعيش فترة من عمرنا ثم نتركها وراء ظهورنا..
يا لهذا الهذيان الصباحي..
..كم من الأشياء نلقيها وراءنا ..بعضها بإرادتنا ..وبعضها تلقى رغما عناً..
كم من الذكريات نتوشح بها أيام البرد فتعيد لنا دفء اللحظة وتوهجها..وكم من الذكريات تحرق القلب وتلمس أطراف الجروح كنصل سكين..
عدت للنظر من الشباك..كل الأشياء في لمح البصر تصبح خلفنا..كم يفزعني مرور الزمان..انقضاء العمر..
ما زلت أتذكر سنوات بعيدة جدا من طفولتي..أتذكر شعوري فيها..إحساسي بذاتي هو نفسه لم يتغير..
ما زال اسمي هو اسمي!!ما زالت بداخلي تلك الفتاة الطفلة التي يشتعل رأسها بتساؤلات غريبة..ويتدفق قلبها بمشاعر متناقضة وعنيفة..
أتعجب أحيانا من حجم المسؤوليات التي أقوم بها..بل وأجيد القيام بها..أهذا تمثيل؟؟أم أنني أعيش كل فترة كما ينبغي؟؟لعلني فقط أخبئ أعماقي داخل أعماقي!!
لقد تعبت من هذا التحديق ..ما بال الطريق غدا طويلاً اليوم؟؟
ما زلت أقف على حائط الزمن وأتأمل..إلى أين وصلت؟؟بل من أين كانت البداية؟؟
أها..تذكرت..من مغسلة الذكريات..!!
أفقت من هذا الهذيان على صوت السائق وهو يسألني متى سأخرج اليوم..
هاقد وصلت..
انتهت دقائق الاسترخاء وبدأ اليوم بكل روتينه يجتاحني..
أخذت حقيبتي ..وخرجت على عجل ..كالعادة!!
.
.
.
.
.
.
.
"بنت الطبيعة"
أأتأرجح على ضوء القمر..أم أقطف النجوم لأرصع بها قلبي؟؟
هل أتمشى على قوس المطر..أم أنثر الغيوم ليتهادى بها دربي؟؟
هل أعصف غاضبة كالأرياح؟؟
أم أقطر وردا جورياً يندى من عمق الأجراح؟؟
أأسهر ذات مساء في جوف الأصداف أناجي مرجان الأعماق؟؟
أم أسرق شفقاً؟؟ أهمي مزناً فاض دموعاً من الأحداق؟؟
هل أغسل قلبي بضوء الشمس وأنشد للفجر حداءاً؟؟
أم أجر كشلال عذب يتدفق سحراً ونقاءاً؟؟
هل أهذي كعواصف هبت في فصل خريف؟؟
أم أنثر ذاتي..أسكبها كثلج مندوف؟؟
هل أومض في قلبك يوماً كالبرق الخاطف؟؟
أم أغرق قلبك ..وجدانك..بي كالنهر الجارف؟؟
أأرقص جذلى على أحلام من بللور؟؟
أم أشرق وهجاً..وشموعاً..بوحاً من نور؟؟
.
.
.
.
.
.
.
"إبحار..في عباب الحياة"
استيقظ ذات صباح..شعر بالشوق يتملكه..كانت الشمس الخجولة تبعثر نبضات قلبه يمنة ويسرة..والنسمات العليلة التي تتسلل من الشباك تداعب شعره كأنامل حسناء..
هاجه الحنين للرحيل..
قام وأخذ يجهز أغراضه..
حقيبة بها كلام ساحر..وأخرى أصغر بها شيء من لهفة..وكيس صغير يحمل من حلوى الإعجاب الملونة..وأخر به شعر عذب..لم ينسى أن يأخذ معه مفاتيح مختلفة للقلوب..والكثير من نبرات الشوق..وآخر ما وضعه في الحقيبة سكين الفراق..
أخرج صندوقاً صغيرا ووضع به قلبه ..أعاده إلى الخزانة ..أغلقها بإحكام وهو يقول "لن أتأخر عنك يا صغيري"
حمل أشياءه وتوجه سريعانحو الشاطئ ..وجد زورقه يتهادى بدعة تحط على شراعه الأبيض الكثير من النوارس..كانت الريح مواتيه..
فليبحر إذاً..
وسرعان ما غاب الزورق في عرض البحر..
.
.
بعد عشرة أيام عاد..
.
.
أوقف زورقه في مكانه على الشاطئ..كانت حقائبه كلها خالية..
عاد بسرعة نحو منزله..أخرج قلبه ..أرجعه في ضلوعه..دخل تحت فراشه الدافئ..
وقبل أن يتملكه النعاس..تمتم وهو يبتسم:
.
.
.
"كانت رحلة ممتعة..علي أن أبحث عن رحلة أخرى.."