شذى الجنوب
24-05-2001, 04:09 AM
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) أخرجه البخاري .
الإطراء : هو حسن الثناء أي لا تبالغوا في مدحي كما بالغت النصارى في مدح سيدنا عيسى فجعلوه إلهاً أو ابن له .
قال محمد بن ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ حمل الحديث على المبالغة في مدحه صلى الله عليه وسلم مما لا يناسب ما ترجم له المؤلف رحمه الله ألا وهو تواضعه صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن المبالغة تقترن عادةً بالكذب والغلو في الدين ، وذلك محرم فالنهي عن مثله من الأمور التي لا يظهر به تواضعه كما لا يخفى ، فيبعد أن يكون هذا هو مراد المؤلف فلعل الأولى أن يقال : إن المراد ( لا تمدحوني مطلقاً ) وهو من معاني الإطراء لغة ، وهو إن كان جائزاً في الأصل ن فقد ينهى عن مثله من باب سد الذريعة ، كما هو معلوم من علم الأصول ، فإن فتح باب المدح قد يؤدي إلى مخالفة الشرع كما هو مشاهد في الواقع إما جهلاً و إما غلواً ، ألا تري معي إلى ما قال بعضهم في مدحه صلى الله عليه وسلم .
دع ما ادعته النصارى في نبيهم*** واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
كيف أوصله إلى أن قال فيه صلى الله عليه وسلم :
فإن من جودك الدنيــا*** وضرتها ومن علومك علــم اللوح والقلـم
وهذا مدح بما هو باطل بداهة ومثله كثير فيما يسمونه بالأناشيد الدينية ، فنهيه صلى الله علية وسلم أمته عن مدحه بما هو جائز أصلاً خشية وقوع المادح فيما لا يجوز لا شك أنه من تواضعه صلى الله عليه وسلم كما يدل عليه سائر أحاديث الباب وغيرها بخلاف حمل النهي على المدح المحرم وهذا بين لا يخفى إن شاء الله ، ويؤيده قوله في آخر الحديث : ( إنما أنا عبد …) لأنه كأنه خرج مخرج الجواب عن سؤاله مقدر : فماذا نقول في مدحك يا رسول الله ؟ فقال : ( قولوا عبد الله ورسوله ) أي قولوا مالا شك فيه شرعاً ما أنا متصف به ولا تزيدوا عليه ، وأين هذا مما يصفه بعض المسلمين اليوم مما يسمونه بالموالد وغيرها مما لم يكن معروفاً عند السلف الصالح ، كقولهم إنه نور ، وإنه أول خلق الله وأن جبريل كان خادمه ليلة الإسراء ونحو ذلك من المماديح والأباطيل فاعتبروا يا أولي الأبصار .
المصدر / مختصر الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى محمد بن سؤرة الترمذي يرحمه الله .
الإطراء : هو حسن الثناء أي لا تبالغوا في مدحي كما بالغت النصارى في مدح سيدنا عيسى فجعلوه إلهاً أو ابن له .
قال محمد بن ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ حمل الحديث على المبالغة في مدحه صلى الله عليه وسلم مما لا يناسب ما ترجم له المؤلف رحمه الله ألا وهو تواضعه صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن المبالغة تقترن عادةً بالكذب والغلو في الدين ، وذلك محرم فالنهي عن مثله من الأمور التي لا يظهر به تواضعه كما لا يخفى ، فيبعد أن يكون هذا هو مراد المؤلف فلعل الأولى أن يقال : إن المراد ( لا تمدحوني مطلقاً ) وهو من معاني الإطراء لغة ، وهو إن كان جائزاً في الأصل ن فقد ينهى عن مثله من باب سد الذريعة ، كما هو معلوم من علم الأصول ، فإن فتح باب المدح قد يؤدي إلى مخالفة الشرع كما هو مشاهد في الواقع إما جهلاً و إما غلواً ، ألا تري معي إلى ما قال بعضهم في مدحه صلى الله عليه وسلم .
دع ما ادعته النصارى في نبيهم*** واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
كيف أوصله إلى أن قال فيه صلى الله عليه وسلم :
فإن من جودك الدنيــا*** وضرتها ومن علومك علــم اللوح والقلـم
وهذا مدح بما هو باطل بداهة ومثله كثير فيما يسمونه بالأناشيد الدينية ، فنهيه صلى الله علية وسلم أمته عن مدحه بما هو جائز أصلاً خشية وقوع المادح فيما لا يجوز لا شك أنه من تواضعه صلى الله عليه وسلم كما يدل عليه سائر أحاديث الباب وغيرها بخلاف حمل النهي على المدح المحرم وهذا بين لا يخفى إن شاء الله ، ويؤيده قوله في آخر الحديث : ( إنما أنا عبد …) لأنه كأنه خرج مخرج الجواب عن سؤاله مقدر : فماذا نقول في مدحك يا رسول الله ؟ فقال : ( قولوا عبد الله ورسوله ) أي قولوا مالا شك فيه شرعاً ما أنا متصف به ولا تزيدوا عليه ، وأين هذا مما يصفه بعض المسلمين اليوم مما يسمونه بالموالد وغيرها مما لم يكن معروفاً عند السلف الصالح ، كقولهم إنه نور ، وإنه أول خلق الله وأن جبريل كان خادمه ليلة الإسراء ونحو ذلك من المماديح والأباطيل فاعتبروا يا أولي الأبصار .
المصدر / مختصر الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى محمد بن سؤرة الترمذي يرحمه الله .