PDA

View Full Version : حكاية المتكلمة بالقرآن ..


Nawwar
21-05-2001, 09:07 PM
^1
قصة المتكلمة بالقرآن قصة قديمة ومعروفة ، لكنني آثرت ذكرها حتى يعرفها الذين لم يقرؤوها مسبقا ..

قال عبدالله بن المبارك - رحمه الله تعالى -:
خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه صلى الله عليه وسلم ، فبينما أنا في بعض الطريق ، إذا أنا بسواد على الطريق فتميزت ذلك ، فإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف ،

فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقالت : ( سلام قولا من رب رحيم)
فقلت لها : يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ؟ قالت : ( ومن يضلل الله فلا هادي له ) فعلمت انها ضالة عن الطريق ،
فقلت : لها اين تريدين ؟ قالت : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )
فعلمت أنها قد قضت حجها وهي تريد بيت المقدس ، فقلت لها: أنت منذ كم في هذا الموضع؟ قالت : ( ثلاث ليال سويا)
فقلت : ماأرى معك طعاما تأكلين ، قالت : (هو يطعمني ويسقين )
فقلت : فبأي شيء تتوضئين ؟ قالت : ( فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا)
فقلت لها: إن معي طعاما فهل لك في الأكل ؟ قالت : ( ثم أتموا الصيام إلى الليل )
فقلت : ليس هذا شهر رمضان ، قالت : ( ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم )
فقلت : قد أبيح لنا الإفطار في السفر ، قالت : ( وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )

فقلت : لم لا تكلميني مثل ماأكلمك ؟ قالت : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
فقلت : فمن أي الناس أنت ؟ قالت : ( ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )
فقلت :قدأخطأت فاجعليني في حل ، قالت : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم )
فقلت : فهل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة ، قالت : ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله )
قال : فأنخت ناقتي ، قالت : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) فغضضت بصري عنها ...

فلما ركبت قالت : ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون )
قال : فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح ، فقالت : ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك )
فجعلت أمشي رويدا رويدا وأترنم بالشعر ، فقالت : ( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )
فقلت لها : لقد أوتيت خيرا كثيرا ، فقالت : ( وما يذكر إلا أولو الألباب )
فلما مشيت بها قليلا قلت : ألك زوج ؟ قالت : ( ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )
فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة ،

فقلت لها : هذه القافلة فمن لك فيها ؟ فقالت : (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) ، فعلمت أن لها أولادا ،
فقلت : وما شأنهم في الحج ؟ قالت : ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) ، فعلمت أنهم أدلاء الركب ، فقصدت بها القباب والعمارات ،
فقلت : هذه القباب فمن لك فيها؟ قالت : ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ، وكلم الله موسى تكليما ، يايحيى خذ الكتاب بقوة )
فناديت : ياإبراهيم ياموسى يا يحيى ، فإذا أنا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا ،
فلما استقر بهم الجلوس ، قالت : ( فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه )
فمضى أحدهم فاشترى طعاما ، فقدموه بين يدي ، فقالت : ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية )
فقلت : الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها ، فقالوا : هذه أمنا لها أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن ، مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن ، فسبحان القادر على ما يشاء ،
فقلت : ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) ..

والله أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

ميثة
21-05-2001, 09:31 PM
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبتين اختي نوار

جزاك الله كل خير

Nawwar
21-05-2001, 09:42 PM
أهلين ميثة :) ..
وبارك الله فيك على متابعتك .

weld-dubai
21-05-2001, 11:50 PM
إلى الأخت الفاضلة نوار،

أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على حبك للخير ونشره. وأسأله سبحانه أن يجعلك ممن يدخل الجنة بغير حساب ولا عقاب، آمين.

أختي،

لدي ثلاث ملاحظات حول القصة التي ذكرتيها، أسأل الله أن يوفقك لقبولها.

الأولى: القصة لا تصح عن عبد الله بن المبارك بحال.

الثانية: أن ترك الكلام بغير القرآن بدعة، كما ذكر غير واحد من أئمة الإسلام.

الثالثة: أن شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم بدعة محرمة بنص قوله صلى الله عليه وسلم:

(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)

والنفي أو النهي إذا دخل عليه استثناء فإنه يدل على التخصيص بالعموم، وعلى هذا أئمة الإسلام ممن لم تدخل عليهم شائبة التصوف.

ولم يأتي في القرآن أو السنة ما يدل على جواز شد الرحال إلى بقعة معينة لقداسة فيها.
أي لا يسافر أحد يقصد الأجر بزيارة بقعة غير البقاع المكورة في الحديث.
وشد الرحال هو السفر.

توضيحات:

1. لا يعني كلامي عدم وجود مقدسات غير المساجد الثلاث، ولكن الحديث واضح في ها المجال، لا تشد الرحال.

2. لا يعني كلامي تحريم السفر لأداء عبادة، كالدعوة أو طلب العلم، ولكن السفر الخاص بطلب الأجر بالزيارة للبقاع.

3. زيارة المقابر مشروعة بل مطلوبة، بل هي من السنن المهجورة في مثل هذه الأزمان التي نسيت فيها الآخرة وتذكرت فيها الدنيا.

4. هناك فرق بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم وبين مسجده صلى الله عليه وسلم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد ولكن في بيت عائشة رضي الله عنها، ولا المسجد بني على قبره لأنه بني في حياته صلى الله عليه وسلم.
والذي وسع المسجد وأدخل القبر في المسجد هو الوليد بن عبد الملك، وقد خالفه في ذلك جميع علماء المسلمين في زمنه.
وقد أحسن القائمين على المسجد الآن بجعله في جانب المسجد.

Nawwar
22-05-2001, 12:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

بالنسبة لهذه القصة.. فإني نقلتها بحسن نية ، فأناأسمعها من صغري حتى أنني درستها في منهج اللغة العربية في إحدى الصفوف ، ولم يعلق عليها أحد أو يذكر فيها ما يريب سواك أخي ولد دبي.. فبارك الله فيك على توضيحاتك المقنعة وجزاك خير الجزاء .

weld-dubai
22-05-2001, 11:52 PM
أختي الفاضلة، هذا هو الظن بك، حسن النية والقصد.

وأشكر لك حسن تقبلك لنصح إخوانك وأخواتك.

وكلامك هو مثال حي لحاجة المسلمين إلى منهج التصفية والتربية أشد الحاجة.

فأنا أستغل هذه الفرصة لأدعو إخواني وأخواتي لطلب العلم الشرعي النافع المفيد، لعل أن يصلح الله على أيديهم.

البراء
23-05-2001, 12:25 AM
ما أجمل أن يكون الحوار والمناقشات هادئة هادفه .
ما أجمل ان يكون الاختلاف في الرأي طريق إلى الصواب .
نعم اخواني هكذا يكون أدب الحوار وهكذا يكون النقد البناء .
بارك الله فيك أخي ولد دبي على توضيحك لأختنا نوار التي أثبتت أنها طالبة للحق .
محبكم في الله البراء

Nawwar
23-05-2001, 02:46 AM
بارك الله فيكما أخواي ولد دبي والبراء : وأنا لم أدخل في هذا المنتدى أصلا إلا لعلمي أن أفراده يعينون على الصواب ويردون على الخطأ من باب ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ..

اسأل الله أن يعلمنا من علمه ، وأن يفقهنا في دينه ، وألا يؤاخذنا إن نسينا أوأخطأنا .. والحمد لله رب العالمين .