الطارق
21-05-2001, 07:12 AM
حوار مع ابن خلدون
ما أن دلفت على محاوري ذو اللباس المغربي والوجه الوسيم علامات
الذكاء والنبوغ البينة على عينيه حتى سلمت عليه ورحبت به
وأعلنت له افتخاري بهذا اللقاء
فرحب بي بدوره وشكر لي ضيافتي له ..
الطارق : أحببنا أن تعرف لنا جزاء مختصر من تاريخ أسرتك العريقة الذي كان لها دورا في التاريخ ؟!
ابن خلدون : نعم .. يعد نسب أسرة ابن خلدون إلى أصل يماني حضرمي ويعود نسبها في الإسلام إلى وائل بن حجر وهو صحابي معروف وفد إلى الرسول صلى الله وعليه وسلم بسط له الرسول رداءه وأجلسه عليه وقال : ( اللهم بارك في وائل بن حجر وولده وولد ولده إلى يوم القيامة )
و بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم مع معاوية إلى اليمن يعلمهم القرآن والإسلام ( 1 )
وقد اشتهرت آسرتنا بالأندلس .. وكان أول من دخلها خالد بن عثمان وقد عرف بخلدون ( 2 )
الطارق : لا يعرف متى دخل ابن خلدون هذا الأندلس ،، فيتضح من ما ذكره ابن حزم في كتاب عن أسرة ابن خلدون انه حدث هذا في بداية الفتح الإسلامي للأندلس في سنة 92 هـ ،، إلا أن بعض الباحثين العرب يذكر أن هذا لم يحدث إلا في القرن الثالث الهجري ؟! ( 3 ) .
ابن خلدون : الحقيقة أني شككت في هذا .. فما بيني وبين ابن خلدون هذا أن كان قد دخل الأندلس في سنة 92 هـ أكثر من سبعمائة سنة ولا اذكر من النسب إلى خلدون هذا إلا عشر هم عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خلدون ،، ويستحيل أن يتسلسل عشر آباء فقط في كل هذه المدة الطويل ، ،، وكنت اعتقد أن قد سقط من نسبي مثلهم في العدد ( 4 )
الطارق : وما يثبت أن خلدون هذا لم يدخل الأندلس إلا في القرن الثالث الهجري وليس زمن الفتح الإسلامي أن حفيدين من حفدة خلدون هذا هما كريب بن عثمان بن خلدون أخوه خالد قد شاركا في ثورة في إشبيلية على الحكم الأموي وحدث ذلك في نهاية القرن الثالث الهجري ( 5 )
ابن خلدون : صحيح وقد حدثت هذه الفتنة في إشبيلية سنة 280 هـ في حكم عبد الله بن محمد الأموي ( 6 )
الطارق : حسنا نعود إلى خلدون هذا فقد ذكرنا أنه قطعا دخل الأندلس وسكن مدينة قرمونة واستقر بها ثم نزح بني خلدون إلى إشبيلية وحدثت ثورة كريب وأخيه خالد واستبد كريب بحكم بإشبيلية ثم حدثت عدة ثورات انتهت بقتله ( 7 )
ابن خلدون : حدث هذا بالفعل .. وقد كان سبب هذه الثورة تعصبه وتحامله على الرعية ،، ولم يزل بني خلدون بإشبيلية سائر أيام بني أمية إلى زمان الطوائف حتى علا كعب ابن عباد بإشبيلية فاستوزرهم وحضروا معه وقعة الزلاقة مع ابن تاشفين على ملك الجلاقة ( قشتالة ) فستشهد فيها طائفة كبيرة من بني خلدون ( 8 ) .
وقد كان لنا اتصال بولاة الموحدين وحليفهم بإشبيلية وغرب الأندلس أبا حفص وقد استعاد أجدادي في عصرهم بعض من العزة والرياسة ..
الطارق : وقد هاجر أجدادك من الأندلس لظرفا ما ؟!
ابن خلدون : أحسنت .. فعندما ضعفت دولة الموحدين وأخذت الأندلس تسقط لملك قشتالة .. ترك بنو حفص إشبيلية ونزحوا إلى أفريقيا ( تونس ) سنة 620 هـ استولوا على قسم كبير من البلاد وتبعهم أجدادي وقد عطف عليهم بني حفص وولي جدي الثاني شئون دولتهم بتونس حتى قتل من أحد الخارجين وولى جدي الأول شئون الحجابة لحاكم بجاية حتى غلب على تونس زعيم الموحدين الأمير يحي بن اللحياني الذي ثبت جدي على الحجابة لفترة ثم اعتزل الحياة العامة وتوفي سنة 737هـ ( 9 )
الطارق : ولم يكن والدك مهتما بالسياسة والوظائف الكبيرة في الدولة ؟!
ابن خلدون : نعم .. فقد كان والدي أبو عبد الله محمد قد عزف عن السياسة واثر الدرس و العلم فقرأ وتفقه وكان مقدما في صناعة العربية وله بصر بالشعر وفنونه
وتوفي في سنة 749 هـ وكنت حين ذاك في الثامنة عشر من العمر ( 10 )
المصادر :
( 1 ) عبقريات ابن خلدون : ص 21
( 2 ) كتاب العبر : ج7 / ص 452
( 3 ) عبقريات ابن خلدون : ص 22-23
( 4 ) العبر : ج7 / ص451
( 5 ) عبقريات ابن خلدون : ص 25
( 6 ) العبر : ج7 / ص453
( 7 ) عبقريات ابن خلدون : ص25
( 8 ) العبر : ج7 / ص 454
( 9 ) عبقريات ابن خلدون : ص 27
( 10) عبقريات ابن خلدون : ص 28
ما أن دلفت على محاوري ذو اللباس المغربي والوجه الوسيم علامات
الذكاء والنبوغ البينة على عينيه حتى سلمت عليه ورحبت به
وأعلنت له افتخاري بهذا اللقاء
فرحب بي بدوره وشكر لي ضيافتي له ..
الطارق : أحببنا أن تعرف لنا جزاء مختصر من تاريخ أسرتك العريقة الذي كان لها دورا في التاريخ ؟!
ابن خلدون : نعم .. يعد نسب أسرة ابن خلدون إلى أصل يماني حضرمي ويعود نسبها في الإسلام إلى وائل بن حجر وهو صحابي معروف وفد إلى الرسول صلى الله وعليه وسلم بسط له الرسول رداءه وأجلسه عليه وقال : ( اللهم بارك في وائل بن حجر وولده وولد ولده إلى يوم القيامة )
و بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم مع معاوية إلى اليمن يعلمهم القرآن والإسلام ( 1 )
وقد اشتهرت آسرتنا بالأندلس .. وكان أول من دخلها خالد بن عثمان وقد عرف بخلدون ( 2 )
الطارق : لا يعرف متى دخل ابن خلدون هذا الأندلس ،، فيتضح من ما ذكره ابن حزم في كتاب عن أسرة ابن خلدون انه حدث هذا في بداية الفتح الإسلامي للأندلس في سنة 92 هـ ،، إلا أن بعض الباحثين العرب يذكر أن هذا لم يحدث إلا في القرن الثالث الهجري ؟! ( 3 ) .
ابن خلدون : الحقيقة أني شككت في هذا .. فما بيني وبين ابن خلدون هذا أن كان قد دخل الأندلس في سنة 92 هـ أكثر من سبعمائة سنة ولا اذكر من النسب إلى خلدون هذا إلا عشر هم عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خلدون ،، ويستحيل أن يتسلسل عشر آباء فقط في كل هذه المدة الطويل ، ،، وكنت اعتقد أن قد سقط من نسبي مثلهم في العدد ( 4 )
الطارق : وما يثبت أن خلدون هذا لم يدخل الأندلس إلا في القرن الثالث الهجري وليس زمن الفتح الإسلامي أن حفيدين من حفدة خلدون هذا هما كريب بن عثمان بن خلدون أخوه خالد قد شاركا في ثورة في إشبيلية على الحكم الأموي وحدث ذلك في نهاية القرن الثالث الهجري ( 5 )
ابن خلدون : صحيح وقد حدثت هذه الفتنة في إشبيلية سنة 280 هـ في حكم عبد الله بن محمد الأموي ( 6 )
الطارق : حسنا نعود إلى خلدون هذا فقد ذكرنا أنه قطعا دخل الأندلس وسكن مدينة قرمونة واستقر بها ثم نزح بني خلدون إلى إشبيلية وحدثت ثورة كريب وأخيه خالد واستبد كريب بحكم بإشبيلية ثم حدثت عدة ثورات انتهت بقتله ( 7 )
ابن خلدون : حدث هذا بالفعل .. وقد كان سبب هذه الثورة تعصبه وتحامله على الرعية ،، ولم يزل بني خلدون بإشبيلية سائر أيام بني أمية إلى زمان الطوائف حتى علا كعب ابن عباد بإشبيلية فاستوزرهم وحضروا معه وقعة الزلاقة مع ابن تاشفين على ملك الجلاقة ( قشتالة ) فستشهد فيها طائفة كبيرة من بني خلدون ( 8 ) .
وقد كان لنا اتصال بولاة الموحدين وحليفهم بإشبيلية وغرب الأندلس أبا حفص وقد استعاد أجدادي في عصرهم بعض من العزة والرياسة ..
الطارق : وقد هاجر أجدادك من الأندلس لظرفا ما ؟!
ابن خلدون : أحسنت .. فعندما ضعفت دولة الموحدين وأخذت الأندلس تسقط لملك قشتالة .. ترك بنو حفص إشبيلية ونزحوا إلى أفريقيا ( تونس ) سنة 620 هـ استولوا على قسم كبير من البلاد وتبعهم أجدادي وقد عطف عليهم بني حفص وولي جدي الثاني شئون دولتهم بتونس حتى قتل من أحد الخارجين وولى جدي الأول شئون الحجابة لحاكم بجاية حتى غلب على تونس زعيم الموحدين الأمير يحي بن اللحياني الذي ثبت جدي على الحجابة لفترة ثم اعتزل الحياة العامة وتوفي سنة 737هـ ( 9 )
الطارق : ولم يكن والدك مهتما بالسياسة والوظائف الكبيرة في الدولة ؟!
ابن خلدون : نعم .. فقد كان والدي أبو عبد الله محمد قد عزف عن السياسة واثر الدرس و العلم فقرأ وتفقه وكان مقدما في صناعة العربية وله بصر بالشعر وفنونه
وتوفي في سنة 749 هـ وكنت حين ذاك في الثامنة عشر من العمر ( 10 )
المصادر :
( 1 ) عبقريات ابن خلدون : ص 21
( 2 ) كتاب العبر : ج7 / ص 452
( 3 ) عبقريات ابن خلدون : ص 22-23
( 4 ) العبر : ج7 / ص451
( 5 ) عبقريات ابن خلدون : ص 25
( 6 ) العبر : ج7 / ص453
( 7 ) عبقريات ابن خلدون : ص25
( 8 ) العبر : ج7 / ص 454
( 9 ) عبقريات ابن خلدون : ص 27
( 10) عبقريات ابن خلدون : ص 28