تسجيل الدخول

View Full Version : فلسطين .. الأسئلة الشائكة !


حارس السراب
17-05-2001, 02:43 AM
http://www.palestine-info.net/arabic/photogallery/photo/shohada/4a.jpg
كم هي العناوين التي تحاول أن تقول شيئا

في وسط الإبادة اللاإنسانيةالتي يتعرض لها

شعب فلسطين الأعزل ؟


كم هي الطروحات التي يمكن أن تسّود صفحات الجرائد

والكتب ثم تذهب إلى النسيان ؟


يبقى شيء واحد هو .. الموت

يحل كل يوم منذ 15/5/1948 وقبل ذلك ..


العالم المتحضر تقف حضارته عند قضية فلسطين

محملة بعلامات استفهام لا تنتهي

****

والعالم العربي يموج بشتى الانفعالات

لا تستطيع أن تدرك في وسط هذا المزيج

من الألوان إلى أين يسير القوم

****

ليست هناك من رؤى تشاؤمية

تجعل الحل مستحيلا فيركن الناس

إلى اللامبالاة التي أضرت بنا اكثر مما سمحت

لضمائرنا بالنوم المجاني

***

منذ دير ياسين إلى محمد الدرة

مرورا بالطفلة إيمان وانتهاء بالخمسة الذين اختلط الدم

بخبزهم الحاف في بشاعة لن تذكي

سوى مزيد من الحقد والرغبة في الانتقام

***

ماذا يستطيع المواطن العربي المسكين أن يفعل

سوى أن يبكي عجزه ؟


سوى أن يندب حظه ويلقى باللائمة عل كل شي

وفي النهاية لا يحصد سوى لا شيء العاجزة تلك

***



هل نحب فلسطين ؟!!


سؤال بديهي حتى يكون هناك مدخل للفعل

أو لليأس أو للبكاء



ثم ما تعريفنا للحب ..؟!



هل هو الحب الشفاهي ؟ !

الذي لا يخرج عن كونه أمنيات

بائسة تذوي سريعا دون أثر

يعيد الحياة لأحلامنا الضائعة

لعروبة نغنيها صباح مساء ..



هل هو الحب المدمر لذواتنا ؟

حين لا نعرف في الحب سوى اتجاه واحد

ننسى معه من أحببنا لنندفع في مهاترات

لا يستفيد منها سوى أعداءنا



الذين يقتلون أبناءنا وبناتنا بدم بارد

وهم على ما هم فيه من قلة عدد

أدركوا منذ تسرطنوا في أرضنا أن القوة هي الأساس

وان بناء التحالفات وجمع الأصدقاء وصناعة المصالح

والمحافظة عليها وإقناع العالم القوي بأنهم خير حليف

هو الضمان الوحيد ليفوزا بغنائمهم التي لم تكن لتحدث

لولا الوهن العربي الذي يمتد ولا ينتهي .

***


لم نستفد من أي من قدراتنا

لا العدة ولا العدد ,, لا الاقتصاد ولا الموقع الاستراتيجي



وذهبنا في كل اتجاه بدءا من الحرية المفقودة

مرورا بالاختلاف على أمور ثانوية

وانتهاء بغياب الهوية الواحدة



وحتى حين أقررنا بعجزنا على المجابهة في الوقت الراهن

قلنا : " الغد لنا "

ولم نعمل لذلك الغد



و كأننا لا تعلم أن يومنا الآن

هو غد تطلعنا عليه من قبل

لنحرر أرضنا التي سلبت منا وسط عالم يتفرج



ولا يعرف سوى لغة القوة

****



لكن أين نحن من القوة بكل صورها



هل أعددنا لها عقولا وقلوبا تصنعها


***


أليس الحب هو أول ما يصنع القوة

هل أحببنا أنفسنا بعدل

كل حبة تراب كل طفل يولد

كل أم تواري في التراب فلذة كبدها



هل أحببنا أمتنا بحق ؟!

وشعرنا من الوهلة الأولى أن المسلم العربي



يعيش أزمة اغتراب قاتلة مع ذاته أولا

ومع مجتمعه ثانيا




وان الهوية العربية ما هي إلا وهم في واقعنا المعاصر

وان نوازعا أخرى مثل القبلية والطائفية تتقدم في نظرة

ضيقة عن ذلك الإحساس الجارف بوحدة المصير لأمة ضخمة العدة

والمقدرات تبعثرت أمالها لأسباب كثيرة منها ما هو جلي ومنها

ما يجب أن يكشف عنه النقاب

وان كل ما يرشح من طروحات

تفتقد لصفة هامة هي قدرتها على التغلغل

في صميم الفكر والنفسية العربية الغائب دورها

حتى الآن ..



ويبقى المواطن العربي الهارب من مرارته

إلى الخيبات الواسعة التي يصنعها إعلام غير واع

يتباكى عليه أول النهار ليخدره في آخره

في شيزوفرينيا غريبة تعكس حال بعض صناع القرار

الذين يتخبطون بين أحوال متناقضة ورؤى غارقة في الضلال

****




هذا الإعلام الذي يتعاطف - ظاهريا - مع فلسطين وشعبها

ثم يمارس عملية تغييب مقصودة وغير مقصودة

أين منها تخطيط كل الجهابذة الذين لا يرجون لنا سوى الخذلان

***


نظرة واحدة على العالم من حولنا

تبين : أن القشرة الحضارية التي يتستر خلفها الجميع

ما هي إلا وهم وزيف وان الكل سائر إلى القوة

يرتدي قفازا حريريا على كف من حديد

تضرب بقوة حين تتعرض المصالح للخطر

***


ما الذي أعده العرب بعيدا عن التورط

في مالا فائدة من وراءه ؟

لتضييق الفجوة مع هذا العالم

الذي يذهب سريعا نحو التفرد



وهي يكفي أن نبحث دائما

عن شماعة نعلق عليها ضعفنا

والحقائق المميتة التي تفاجئنا

كل صباح قادمة من الدم والنار والحرائق ..

****


هل مصيرنا أن نكون كائنات متبلدة الحسّ ؟

نتيجة للتعود على مشاهد البطش ومناظر القتل المجاني

فنمصمص شفاهنا ونمضي إلى حياتنا .. يلفنا الصمت


****


بعضنا موجوع وكثيرون لا يدرون

عن أي شيء تتحدث تلك الصور المنفرة


***



من أين يبدأ المواطن العربي البسيط رحلته

نحو تحرير ذاته من الهزيمة الداخلية


التي صنعها اكثر من جيل ؟



ذهب منهم من ذهب ولم يعد تقليب صفحات ذلك الكتاب

المليء بالعبر مفيدا


إلا ليبعث الحياة من جديد في الأرواح

التي اهترأت من مشاهد الدم والدمار

****


كم من الوقت نحتاج لنقف على أول الطريق

نراجع بتعقل ونبحث بعمق ونفكر معا ؟

***



كيف ننتصر لأنفسنا .. للدموع التي تسيل

والأمهات اللواتي وقعن موعدا مع البكاء

لا ندري متى ينتهي ؟



إلى أين يتجه المواطن البسيط


الذي يرى في محمد الدرة

وغيره من الأطفال الذين حصدتهم الأكف الآثمة

رصاصةاخترقت قلبه وحقيقة ناصعة تقول له كل يوم

هذا ابنك الذي صنعت أيامه لحظة بلحظة


وأطعمته لحم قلبك

يتركك ظلما وعدوانا , لا سبيل لاستعادته

وسيذهب أبنائك الآخرين خلفه

فيركض بهذا الشعور فزعا مرتاعا

****



متى تكون الصرخة التي تخرج من حنجرة ثقبها الحزن

وروح تهدمت بالهزائم الثقال ونفسا تصارع النزع

حارقة جدا ومفزعة جدا ومحرضة حتى آخر المدى

لثلاثمائة مليون عربي هزموا أنفسهم قبل أن يهزمهم العدو ؟



ألا يكفي كل هذا البطش ليرص الصفوف ويغذي الهمم

ألا تكفي صور كل أولئك الشهداء لنعرف بصدق

أننا أمة دمنا واحد وحزننا نفسه

في كل بيت من المحيط للخليج ؟

***


يطول الحديث ولا ينتهي

خلاله تذهب أرواح إلى بارئها

تشكو إليه هذا الظلم الذي لا مجير منه سواه

يتساقط الفراش الصغير

على حقول فلسطين مضرجا بالدم الطاهر



تذهب الصرخة في الفضاء وحيدة حزينة باكية

يبقى المواطن العربي المسكين ملتحفا صمته وخيباته

وعلامة استفهام تسدّ مشرق الشمس

متى يستيقظ المارد العربي ؟




آخر الانكسار :
------------


"أهديك ذاكرتي على مرأى من الزمنِ

أهديك ذاكرتي

ماذا تقول الشمسُ في وطني

ماذا تقول الشمس

هل أنت ميتة بلا كفنِ

وأنا بدون القدس !؟