PDA

View Full Version : المهــــــــــــــــرة


تلويحة
17-05-2001, 12:49 AM
بادىء ذي بدء أقول أن هذه اللوحة المرسومة بالكلمات ليست لي بل نقلتها من منتدى عالم اللافتات المخصص للشاعر أحمد مطر، لكن التي كُتبت عنها هذه الكلمات هي صديقة مشتركة إسمها المهرة، من الإمارات، وهي صديقة في مقتبل العشرين مليئة بالجمال والحماس والثقة والأمل في الغد. تقول الكاتبة عنها:
صديقتي المهرة الغالية، التي تصغرني بعدّة سنوات لكنها أكبر مني في كل
شيء، أبت إلا أن تكون موجودة ولو ببضع كلمات رغم بعدها عن الديار، وانشغالها في الدراسة وغير الدراسة. وكلمات المهرة هي شرارات صغيرة من نار متأججة لا تنطفىء
لابد أن يكون والدها قد غنى مرة مع نزار

نريد جيلاً غاضبـاً
نريد جيلاً يفلح الآفاق
وينكش التاريخ من جذوره
وينكش الفكر من الأعماق
نريد جيلاً قادماً مختلف الملامح
لا يغفر الأخطـاء .. لا يسامح
لا ينحني . لا يعرف النفاق
نريد جيلاً رائداً عمـلاق

وقد كانت له الأمنية، فالمهرة، التي كثيراً ما يخطىء الناس جنسيتها على أنها فلسطينية،لاهتمامها المبكر والدائم بقضيتها ومبادئها، لا تفتأ تردد : من فلسطين. من الإمارات. من العراق . من مصر. والله العظيم لا يفرق عندي.وترفض أن تذعن للتصنيف الإقليمي.
في غرفتها تنتصب صورة الجندي الراحل سليمان خاطر، وهو يرفع بندقيته وأزيد فأقول هناك تعليق ساخر صغير تحت الصورة يقول: من أجل خاطر صهيون .. كل خاطر يهـون !!!!
وعلى الزاوية تجلس الفدائية سناء محيدلي، وعلى الجدران تتوزع لوحات الفنان الراحل ناجي العلي إلى جوار لوحاتها الصغيرة التي تطلق عليها : تجارب في الرسم!

تشرح المهرة القصص والأحداث التي بدأت قبل ميلادها بحرارة من عايش الوضع. تبكي على كل شهيد وتحفظ اسمه في قلبها في الوقت الذي تغني صاحباتها مع نوال الزغبي وديانا حداد.
تقول المهرة: لا أستنكر أن يعيش كل جيل ويستمتع بحياته، وصاحب الموقف، أو المناضل، أو حامل شعلة المبادىء ليس شخصاً خارجاً من معارك التاريخ،ليس ممن يعتزلون الحياة، لا يرتدي أسمالاً ووجهاً متجهماً ويعتزل اللعب والضحك. لكن من الخطأ أن يعيش الإنسان كبهيمة مخلوقة للأكل والنوم فقط.
هناك قضية تشغل صاحب كل عقل وإحساس. هناك مبادىء يحيا الإنسان من أجلها ومن أجل الدفاع عنها.

- ماذا يمكن للمرء أن يفعل؟
- يكتب. يرسم. يسرب الوعي لأصحابة. يقاطع .. يرفض. يغضب. يعلم الأطفال دروساً في الإنسانية، والوطنية، والإيمان بالحق.
- وماذا إذا تعب؟
- يرتاح قليلاً، ثم يعاود المسيرة. التغيير لا يتحقق بسهولة.

تحلم المهرة بأن تعلم الأطفال بأن "عروشهم زبد أقيم على أساس الماء"،وأن "كنوزهم .. مسروقة بالعدل،" واستقلالهم عبودية
تعلمهم أن الفجر كي يأتي يجب أن نحارب غيوم الظلام التي تقف في طريقه!
تحلم بأن تمسك طبشورتها وتعلم أطفال المخيمات لغتهم الأولى ولغة العالم وأن تمنحهم الأمل في الغد (وربما أنا من تحتاج أن تتعلم منهم) .. هكذاتقول.
وأن تثبت لنفسها، قبل الآخرين، بأن من نشأ في قصر لا يجب أن يختلف في أحاسيسه، على الأقل، عن ذلك الذي نشأ في مخيم، إذا كان يحمل الله في قلبه ويعيش .. ويموت كإنسان.
تصيح بأعلى وتر في صوتها الهادىء: أرفض العولمة، وأكره سيادة أمريكا على العالم، وعبودية العالم لها. أنا لست عبده. ولا أنت وهناك آلاف مثلنا .. ويجب أن نعلن عن وجودنا.
وأنا على ثقة بأن المهرة هناك تعمل على ذلك فعلاً لا قولاً. تعطي الغرب صورة، وإن كانت صغيرة، عن الشرق.
تحمل ممحاتها معها وتحاول جاهدة أن تمسح فكرة الإنسان المستكين، الخانع، الجاهل بما يحاك له.
تعلق رسومات ناجي العلي على كل فسحة جدار يستطيع احتمالها
رسائلها القصيرة إليّ تجعلني أنبض بالأمل
وصوتها على الهاتف يقول: أرأيت ماذا أهدتنا إسرائيل في ذكرى النكبة؟
ثم تستدرك: كل أيامنا نكبات . أدري. ومع ذلك فالحق لا بد أن يظهر يوماً لأن الله موجود.
ثم تعلن لي سرورها بوجود من يحس ويشعر في زمن النوم والموت
تقول : بودي أن أقبل رأس أخواتي الرائعات في موقع عالم اللافتات
وأقول : نحن بخير. لابد أن نكون بخير.
بودي أن ألتقي أحمد مطر، وأقول له: شكراً على وقوفك ياسيدي في الزمن الصعب وعلى زرع بذرة الثورة في زمن النوم .. ويشرفني أن أكون ابنتك وتلميذتك.

نعم. بوجود من هم مثلك يا أيتها المهرة لابد أن نكون بخير.
(إنتهى)
***

أما أنا فيشرفني أن أكون صديقة لهذه المهرة ولكل إنسان يحمل الوطن في داخله ويتطلع للغد بحماس مهما كانت الوهدة التي يعاني في داخلها، ويحاول النهوض مهما كانت المحاولات بسيطة.
ويا أيها الرفاق الأعزاء..
تصبحون على وطن.

هند
18-05-2001, 10:39 PM
" تلويحة "

تمسين على وطن .. :)

يا غالية ..

و انا ايضا يشرفني ان أقرا عن المهرة .. العربية الاصيلة ..

موضوعك يدعو الى الفخر .. و الامل ..

:)

اثلج قلبي ما قرأت ..

من قلبي .. اعمق التقدير و المحبة ..:)

سلام