خد القمر
16-05-2001, 02:16 PM
<font size="4" color="#800080">
أشياء بعصها في قلب بعض، عالم مليء بالألوان، صخب الأشكال، إحتفال الفانتازيا .. صخب صخب .. انفجارات لا تنتهي
و تبدأ تختفي المساحات تملؤها الوجوه, العبارات، الأصوات، كل أشرطة الذاكرة انفلتت فجأة و بدأت تلتف بعضها في قلب بعض
عيون تدق بعنف، ابتسامة هادئة تفتح حوارا صاعقا .. صخب لا يهدأ .. لا أستطيع الحياة
</font>
<font size="4" color="#008080">
كانت تقادير الحياة أن أولد فلسطينية, و أن أنشأ في مخيم في المنفى منذ اشراقة حياتي الأولى و حتى قبل 5 سنوات، كانت 18 عاما ملاى بكل ما يملا الذاكرة و العروق من دفق الإنتماء.
رغم صعوبة الحياة في بعض انتثاراتها، و رغم قساوة الواقع في تحدياته المستمرة..، إلا أن المخيم كان أستاذي الأول في الحب.
</font>
<font size="4" color="#800080">
من صبيحة الوعي الطفولي البريء، امتلا الأفق بتلك الرايات الزرقاء لهيئة الإغاثة الدولية في كل مكان! و اصطبغت صفحات وجودي بمعان أملتها علي حتى النسمات.
أعود الآن و ابتسامة تملؤ علي وجداني إلى الذاكرة، كل شيء في المخيم كان بطعم آخر.
بدأت حروفنا الهجائية بموطني و نشيد فلسطين داري، بالوقوف الصباحي في ساحةالمدرسة، بالمراييل الزرقاء ، و الضفائر الحرة
أذكر الكثير بلا تسلسل هنا، دفق من كل شيء ينسكب على قلمي فلا يعرف من أين يبدأ، ربما كانت لا تهمكم تلك التفاصيل في حياتي كلاجئة !! و لكنها هي تلك الأشياء الصغيرة التي وصلت بي إلى ما أنا عليه، كيف ناولتني معلمتي أول ديوان شعر لأقرأه و أنا لم أتقن بعد تهجئة الكلام!؟ كيف قرأته و ربما قلبت نصف معانيه، و لم أفهم نصفها الآخر .. و لكني قرأته، و كانت الكلمة المحيدة التي ألفتها فيه هي فلسطين.
</font>
<font size="4" color="#008080">
كيف جمعونا ذات صباح، و أعطونا أدوارا في غنائية عن الوطن لتزدان مفرداتي بأسماء القرى و البيوت و التقاليد!! و كيف اطففنا بعدها أمام وجوه غريبة، لا تشبهنا و لا نشبهها نغني لوطن لم نره و نحن نبتسم ........ في حين اتملأت عيونهم بشيء بعيد كل البعد عما يخطر في بال طفل.
</font>
<font size="4" color="#800080">
كيف كنا نجلش عند عرشة جارنا بائع البطيخ - أبو محمود - في ليالي الصيف الحارة نلعب بالقش بينما كبار السن يتسامرون.. و قد ينقلب السمر فجأة إلى حديث صامت لا تتكلم فيه إلا العيون، و دموع الرجال .. رأيتها.
ألعابنا الصغيرة: أحجار القال، سبع حجار .. البومة .. الحجلة ، وقعت الحرب !! ...قاموسنا كان بسيطا .. لكنه كان واحدا من أول المخيم إلى آخره، كنا واحدا بوجوه مختلفة! كنا في مخيم هو دنيانا الصغيرة ..
</font>
<font size="4" color="#008080">
في المخيم يا أعزائي الهواء شيء مختلف، كل شيء مختلف و شيء يجمع كل شيء: أنك في كل لحظة في كل حين أينما التفت، كيفما كنت .. في كل شيء إن نسيت فكل شيء سيصفعك " أنت فلسطيني "
كيف اعتدنا التحدي, كيف علمونا التحدي .. كيف يقول لك الكل كل شي عدا اللا.
لم يقبلوا منا أي شيء سوى التميز، سوى الإنجاز، الشكوى غير مقبولة!! و لا يستمعون إلا لقصص الإنجاز و حكايات التحدي.. و لذا كان على كل منا أن يكون..
و ظل مثقفوا المخيم، أولئك الذين يمرن كنجوم الدرب شيئا ينبغي
تعديه!
</font>
<font size="4" color="#FF00FF">
كان أحدهم دائما يقول:
أنت فلسطيني .. رقم صعب .
</font>
<font size="4" color="#800080">
المظاهرات .. الرايات السوداء .. وقفة أمي – رحمها الله – أمام المذياع و تعداد الشهداء يقطف من دموعها دماء
الدم ألوان العلم !! خارطة الوجع .. من سجن عكا و طلعت جنازة
الميجنا و الدحنون !! دلعونا !! ......................................... الأبطال .. الشعراء ..
</font>
<font size="4" color="#FF00FF">
أسماء و لا أسماء .. منفى جسر و مخيم !! حلم العودة !!
وطن يأبى مهما طالت به الذاكرة إلا أن يبقى ... فلسطين
</font>
أشياء بعصها في قلب بعض، عالم مليء بالألوان، صخب الأشكال، إحتفال الفانتازيا .. صخب صخب .. انفجارات لا تنتهي
و تبدأ تختفي المساحات تملؤها الوجوه, العبارات، الأصوات، كل أشرطة الذاكرة انفلتت فجأة و بدأت تلتف بعضها في قلب بعض
عيون تدق بعنف، ابتسامة هادئة تفتح حوارا صاعقا .. صخب لا يهدأ .. لا أستطيع الحياة
</font>
<font size="4" color="#008080">
كانت تقادير الحياة أن أولد فلسطينية, و أن أنشأ في مخيم في المنفى منذ اشراقة حياتي الأولى و حتى قبل 5 سنوات، كانت 18 عاما ملاى بكل ما يملا الذاكرة و العروق من دفق الإنتماء.
رغم صعوبة الحياة في بعض انتثاراتها، و رغم قساوة الواقع في تحدياته المستمرة..، إلا أن المخيم كان أستاذي الأول في الحب.
</font>
<font size="4" color="#800080">
من صبيحة الوعي الطفولي البريء، امتلا الأفق بتلك الرايات الزرقاء لهيئة الإغاثة الدولية في كل مكان! و اصطبغت صفحات وجودي بمعان أملتها علي حتى النسمات.
أعود الآن و ابتسامة تملؤ علي وجداني إلى الذاكرة، كل شيء في المخيم كان بطعم آخر.
بدأت حروفنا الهجائية بموطني و نشيد فلسطين داري، بالوقوف الصباحي في ساحةالمدرسة، بالمراييل الزرقاء ، و الضفائر الحرة
أذكر الكثير بلا تسلسل هنا، دفق من كل شيء ينسكب على قلمي فلا يعرف من أين يبدأ، ربما كانت لا تهمكم تلك التفاصيل في حياتي كلاجئة !! و لكنها هي تلك الأشياء الصغيرة التي وصلت بي إلى ما أنا عليه، كيف ناولتني معلمتي أول ديوان شعر لأقرأه و أنا لم أتقن بعد تهجئة الكلام!؟ كيف قرأته و ربما قلبت نصف معانيه، و لم أفهم نصفها الآخر .. و لكني قرأته، و كانت الكلمة المحيدة التي ألفتها فيه هي فلسطين.
</font>
<font size="4" color="#008080">
كيف جمعونا ذات صباح، و أعطونا أدوارا في غنائية عن الوطن لتزدان مفرداتي بأسماء القرى و البيوت و التقاليد!! و كيف اطففنا بعدها أمام وجوه غريبة، لا تشبهنا و لا نشبهها نغني لوطن لم نره و نحن نبتسم ........ في حين اتملأت عيونهم بشيء بعيد كل البعد عما يخطر في بال طفل.
</font>
<font size="4" color="#800080">
كيف كنا نجلش عند عرشة جارنا بائع البطيخ - أبو محمود - في ليالي الصيف الحارة نلعب بالقش بينما كبار السن يتسامرون.. و قد ينقلب السمر فجأة إلى حديث صامت لا تتكلم فيه إلا العيون، و دموع الرجال .. رأيتها.
ألعابنا الصغيرة: أحجار القال، سبع حجار .. البومة .. الحجلة ، وقعت الحرب !! ...قاموسنا كان بسيطا .. لكنه كان واحدا من أول المخيم إلى آخره، كنا واحدا بوجوه مختلفة! كنا في مخيم هو دنيانا الصغيرة ..
</font>
<font size="4" color="#008080">
في المخيم يا أعزائي الهواء شيء مختلف، كل شيء مختلف و شيء يجمع كل شيء: أنك في كل لحظة في كل حين أينما التفت، كيفما كنت .. في كل شيء إن نسيت فكل شيء سيصفعك " أنت فلسطيني "
كيف اعتدنا التحدي, كيف علمونا التحدي .. كيف يقول لك الكل كل شي عدا اللا.
لم يقبلوا منا أي شيء سوى التميز، سوى الإنجاز، الشكوى غير مقبولة!! و لا يستمعون إلا لقصص الإنجاز و حكايات التحدي.. و لذا كان على كل منا أن يكون..
و ظل مثقفوا المخيم، أولئك الذين يمرن كنجوم الدرب شيئا ينبغي
تعديه!
</font>
<font size="4" color="#FF00FF">
كان أحدهم دائما يقول:
أنت فلسطيني .. رقم صعب .
</font>
<font size="4" color="#800080">
المظاهرات .. الرايات السوداء .. وقفة أمي – رحمها الله – أمام المذياع و تعداد الشهداء يقطف من دموعها دماء
الدم ألوان العلم !! خارطة الوجع .. من سجن عكا و طلعت جنازة
الميجنا و الدحنون !! دلعونا !! ......................................... الأبطال .. الشعراء ..
</font>
<font size="4" color="#FF00FF">
أسماء و لا أسماء .. منفى جسر و مخيم !! حلم العودة !!
وطن يأبى مهما طالت به الذاكرة إلا أن يبقى ... فلسطين
</font>