PDA

View Full Version : لمـاذا تأخرت عشرين خوفا ؟!!


حارس السراب
06-05-2001, 12:40 PM
<font size=4 color=green>

بعيدة أنت عني تمزجين الخرافة بالغياب

وأنا هنا احكي للوقت قصصا مسلية عن طفولتك

<font size=4 color==blue>


متعب هو الانتظار


الأكثر إرهاقا منه هذا الذي يحدث

<font size=4 color=black>



من أين المّك وكيف أحتويك ؟!!


و مالذي يمكن أن يصف هذا الوهم الأغرب من الحقيقة


وهذه الخيالات التي تعبر في عروقي لتجير الدمع مني

<font size=4 color=green>


من أين آتيك والصمت خيل تركض في الذاكرة

والمساء رجع لوعد بعيد



والليل أنشودة تروى .. وطفل يستكين

<font size=4 color=blue>



من أين ألمّـك .. مصباحي ذوت ذبالته

والشجن يمد قامته فيحتوني الخوف



وما من أحد ..

<font size=4 color=blue>



هل جاء الوقت .. وقتك لتذهب الأماني معك



وهل يكفيني وعدك ؟

لتصبر في جوانحي طيور الخريف التي اقتربت

من دفئك .. الفيء ؟‍

<font size=4 color=red>



هي المسافة بين ماض خانني

وبين حاضر أسلمني للغياب
<font size=4 color=green>


وبين مستقبل أستقبله بنفسي

التي ما عرفت رائحة الربيع

الذي مر ولم يمنحني بطاقاته الملونة

<font size=4 color=blue>



الآن أنا وأنت .. ومئات الأسئلة الصاعدة إليك

المنتظرة تأشيرة قلبك لتمنحيها قوة الأمل

أو مرارة الإخفاق

<font size=4 color=green>



من أين أبدا

ليس لي من صدى سوى أن أسمعك



أغوص في تفاصيل نبضك

<font size=4 color=blue>



أن تعيدي إلي أمني الذي ضاع في الزحام

وان تفتحي نوافذ الضوء الذي سرقته العتمة مني


وان تبقيني على مقربة من حنانك الذي لم أعرفه بعد

<font size=4 color=black>


لكن روحي تؤشر عليه وهي ظمأى



*****

ترى كيف هي المسافة بيني وبينك يا سيدتي


وما هو مقياس الجدارة الذي أحتاجه


لأعبر أسوار قلبك المنيع

<font size=4 color=green>


وكيف لي أن اقترب

حتى يصبح دفء أنفاسك خارطة للوقت

الذي احدد معه علاقتي بالزهور والنوارس والأطفال

<font size=4 color=blue>


أجيبي ولهي هذا المعرش في القلب

وخاطبي الطفل فيّ ساعة

قبل أن تمنحي عقلي مساحة للتأمل

<font size=4 color=green>


وهزي بيديك الحانيتين جذع النخلة /الحزن

علّها تسقط رطبها الجني ّ

إن سقتها عيونك /الحب ..


****
<font size=4 color=blue>



لا تخافي يا طفلتي ..

لا أحمل سوى همي .. ولا ألوذ سوى بالصدق فيك

ولا أؤمل إلا ما ينبت النور في الظلمة والجمال في العين

والرفقة في المسافة ..

<font size=4 color=red>


بعد ذلك وقبل ذلك

انتظاري الذي أهزم به اليأس

ويأسي الذي أعالج به الرجاء

ورجائي الذي يبقيني قريبا .. مبعدا

وحالما مترددا ..

وموقنا في الشك ؟‍‍!!

*****

<font size=5 color=blue>

آخر الهمس :-

<font size=4 color=green>


"حنينُ البداياتِ يعبثُ بين يديكَ‏

ويلهو كطفلٍ على ساعديكِ‏



فيا ذا المدللُ.. مذ جئتَ كان انهمارُ البساتينِ‏

خصباً...‏



طلعتَ من الأرضِ أغنيةً من بخورٍ‏

نشيداً لإنشادِ قلبي‏



مددتُ إليك ذراعين منذورتين ضراماً‏

ليوم عناقٍ جميلٍ

***‏

<font size=4 color=blue>



يمرُّ من النصلِ للنصلِ‏

يوري بريقَ السيوفِ‏

وعطرَ النخيلْ‏



وكنتَ جواداً‏

يخبُّ على هاجسِ الرّمل، والزّمنِ القادمِ‏

من أرض نجدِ‏



نثرتَ الحروفَ تباريحَ عشقٍ‏

على زبدٍ شاطئيٍ‏



أراهُ... قريباً...‏

فأدنو.. ويبعدُ... أعدو‏

فينهضُ من مائِهِ‏

ويقومُ شفيفاً‏



كأطيابِ رندِ‏

<font size=4 color=green>



هو الخوفُ يانازفَ الجرحِ‏

من صحوةِ العاصفة‏

<font size=4 color=red>



لماذا تأخرتَ عشرين خوفاً‏

على القبلةِ الراعفةْ ؟!!‏

.........‏
<font size=4 color=green>


يقولون: جنّتْ مزاميُركَ الفاتناتُ‏

بوجهٍ غريبٍ‏

لساحرةٍ.. أدمنتكَ طلاسمُها‏



نازعتكَ التوهّجَ.. صاغَتْ لحلمكَ فصلَ‏

النهاية، أغوتْ ندامـاك يومَ أسِرْتَ‏



صرختَ:نـدامايَ لا تسرقوا‏ من دمي وردهُ....!‏



وأغوتْ نـدا ماك آنَ صرخْتَ‏

بخابيةٍ من كرومِ الجبالِ..‏



فماذا ستمنحُ للواقفينَ على شامخِ الجرحِ؟‏

يومَ تسافرُ في طلقةِ الحرفِ والمدنِ الهارباتِ‏

من الفقرِ والطينِ والقبّرات ؟!‏

<font size=4 color=green>



تلوتُ أناشيدَ حبّكَ طعنةَ غدرٍ‏

ووجه التي تركتكَ وحيداً تغني‏



وراحت تغني ترانيمَها في ليالي دمشقَ‏

وتوقدُ نارَ البداية في دمك المستثارِ‏



رويداً... رويداً‏



بكتك بيوتٌ من الطينِ‏

وامرأةٌ من ترابِ المزارعِ تحلمُ أنك سوف‏

تعودُ إليها من التيهِ والكرنفالاتِ‏

تضرمُ نارَ البداياتِ في منحنى العمرِ‏

<font size=4 color=blue>



أ صارَ خريفاً؟‏

تقول: وصارَ نزيفاً‏



تسائلُك الواجهاتُ الودودةُ عابقةً بالمهرجاناتِ‏

والكتبِ الشاحباتِ‏



ووجُهك فجرٌ أضاءَ اخضرارَ البيادرِ فوقَ‏

صدور قرانا اليتيمةْ...‏



وراهنْتَ يوماً على القمحِ والماءِ والحالياتِ‏

من الأرج الليلكي تراكَ خسرتَ الرهان؟!!‏



فانعمْ بشدوِ العصافيرِ‏

ما بين نبضِ الحروفِ التي عبأتها الرياحينُ‏

والنازفاتُ من الدمِ‏



وانعمْ بوقفةِ زهوٍ على شامخِ الجرحِ‏



ياسيّدَ الكلمات‏

<font size=5 color=green>



شموخاً.. جميلاً "..‏

عازف الجنان
07-05-2001, 10:13 AM
... فقولي إنه القمر!

أو البحر الذي ما انفك بالأمواج..

والرغبات يستعر

أو الرمل الذي تلمع

في حبّاته الدرر

لجوز الهند رائحة

كما لا يعرف الثمر

... فقولي إنه الشجر!

وفي الغابة موسيقى

طبول تنتشي ألماً

وعرس ملؤه الكدر

.. فقولي إنه الوتر

أيا لؤلؤتي السمراء!

يا أجمل ما أفضى له سفر

خطرتِ .. فماجت الأنداء.. والأهواء..

والأشذاء.. والصور

وجئت أنا

وفي أهدابي الضجر

وفي أظفاري الضجر

وفي روحي بركان

ولكن ليس ينفجر

فيا لؤلؤتي السمراء!

ما أعجب ما يأتي به القدر

أنا الأشياء تحتضر

وأنت المولد النضر

.. فقولي إنه القمر

***

أأعتذر

عن القلب الذي مات

وحلّ محله حجر؟

عن الطهر الذي غاض

فلم يلمح له أثر؟

وقولي: كيف أعتذر؟

وهل تدرين ما الكلمات؟..

زيف كاذب أشر

به تتحجب الشهوات..

أو يستعبد البشر

... فقولي إنه القمر!.

***

أتيتك ...

صحبتي الأوهام .. والأسقام ..

والآلام .. والخور

ورائي من سنين العمر ..

ما ناء به العمر ..

قرون .. كل ثانية

بها التاريخ يختصر

وقدّامي

صحارى الموت .. تنتظر

فيا لؤلؤتي السمراء! كيف يطيب

لي السمر؟

وكيف أقول أشعاراً

عليها يرقص السحر؟

قصيدي خيره الصمت

... فقولي إنه القمر!

***

أنا؟!

لا تسألي عني

بلادي حيث لا مطر

شراعي الموعد الخطر

وبحري الجمر والشرر

وأيامي معاناة

على الخلجان.، . والإنسان .. والأوزان ..

تنتشر

وحسبك .. هذه الأنغام .. والأنسام

والأحلام..

لا تبقي ولا تذر

.. فقولي إنه القمر

***

غداً؟ لا تذكريه!...

غداً

تنادي زورقي الجزر

ويذوي مهرجان الليل

لا طيب ولا زهر

... فقولي إنه القمر!
*****************************************************
د. غازي القصيبي...
مع تحياتي