سردال
06-05-2001, 05:58 AM
لطالما كتبت وكتب غيري عن القراءة واهميتها وفوائدها، لكن ارى ان كتاباتنا السابقة لم تتعمق كثيراً في أهمية القراءة، فهناك مفاهيم اعمق مما كنا نطرحه ويجب ان نتناولها، وهناك مفاهيم يجب ان تصحح، هذا ما أراه حسب وجهة نظري، والقراءة والكتاب والثقافة والتقدم والتطور امور متلازمة ومفاهيم مترابطة، لذلك علينا الا نمل من التطرق لمثل هذه المواضيع بحجة التكرار، وعلينا الا نتضجر من طرحها لأننا نعاني من ظاهرة شح القراءة في مختلف شرائح المجتمع، وتكفي هذه الاحصائية التي قرأتها في جريدة محلية للدلالة على مدى معاناة الكتاب معنا كعرب، اذ قرأت في الاحصائية ان متوسط ساعات القراءة في احدى الدول الاوروبية يصل الى 200 ساعة سنويا، بينما تنخفض هذه الساعات وتتقلص الى 6 دقائق فقط سنويا للفرد العربي! والعهدة على الصحيفة!!
عندما كنا نسأل عن هواياتنا، كنا نجيب بعدة اجابات ومن ضمنها القراءة، ولا ادري هل فعلا نحن نقرأ بشكل مستمر وجاد حتى ندرج القراءة ضمن قائمة لا منتهية من الهوايات ؟ ام ان قراءة الجرائد وملاحقها الرياضية والفنية وقراءة مجلات الهشك بشك نعتبرها قراءة ؟ ثم هل القراءة تعتبر هواية؟
دعوني اضيف قليلا واقول: هل نذكر التنفس ضمن قائمة هواياتنا؟ ! سؤال غريب، ادرك ذلك تماما ! ماذا لو سمعنا احدهم يقول : هوايتي المفضلة هي الاكل؟! سنضحك ونأخذ منه هذه الكلمات على انها نكتة طريفة يريد بها ان يؤنسنا في هذا الزمان النكد او حقيقة طريفة خصوصا ان كان من اصحاب الاجسام الممتلئة !
بالتأكيد ستستغربون هذه الفلسفة، لماذا؟ لان هذه الأمور عادات او افعال ضرورية طبيعية لكل انسان ولكل كائن اخر، وكذلك ارى القراءة ، امراً ضرورياً لكل انسان تماما كالتنفس والاكل لا غنى عنهما بل والقراءة أمر يتميز به الانسان عن باقي المخلوقات ولذلك ارى ان القراءة ليست هواية ابدا·
من الامور الاخرى التي يجب ان نتعمق في طرحها، هي مسألة غرس حب المعرفة في نفوسنا وابنائنا، حب المعرفة والاستطلاع والفضول العلمي والبحث والاستقراء والاستنتاج ، هذه العادات المفيدة يجب غرسها في المجتمع واحلالها محل عادات اخرى سلبية، ولان القراءة احدى وسائل المعرفة والعلم، فمن الطبيعي ان نرى المجتمع يقبل عليها مادام حب المعرفة قد غرس فيه، لكن ان وضعنا المعرفة في مرتبة بعد الغناء والحفلات والمظاهر والاسواق و المغازل ···الخ، فمعنى ذلك أننا الغينا حب المعرفة تماما من حياتنا وصارت حياتنا سلسلة من الامور التافهة والنتيجة النهائية تساوي انساناً تافهاً!
الامر طبعا ليس بهذه السهولة (اعني غرس حب المعرفة) لان تراكم العادات السلبية على مر السنين يحتاج الى سنين طويلة لتغييرها، وكذلك غرس العادات الايجابية يحتاج الى مجهود منظم ومخطط يسير وفق اهداف محددة، وهذا ما نفتقده في الكثير من الجهود التي تهدف الى غرس قيم ايجابية في المجتمع·
ولو نظرنا نظرة شمولية لواقع واسلوب الحياة عند اهم فئة من المجتمع وهي الشباب، سنرى مظاهر عديدة سلبية وايجابية، الايجابي منها هي وجود القدرة لدى الشباب في تغيير الوضع الى الافضل، اقول هنا وجود القدرة، لكن أين الارادة؟ نحن نفتقد للارادة بسبب السلبية والانانية، الكل ينتظر الكل حتى يصلح امراً ما او يزيل عائقا ما، قد نكتب ونتحدث عن السلبيات لكن أين الفعل الايجابي الذي يجب ان يقوم به كل فرد تجاه المشكلة او السلبية؟
تقولون : وما علاقة هذا بموضوع القراءة؟ اقول بأن الفعل الايجابي تجاه اي مشكلة سيؤدي الى حل هذه المشكلة ولو كان هذا الفعل صغيراً، وبتراكم المبادرات والافعال الايجابية سنصل الى حل مشاكلنا، مثلا، بمقدور كل مجموعة من الشباب سواء كانوا في المدرسة او الجامعة ان يقوموا بعمل جماعة للمكتبة او للقراءة، ومن ثم يقومون بعمل انشطة سير في اتجاه تشجيع القراءة وحب الاستزادة من العلم والثقافة، باستطاعة كل شاب ان يساهم في تكوين مكتبة على مستوى المنزل او الحي او المسجد، في استطاعة كل فرد منا تشجيع الاخرين على القراءة بإهدائهم الكتب او حتى بتعريفهم بعناوين الكتب·
اشكال الفعل الايجابي تجاه هذه القضية تتنوع وتتفرع ولو حاولنا ان نذكرها فلن تنتهي لأن المجال في هذا واسع والافاق رحبة، وكل شخص يستطيع ان يبدع في خدمة هذا الهدف، غرس حب المعرفة في مجموعة محددة من المجتمع·
القراءة أمر ضروري ولا نستطيع ان نعتبرها هواية نمارسها متى نشاء ، بل هي عادة نمارسها يوميا وبشكل تلقائي، وغرس حب المعرفة عامل مساعد على حب القراءة، لان القراءة وسيلة من وسائل اكتساب المعرفة، وحتى نغرس حب المعرفة في المجتمع علينا ان نحاول ونبادر بأفعال ايجابية تجاه خدمة هذا الهدف·
ســـوالف الأصــــدقـاء
عندما كنا نسأل عن هواياتنا، كنا نجيب بعدة اجابات ومن ضمنها القراءة، ولا ادري هل فعلا نحن نقرأ بشكل مستمر وجاد حتى ندرج القراءة ضمن قائمة لا منتهية من الهوايات ؟ ام ان قراءة الجرائد وملاحقها الرياضية والفنية وقراءة مجلات الهشك بشك نعتبرها قراءة ؟ ثم هل القراءة تعتبر هواية؟
دعوني اضيف قليلا واقول: هل نذكر التنفس ضمن قائمة هواياتنا؟ ! سؤال غريب، ادرك ذلك تماما ! ماذا لو سمعنا احدهم يقول : هوايتي المفضلة هي الاكل؟! سنضحك ونأخذ منه هذه الكلمات على انها نكتة طريفة يريد بها ان يؤنسنا في هذا الزمان النكد او حقيقة طريفة خصوصا ان كان من اصحاب الاجسام الممتلئة !
بالتأكيد ستستغربون هذه الفلسفة، لماذا؟ لان هذه الأمور عادات او افعال ضرورية طبيعية لكل انسان ولكل كائن اخر، وكذلك ارى القراءة ، امراً ضرورياً لكل انسان تماما كالتنفس والاكل لا غنى عنهما بل والقراءة أمر يتميز به الانسان عن باقي المخلوقات ولذلك ارى ان القراءة ليست هواية ابدا·
من الامور الاخرى التي يجب ان نتعمق في طرحها، هي مسألة غرس حب المعرفة في نفوسنا وابنائنا، حب المعرفة والاستطلاع والفضول العلمي والبحث والاستقراء والاستنتاج ، هذه العادات المفيدة يجب غرسها في المجتمع واحلالها محل عادات اخرى سلبية، ولان القراءة احدى وسائل المعرفة والعلم، فمن الطبيعي ان نرى المجتمع يقبل عليها مادام حب المعرفة قد غرس فيه، لكن ان وضعنا المعرفة في مرتبة بعد الغناء والحفلات والمظاهر والاسواق و المغازل ···الخ، فمعنى ذلك أننا الغينا حب المعرفة تماما من حياتنا وصارت حياتنا سلسلة من الامور التافهة والنتيجة النهائية تساوي انساناً تافهاً!
الامر طبعا ليس بهذه السهولة (اعني غرس حب المعرفة) لان تراكم العادات السلبية على مر السنين يحتاج الى سنين طويلة لتغييرها، وكذلك غرس العادات الايجابية يحتاج الى مجهود منظم ومخطط يسير وفق اهداف محددة، وهذا ما نفتقده في الكثير من الجهود التي تهدف الى غرس قيم ايجابية في المجتمع·
ولو نظرنا نظرة شمولية لواقع واسلوب الحياة عند اهم فئة من المجتمع وهي الشباب، سنرى مظاهر عديدة سلبية وايجابية، الايجابي منها هي وجود القدرة لدى الشباب في تغيير الوضع الى الافضل، اقول هنا وجود القدرة، لكن أين الارادة؟ نحن نفتقد للارادة بسبب السلبية والانانية، الكل ينتظر الكل حتى يصلح امراً ما او يزيل عائقا ما، قد نكتب ونتحدث عن السلبيات لكن أين الفعل الايجابي الذي يجب ان يقوم به كل فرد تجاه المشكلة او السلبية؟
تقولون : وما علاقة هذا بموضوع القراءة؟ اقول بأن الفعل الايجابي تجاه اي مشكلة سيؤدي الى حل هذه المشكلة ولو كان هذا الفعل صغيراً، وبتراكم المبادرات والافعال الايجابية سنصل الى حل مشاكلنا، مثلا، بمقدور كل مجموعة من الشباب سواء كانوا في المدرسة او الجامعة ان يقوموا بعمل جماعة للمكتبة او للقراءة، ومن ثم يقومون بعمل انشطة سير في اتجاه تشجيع القراءة وحب الاستزادة من العلم والثقافة، باستطاعة كل شاب ان يساهم في تكوين مكتبة على مستوى المنزل او الحي او المسجد، في استطاعة كل فرد منا تشجيع الاخرين على القراءة بإهدائهم الكتب او حتى بتعريفهم بعناوين الكتب·
اشكال الفعل الايجابي تجاه هذه القضية تتنوع وتتفرع ولو حاولنا ان نذكرها فلن تنتهي لأن المجال في هذا واسع والافاق رحبة، وكل شخص يستطيع ان يبدع في خدمة هذا الهدف، غرس حب المعرفة في مجموعة محددة من المجتمع·
القراءة أمر ضروري ولا نستطيع ان نعتبرها هواية نمارسها متى نشاء ، بل هي عادة نمارسها يوميا وبشكل تلقائي، وغرس حب المعرفة عامل مساعد على حب القراءة، لان القراءة وسيلة من وسائل اكتساب المعرفة، وحتى نغرس حب المعرفة في المجتمع علينا ان نحاول ونبادر بأفعال ايجابية تجاه خدمة هذا الهدف·
ســـوالف الأصــــدقـاء