PDA

View Full Version : أبشـر بالريـادة......... للمتميزين فقط


الملبوس
20-04-2001, 04:05 PM
أبشـر بالريـادة

العظماء هم الذين يصنعون التاريخ، والروّاد هم الذين يبنون القلوب، ويربون النفوس، والرائد لايكذب أهله، والريادة رمز يميز العاملين الجادين، والصادقين المخلصين، ودعاة الإسلام هم سادة الريادة في شتى مجالات الحياة: في الأعمال الدينية والأخروية، وفي الميادين الدنيوية العملية.
وحتى يسلك أولئك الدعاة طريق الريادة، فيكونوا القادة والرواد الذين يتبعهم الناس، يحسن بهم أن يتعلموا بعضاً من فنون الريادة، والطريق الموصلة لها، ومن هذه الطرق ما يلي:
1 ـ ارضَ بما فيك لأنَّ ما فيك قلَّ من يعرفه فيك:
فالله خلق للناس مواهب وقدرات مختلفة، فقد يكون أحدهم خطيباً بارزاً، أو كاتباً مؤثراً، لكنه لا يحسن القراءة الجميلة.
وأنت ـ أخي الداعية ـ تعلم من نفسك قدرات لا يحسنها غيرك، فقد تخدم الدعوة في مجال الكمبيوتر مثلاً، وتعرف طرق البرمجة وفنونها، فتستطيع بهذا العلم إثراء الحركة الدعوية بهذا اللون من الفن، وغيرك يستطيع أن يحاور ويناقش، فلديه المهارة القيادية، والسمات الإدارية الناجحة، وآخر تتلمذ على يد أهل العلم ردحاً من الزمن، فهو مؤهل الآن للتعليم، وتربية النشء.. وكم رأينا من أناس فقدوا جوانب كثيرة من العلم، وفنون المعرفة، لكن لديهم الجلد والصبر علىالتعامل مع الناس، وإقناعهم بفعل الخير.
فمن هنا كان لزاماً عليك أن تفتش عن الجوانب التي تحبها، ويمكن أن تنطلق من خلالها لخدمة دعوتك.
2 ـ تفاعل مع ما تكرهه نفسك :
الذي يريد أن يصل إلى الريادة والرفعة لابد من أن يجابه ما تكرهه نفسه، من النوم الكثير وقلة الحركة، وكثرة الأكل، والملل السريع، والحساسية المفرطة، والعاطفة الجامحة، وذلك كي لا تُبنى
نفسه على الخور والضعف وعزائم الأكابر هي التي تبني الأمجاد، وتصنع الأعاجيب.
3 ـ كن متطوراً ومطوراً.. أو كن متغيراً ومغيراً:
اقبل التغيير كشيء حتمي يفرضه الواقع، وتقتضيه الضرورة، خاصة في واقع يتقلب فيه الناس تبعاً للبيئة المحيطة بهم.
فاستغلال الفرص المتاحة للدعوة، وكسب المؤيدين لها، يحتاج إلى مبادرة ورجال يحسنون فهم النتائج الصادرة عن ذلك.
لكن إذا بقيت ـ أخي ـ على التفكير القديم، والرضا بالحال نفسها التي تعيشها، فإن الناس قد ينقلبون عنك.
وإذا كنت داعياً مربياً لبعض التلاميذ والطلبة، فإنهم يريدون منك الجديد والتجديد، فكل فترة تعطيهم من المعاني التربوية، والحكم، والتجارب المفيدة.
وإذا كنتَ خطيباً يجتمع حولك جملة من الناس، فعليك بالتغيير والتجديد في أسلوب الطرح والتنوع في المواضيع.
وإذا كنت مسؤولاً يستمع لك وينصت لرأيك، فيحتاج ذلك منك تعلم أساليب التعامل، وفنون الحديث، والتجديد والتغيير لأتباعك في أساليب شتى.إن التغيير والتجديد فن، وأمر فطري ترتاح له النفوس. وإن لقاءك الدعوي ـ أخي الداعية ـ يحتاج منك إلى تغيير وتجديد: وفي مقدمة اللقاء، ونوع الطعام، وأسلوب التعايش. إن أهلك في البيت يرغبون في أن تبادر أنت إلى التغيير والتجديد لصالح بيتك، فلماذا يكونون هم المبادرون لذلك؟
إن التغيير صناعة تنتج نفوساً تقبل التوجيه من المغير.. والتغيير يحتاج إلى تطور وتعلم، فالجهل عيب في شأن الدعاة، والجهل بكل صورة خاصة إذا كان التعلم سهلاً، لقد عرفنا كثيراً من المفاهيم التربوية، والأصول العلمية التي أثرت في مجريات حياتنا نحو الأفضل عندما تعلمنا.. فلنسع إلى هذا التغيير والتطوير حتى نواكب الناس فيقبلونا. ولا يعني هذا التغيير إلغاء الأسس والأصول والمبادئ الأساسية، إنما هو السعي نحو التطور،واستعمال أجمل وأنفع الأساليب للتقدم نحو الأفضل وفق المنهج الصحيح.
4 ـ أحط نفسك بتيارات الريادة التي تريد:
فكّـر أولاً ماذا تريد؟ هل تريد أن تكون ربانياً؟ أو فقيهاً؟ أو إدارياً؟ أو خطيباً؟ أو كاتباً؟ فإذا ما أردت أن تكون ربانياً وشخصية إيمانية، فإن هذا يتطلب منك أن تحيط نفسك بتيارات واسعة قوية في هذا الباب، إذ يتطلب ذلك منك أن تحافظ على وردك اليومي من القرآن، وتكثر من قيام الليل، والإكثار من القراءة في كتب الرقائق، وأخبار السلف، والحرص على الجلوس مع الصالحين،وأهل الله من أهل القرآن، كما يتطلب منك ذلك طول الجلوس في المساجد، والخلوة المستمرة مع النفس، ودوام المحاسبة، وهكذا تنطلق من هذا الجانب الإيماني، وتحيط نفسك بكل تياراته التي تبني فيك هذا الجانب.
وإذا أردت أن تكون خطيباً بارزاً، فعليك أن تتعلم فنون الخطابة، وتقرأ في الكتب التي تحدثت عن هذا الجانب، وتكثر السماع لأشرطة الخطباء البارزين، وتحرص على المقارنة والاستفادة من الأساليب، وفنون الاتصال، وطريقة الجذب، وتحاول حفظ النصوص، واستخدام بعض الأساليب البلاغية، والعبارات الاستهلالية.
وهكذا تحرص ـ أخي الداعية ـ على الاستفادة من كل ما هو حولك لتبني نفسك في الأمر الذي تريد، لتكون رائداً فيه.
5 ـ نظّـم حياتك وما حـولك :
قل لي: هل أنت منظم في أمور حياتك؟ أقل لك من أنت! بل ومن ستكون! وليس هذا ادعاء للغيْب، بل هو مما جعله الله سنة في الحياة. إن تنظيم ما حولك يعينك كثيراً على الإنتاج والإبداع، والتفرغ للعطاء. فتخيل شخصية تريد أن تكون في الريادة في جانب الكتابة والثقافة، ولكن كتبه مبعثرة، وأوراقة مسافرة في أقطار الغرف المختلفة، أنّى لهذا الإبداع والتميز والريادة على غيره؟.
6 ـ خطط لأهدافك :
من أنت في العام المقبل؟ بل في خلال ثلاث سنوات؟ أو في خمس سنوات؟ ماذا ستكون؟ في أي شيء ستكون رائداً؟ ماذا تعلمت خلال هذه المرحلة؟ إن الشخصية الدعوية الريادية الناجحة هي تلك الشخصية التي تحددت لديها الأهداف، فهي تخطط للمستقبل المقبل، وتتجه نحوه بخطوات ثابتة. أعرف من الدعاة من وضع لنفسه الريادة في جانب القرآن وعلومه، فحصل على الإجازة في القراءات العشر، وحفظ المنظومات المتعلقة بذلك، في سنة واحدة فقط. إن من وَضح له هدفه، وسعى جاداً نحوه عما قريب ستتحقق ريادته.
7 ـ كن صريحاً مقنعاً لا غامضاً مُقنَّعاً:
كن واضحاً صريحاً، لا تمثل على نفسك، ولا على الناس من حولك.لان لناس يريدون شخصية مُقْنِعة لا مُقنّعة، تقرأ الصدق فيها قبل أن ينطق صاحبها.
أخي الداعية .. كم منّا من يعمل عملاً لا يظهر له روح ولا أثر في الساحة الدعوية؟ كم منا من يشار إليه بين طلابه وإخوانه بالعلم والمعرفة والصلاح، والله يعلم كم هو قدر هذا العلم عنده، وكم هو مقدار ذلك الصلاح فيه؟ لابد يا أخي من أن تكون واضحاً في كلامك، مقتنعاً بقولك، وحينئذ أبشر بخطوات الريادة، لأن من لم يكن مقتنعاً بقوله وعمله فلــن يســـتطيع إقناع غيره.
8 ـ اختصر الزمن لنفسك:
كنا نقول قديماً إن الزمن يمضي بسرعة، ونحن نقول الآن: إن الزمن يُسرق منا بخفة.أي والله ، تمضي السنون تباعاً، والعمر يمضي، والرواحل متعطشة للزاد.فاحرص على اختصار الزمن لنفسك، تعلم المبادئ المساعدة على التطور، وإدارة الوقت.
استعن بالأجهزة المعاصرة على إنجاز أعمالك، خطط بدقة لأهدافك، سافر، قابل رواد التربية الذين صاغتهم التجارب، حاول أن تتعلم بسرعة، استغل الفرص إذا كنت طالباً جامعياً فاجتهد الآن لتتخرج بسرعة وبتقدير متفوق، لا تكن كسولاً، احمل الورقة والقلم وتعلم، سجل كل التجارب التي استفدتها، والحِكم التي تعلمتها، لا تمضي عليك الحياة هملاً، تخط الزمن قبل أن يتخطاك.إن لم تحفظ من القرآن شيئاً فاحفظ الآن، إذا لم تكثر من الأوراد والأذكار فأكثر الآن.إذا كنت تنام بعد صلاة الفجر ولا تحافظ على الأذكار فأخّر النوم من الآن. إذا لم تكن قد تزوجت بعد، وماتزال تسير في خطوات الزواج فسارع بإنجازها، وتعلم فنون الزواج. تقدم قبل أن تتقادم.
إذا بدأت بعمل جديد حاول فهم طريقة العمل، وطبائع العاملين، راجع الملفات، استفد من الأخطاء التي حصلت كي تتداركها، المهم اكتسب وتعلم بسرعة.
اختصر الزمن لنفسك فحاول تفويض غيرك في الأعمال الروتينية التي تأخذ من وقتك الثمين، فالعمر محدود، والعمل مقيد مكتوب.
9 ـ ابنِ ولا تهدم :
كن متعاوناً، ومتفائلاً، مبتسماً، محفزاً، ابنِ قلوباً.إنَّ أسهل كلمة ينطق بها لسانك كلمة الهدم، وأسلوبك هذا في الهدم النفسي والخلقي لا يفيد
شيئاً، ماذا تستفيد من اللوم، وكثرة العتاب، والجرح للشخصيات والمؤسسات؟ ماذا تستفيد من الغضب السريع، والتشنيع المروع؟ كن ـ يا أخي ـ سمحاً، قريباً من الناس، اقبل معذرة المخطئ، وعاتب برفق.
إنَّ بناء النفوس عظيم، ولن تكون رائداً حقاً ما لم يعرف الناس فيك عظمة الأخلاق.
إن أخلاقك هي التي تبني نفوس من حولك من حيث لا تشعر.إذا كنت رائداً مسؤولاً فإنك مؤتمن على من هم تحتك، وبقدر تربيتك وعطائك ستكون النتيجة التي سيتربى عليها الجيل الذي معك. اعتد ـ يا أخي ـ سماحة الأخلاق، وابنِ عليها النفوس. وإذا حصل خطأ فاعف، وإذا تباينت الآراء فتنازل مادامت الأمور في حدود المستساغ. كن متعاوناً، مشاركاً، محترقاً على من هم معك، وحينئذ فلتبشر بجيل فريد بإذن الله.
10 ـ اصنع شيئاً :
قدم يا أخي شيئاً لإخوانك وأمتك. تبنَّ مشروعاً تشرف عليه، ولو كان صغيراً. اقتنع به أولاً، ودرِّب من معك عليه. تبنَّ مشروعاً لجمع أي مبلغ زهيد.. صدقة في سبيل الله.. أو مشروعاً لجمع أسماء الكتب والأشرطة الجديدة، أو مشروعاً لتربية الشباب على العلم الشرعي، أو الإيماني، أو الإداري. تبن فكرة، وخطط لها، واحمل همها، وأعدّ الدراسات فيها. استخدم كل طاقاتك، صوتك، قلمك، جسدك، شخصيتك. استخدم أي شيء.. وتبن أي شيء، مادام يخدم إخوانك وأمتك. يا أخي إن أمتنا تئن وأعداءنا يخططون بعمق، وباستراتيجيات طويلة المدى.فلنخطط نحن، ولنبدأ في مجد أمتنا.. فلن يستطيع أحد حصر أفكارنا، أو مصادرة همومنا. فلنبدأ أو لنسع، ولنرج التوفيق من رب السماء، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه.

رحيل
21-04-2001, 03:47 PM
يعطيك العافية أخي الملبوس ...وبارك الله فيك
حقيقة نقاط مهمة وسلسة ... من يتبعها وينفذها بدقةتوصله للريادة
حياك الله

FARES77
24-04-2001, 01:22 PM
جميل جميل جدا

الملبوس
24-04-2001, 03:20 PM
أخواني فارس ورحيل شكراً على هذا الثناء وإنها لدفعه قويه لاضيف الجديد في هذه الساحه.