PDA

View Full Version : عِندما خِفتُ على ابنةٍ مُقيمةٍ في ظَهْرِ الغيبْ...


عازف الجنان
25-03-2001, 12:11 PM
عِندما خِفتُ على ابنةٍ مُقيمةٍ في ظهرِ الغيبْ...
كتبتُ رِسالتي إليها ...كي أقولّ لها حذارِِ ..حذارِِِ يا ابنتي...

عندما تُسجَلُ القضيةُ ضدَّ مجهولٍ ..وتُسْدَلُ الستارة...
تفقدُ كلُّ أيقوناتِ الجمالِ جَمالَها...
وتُصبحُ كُلُّها عديمةَ اللونِ والرائحة..

وفي صيوانِ العزاءِ الخاويْ...يقولُ المُعّزونْ...
عزَّ علينا المُصابْ ...
إنها خَسارةُ المَجْهولْ...
يا لَحُسنِ طالِعكْ... فلقدْ عرفتَ الحقيقة ... قبلَ وقوعِ مُصابٍ أكثرَ
جَلَلاً...

كلُّ بوحِ عَزاءٍ ..
وكلُّ حرفِ عَزاءْ...
قَطْرةُ كُحلٍ بيضاءْ ...
وَقَطْرةُ كُحلٍ عديمةُ اللونْ...
هل رأيتمُ قَبلاً كُحلاً أبيضَ اللونْ...؟!
هلْ رأيتمْ قبلاً كُحلاً عَديمَ اللونْ...؟!
هذا هوَ الكُحلُ الأبيضْ...يا سادتي الكِرامْ...
وهذا هوَ الكُحلُ العديمُ اللونْ...
يا لهذهِ العيونِ المُكتحلةِ بالبياضْ .. وبانعدامْ اللونْ...
ويا لَبُؤْسِ القلوبِ البيضاءْ...

في بدايةِ القضيةْ...
وتحديداً في مرحلةِ العُنفوانْ...
وقبلَ تقييدها ضدَّ اللامعلومْ ...
نكونُ كالبهاليلْ...
لانُدركُ حَجْمَ الخَطَرِ المُحدقِ بنا...
.. ننسى قاعدةً ذَهَبيةً تَقولْ:
لكلِّ بدايةٍ نهاية... وما الحبُّ إلا بدايةً ..لها أيضاً نهاية..
العجيبُ في الأمرِ أنَّ النهايةَ تكونُ دوماً غيرَ مُسببة...وأنَّ القضيةَ
تُسجلُ دوماً وأبداً ضدَّ مجهولْ..

والمَجهولْ... وأدَ الحبَّ حياً ...
كانَ شَعْرُ الحُّبْ... يا سادتي الكِرامْ ...
يتطايرُ .. منْ أَثَرِ الهواءِ المُصاحبِ لكلِ ضربةِ مِعْولٍ تحفرُ القبرْ...
وشعرهُ...يلامسُ جبينَ ذلكَ المَجهولْ... وكأنهُ يستجديهِ ألا يأدهْ..
لكنَّ قراقوشاً أصدرَ الفَرمانْ...
وَبعدَ الوأدْ... يذهبُ المَجهولْ...
ويَحْتَسي كأساً ... يَشْربُ نَخْباً ...
ويُقَهقهُ منْ شِّدةِ سَخافةِ القَضِية...

والبَهاليلُ فقطْ يَدْفعونَ ثمنَ الخطيئة...
لأنهم اقترفوها ... وعلى نفسها جَنَتْ براقشْ...
لأنهمْ.. نسوا القاعدة الذهبية.. وعلى نفسها جنتْ براقشْ...

يبقى البهاليلُ في تنّورِ الألمْ... منذُ لحظةِ اشتعالهْ...
يبقى مُشتعلاً ومُشتعلاً ....
وبعدَ انقضاءِ العامْ...
بعد مرورِ 365 يوماً ...
بعد مرورِ .. 8760ساعة...
بعدَ مرور 525600 دقيقة...
يُعلنُ الألمْ ... استعداده لتغيير عُنوانهِ البريدي...بعدَ أن تركَ
أثراً عميقاً عميقاً ..
هذهِ الميلودراما...
هذهِ الفوبيا ...
لاندري كمْ تحتاجُ هيَ الأُخرى منْ وقتٍ كي تُغيرَ هي أيضاً عنوانها
البريدي..

الآنَ ..أجدُ الإجابةَ على سؤالٍ الرائعة أحلام مستغانمي..في
.."فوضى الحواس" ..
هل ينتهي الحب عندما نبدأُ بالضحكِ من الأشياءِ التي أبكتنا
يوماً؟؟؟
نعمْ ... ينتهي...


تحياتي واحترامي وتقديري
عازفُ الجَنانْ