View Full Version : طالبان : تدمير التماثيل عجل بنزول الغيث
بنت الإسلام
21-03-2001, 09:45 PM
http://www.moheet.com/moheet/show.asp?NO=312136
تركي الحمد
لو كنت سياسيا اسرائيليا، وخاصة من اهل اليمين الديني المتطرف، لما كنت اكثر سرورا مني اليوم بما يقوم به اهل اليمين الديني المتطرف في افغانستان، من تدمير لتراث انساني ومقدسات أديان اخرى. فهؤلاء اي متطرفة اليمين في اسرائيل خاصة يودون لو كان بامكانهم تدمير كل ما له علاقة بالاسلام والمسلمين، بل والمسيحية ايضا في ارض فلسطين: ما هو مقدس وما هو مجرد تراث تاريخي، وعلى رأس الجميع المسجد الاقصى ومسجد الصخرة، بمثل ما ان اولئك اي متطرفة اليمين في افغانستان، يودون لو كان بامكانهم تدمير كل «اوثان» و«اصنام» هذا العالم، او ما يعتبرونه كذلك حقيقة. فما قامت به حركة طالبان من تدمير لحجرين تاريخيين، لا نفع منهما ولا ضرر في حد ذاتهما، استعدى مئات الملايين من البوذيين والهندوس على الاسلام والمسلمين، وكأننا في حاجة الى مزيد من العداء. وهؤلاء من اتباع الديانات الأخرى ينتشرون في مناطق من العالم نحن أشد ما نكون حاجة الى العلاقة معها، في عالم لا يمكنك ان تعيش فيه وحيدا ومنعزلا، حتى لو اردت ان تكون كذلك.
لن تترك اسرائيل مثل هذه الفرصة تفلت منها، بل ستستغلها سياسيا وحضاريا الى ابعد مدى ممكن. وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، وهو أهون الشرين، بل ان اطرافا في اسرائيل، وفي ظل هيمنة اليمين الديني على المجتمع والسياسة في اسرائيل اليوم، قد تقوم بما لم تكن تجرؤ على القيام به سابقا من تدمير لمقدسات وآثار اسلامية في فلسطين كلها، ولن يكون هناك من شاجب او منكر لما تقوم به مثل هذه الأطراف، وفق منطق مقولة «كما تدين تدان»، و«على نفسها جنت براقش». ليس ذلك لأن العالم لا يحب المسلمين، او يتآمر ضدهم، كما يحلو للبعض ان يضع المسألة، بل لأن بعض المسلمين جنوا على الاسلام والمسلمين فضاعوا واضاعوا.
صحيح انه ليس كل المسلمين هم طالبان بل ولا حتى جزء يسير منهم، وليس من الضروري ان يكون ما تقوم به طالبان متوافقا مع رؤى اخرى، لها ذات المرجعية والشرعية الاسلامية بل واقوى، إلا ان الشر عادة يعم مهما كان خاصا والخير يخص مهما كان عاما، والشكوى لمن الشكوى لغيره مذلة اولا وآخرا.
نعم، فاسرائيل اليوم في غاية السعادة وهي ترى كيف ان الظروف تخدمها بشكل يكاد لا يصدق، في وقت وصلت فيه سمعتها السياسية والحضارية الى الحضيض، لدرجة انه حتى الاسرائيلي الملحد قد يصدق أخيرا ان اليهود هم فعلا شعب الله المختار، كما تصور ذلك الأساطير اليهودية المؤسسة. وبعيدا عن مسألة القداسة وما يتعلق بها، فان بقية العالم على الجانب الاخر من العالم، سوف تتأكد لديه قناعة طالما حاول الاسرائيليون ترسيخها والفضل لبعض مسلمي هذا العصر انفسهم، بأن العرب خاصة والمسلمين عامة هم من اعداء الحضارة والانسانية: يدمرون ولا يبنون. يهيمنون إن تيسر، ولا يشاركون مهما تيسر، يقتلون ولا يستحيون. وقد عبر عن مثل هذا الموقف تجاه المسلمين وهو موقف يتبناه الكثيرون في هذا العالم، القس البروتستانتي الأمريكي جيري فولويل في تصريحاته الأخيرة التي تراجع عنها ظاهرا، ولكن القناعات ما زالت ساكنة في القلوب. نحن نعلم ويعلم الحكماء على اختلاف جنسياتهم ان العلة في كل ذلك إنما تقبع في بعض المسلمين لا في ذات الاسلام. وفي بعض نفوس ضيقة النفس واذهان ضيقة الأفق، ولكن في النهاية على من تقرأ مزاميرك يا داود، حين يتعلق الأمر بالعلاقة مع العالم واقناعه بمحدودية ما يحدث في عالم العرب والمسلمين في مثل هذه الظروف. وفي ظل هذه الظروف والتطورات، من سيكترث في النهاية لهدم مسجد في يافا أو حفر نفق في القدس او تدمير جامع في عكا؟ من سيكترث او ينتصر لتغيير معالم مدينة فلسطينية لتبدو وكأنها يهودية الطابع منذ الأزل، طالما ان المسلمين وهم الضحايا هنا كانوا هم الجلادين هناك.
بل، وفي النهاية من سيكترث اذا جاء احدهم او بعضهم، ووضع شحنة من الديناميت تحت جدران المسجد الأقصى او احرق مسجد الصخرة او نسف مسجد عمر وغيره من مقدسات المسلمين في القدس وغيرها من بلاد فلسطين؟ واذا كان هذا هو الوضع بالنسبة لفلسطين ومقدساتها وقضيتها، فكيف يكون الحال في بقية بلاد الله التي توجد بها آثار اسلامية اقل شأنا وقدسية؟ ففي الهند مثلا قد يؤدي تطرف طالبان الى تطرف هندوسي مقابل، ويسعى الهندوس الى ازالة اي أثر اسلامي مقام على اثر هندوسي او حتى غير مقام على ذلك، ولن يلومهم أحد على ذلك طالما ان طالبان فعلت ما فعلت. لا تتوقعوا في هذه الحالة ان تتعاطف معنا بلاد الشرق ذات الديانة البوذية والهندوسية، ولا تتوقعوا ان تنتصر لنا بلاد الغرب ذات الديانة المسيحية، فما فعلته طالبان وتفعله سوف يبقى في الذاكرة العالمية الى زمن الله وحده به اعلم، وسيرسخ من فكرة ان المسلمين اعداء حضارة، ومعاول هدم ودمار، فالشر يعم والخير يخص، كما سبق ان قيل. فالى اليوم ما زالت محاكم التفتيش واساليبها وصمة عار في تاريخ الكاثوليكية، واسبانيا خاصة تحاول ان تتبرأ منها بكل وسيلة متاحة. والى اليوم يبقى حرق جيوردانو برونو، ومحاكمة غاليلو غاليلي وصمة عار في جبين تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، رغم كل ما تغير ويتغير. كل ما انجزناه في تاريخ ومن تاريخ هو فخر لنا جميعا، بل ولحضارة الانسان جمعاء سوف لن يبقى إلا في كتب متخصصين وذاكرة اكاديميين لا تتجاوز افكارهم جدران معاهدهم وجامعاتهم. اما في الذاكرة العامة فستبقى صورة الاسلام وستبقى صورة المسلمين على انهم اعداء حضارة ومعاول هدم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
كثيرون هم من يرى ان ما فعلته طالبان وهذه الضجة المثارة حول تحطيم التماثيل التاريخية، تعبر عن نفاق العالم الذي يرى المآسي في كل مكان، وموت الاطفال جوعا في كل مكان والدمار والحروب في كل مكان، ومع ذلك لا يحرك ساكنا في الوقت الذي يثور فيه لتدمير حجرين جامدين في جبال افغانستان المعزولة. قد يكون مثل هذا الحديث سليما، وهو سليم في ابعاد كثيرة، فمن قال ان العالم كامل او صالح او لا تقوده المصالح البحتة؟ ولكن الخطأ لا يعالج بخطأ، والخطيئة لا يكفر عنها بخطيئة او وفق منطق مقولة «علي وعلى اعدائي يارب»، او منطق مقولة «اذا مت ظمأنا فلا نزل القطر». فنعم عالمنا مليء بالمآسي والظلم والنفاق والعدوان، وقويه اليوم يأكل ضعيفه ان أمكنه ذلك، كما الاسماك في البحر الى حد بعيد، وليس بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين فقط. فمآسي الآخرين من البشر قد تفوق مآسينا، ولكن البعض منا لا يرى إلا نفسه، ومن خلال منظار مغرق في ذاتيته، فيتجاهلنا الآخرون كما تجاهلناهم ويتفرجون على مآسينا كما تفرجنا على مآسيهم وهنا تكمن المأساة الحقيقية.
فكيف يتعاطف العالم مع اطفالنا الجياع في فلسطين والصومال (هل ما زلتم تذكرون مأساتها؟) والعراق وافغانستان وغيرها، اذا كان البعض منا لا يلقي بالا الى الجياع في بقاع آسيا وافريقيا مثلا، طالما انهم من غير المسلمين. ولن يهتم أحد كثيرا بقضية المسجد البابري او حفريات الأقصى مثلا اذا كنا نتجاهل ما يجري في افغانستان، بل ويصفق البعض له طربا وكأنه لم يبق من قضايانا المصيرية إلا وجود تلك الحجارة الصماء. المهم وايجازا لما هو موجز اصلا فان يكون العالم مليئا بالخطايا والاخطاء والبؤس والبؤساء لا يعني ان نطفئ النار بالزيت او ننقذ الغريق بالماء. فرغم ان العالم مليء بكل ما لا يسر، إلا ان الانسان يتعلم وان كان ذلك بسعر باهظ ويحاول ان يصلح اخطاءه ولو بعد حين واليوم ليس كالأمس كما ان الغد لن يكون كاليوم. تعلم الغربيون وبعض اهل الشرق الدرس الى حد بعيد وهم اليوم نادمون على اشياء كثيرة فعلوها بالأمس، ولكن يبدو وكأن البعض منا لا يريد ان يتعلم ويفضل ان يعاني كما عانوا حتى تأتي لحظة الخلاص بعد ان يكون قد فات أوان الخلاص.
وعندما يكتشف اهل افغانستان تحديدا انهم اخطأوا في ما فعلوه بآثارهم، وهذا أمر واقع لا محالة في تقديري، فكيف يمكن اصلاح الخطأ؟ فالتماثيل وما تعنيه من تاريخ وذاكرة انسانية قديمة قد دمرت ولا يمكن ان تعاد من جديد. الفقر في افغانستان او في هذه المنطقة من العالم او تلك، وتلك السياسات الهوسية التي تمارسها حركة طالبان او غيرها من حركات واتجاهات هجاسية، قد تتغير ما ان تنتهي هذه الفترة او تلك ولكن المشكلة هي من يعيد ما دمر ولا يمكن استرجاعه؟ فنحن مثلا والى هذه الساعة نتحدث عن التتار وما فعلوه بمكتبات بغداد حين اجتاحوها كخطيئة لا يمكن ان تغتفر، وكخطأ لا يمكن ان يصحح. لقد سقطت بغداد في أيدي التتار، وعاثوا فيها وفي غيرها فسادا، ولكن بقي كل ذلك جزءا من تاريخ الانسان على هذه الأرض: مدن تسقط وأخرى تنهض حضارات تسود وأخرى تبيد وفي النهاية أسلم التتار انفسهم وبنوا دولا مسلمة في اماكن عديدة، ولكن اين كتب بغداد اليوم؟ هذه هي القضية.
ولا ننسى هنا مكتبة الاسكندرية وحريقها الشهير، وهناك من يتهم العرب المسلمين بحرقها، وما زلنا حتى اليوم نحاول ان نثبت ان العرب المسلمين لا يمكن ان يقوموا بمثل هذا الفعل الشنيع. حريق في مكتبة مجرد حدث ضمن مآسي بشرية عديدة، ولكن اذا كانت تلك المآسي من الاخطاء القابلة للاصلاح، فقد بقي حريق المكتبة من الخطايا التاريخية التي لا تزال البشرية تذكرها، وتصم من قام بها بكل صفة غير حضارية. وما قامت به حركة طالبان في افغانستان لا يقل في تقديري عما حدث لمكتبة الاسكندرية، او ما حدث لبغداد ومكتباتها فالكل كتب ومكتبات نور وتنوير وان اختلفت الرموز والاشارات.
نحن لا نملك هذا العالم سواء في حاضره او ماضيه او مستقبله ولا نعيش فيه لوحدنا وكذلك هو الوضع لكل بني البشر. وديننا ومقدساتنا وثقافتنا ليست الوحيدة في هذا العالم. حقيقة بسيطة وواضحة في اعتقادي، ولكن عدم الاكتراث بها رغم الوضوح والبساطة هو ما يوردنا موارد المهالك، كما اورد غيرنا من امم سالفة وخالفة. فنعم نحن نؤمن بأن ديننا هو الدين الخاتم وهو الدين الذي يجب ان تتبعه البشرية لأنه الدين الصحيح، ولكن كذلك يفكر الاخرون بالنسبة لأديانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم، ولولا ذلك ما اتبعوها. والمعتقدات لا يمكن ان تنتشر وتستقر في القلوب بالفرض والقسر او بمجرد محو هذا الرمز او ذاك لمعتقدات الآخرين. فما قد افعله انا لفرض معتقداتي، قد يفعله الآخرون ايضا وفق ذات المنطق الذي يسيرني، ولكم ان تتخيلوا شكل العالم حين يتحول الأمر الى صراع اديان وثقافات ومصالح لا يبقي ولا يذر. ورغم ان مثل هذه الحقيقة واضحة في ديننا ذاته حين يقول الحق سبحانه: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون» (الأنعام 108)، إلا ان واقع المسلمين اليوم هو أبعد ما يكون عن اتباع هذا المنطق الذي لو اتبعوه لما تعبوا ولما اتعبوا.
فالمعتقدات تنتشر بالاقناع والقدوة الحسنة وحسن التعامل واحترام الآخرين، وما يمكن ان يقدمه هذا المعتقد، او ذاك الفعل من خير وصلاح لبني البشر، فهكذا انتشر الاسلام في اندونيسيا وغيرها مثلا، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. هذا التنافس الخلاق هو لب الحضارة، وفيه يكمن سر الوجود الانساني على بسيطة الخالق. والتنافس يعني في ما يعني الايمان بالمشاركة في هذا العالم من حيث ان العالم ملك للجميع وليس حكرا لأحد على أحد، ومن يزرع فيه هو من يحصد.
قد يبدو ان مثل هذا الحديث مجرد أمان وتطلعات، وهو كذلك. ولكن حقائق التاريخ ذاتها تبين ان الحضارات الرائدة ما اصبحت رائدة إلا بعد ان قدمت شيئا لخير الانسان، كل الانسان، وما انحدرت إلا بعد ان تقوقعت على نفسها فمقتت نفسها ورفضتها وهي لا تدري من خلال مقتها للآخرين ورفضهم وهي تدري. وصدق جل من قال: «لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون» (المائدة 48).
بنت الإسلام
29-03-2001, 09:30 PM
لكنه لم يعجبني
لأنه بعيد كل البعد عن قال الله و قال رسوله ـ صلى الله عليه و أله و سلم ـ
و هذه الفتوى كافية لرد تلك الشبهات التي ذكرها كاتب الرد
إقامة البرهان على وجوب كسر الأوثان للشيخ ناصر بن حمد الفهد ـ حفظه الله ـ
(http://alsalafyoon.com/ArabicPosts/BurhanFahed.htm)
و إن كانت لك ملاحظات أخرى حول نفس الموضوع أو أن هناك نقاط لم يتطرق إليها الشيخ ـ حفظه الله ـ و تريد أن تستفسر عنها أتمنى ذكرها
و أستغفر الله لي و لكم