سردال
21-03-2001, 08:40 AM
ملاحظة: القصة طويلة بعض الشيء، أغلق الخط واقرأها على راحتك :) أو اطبعها.
قدم الحجاج بن يوسف الثقفي على الوليد بن عبد الملك وهو يومئذ خليفة، فوجده قد دفن ابنه وهو في المقابر، وكان على الحجاج يومئذ درع وكنانة، وهو متقلد بقوس عربي، فعمد إلى قبر عبد الملك بن مروان وسلم عليه، وصلى ركعتين، ولما ركب الوليد مشى الحجاج بين يديه فقال له الوليد: اركب يا أبا محمد.
فقال: يا أمير المؤمنين، دعني أستكثر من المشي فإن "ابن الزبير" و"ابن الأشعث" طالما شغلاني عنه، وكان قد قتلهما. قم ألح عليه فركب معه.
ودخل الوليد إلى قصره فتخفف من غلاله ثم أذن للحجاج فدخل وأجلسه معه وخلا به وطال حديثه معه، فخرجت جارية من وراء الستر وأشارت للوليد، فقال للحجاج: أتدري يا أبا محمد ما قالت الجارية. فقال: لا!
فقال: إن "أم البنين" ابنة عمي بعثت لي تقول: ما مجالستك مع هذا الأعرابي المشتمل في سلاحه وأ،ت في غلالة فأخبرتها أنك الحجاج، فراعها ذلك وقالت: والله ما أحب أن يخلو معك وقد قتل خلقاً كثيراً.
فقال الحجاج: يا أمير المؤمنين: دع عنك مفاكهة النساء يزخرفن القول، إنما المرأة ريحانة وليست قهرمانة، فلا تطعهن في غير ذلك فيوهنك ولا تشتغل النساء بغير زينتهن، فإن رأيهنّ إلى أفن وعزهن إلى وهن واكفف عليهن أبصارهن ولا تملك المرأة من الأمور ما يجاوز نفسها، ولا تطمعها أن تشفع في غيرها أبداً، ولا تطل الخلوة معهن فإن ذلك أوفر لعقلك وأبرز لفضلك.
ثم خرج من عنده ودخل الوليد على أم البنين زوجته وأخبرها بمقالة الحجاج إلى آخرها، فقالت له: يا أمير المؤمنين، إني أريد منك لما يأتيك في غدٍ تأمره بالدخول علي، فقال: نعم!
فلما جاء الحجاج إلى الوليد، قال له: يا أبا محمد، اذهب إلى أم البنين فسلم عليها، واقض من حقها ما يجب.
- فقال: يا أمير المؤمنين، اعفني من ذلك.
- قال: لا بد منه.
فنهض الحجاج وتجاوز الستر فحجب على الباب طويلاً ثم أذن له فدخل إليها فلم يؤذن له في الجلوس فبقي واقفاً طويلاً
فقالت له: يا حجاج، أنت الممتن على أمير المؤمنين بقتل ابن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث، فوالله لولا أنك أهون على الله من سائر خلقه ما ابتلاك الله برمي حجارة الكعبة وبقتل عبدالله بن الزبير وهو أول من ولد في الإسلام.
وأما ابن الأشعث فوالله لقد والى عليك الهزائم حتى ضجرت ولولا أن أمير المؤمنين نادى في الشام وأنت في أضيق من قراب من جند ابن الأشعث وقد أظلتك رماحهم وفاجأك كفاحهم ما قويت عليه ولا أقمت لحربه.
وأما ما أشرت به على أمير المؤمنين من ترك لذاته والامتناع من تفرغ أوطاره ومن نسائه فإن كن ينفرجن عن مثل ما نفرجت أمك فما أحقه بالأخذ عنك والقبول منك، وإن كن ينفرجن عن مثل أمير المؤمنين فإنه غير قابل لقولك ولا مصغ لمشورتك.
أخرجوه عني قاتله الله!
قال: فدفع وخرج، فمر على أمير المؤمنين فقال له: يا أمير المؤمنين ألم أسألك أن تعفني من الدخول عليها؟
- قال: فماذا قالت؟
- قال: والله إنها وبختني ولم تسكت عني حتى تمنيت أن الأرض تبتلعني!! :)
آآآآآآآآآآسف على الإطالة :)
قدم الحجاج بن يوسف الثقفي على الوليد بن عبد الملك وهو يومئذ خليفة، فوجده قد دفن ابنه وهو في المقابر، وكان على الحجاج يومئذ درع وكنانة، وهو متقلد بقوس عربي، فعمد إلى قبر عبد الملك بن مروان وسلم عليه، وصلى ركعتين، ولما ركب الوليد مشى الحجاج بين يديه فقال له الوليد: اركب يا أبا محمد.
فقال: يا أمير المؤمنين، دعني أستكثر من المشي فإن "ابن الزبير" و"ابن الأشعث" طالما شغلاني عنه، وكان قد قتلهما. قم ألح عليه فركب معه.
ودخل الوليد إلى قصره فتخفف من غلاله ثم أذن للحجاج فدخل وأجلسه معه وخلا به وطال حديثه معه، فخرجت جارية من وراء الستر وأشارت للوليد، فقال للحجاج: أتدري يا أبا محمد ما قالت الجارية. فقال: لا!
فقال: إن "أم البنين" ابنة عمي بعثت لي تقول: ما مجالستك مع هذا الأعرابي المشتمل في سلاحه وأ،ت في غلالة فأخبرتها أنك الحجاج، فراعها ذلك وقالت: والله ما أحب أن يخلو معك وقد قتل خلقاً كثيراً.
فقال الحجاج: يا أمير المؤمنين: دع عنك مفاكهة النساء يزخرفن القول، إنما المرأة ريحانة وليست قهرمانة، فلا تطعهن في غير ذلك فيوهنك ولا تشتغل النساء بغير زينتهن، فإن رأيهنّ إلى أفن وعزهن إلى وهن واكفف عليهن أبصارهن ولا تملك المرأة من الأمور ما يجاوز نفسها، ولا تطمعها أن تشفع في غيرها أبداً، ولا تطل الخلوة معهن فإن ذلك أوفر لعقلك وأبرز لفضلك.
ثم خرج من عنده ودخل الوليد على أم البنين زوجته وأخبرها بمقالة الحجاج إلى آخرها، فقالت له: يا أمير المؤمنين، إني أريد منك لما يأتيك في غدٍ تأمره بالدخول علي، فقال: نعم!
فلما جاء الحجاج إلى الوليد، قال له: يا أبا محمد، اذهب إلى أم البنين فسلم عليها، واقض من حقها ما يجب.
- فقال: يا أمير المؤمنين، اعفني من ذلك.
- قال: لا بد منه.
فنهض الحجاج وتجاوز الستر فحجب على الباب طويلاً ثم أذن له فدخل إليها فلم يؤذن له في الجلوس فبقي واقفاً طويلاً
فقالت له: يا حجاج، أنت الممتن على أمير المؤمنين بقتل ابن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث، فوالله لولا أنك أهون على الله من سائر خلقه ما ابتلاك الله برمي حجارة الكعبة وبقتل عبدالله بن الزبير وهو أول من ولد في الإسلام.
وأما ابن الأشعث فوالله لقد والى عليك الهزائم حتى ضجرت ولولا أن أمير المؤمنين نادى في الشام وأنت في أضيق من قراب من جند ابن الأشعث وقد أظلتك رماحهم وفاجأك كفاحهم ما قويت عليه ولا أقمت لحربه.
وأما ما أشرت به على أمير المؤمنين من ترك لذاته والامتناع من تفرغ أوطاره ومن نسائه فإن كن ينفرجن عن مثل ما نفرجت أمك فما أحقه بالأخذ عنك والقبول منك، وإن كن ينفرجن عن مثل أمير المؤمنين فإنه غير قابل لقولك ولا مصغ لمشورتك.
أخرجوه عني قاتله الله!
قال: فدفع وخرج، فمر على أمير المؤمنين فقال له: يا أمير المؤمنين ألم أسألك أن تعفني من الدخول عليها؟
- قال: فماذا قالت؟
- قال: والله إنها وبختني ولم تسكت عني حتى تمنيت أن الأرض تبتلعني!! :)
آآآآآآآآآآسف على الإطالة :)