Hardware
19-03-2001, 12:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
خلال فترة المراهقة ، وخلال دراستي الثانوية ، كنت (ولا زلت) أعشق كرة السلة ، ولذلك كنت متابعا لدوري NBA الأمريكي ، وكنت أسجل كل مباراة تنقل أسبوعيا ، من دبي أو السعودية ، وأحرص على مباريات عملاق كرة السلة ، مايكل جوردان ، هذه الشخصية اللتي كنت أحاول أن أملأ بها فراغا معينا في حياتي ، وهو فراغ نشأ من الأحساس بعدم أهميتي تجاه الآخرين ، يعني كنت أعتقد أنه ينبغي علي أن أمتلك شيئا غير موجود عند الآخرين بحيث أحسن أني متميز وأحس الآخرين بأهميتي.
فكنت أرسم هذا اللاعب على طاولتي المدرسية وعلى جدار الصف برسومات لم أتخيل قدرتي على رسمها ، وفصلت لباسا يشابه لباسه في الملعب ، الاسم موجود عليه وقميص رياضة السله وقميص بنص كم جميل ومن أروع ما يكون وعليه اسم اللاعب ورقمه المشهور ، 23 ، وكنت أستطيع تقليده في بعض حركاته (ومنها طبعا إخراج اللسان) ، وكان البعض يناديني "مبارك جوردان".
ومضيت فترة على هذا النسق من الحياة ، ثم ماذا؟
بدأت أحس بنقص غير طبيعي في حياتي ، أحسست أني لا استطيع التميز إلا بوجود هذه الشخصية ، وقدر الله أن أتأثر بالأخصائي الاجتماعي المواطن الموجود في المدرسة ، وبدأ في أسناد بعض المهام لي ، بدأت أشعر بأن لي قيمة وبأني لست ذلك الشخص المهووس بمايكل جوردان وبراعته وطيرانه في الهواء وقوته الجسدية وشهرته اللتي وصلت كل مكان ، وتخرجت من الثانوية العامة شخص آخر على الأخير ، مايكل جوردان أصبح بالنسبة لي ذبابة جوردان ، لا أحس بأي إحساس تجاهه ، وكلما أتذكر هوسي بشخصه أحمر خجلا ، وبعض الشباب يذكرني بلباسي القديم فأنزوي خجلا من مستوى السخف اللذي وصلت له.
ويؤسفني أن شخصية مايكل جوردان ليست الشخصية الوحيدة اللتي ذبت فيها ، أقولها صراحة ، فمرت علي شخصيات أخرى إما عالمية أو حتى في الحي اللذي أقطن فيه ، كنت أحاول أجاريها وأقلدها ، لأن هذا الشخص متميز ، فكنت أعتقد أن تقليدي له في حركته ومشيته وطريقة كلامه ستعطيني الأحساس بأني أنا هذا الشخص نفسه ، ففي المرحلة الابتدائية الدنيا كنت متأثر بشخص وفي الابتدائية العليا بشخص وفي الإعدادية تأثرت بأشخاص وأشخاص وفي الثانوية كذلك... وكل هؤلاء لا يساوون جناح بعوضة ، وكلما أتذكر نفسي أقول الحمد لله على نعمة العقل وإن جاءت متأخرة... ولا أزال أردد أنا مبارك ولست جوردان ولا جونسون... ويخبرني شخص دارس في علم النفس أن السبب الرئيسي لهذه المشكلة الشعور بالنقص ، فقلت له ، ولكني لم أكن أشعر بالنقص ، فرد علي: لن تشعر بالنقص صراحة ، إنما عقلك الباطن هو اللذي يحركك وهو اللذي يشعر بالنقص.
إن ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو رؤيتي لشباب أتوسم فيهم العقل فلهم مساهمات طيبة ، ولكن لا يضع مساهمة إلا وهي مقرونة بصورة ، يخبر غيره بأنه يحب صاحب هذا الصورة أو أنه قدوته أو حبيبه وليس هناك تفسير آخر لذلك.
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، متى الساعة. قال: ماذا أعددت لها. قال: ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام ، غير أني أحب الله ورسوله ، قال: فأنت مع من أحببت.
هل أنا محتاج أن أظهر للناس أن قدوتي هو مايكل جاكسون؟ هل أنا في حاجة أن أضع صورة امرأة لأنها مغنية مشهورة ، أين أنا؟؟؟ هل سأل كل واحد منا أين هو؟؟؟ وهل هو محتاج إلى مايكل جاكسون أو جوردان لكي يجعل منه شخصية مرموقة لها ثقلها في المجتمع؟
خلال فترة المراهقة ، وخلال دراستي الثانوية ، كنت (ولا زلت) أعشق كرة السلة ، ولذلك كنت متابعا لدوري NBA الأمريكي ، وكنت أسجل كل مباراة تنقل أسبوعيا ، من دبي أو السعودية ، وأحرص على مباريات عملاق كرة السلة ، مايكل جوردان ، هذه الشخصية اللتي كنت أحاول أن أملأ بها فراغا معينا في حياتي ، وهو فراغ نشأ من الأحساس بعدم أهميتي تجاه الآخرين ، يعني كنت أعتقد أنه ينبغي علي أن أمتلك شيئا غير موجود عند الآخرين بحيث أحسن أني متميز وأحس الآخرين بأهميتي.
فكنت أرسم هذا اللاعب على طاولتي المدرسية وعلى جدار الصف برسومات لم أتخيل قدرتي على رسمها ، وفصلت لباسا يشابه لباسه في الملعب ، الاسم موجود عليه وقميص رياضة السله وقميص بنص كم جميل ومن أروع ما يكون وعليه اسم اللاعب ورقمه المشهور ، 23 ، وكنت أستطيع تقليده في بعض حركاته (ومنها طبعا إخراج اللسان) ، وكان البعض يناديني "مبارك جوردان".
ومضيت فترة على هذا النسق من الحياة ، ثم ماذا؟
بدأت أحس بنقص غير طبيعي في حياتي ، أحسست أني لا استطيع التميز إلا بوجود هذه الشخصية ، وقدر الله أن أتأثر بالأخصائي الاجتماعي المواطن الموجود في المدرسة ، وبدأ في أسناد بعض المهام لي ، بدأت أشعر بأن لي قيمة وبأني لست ذلك الشخص المهووس بمايكل جوردان وبراعته وطيرانه في الهواء وقوته الجسدية وشهرته اللتي وصلت كل مكان ، وتخرجت من الثانوية العامة شخص آخر على الأخير ، مايكل جوردان أصبح بالنسبة لي ذبابة جوردان ، لا أحس بأي إحساس تجاهه ، وكلما أتذكر هوسي بشخصه أحمر خجلا ، وبعض الشباب يذكرني بلباسي القديم فأنزوي خجلا من مستوى السخف اللذي وصلت له.
ويؤسفني أن شخصية مايكل جوردان ليست الشخصية الوحيدة اللتي ذبت فيها ، أقولها صراحة ، فمرت علي شخصيات أخرى إما عالمية أو حتى في الحي اللذي أقطن فيه ، كنت أحاول أجاريها وأقلدها ، لأن هذا الشخص متميز ، فكنت أعتقد أن تقليدي له في حركته ومشيته وطريقة كلامه ستعطيني الأحساس بأني أنا هذا الشخص نفسه ، ففي المرحلة الابتدائية الدنيا كنت متأثر بشخص وفي الابتدائية العليا بشخص وفي الإعدادية تأثرت بأشخاص وأشخاص وفي الثانوية كذلك... وكل هؤلاء لا يساوون جناح بعوضة ، وكلما أتذكر نفسي أقول الحمد لله على نعمة العقل وإن جاءت متأخرة... ولا أزال أردد أنا مبارك ولست جوردان ولا جونسون... ويخبرني شخص دارس في علم النفس أن السبب الرئيسي لهذه المشكلة الشعور بالنقص ، فقلت له ، ولكني لم أكن أشعر بالنقص ، فرد علي: لن تشعر بالنقص صراحة ، إنما عقلك الباطن هو اللذي يحركك وهو اللذي يشعر بالنقص.
إن ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو رؤيتي لشباب أتوسم فيهم العقل فلهم مساهمات طيبة ، ولكن لا يضع مساهمة إلا وهي مقرونة بصورة ، يخبر غيره بأنه يحب صاحب هذا الصورة أو أنه قدوته أو حبيبه وليس هناك تفسير آخر لذلك.
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، متى الساعة. قال: ماذا أعددت لها. قال: ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام ، غير أني أحب الله ورسوله ، قال: فأنت مع من أحببت.
هل أنا محتاج أن أظهر للناس أن قدوتي هو مايكل جاكسون؟ هل أنا في حاجة أن أضع صورة امرأة لأنها مغنية مشهورة ، أين أنا؟؟؟ هل سأل كل واحد منا أين هو؟؟؟ وهل هو محتاج إلى مايكل جاكسون أو جوردان لكي يجعل منه شخصية مرموقة لها ثقلها في المجتمع؟