PDA

View Full Version : الى من لم يحج هذه السنة !


MUSLIMAH
09-03-2001, 10:47 PM
السلاام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
==================

الركب كثير و الحاج قليل ( أحد السلف )

* إلى من لم يحج هذه السنة ..

* إلى من عزم النية على الحج و لكن منعه مانع .. أو حبسه حابس ..

* إلى من لم يجد حد الاستطاعة ..

* إلى كل هؤلاء ..

أقول :

# إن للحج تأثيرًا عظيمًا في تزكية النفوس و إصلاح القلوب ، لما فيه من معاني العبودية ، و مظاهر الربانية التي تتجلى في جميع مناسكه ، فتثمر قلوبًا تقية ، و أفئدة زكية ، و أبدانًا طاهرة نقية .

# فليكن عزاء من لم يحج هذه السنة لعذر من الأعذار أن هناك من الأعمال ما تقوم مقام الحج و العمرة لمن عجز عنهما ، بالجزاء لا بالأجزاء .

# ألم يطرق سمعكم أيها الأحباب قول نبيكم لما رجع من غزوة تبوك لمن تخلف بعذر عن الجهاد : ( إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا و لا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم حبسهم العذر ) و في رواية ( إلا شركوكم الأجر ) فهذا نبيكم صلوات الله و سلامه عليه قد جعل للمتخلف بعذر شريكًا للسائرين !

يا سائرين إلى البيت العتيق لقد *** سرتم جسومًا و سرنا نحن أرواحًا
إنا أقمنا على عذر و قد رحلوا *** و من أقـــام على عــذر كمن راحـا

# إن العبرة ليست بأعمال الجوارح فقط ، و إنما الاعتبار بلين القلوب و تقواها و تطهيرها من الأدران و الآثام !!!
سفر الدنيا يقطع بسير الأبدان *** و سفر الآخرة يقطع بسير القلوب و الأبدان

# إن سير القلوب أبلغ من سير الأبدان ، فكم من واصل ببدنه إلى البيت ، و قلبه منقطع عن رب البيت ! و كم من قاعد على فراشه في بيته ، و قلبه متصل برب البيت !

جسمي معي غير أن الروح عندكم *** فالجسم في غربة و الروح في وطن

# لقد رأى بعض الصالحين الحجيج في وقت خروجهم فوقف يبكي و يقول :

فقلت دعوني و اتباعي ركابكم *** أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد
ثم تنفس و قال : هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت ، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت ؟!

# و في هذا يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله :
من فاته هذا العام بعرفة ، فليقم بحقه الذي عرفه .
من عجز عن المبيت في مزدلفة ، فليبت عزمه على طاعة الله و قد قربه و أزلفه .
من لك يمكنه القيام بأرجاء الخيف ، فليقم بحق الرجاء و الخوف .
من لم يقدر على نحر هديه بمنى ، فليذبح هواه هنا ، و قد بلغ المنى .
من لم يل إلى البيت لأنه منه بعيد ، فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه و رجاه من حبل الوريد .

بقلم / د . عبدالرزاق الشايجي .