PDA

View Full Version : فنون الحوار و الاقناع ( 4 )


MUSLIMAH
01-03-2001, 09:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله ،،،
=============

سنحدث اليوم عن القاعدة الذهبية الثانية من فنون الحوار و الإقناع و هي بعنوان
" اســـــتـــــعـــــد – اســــتـــــعـــــد – اســـــتـــــعـــــد " تمنياتي لكم بطيب القراءة :)

عزيزي المحاور لا تناقش في موضوع لا تعرفه جيدًا ، و لا تدافع عن فكرة إذا لم تكن على اقتناع تام بها . فأنك إن فعلت ، عرضت نفسك للإحراج ، و أسأت إلى الفكرة التي تحملها و تدافع عنها ، و جعلت عملية الإقناع بلا شك فاقدة لفعاليتها ، لأن أغلب الناس يميلون إلى تجميد الفكرة المجردة في شخص حاملها ، و يعتبرون انتصاره انتصارًا لها و دليلاً على أنها حق ، كما يعتبرون انهزامه في الدفاع عنها انهزامًا لها و دليلاً على أنها خطأ أو باطل . و اذكر دائمًا قوله تعالى " وَ لا تَقِفُ ما لَيْسَ لَكَبِهِ عِلْمُ إِنَّ السَّمْعَ و البَصَرَ و الفُؤادَ كُلُّ أُلئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْئُولاَ " [ الإسراء : 36 ] و الحكمة تقول ( فاقد الشيء لا يعطيه )

" لذلك على المحاور أن يعد مادته إعدادًا جيدًا ، و أن يحضر لها تحضيرًا شاملاً ، و ذلك حتى لا يظهر بمظهر الضعيف ، و حتى لا يكون مبتذلاً لا قيمة له . فالإتقان من صفة المؤمن ، و الله عز وجل يحب إذا عمل أحدنا عملاً أن يتقنه ففي هذا مرضاة لله تعالى بادئ ذي بدء . ثم إن الإتقان يساعده على أداء مهمته في الحوار و ذلك حين يعرض معلوماته عرضًا جيدًا . مما يجعل سامعيه يجدون ما هو جدير بالاستماع ، و باختصار : الإتقان مرضاة لله عز وجل ثم هو مظهر لاحترام الإنسان لنفسه و احترامه للآخرين " [ الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، أصول الحوار ص 23 ]

إن استكشاف خفايا الموضوع و التزود بالمعلومات الاحتياطية لهو أمر مهم جدًا تحسبًا للطوارئ ، و قد يطرق موضوعك متحدث آخر فتضطر إلى تعديل النقاط .. أو قد يحرجك أحد بسؤال في الصميم ، و ترتبك في الإجابة إن لم تكثر من المعلومات التي لا معنى لها .

إن الاستعداد لموضوع الحوار يصبح أسهل لو أنك ناقشته مع شخص آخر ، فالآخرون قد يضيفون أبعادًا أخرى ، أو يضطرونك لتناول نقاط صعبة كنت تحاول تجنبها ، أو يمنحونك نوعًا من الدعم المعنوي ، فلماذا لا تحاول عقد جلسة تدريب مع نفسك ، أو مع زميل أو صديق ؛ فهي على الأقل تؤكد لك و للآخرين أنك تستعد بالفعل .

و في أثناء هذه الجلسة ، حاول أن تتدرب على ما ستقوله للطرف الآخر و على كيفية استجابتك لما سيقوله هو لك . اطلب من زميلك أن يقوم بدور الطرف الآخر ، و حاول أن تجرب عليه قوة إقناعك ، و محاولتك التركيز على المصالح ، و عرض الحلول ، و استخدام المقاييس .. و بعد أن تنتهي من ذلك ، اطلب من زميلك أن يخبرك بما نجحت فيه ، و بما لم تنجح ، و يخبرك بشعوره تجاه ما قلته ، و كيف يمكن أن تقوله بشكل أفضل . و عليك بعد ذلك أن تحاول مرة أخرى بأسلوب مختلف حتى تنجح .

و عليك أن تحاول التوقع بشأن الحيل التي قد يلجأ إليها الطرف الآخر ، و فكر مقدمًا في أفضل طريقة لمواجهة تلك الأساليب ، فذلك – عل الأقل – ينقذك من أن تفشل بالموقف ، فأنت هنا تستطيع أن تقول لنفسك : ( حسنًا . لقد كنت أتوقع منك ذلك ) ، و عليك بعد ذلك أن ترد بالطريقة التي قد سبق لك التدرب عليها و هذه قيمة الإعداد .

لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يدخل المحاور حلبة الحوار ، و ليس لديه تصور عن المعلومات الأساسية المشروع أو القضية المطروحة أو يدخل بمعلومات خاطئة ربما تثير الطرف الآخر . نعم لا يجوز للإنسان أن يقتحم أمرًا لا يحسنه .

إذا لم تستطع شيئًا فدعه *** و جاوزه إلى ما تستطيع

(( فليس كل ما عرفه الإنسان أمكنه تعريف غيره به ، فلهذا كان النظر أوسع من المناظرة ، فكل ما يمكن المناظرة به يمكن النظر فيه ، و ليس كل ما يمكن النظر فيه يمكن مناظرة كل أحد به )) [ عبدالله إبراهيم الطريقي ، فقه التعامل مع المخالف ص 35 ]

عزيزي المحاور .. افهم و استوعب ما تريد قوله ، و اقتنع به قبل أن تقوله ، أو تحاول إقناع محاورك به ، و اعلم أن ما لم يكن الأمر شديد الوضوح بالنسبة لك ، فلن يكون واضحًا بالنسبة للسامع . و أنه كلما تعرفت على الموضوع و استوعبته من جميع جوانبه ، كلما زادت قدرتك على التأثير ، و عليك أن تُحَدِّثَ نفسك بكلامٍ منشطٍ ، و تقول لها أن حديثك سيكون أفضل إن شاء الله لأنه نابع من تجارب و خبرات و قراءات خاصة بالموضوع تمكنه من الثقة بالنفس و إضفاء الطلاوة المرجوة على كلماته عند الحديث .

لقد اتفقت آراء علماء النفس على أن الحوافز المؤسسة على الإيحاء الذاتي هي أنجح الوسائل للتعلم السريع ، فكم يكون التنشيط بالمناجاة الصادقة أقوى و أفعل و أعظم أثرًا ؟؟؟

إذًا اســـــتـــــعـــــد – اســــتـــــعـــــد – اســـــتـــــعـــــد حتى لا تكون و أنت تحاور كحاطب في ليل أو كضال في صحراء ، دون فائدة أو جدوى .

aziz2000
07-03-2001, 10:06 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صحيح جدا .. فالتناقش والدفاع عن فكرتك وأنت لاتملك معلومات كافية عنه وعن جوانبه سوف يوقعك في الإحراج الشديد وسوف يُهين الفكرة التي يُدافع عنها .. ولذلك نُهينا عن التحدث بلا علم في الأمور الشرعية ..

تحياتي للمسلمة ..:)

MUSLIMAH
09-03-2001, 04:25 AM
مثال رائع بارك الله فيك :)
و هذه ميزة الاستعداد المسبق .

تحياتي لك :)

Hardware
09-03-2001, 06:48 AM
وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن ... ثرثارة في كل ناد تخطب

يعني من بلاوينا ومآسينا أن الكثير منا يتكلم فيما يعنيه وما لا يعنيه ، وفق اختصاصه أو في غير اختصاصه ، وإذا تكلم في غير اختصاصه لا يكتفي يسرد وجهة نظر وفق معلوماته بل يتكلم كأنه مختص في هذه المواضيع.

وهذا مكمن خلل ، يسكت المختص ويتكلم الجاهل.

هذا ما عندي وتشكر الأخت مسلمه على هذا الإثراء.