PDA

View Full Version : موكب الحجيج وعبق الذكريات


أبو لـُجين ابراهيم
24-02-2001, 08:12 AM
موكب الحجيج وعبق الذكريات


الحج هو تلك الرحلة الفريدة في عالم الأسفار والرحلات ، ينتقل المسلم فيها ببدنه وقلبه إلى البلد الأمين لمناجاة رب العالمين .

ما أروعها من رحلةٍ وما أعظمه من منظر يأخذ بالألباب !

هل شممت عبيراً أزكى من غبار المحرمين ؟

هل رأيت رؤوساً أعز وأكرم من رؤوس المحلَّقين والمقصَّرين ؟

هل مرّ بك ركب أشرف من ركب الطائفين ؟

هل مر هَزَّك نغم أروعُ من تلبية الملبين ، وأنين التائبين وتأوَّه الخاشعين ، ومناجاة المنكسرين ؟

فَأُجيبـُوا إجــابةً 00000 لم تقع في المسامعِ

ليس ما تصنعونـه 00000 أوليائي بـضائعِ

تأجروني بطاعتي 00000 تربحوا في البضائعِ

وابذلوا لي نفوسكم 00000 إنها في ودائـعي

يا لجلال الموقف ويا للروعة والعظمة ، السماء في مهرجان يتنزل فيه الروح والملك سبحانك ربي ما أعظمك وأعدلك والأرض في عيد تتبرأ من الدماء المسفوكة والأموال المحرمة ، والخطى الآثمة وترحب بالدماء التي أُهريقت في سبيل الله وحده .

وهكذا تتجلى روح المساواة والأخوة والوحدة فتبدوا جلية كالشمس ناصعة كالبدر .

وحدة في المشاعر ، وَوِحدة في الشعائر ، وَوِحدة في الهدف ، ووحدة في العمل ، ووحدة في القول ، لا إقليمية ، لا عنصرية ، لا عصبية للون أو جنس أو طبقة .

عبق الذكريات :

هنا التاريخ يعود غضاً طرياً نفياٌ بهياً ، هنا تترآى في الأفق الذكريات الخالدة والمواقف الرائعة هكذا وقد استدار الزمان دورته لنتذكر جميعاً ذلك الرجل المحرم الذي أنار الله به الأفكار ووضع به الآصار ، وغسل به الآثام ولأوزار .

لنتذكر جميعاً اطهر نفس أحرمت ، وأزكى روح هتفت ، وأفضل قدم طافت وسعت ، وأعذب شفةٍ نطقت وكبّرت وهللت ، وأشرف يدٍ رمت واستلمت ، هنا تترآى لنا تلك الروعة حيث ينقل خطاه في المشاعر ، يهتف مع الملأ الطاهر في مظهر من أجل مظاهر التقوى والخشوع ورقَة المشاعر .

يتنقل مع أصحابه ومحبيه مُردّدين تلك النغمة الرائعة ومترنمين بتلك العبارات الناصعة ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) .

إلهنا ما أعدلك 00000 مَلِيكَ كلّ من مَلَك

لبيك قل لبيتُ لك 00000 لبيك إن الحمد لك

والملك لا شريك لك 00000 ما خاب عبدُ سألك

أنت له حيث سلك 00000 لولاك يا رب هلك

والليل لما أن حلك 00000 والسابحات في الفلك

ولك من أهَلّ لك 00000 سَبَّح أو لبَى فلك

يا مخطئاً ما أغفلك 00000 عَجَل وبادر أجلك

أختم بخير عملك 00000 لبيك إن الحمد لك

والملك لا شريك لك 00000 والحمد والنعمة لك

سبحانك يا رب ما أروعه من منظر وأبدعه من موقف ، مكة تدوي ببطحائها في العالمين لتقول من هنا يبدأ التاريخ ، تاريخ التوحيد ، تاريخ العدل ، تاريخ الحرية ، تاريخ الحق والسلام والإسلام ، لكأني بالمعصوم صلى الله عليه وسلم محرماً يتهلل وجهه سروراً ويمتلئ قلبه غبطة ورضىً بنعمة النصر ونعمة إتمام النعمة ودخول الناس في دين الله أفواجاً لكأني به مرتدياً زي الصفاء والنقاء والوفاء والرجاء وحوله كوكبةً من أصحابه العظماء الأوفياء الأتقياء : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وبلال …. ولسان حالهم جميعاً يقول للعالم ويخاطب الدنيا :

قد بعثنا للناس شعثاً وغبراً 00000 كالقضاء المحتوم في الأحقاب

حين بعنا رؤوسنا يوم بدرٍ 00000 واشترينا الرضوان في الأحزاب

اللهم صلى وسلم على صاحب الأنفاس النقية ، والطلعة البهية ، والنفس الرضية ، والمهجة التقية ، واليد الوفية ، وذروة السلالة الهاشمية وعلى آله وصحابته ، تلك النخبة الأبية ، ذات المعنويات القوية ، والأفعال النورانية .

أنت الذي قَوَّومت ميزان الورى 00000 ومحوت ظلم العدل في الميزان

آسيتَ أيتاماً كفلت أراملا 00000 أسعدتَّ محروماً رحمت العاني

أنقذتَ مسكيناً حميتَ مشرّداً 00000 أسعفت مكروباً هديت الجاني

صلّت عليك النيران وسلمت 00000 يا رحمةً بعثت من الرحمن

المرجع : إبهاج الحاج

أمة الرحمن
24-02-2001, 09:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أخي ...وأدعو الله أن يرزق جميع المسلمين
حج بيته الحرام..وأن لا يحرمنا من تلك المشاهد العظيمة..
وتقبل الله عمل الجميع.......