عمران
21-02-2001, 12:47 AM
بلال وأمية 2000
من داخل قميص سماوي بسيط وبنطال رمادي متواضع ..
وقف مدرس اللغة العربية القديم فوق صندله الذي كان رفيق دربه..
كان التلاميذ إذا نظروا إلى الأرض عرفوا من في السماء..
ذاك الشاهق النحيف , في وجه اغمقّ اسمرارا وتلألأ نوراً..
تلألأت أسنانه بابتسامة طيفية وهو يقول من المنصة:
"يسعدنا مشاركة طلابنا في فقرات حفلنا السنوي اليوم بما كتبوه
دون أي مساعدة من المدرسين
..وإليكم الآن أحد التلاميذ الصغار ..
كتب بأسلوبه البسيط موضوعاً عن ( أسرة فقيرة )..
وبالمناسبة فإن والده الذي يشرفنا اليوم هو
معالي وزير التنمية الاجتماعية وشؤون الريف ..
صكّ معالي الوزير شفتيه , ومدّهما إلى أذنيه ,
معلناً عن ابتسامة راقت للأستاذ كثيراً.
.فعاملها بالمثل ولكن بمقاس أصغر..
وقف التلميذ وهو يقلب ورقته بارتعاش ..
نظر إلى جموع الحاضرين ,
فهاله الموقف واقشعرت مساماته الناعمة.
.ركز عيناه في عيني أبيه ,
فاستمد العزم رافعا رأسه ومنطلقا..فقرأ عالياً :-
" أسرةٌ فقيرةٌ .....
كانت هناك عائلةٌ فقيرةٌ جدا ً ومسكينةٌ أيضاً
تعيشُ في فقرٍ شديدٍ
كان الأبُ فقيراً
وكانت الأمُّ أكثر منه فقراً
كان أولادهم فقراء
ليس عندهم لعب كثيرة
وكانت الخادمات فقيرات
والطباخ أيضا فقير
كان البستاني أفقر واحد فيهم
والسواقون كانوا كلهم فقراء
كان جميعهم يعيشون في فقر شديد
لكن جاء رجل غني وساعدهم
فاشترى الأولاد الألعاب
وفرحوا جميعا بما فعله الرجل الغني لهم "
ضحك الجميع أثناء قراءته إلا واحداً..
خجل التلميذ وظن أنه يخطيء في القراءة
أكمل بحرص وتشديد على الحروف
و ظلوا يضحكون
حتى إذا انتهى وتساكتوا برهة
صفقوا له بعد أن احمرّ وجهه فشلاً
فنزل عن المنصة وركض إلى أبيه فبكى في حجره بنواح
وحمله أبوه ليكون بعدها في مدرسة أخرى
فقراؤها أغنى من أبيه
ثم لم يعد فوق الصندل من أحد ..يقول :- أحد
"التهزيء والإهانة .. و الإساءة للكبار باستخدام جهل الصغار أكبر طعنة يوجهها المربي للطفولة ..إنها تصنع حاقدا.. ولا تبني رحيما"
من داخل قميص سماوي بسيط وبنطال رمادي متواضع ..
وقف مدرس اللغة العربية القديم فوق صندله الذي كان رفيق دربه..
كان التلاميذ إذا نظروا إلى الأرض عرفوا من في السماء..
ذاك الشاهق النحيف , في وجه اغمقّ اسمرارا وتلألأ نوراً..
تلألأت أسنانه بابتسامة طيفية وهو يقول من المنصة:
"يسعدنا مشاركة طلابنا في فقرات حفلنا السنوي اليوم بما كتبوه
دون أي مساعدة من المدرسين
..وإليكم الآن أحد التلاميذ الصغار ..
كتب بأسلوبه البسيط موضوعاً عن ( أسرة فقيرة )..
وبالمناسبة فإن والده الذي يشرفنا اليوم هو
معالي وزير التنمية الاجتماعية وشؤون الريف ..
صكّ معالي الوزير شفتيه , ومدّهما إلى أذنيه ,
معلناً عن ابتسامة راقت للأستاذ كثيراً.
.فعاملها بالمثل ولكن بمقاس أصغر..
وقف التلميذ وهو يقلب ورقته بارتعاش ..
نظر إلى جموع الحاضرين ,
فهاله الموقف واقشعرت مساماته الناعمة.
.ركز عيناه في عيني أبيه ,
فاستمد العزم رافعا رأسه ومنطلقا..فقرأ عالياً :-
" أسرةٌ فقيرةٌ .....
كانت هناك عائلةٌ فقيرةٌ جدا ً ومسكينةٌ أيضاً
تعيشُ في فقرٍ شديدٍ
كان الأبُ فقيراً
وكانت الأمُّ أكثر منه فقراً
كان أولادهم فقراء
ليس عندهم لعب كثيرة
وكانت الخادمات فقيرات
والطباخ أيضا فقير
كان البستاني أفقر واحد فيهم
والسواقون كانوا كلهم فقراء
كان جميعهم يعيشون في فقر شديد
لكن جاء رجل غني وساعدهم
فاشترى الأولاد الألعاب
وفرحوا جميعا بما فعله الرجل الغني لهم "
ضحك الجميع أثناء قراءته إلا واحداً..
خجل التلميذ وظن أنه يخطيء في القراءة
أكمل بحرص وتشديد على الحروف
و ظلوا يضحكون
حتى إذا انتهى وتساكتوا برهة
صفقوا له بعد أن احمرّ وجهه فشلاً
فنزل عن المنصة وركض إلى أبيه فبكى في حجره بنواح
وحمله أبوه ليكون بعدها في مدرسة أخرى
فقراؤها أغنى من أبيه
ثم لم يعد فوق الصندل من أحد ..يقول :- أحد
"التهزيء والإهانة .. و الإساءة للكبار باستخدام جهل الصغار أكبر طعنة يوجهها المربي للطفولة ..إنها تصنع حاقدا.. ولا تبني رحيما"