PDA

View Full Version : وأذن في الناس بالحج


laila2001
20-02-2001, 09:01 PM
قال الله تعالى : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان ءامنا * ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين "
الحج هو قصد مكة لأداء عبادة الطواف والسعي والوقوف بعرفة وسائر المناسك استجابة لأمر الله تعالى وابيغاء مرضاته .
وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة ، وفرض من الفرائض التي علمت من الدين بالضرورة . فلو أنكر وجوبه منكر كفر وارتد عن الإسلام .
والمعروف لدى جمهور العلماء أن إيجابه كان سنة ست بعد الهجرة ، لأنه نزل فيها قوله تعالى : " وأتموا الحج والعمرة لله " .
ومما ورد في فضل الحج وأهميته ، الأحاديث التالية :-
1- عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : " إيمان بالله " قيل : ثم ماذا ؟ قال : " ثم جهاد في سبيل الله " قيل : ثم ماذا؟ قال:" حج مبرور " . والحج المبرور هو الذي لا يخالطه إثم . وقال الحسن : أن يرجع زاهدا في الدنيا ، راغبا في الآخرة . وروي مرفوعا - بسند صحيح- أن بره إطعام الطعام ، ولين الكلام .
2- وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله ، ترى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : "لكن أفضل الجهاد : حج مبرور " رواه البخاري ومسلم .
3- عن عمرو بن العاص قال : لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : أبسط يدك فلأبايعك. قال : فبسط فقبضت يدي فقال : مالك يا عمرو ؟ قلت : أشترط ، قال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يغفر لي . قال : " أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله ، وأن الهجرة تهدم ما قبلها ، وأن الحج يهدم ما قبله " رواه مسلم .
4- عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله : الدرهم بسبعمائة ضعف " رواه ابن شيبة وأحمد والطبراني والبيهقي ، وإسناده صحيح .
وقد أجمع العلماء على أن الحج لا يتكرر ، وأنه لا يجب في العمر إلا مرة واحدة . إلا أن ينذره فيجب الوفاء بالنذر وما زاد فهو تطوع . فعن أبي هريرة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أيها الناس ، إن الله كتب عليكم الحج فحجوا " فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثا ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : " لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم " ثم قال : " ذروني ما تركتكم ، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه " رواه البخاري ومسلم .
ويشترط لوجوب الحج : الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والاستطاعة . فمن لم تتحقق فيه هذه الشروط فلا يجب عليه الحج . وذلك أن الإسلام والبلوغ والعقل شرط التكليف في أي عبادة من العبادات . والحرية شرط لوجوب الحج لأنه عبادة تقتضي وقتا ، ويشترط فيها الاستطاعة ، بينما العبد مشغول بحقوق سيده وغير مستطيع . وأما الاستطاعة ، فلقوله تعالى : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا "
من كتاب " فقه السنة " مجلد (1) للسيدسابق
ملاحظة : لا مانع من الطباعة والنشر ..