View Full Version : الإيمان الحق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما زلنا نتحدث عن الشخصية الحقيقية ذات الارادة الحيّة المتحركة بالنفع والخير في حياتها وبين الناس .. الشخصية الإسلامية ذات المحور الثابت الأساسي ألا وهو المحتوى الإيماني .. والايمان الكامل .. ما هو مفهوم الايمان ؟ وهل هو واضح في عقول المسلمين ؟ وما هو الفرق بين الايمان والعلم ؟ وهل الايمان حاجة ضرورية لا تستغني عنها البشرية ؟
العلم .. قائم على أساس الماديات فحين تحس وترى بالعين وتلمس باليد وبكل حواسك تتعرف على الاشياء هكذا تصبح معرفتك تسمى علما أصبحت في العقل واحتواها بالحواس ..
و سؤال هل كل ما يحيط بنا نستطيع ان نتعرف عليه بطريقة العلم .. ؟ كيف سأتعرف على الروح ؟ فحين تقف امام نفسك وتقول أنا حيّ .. وسر حياتي كامن في روحي .. اذا فأين روحي ؟ وما هي ؟ ومم تتكون ؟ ... وتبدأ تبحث عن تلك الروح بطريقة العلم والفرضيات والنظريات .. وبعد جهد طويل ستجد نفسك حيث بدأت .. تلف بك الاسئلة في دائرة واحدة ... وضع علماء العصر 113 فرضا للروح .. وكلها سقطت ولم يفوز منها بمؤيد واحد
هنا ماذا يفعل الانسان ؟ هل ينكر وجود الروح وهو يرى آثارها ووجودها ؟ هل يقول انا أعلم الروح ولكن ما استطعت الوصل لأعلم شيئا عنها ؟ هنا جاءت الضرورة التي لا تستغني عنها البشرية ابدا ... جاءت بدور الإيمان .. حتى يزرع الطمأنينة في القلب ويريحه من الشقاء والحيرة .. فيؤمن بوجود الروح .. ويقول غير اني لا أعلم عنها شيئا .. أشياء غائبة عني ..
يقول الحق سبحانه : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) نلاحظ في الاية الكريمة ان الله فرق بين الايمان والعلم .. فجعل الايمان مجاله خاص بالله تعالى وأمره عند الله وبالنسبة لنا غيب لا تدركه الحواس .. ومجال العلم مادة و معرفة علمية كشفها الله وسمح للانسان ان يبحث عنها بالتجربة والاختبار ..
متى يؤمن الانسان ؟ عندما يستيقن من وجود أمرا ويعجز عن إدراكه .. فإذا استيقن بالايمان .. ثم انصرف الى ما يحققه هذا الايمان من جهدا وأمل .. أصبحت حركة الانسان إيجابية .. فالايمان الحق .. هو الثبات النهائي .. أي يثبت إيمانه في قلبه وبصفة نهائية .. فلا يطفو على سطح الفكر أبدا أي تسائل ليناقش حوله من جديد .. .. والايمان الحق .. غير قابل للتطور التغييري .. يحتوي الايمان على قوانين ثابته لا تتغير .. كالصدق .. والصبر .. والوفاء .. والأمانة .. .. يقول الله تعالى : ( فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا )
لماذا؟ لان الايمان يستمد ثوابته من ثابت القمة .. وثابت القمة هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم .. فإذا استقر ثابت القمة في قلب الانسان اقتضى بذلك أن يستقر كل شيء ..
فمن قال إنني أومن بالله لكنني لا أومن برسله ولا بملائكته ولا بكتبه .. نقول له إن إيمانك لم يتجاوزإلا لسانك ولم يدخل في قلبك .. فأنت من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم .. لأن إيمان القلب ثابت لا يتخلف ولا يتراجع .. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ) ..
هكذا نجد أنفسنا قد انتهينا إلى الايمان والاسلام ... فالايمان يقتضي الإسلام .. والاسلام الحق هو إفراز الايمان الحق .. فإذا وجدت إيمانا بلا إسلام .. فاعلم أنه ليس إيمان .. وإذا وجدت إسلاما بلا إيمان فتيقن من أن ما حسبته إسلاما ليس بإسلام وإنما اسمه ( نفاق ) والعياذ بالله
الفائدة :
فمن مقومات الشخصية الاسلامية : المحتوى الايماني ..
أمة الرحمن
17-02-2001, 08:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا وبارك الله في ما تخطه يداك..مواضيعك كلها قيمة
ومفيدة أختي ...ثبتك الله على ما فيه الخير والصلاح....
وفعلا أخية فمن مقومات الشخصية الأسلامية هو المحتوى الأيماني..
وحقيقة الأيمان في هذا الوجود هي أكبر وأكرم الحقائق..
لم تدركها النفوس عن طريق دائرة الحس الضيقة..فليست هي
بحقيقة مادية تدرك بالحواس المعروفة ولكن هي حقيقة معنوية تدركها القلوب السليمة...وتظهر ثمارها الطيبة ..نظافة في الشعور ورفعة في الأخلاق وأستقامة في السلوك...
ونحن ننتظر المزيد منك وجزاك الله عنا كل خير.....
أختي الغالية أمة الرحمن رعاك المولى
جزيت الخير ولا حرمنا الله تواصلك ونصحك لنا في كل أمر
ومرحبا بزيارتك الأولى .. وأسأل الله أن يتمم لنا ولكم صالح الاعمال بالقبول والرضى ...
حفظك الله ما جاء من إيضاح حول المحتوى الايماني للشخصية الحقيقية إنما هو رؤوس أقلام لنصل إلى مفهوم قضية الايمان .. فالايمان من أرقى المعارف التي انعم الله بها على عبادة .. بالايمان تجاوز الانسان عيوبا كثيرة وحاجات نفسية ملحة ولأن الله قد خلق هذا الانسان بحاجاته ومطالب .. أنعم الله عليه المنهج الكامل ..
الغربيون اليوم عرفوا العلم وساروا فيه بسرعة مذهلة وحققوا ما أرادوا من حياة مادية مترفة .. هكذا سدوا حاجاتهم المادية فقط .. واصبح الجانب الاخر فارغا من كل الروحانيات والايمانيات فقراء من أنفسهم .. وهذا لأن مفهوم الايمان الحق عندهم غير وارد ابدا ... عرفوا الوجود بالعلم ويرفضون معرفة الوجود بالايمان ..
سبحان الله التوسع بالعلم ذاته يوصلهم إلى حقيقية الايمان ..وبرغم هذا تكبروا على الله فعبدوا العقل وحصروا المعرفة بالعقل وكفى .. رفعوا العقل على الله وعبدوه .. أنحازوا إلى صنم العقل وبإرادة المغرورين ... فضلوا ان يتخذوا من عقولهم ألهة من دون الله ..
اختي جيون غفرالله لكي هذا السعي المبارك في المواضيع
المحتوي الايماني كيف يعرف الانسان محتواه الايماني ، وماهو الفرق بين تواجد الايمان في القلب وبين استقراره في القلب؟؟؟؟؟
سوف اتكلم عن الفرق بين تواجد الايمان في القلب ووبين استقراره.....
مفارقه جميله جدا بين الايمان تواجد واستقرار
حفظكي الله اختي جيون ان الايمان متواجد في قلوب المؤمنين بالله يزيد وينقص حسب همة الانسان في العباده وحسب قوة قربه من الله وحسب شدة تواجد العاطفه(الحساسيه ) في قلبه، فنجد المتدينين ايمانياتهم ارفع من عامة الناس وهكذا.
لكن مااريد توجيه الكلام اليه هو استقرار الايمان في القلب.
حتي نعرف استقرار ايماننا في قلوبنا علينا الاجابه علي هذه الاساله؟.....
1- ماذا فعل لنا هذا الايمان في حياتنا العامه
2- هل حرك هذا الاايمان حواسنا الخمس للعباده حقا
ساكتفي اختي بهذين السؤالين ولو ان الاساله كثيره .
حتي نعرف استقراره في قلوبنا علينا من النظر الي هذه السوره من القران.(سورة العصر)
والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنو وعملو الصالحات وتواصو بالحق وتواصو بالصبر)
كمية استقرار الايمان في القلب تتحدد بمدي تحرك (وتواصو بالحق وتواصو بالصبر في حياتك العامه والخاصه هل لك حظ من الدعوه الي الله بين العامه والخاصه من الناس،
اليوم طرق الدعوه تنوعت وكثرة لدرجه انها اصبحت موجوده حتي عند المعاقين والعجزه من المسلمين فقط علينا البحث عن الاسلوب الذي يناسبنا في الدعوه.
ايمان بدون دعوه= ايمان ناقص
لذلك الجلوس بين الزوايا الاربع في العباده لله وترك بقية الزوايا(اقصد خارج بين الناس) يعتبر الايمان غير مستقر في القلب وهذا النوع ينتظر اي هزه حتي تسقطه لذلك المتدين الذي لايمارس الدعوه(بالصوره الصحيحه ) نجده بعد فتره وجيزه اصبح يرجع الي سابق عهده قبل التدين.
2- اذا لم يحرك هذا الايمان الحواس الخمس في العباده فايماننا غير مستقر كذلك في القلب.
هل تعرفون الحواس الخمس(السمع البصر اللمس النظر التذوق)
اذا لم تدخل كل هذه الحواس في حياتك الايمانيه لله والعمل لله فان ايمانك موجود في القلب ولكن غير مستقر.
***
اخواني اخواتي ان الايمان حتي يستقر في القلب لابد وان يصدقه العمل لله تعالي في كل مجالات الحياه وهذه ربما تكون جمله عامه وعائمه في البحر المحيط بنا ولكنها تحتاج الي فترة سكون مع النفس والتصدق بشق تمره افظل من ترك الصدق بحجة عدم وجود مايتصدق به)
ولابد من الاعتذار الي شجرة القلب بين فتره واخري ومراجعتها حتي يستقر ايماننا اكثر في قلوبنا
(الشجر مثمره وثمرها طيب اينما حلت اورحلت لم تظرها تغير التربه او الهواء وحتي عوامل الطقس)
حرف
جزاج الله خير جيون الخير
حفظك الله أخي حرف ..
فعلا رابط عجيب أن جعل سبحانه الايمان مقره القلب والعلم مرتبط بالعقل .. العلم يعرف بالحواس فتصبح المعرفة المستقاه علما .. والايمان يتطلب يقينا وثقة واستقرار ومقر لا يتزعزع ثابت .. وما جاء من الايمان كله حق أبتدأ من الايمان بالله ربا ثم الملائكة والرسل والانبياء والكتب حتى الثوابت المعنوية والقيم الاخلاقية من صدق ووفاء وامانة إخلاص كلها ثوابت لا تتغير ولا تتطور مع الوقت تصبح كما هي الفضيلة فضيلة والرذيلة رذيلة ..
يقول الله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )
الايمان حبلا ممدودا طرفه بيد الله تعالى وطرفه الاخر بيد الانسان المؤمن ..
وقال تعالى : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة والوثقى لا انفصام لها )
فحبل الله والعروة الوثقى كلاهما يمثل الإيمان فإذا استجاب الإنسان لما يقتضيه الايمان كان معتصما بحبل الله
لماذا جعل سبحانه القلب مقرا للايمان فبادر اللسان بالتصديق والاعلان .. !؟
هذا ما اكتشف حديثا عن القلب وطبيعته أنه يحتوي على مراكز التعقل ومنطقة الادارة وإصدار القرارات ..
في هذا الربط ستجد تفسير الامر عن طريق الزنداني جزاه الله الخير ..
http://www.geocities.com/rr_eem/Z33.htm
وجزاك الله الخير أخي على تلك الهمة العالية وهذا العقل والقلب الطاهر الذي لا يأتينا الا بالطيب المبارك النافع .. فكلنا نريد الشخصية الكاملة التي ألتحاما فيها العقل مع الوجدان والعمل لتصبح ذات إسلام واضح تملك القدرة على الدفاع عن نفسها وعلى تبليغه إلى الاخرين ..
سائحة
19-02-2001, 10:15 AM
حيّاك الله و بيّاك أختي الغالية جيون الخير :)
ونفعنا الله بما تخطه أيدينا ... وجزيت خير الجزاء :)
الانسان بلا محتوى ايماني كريشة في مهب الريح .. لا تستقر على حال ...انسان قلق متبرم حائر لا يعرف سبب وجوده ولا سبب موته..وهو كالحيوان الشرس مهما تحضّر وتطوّر....وكذلك حال المجتمع الذي هو فيه مجتمع غابة .
والعلم المادي مهمات تطوّر واتسع لا يستطيع ان يحقق الانسان السعادة و الطمأنينة لأنّه ينمّي الجانب المادي فقط للحياة لذلك سمي بعصر السرعة وعصر الكمبيوتر وعصر الانترنيت ... ولكن لا يستطيع أحد أن يسميه عصر السعادة أو عصر الفضيلة أو عصر الامن... فالعلم وفر للانسان وسائل الحياة ولم يدله على غاياتها فاهتمّ بالظاهر ولم يصل به الى الباطن .... ولم يستطع هذا العلم المادي ان يعطي للانسان قيمة وهدف لحياته وموته .
وهنا جاء الايمان ليتسع للروح والمادة ... ويعطي للانسان قيمة ومعنى .
وإذا كان للايمان أثر في كل بلاد الدنيا - كما قال علماؤنا - فإن اثره عميق في بلادنا الاسلامية والعربية ... فلكل شخصية مفتاح ومهما حاولنا ان نفتح بغيره ضاعت جهودنا هباء ....
ومفتاح الشخصية الاسلامية والعربية على وجه الخصوص هو (( الايمان)
ومهما حاولنا ان نفتحهابغير ذلك كان ذلك عبثا ... فبالايمان انطلق العرب من جزيرتهم يخرجون العالم من الظلمات الى النور..
وبالمحتوى الايماني كانت انطلاقتهم نحو العام أجمع ... وما تحقق لهم أي نصر في تاريخهم أجمع إلا بالايمان الحق ...
فالايمان الحق هو أساس شخصياتنا وسر قوتنا وسر مجدنا الماضي وأملنا في الحاضر والمستقبل...
ولكن ماهو الايمان الحق الذي نعنيه ؟؟؟ وما هو المحتوى الايماني المقصود ؟؟؟؟
قال علماؤنا الصالحون :
(( الايمان الحق هو الذي تشرق شمسه على جوانب النفس كلها،فتنفذ
إليها أشعتها حاملة الضوء و الحرارة والحياة ، أجل تنفذ هذه
العقيدة الى العقل فتقنعه وتطمئنه. والى القلب فتهزّه وتحركه،
والى الارادة فتدفعها وتوجهها ،وإذا اقتنع العقل، وتحرّك القلب
واتّجهت الارادة ، استجابت الجوارح واندفعت للعمل استجاية الرعيّة
للراعي المطاع )).
وللحديث صلة إن شاء الله تعالى:)
مرحبا بأختنا السائحة المباركة
آمين ونفعنا الله من تلك الصحبة لما يحب الله ويرضى ..
"وهنا جاء الايمان ليتسع للروح والمادة ... ويعطي للانسان قيمة ومعنى "
صدقت رعاك الله لهذا الإيمان من أرقى المعارف وأكثرها رفعة بالانسان وخاصة الآن بعد طغيان المادة وقاعدة 1+1 = 2 بالايمان قد يصبح 1+1 = بأشياء غير مرئية ولا متوقعة بالعقل الايمان هو اليقين والصدق والاستسلام المطلق ..
جزيت الخير عنا لقد أعجبني ماكتبت بل هو أقرب للصدق والواقع نعم مفتاح الشخصية العربية والانسانية و بشكل عام هو الايمان الحق .. وإلا بماذا تفسيرين نزل الوحي على نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بالا إله الا الله مدة 13 سنة ترسخ في النفوس تلك قواعد وأساسيات البناء حتى إذا أرتفع البناء ومهما كان عاليا فالاساس قوي بالايمان ومستقره القلب ..
لهذا حين قال الله تعالى : ( آمن الرسول بماأنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير )
قالوا سمعنا وأطعنا ... بعد أن أصبح الايمان متمكن من القلب مستقرا فيه مطمئن واثق ثابت .. جاءت الطاعة بعد السمع مباشرة من غير جدال ولا مماطلة بأسئلة .. لماذا ؟ .. وكيف ؟ .. وما هي الحكمة ؟ .. ولم يقولوا فهمنا وأقنعنا بالحكمة من الحكم ..
وتلك الطاعة هي ذاتها الاستمساك بالعروة الوثقى قال تعالى : ( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة والوثقى وإلى الله عاقبة الأمور )
حياك أختنابكل وقت ويسعدنا حديثك فقد نفعت :) بارك الله فيك
صدى الحق
19-02-2001, 09:54 PM
ما شاء الله وتبارك الرحمن ، حفظك الله ذخراً لإخوانك وأخواتك في سوالف يا جيون .
سعيٌ طيب وجهدٌ مشكور وأجرٌ مستمر من ربٌ غفور .
أقول وبالله التوفيق من خلال بحثي في أصل كلمة الإيمان وأُختها المرادفة لها الإسلام .
فالإيمان هو التصديق قال الله تعالى: { وما أنت بمؤمن لنا} أي: بمصدق ، وللتصديق مكان وهو القلب .
والإسلام عبارة عن التسليم والاستسلام بالإذعان والانقياد وترك التمرد والإباء والعناد ، وأما التسليم فإنه عام في القلب واللسان والجوارح ، فإن كل تصديق بالقلب فهو تسليم وترك الإباء والجحود ، وكذلك الاعتراف باللسان وكذلك الطاعة والانقياد بالجوارح .
فموجب اللغة أن الإسلام أعم والإيمان أخص فكان الإيمان عبارة عن أشرف أجزاء الإسلام ، فإذن كل تصديق تسليم وليس كل تسليم تصديقا.
هذه مساهمة بسيطة من عندي وأسأل الله أن ينفعكم بها .
شيروود
20-02-2001, 12:31 AM
ألأخت المباركة بإذن الله .....جيون
وصحــبة نادي " فذكِّر..إن الذكرى تنفع المؤمنين"...جزاكم الله خيرا...ولا حرمكم ووالديكم..وآلكم فضل ما تقدمون من علم جمع المعرفة المتجددة مع المعرفة الجديدة..في ثوب يوقد جذوة الإيمان في النفس ..ويحفظها مشتعلة..بمدد من نور الله ..ووهج حقيقة المواجهة بين ما نعتقد ومتغيرات الحياة...وهذا عينه ما عناه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حين قال في حديث (يأتي زمان على الناس يكون القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر) او كما قال عليه الصلاة والسلام...وسبب صعوبة التمسك بالدين قد لا يكون محاربة المفسدين والكفرة والملحدين للمتدينين..ولكن كذلك وفوق ذلك...وجود تغيرات في مفاهيم العصر والحياة تربش يقين من كان حليٌّ بالإسلام.. عريٌّ من الإيمان...
ان الشاب الذي يقرأ انصبة الزكاة ..او مواقيت الإحرام على الأرض
أو انواع اللباس لدى المجتمع المسلم...ثم لا يجد من يأخذ بيده في هذا العصر لفهم... لماذا كانت الزكاة في الماشية هكذا..او ما الأنواع التي تخرج منها الزكاة..أو أي موضوع مماثل شرع فيه لفترته..وجعل قياس العام فيه يسري على الخاص من امور العباده الفقهية للمعاملات....قد يسأل الشاب نفسه ..انا اعيش في مدينة ومادخل بنت لبون او ابن لبون في حياتي....ويجد من يسخر منه.. من الضالين أو المضلين..[ايش اموالك من البهايم؟او دين رعاة.].كما قال احدهم ذات يوم...
أقول إن مثل هذا الشاب قد يواجه..هزة ايمانيَّة قد تضعف أو تودي بيقينه امام هراء اولئك الجهلة ممن فاتتهم نعمة التدين والإيمان... ولم يتمكنوا على الأقل من علوم العصر...فكانت السنتهم حداداً على المسلمين المؤمنين...بالسخرية وهم هؤلاء الجهلة مسخرة اهل الكون اجمعين..!
أما المؤمن فلن يزيده اليقين بالدين إلا تسليما وتعلُّقاً بأحكامه..فهو عارف لما جربه من الدين أن الأمور لن تخرج عن المحتوى الإيماني الحقيقي...وإن تعارض الواقع الحياتي الظاهر مع التدين فهو تعارض لخطأ في فهم ظاهر الحياة الدنيا لا خطأ في واقع الدين..؟كيف؟
الدين نحن نفهمه ونؤمن به...ومن حقائق تترى عرفنا أن اليقين بالدين أمرٌ لازم لنا..حتى لو لم نفهم البعد الظاهر من الحكمة الخفية لأحكام الدين...ويبقى السعي نحو فهم الحكمة لا نفيها كلما جد جديد في المعرفة البشريَّة التي وصفها الحق تبارك وتعالى
بقوله( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)....وأن الناس إنما يعلمون (( ظاهراً من الحياة الدنيا)) فندرة المعرفة وسطحيتها من دواعي الإهتزاز الإيماني امام من لم يتيسر له من الله تسليم قطعي يحوِّط قلبه بسياج من اليقين..فلا تهزه المواقف والكشوف العلميَّة بل يعلم تمام العلم...أن علم الله فوق علوم الناس...
وماثبت بالعلم لابد أن يوافق الدين وما خالف الدين فلا بد ان يكتشف العلم أنه من الأخطاء التي يتراجع عنها العلم عاجلاً غير آجل...
ولا احب ان اترككم مع الشاب الذي حيرته اهمية بنت لبون في الزكاة...فهذا الشاب لو كان لديه يقين ايماني لعلم أن التقنين حق ..ولكن لأن ذخيرته الإيمانيَّة ربما قليلة..قد يهتز منظوره للدين وتتنازعه وساوس المرجفين وهو هدف سهل للمضلين عن سبيل الله.....ونعوذ بالله من شرورهم.
أن عمر الدابَّة هو مقياس اقتصادي ثابت..مهما طال الزمان او قصر...قد تنهار العملات...وقد تتغير وسائل المبايعات..من المقايضة لسلعة بأخرى..الى نقود ذهبيَّة وفضيَّة إلى نقود ورقيَّة...ولكن كلها يطرأ عليها تأثير الندرة والوفرة..بمعنى أن كيلو الطماطم قد يكون يساوي اربعين درهماً في مكان ما في عصر لا توجد فيه وسائل النقل والاستيراد والتخزين وقد لا يساوي ثلاثة دراهم في منطقة اخرى...خوف التلف...اما اسعار الماشية وأن رخصت فتفاوتتاتها..أقل.. ويمكن نقلها من منطقة لأخرى حسب افضل الأسعار..فهي اثبت سعرا..والناس لن تستغني عن المواشي ولو بلغ بهم التحضر مهما بلغ من الدرجات وهذ التبرير ليس من عندي..بل هو تبرير اقتصادي معاصر لجأت إليه بريطانيا لتقرير ضرائب البقر بعد انتشار جنون البقر وسقوط سعرها .. حتَّى غير المصاب منها..فهو تقدير ضريبي معاصر ..وهنا قد يحترمه بعض المستلبين بالحضارة الغربيَّة ولن يرفعوا عقيرتهم كيف تقدَّر الضريبة دون السعر النقدي المحدد...لأن السلعة قابلة للإنهيار السعري أو التضخم ولكن سعر العين وزكاتها منها اقرب للعدل بل هو العدل عينه...
ومن تبهره كشوف الجينات البشريَّة وزرع الأعضاء...ويظنون انهم خرجوا من سلطان الله... تعالى الله عما يقولون علوَّاً كبيرا..هؤلاء لا يعلمون ان العلماء الكبار للجينات يقفون اليوم موقف المنبهر..من حديث الإسلام عن وقت يختم على افواههم وتتكلم ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانو يكسبون....
وفي القرآن شرح لحالة فيها تشهد الجلود على العباد بأفعالهم وقول الناس لجلودهم لم شهدتم علينا؟.. قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء...نعم البصمة الوراثية اليوم ...وحسب علم الناس تثبت اي فعل مرَّ على تاريخ الإنسان...من ولادته إلى وفاته..وتثبت نسبه إلى آدم عليه السلام..فكيف بعلم الله ..
وهذا قليل من كثير والعلم أقرب للخطأ منه للصواب والمبهورون بالعلم...مساكين فعلاً لو استبدلوا ايمانهم بإيمان العلم...فهذه صفقة خاسرة واستبدال للذي هو أدنى بالذي هو خير...والعياذ بالله من حال الدبور...؛
هل تعلمون إخوتي واخواتي ..أن صرخات عنترة بن شدَّاد في بيداء الجزيرة العربية قبل أكثر من الف وخمسمائة سنة من الحاضر,, ممكن ان نستمع اليها الآن...فقط الجهاز مرتفع الثمن ..وهمسات قيس لليلى ..العاشق العربي التاريخي..ممكن ان نسمعها كذلك....
وهو من قدر الله لأهل هذا العصر...
عندما ترفعون جهاز التلفون..وقبل ان يشبك الخط الدولي عبر الأقمار الإصطناعيَّة..تسمعون وشيش...(ششششتشششتشش)انه صوت الإنفجار الكوني الأول... حين قدَّر الله خلق الأرض...حبس الأصوات لتبقى حولها.. ومنه كل كلمة او همسة او صرخة لمظلوم او عربدة ظالم كلها بالكون...الآن موجوده...فقط الجهاز المناسب..للإستماع وهو من قدر الله ان شاء مكَّن من صنعه البشر ليريهم آياته في الآفاق..وفي انفسهم..ليؤمنوأ ...
يقول العلماء قد نستطيع ارجاع (واحد بالألف من اصوات الناس بعد عشر سنين من الآن) لكن الله سبحانه وتعالى..قدرته التي مكنتهم من هذ العمل بقدرته سيعيدها كلها دون أن يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها...ولو كان مثقال حبَّة من خردل اتى بها... سبحانه..
فهل في كشوف الحاضر ما يصدم عن الإيمان بالقدرة الإلهيَّة؟؟؟
نعوذ بالله من مسالك الهلاك...لا لآ ..انها مجرد دلائل أخرى على العجز البشري وتجدد للإعجاز الديني والكشوف ذاتها موقوتة بأوقاتها لاستمرار الإعجاز القرآني ...والقرآني بذات الخصوص...
وهذا ما توصل إليه كبار العلماء..اليوم وليس الأمس ..و بتوقيع رائد كشوف الجينوم المعاصر ..ان الإنسان يقترب من الإيمان كلما اقترب من الحقائق الكونيَّة الكبرى...ايو الله هذا كلام العلماء لا المتزينين بالعلم وهم في حقائقهم جهلة يعملون على أن يتخلصوا من برودة ماء الوضوء ..والتفلت من أوامر الدين لاغير..وهم لا إلى التدين ولا إلى العلم منتسبين..والعياذ بالله ..؟قال تعالى....
( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتَّى يتبين لهم انَّه الحق أولم يكف بربك أنَّه على كلِّ شيء شهيد ) سورة فصِّلت، الآية: 53
وامثال الجهلة بالدين يرون انتسابهم للدين يشرفه ويعيبهم فهل علموا ان لهم سلفاً فكريَّا...قال تعالى..فيهم:
( يمنُّون عليك أن اسلموا قل لا تمنُّوا عليَّ إسلامكم بل اللَّه يمن عليكم ان هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) " الحجرات ،الآية :17
ومن ألمعاصر من الأخبار والطرف المعروفة.. لو سألتم عنها..أن البرت آينشتاين.. عالم الفيزياء والذرَّة الشهير وصاحب نظريَّة النسبيَّة..المعروفه توصل لشيء مرتبط بتوحيد الربوبية والإلوهيَّة بطريقة بعيده .. وبعض الناس يقولون آمن ..وبعضهم يقولون مات على الكفر..ولكن لنتركه .. ولننظر وبعد أربعين سنة من البحث العلمي ..في ظواهر الطبيعة ماذا قال ...
(..إن هذا الكون خلق وفق نظام ٍ بديع..جدَّاً..أنني اعرف ان خالق هذا الكون لم يكن يلعب لعبة احجار الزهر والصدفه ..بل كل شيء مقدَّر بدقه.... He does'nt Play Dice....انه قد حسب الكون بطريقة عجيبة عجيبة جدَّا) أرجعوا ليوميات آينشتاين إن أردتم المزيد بهذا الشأن..منشورات Sage Publications ...يهودي تخلى عن يهوديته.وصدم حين قرأ "إنا كل شيء خلقناه بقدر"...فهل اسلم..لقد قرا كتبا اسلامية في اخريات حياته كما تقول ابنته... والله اعلم بما مات عليه..وهو حسيبه...؛
وإنما يخشى الله من عباده العلماءُ....؛ فهل جهلة العرب اليوم المتلاحدين ..هم من العلماء ام من المتدينين؟اللهم لا شماته..
من هذه الإمثلة أردت ان اقول ان مدَّعي التنوير والمعرفة من ابناء المسلمين من ضيع مرجعه العظيم ولم ينل حيادية فكر العلماء..
ولعل الفطرة تغلب عليهم يوماً.. كما غلبت على أحد بني جلدتهم ممن اغواه الشيطان في سابق من الزمان..قبل هلاك الإتحاد السوفيتي ..حيث كان البث الشيوعي على اقصى مدِّه..وكانوا يستقطبون من ابناء العرب من يريدونه ان يعمل كداعية لهم ..بين اهله ومواطنيه...وكان ذلك الشخص قد ..ذهب للتدريب في اكاديمية لينين للدعاية الشيوعية...وتدرب فيها...عاماً كاملاً...وتلقى مباديء الكفر عن اساطينه وكيف يخرج الايمان من قلوب الشباب.. بمكره واغوائه...وعقدت له جلسة تكريم بعد انهائه التدريب...
وكان كبار المسئولين حاضرين ...وبعد حوار وحديث متبادل.... بينهم..اراد احدهم ان يستوثق من خطط الرفيق الجديد... فقال له ارجو ان تعمل بجد وتنجز تاسيس خلايا شيوعيه باسرع وقت فنحن في سباق مع الزمن...فقال لهم المتدرب العربي....وهو من ابناء المسلمين...((( لا تهتموأ...كلها سنة واحدة ..وإن شاء الله احول لكم الفاً من الناس للشيوعيه)))...فقال المسئول اعد... فأعاد ولم ينقص حرفا.....كما قال..فقال له لا تعمل باسمنا..ابداً..انت الداعية.. سنة كاملة صرفنا همنا فيها لنصرفك عن الدين...وها أنت تقول..""إن شاء الله""....انت لست شيوعي انت مسلم..لم يتغير جوهرك... وان تغير مظهرك...
فأهل الفطرة قد يؤوبون ولو شذُّوا قليلا..
والإيمان الحق..لا تزعزعه اهواء اهل الباطل...اللهم ثبت ايماننا ولا تمتحنا فيه..برحمتك ياكريم..
المعذرة للإطالة ايها الأحباب...فالأخت جيون فتحت الباب... والموضوع من اصول الدين وهو الإيمان برب العالمين..فهل الإطالة هنا مقبوله..أرجو..ولكن لكم الحق والله بطرح الملام... فسامحووني ...والسلام عليكم ورحمة الله...
شيروود..
جزيت الخير صدى الحق حفظك الله وأثابك الخير والفضل ... آمين
ملتقى الإيمان والإسلام " إذن كل تصديق تسليم وليس كل تسليم تصديقا "
الإسلام مصدر مشتق من فعل أسلم .. ومعنى أسلم : انقاد أطاع دون اعتراض أو نقاش .. فحين نقول أسلم المريض نفسه إلى الطبيب .. أي أطاع أوامره واجتنب نواهيه دون أن يعترض على أمر أو يناقش .. شرب الدواء .. أخذ الحقنه .. أمتنع عن أكل الملح أو السكر .. أوامر منفذه دون نقاش ..
فحين نقول أسلم فلان لله .. ماذا نعني بذلك ؟ أي أنقاد وأطاع دون اعتراض أو مناقشة .. فأدى الصلاة .. وأعطى الزكاة .. وصام رمضان .. وحج البيت .. وبر أبويه .. وغض بصره ... ولبست الحجاب .... الى آخره من أوامر الله ونواهيه .. فعل كل شيء دون نقاش ودون ان يقول تعالوا ناقشوني في جدوى هذا الأوامر والنوهي .. او يقول أنا لا أنفذها حتى تقنعوني بالحكمة منها .. أو يقول مثلا أنا عملت عقلي فبدا لي أن الأمر الحكم هذا تجاوزه العصر .. صار مضرا بالمصلحة العامة فلم يعد مقبولا ..
ينبغي لكل مسلم أن يقيس اسلامه بالقبول أو الرفض .. على أساس أسلامة فهو وجهة إيمانه وصورته التي خارج حدود القلب .. فإذا وجد نفسه منقاد طائعا راضيا مطمئنا مستسلما لله وحده .. فهذا هو ناتج إيمانه الحق .. وإذا وجد خللا في ذلك .. إذا فليبادر بإصلاح إيمانه أولا .. قبل فوات الأوان ..
مرحبا بأخينا شيروود حفظك الله ورعاك ..
نعم بارك الله فيك هي صحبة فذكر لأنفسنا جميعا فجزيت الخير ..
حين كتبت الرد لأختنا سائحة حفظها الله ووصلت الى ما هي الحكمة ؟ لم أكمل قلت في نفسي تلك التي سيصطادها أخينا شيروود رعاه الله وسأنتظر رأيه .. تبارك الرحمان فجاء تعليقك في هذا يمتع ويشبع حفظك المولى .. ولا حرمنا الله من علمك وتقواك أخي ..
ذلك الشاب وبنت لبون في الزكاة وما تعرض له من سخرية المضلين المستهزئين .. كما ذكرت .. دين الله لم يأتي لعصر متغير .. اليوم قد نجعله مقياسا و في الغد يصبح غيره .. دين الله جاء بمقايس ثابته يقدر عليها من عاش في عصر اليوم والأمس وغدا ..
إذا أقرأ قول الله تعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وءاخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) أيعقل كيف نعد الخيل في حروبنا !! وعصرنا اليوم طائرات ودبابات و أشباح ومفاعل نووي وجراثيم و وو و ما خفي أعظم .. الخيل هنا مقياس ثابت بسيط اللفظ ولكن المعنى أقوى .. حتى في وقتنا هذا يقال تلك سيارة أربع حصان سبع حصان .. إذا بالمصطلح أصبح الخيل مقياس قوة بسيط وثابت في عصر يملك إمكانيات مذهلة في الحروب والقوة وعصر ذو إمكانيات بسيطة ..
كذلك ابن لبون وبنت لبون في انصبة الزكاة .. مقايس اقتصادية بسيطة اللفظ والمعنى بقدرها يتم ..
قد تغيب تلك المفاهيم على الانسان البسيط وقد يتعرض لمن يهز كيانه وتصديقة ... فالهزة هنا ليست بالحكم ذاته قبوله أو رفضه ولكن بالكيفية يريد أن يدرك كيف يحدث هذا ليطبق ؟ وكيف يفسر ليفهم ؟ ...... هو مصدق مؤمن ... ومن يتلاعب به من المضلين إنما قصدهم الوصول الى الحكم وحقيقة وأنه غير مناسب هكذا يضعف في نفوس أتباعه ... والانسان البسيط بعيد عن هذا انما هو يسأل عن كيف نفهم ؟ وكيف ننفذ ؟
وهذا إبراهيم عليه السلام : ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم )
سأل عليه السلام عن كيفية إحياء الموتي ولم يسأل عن هل بالامكان ان يحي الله الموتى ..؟ وحين أجب وقال بلى بإيقان وتصديق ثابت وحين قال ليطمئن قلبي .. أراد أن يعرف بالحواس والنظر فجعلها الله له خبرة عملية بالممارسة حتى يزداد إطمئنان بإطمئنان وإحسانا بإحسان .. فالله عزيز حكيم ..
لهذا نحن قد نسأل عن كيفية الحدث ولا نسأل عن قدرة الحدث وصلاحيته كحكم ينفذ بيننا .. ولأن البحث عن الحكمة حق مكنك الله منه حين منحك العقل وحثك على التدبر والتفكير .. لهذا لا نقول يحرم على المؤمن البحث عن الحكمة في حكم الله ؟ وإنما البحث لا يكون شرطا لقبول الحكم .. فالعقل قد لا يصل .. وقد يصل بعد أجيالا .. فلا نقول ننتظر حتى نجد الحكمة لكي نستجيب ونؤمن فمدام الايمان يقتضي التسليم علينا بالايمان اولا قبل كل شيء
.. وفي الغالب أن مقتضيات الإيمان لا تناقش لانها اذا نوقشت خرجت عن دائرة الايمان .. فما دام المرء آمن بالله الذي له الخلق والأمر .. فبلغك منه سبحانه أمر أو نهي عن طريق رسله .. كان ما بلغك بعض ما أنت مؤمن به وجوبا ..
قال تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )
للاسف الشديد في ظل حرية العقل والبحث العلمي .. والمبالغة في هذا داخل مدارسنا ومعاهدنا باسم العلم .. نمت في النفوس شجرة ملعونة أعطت ثمارها كالألغام .. أرادت من العقل ان ينطلق من قيود العقيدة هكذا
يتمكن من الغوص ويبحر في العلوم حرا طليقا يبحث عن الحكمة أولا ؟ قبل الايمان ... وبرغم ان مقتضيات الايمان ترفض العقل وقدرته .. وأولا علينا بالايمان الحق يقينا ثم البحث عن الحكمة ..
جزيت الخير أخينا شيروود ونفع الله بك أخوانك وأخواتك .. لقد نفعت حفظك المولى .. ..
شيروود
22-02-2001, 03:38 PM
الأخت الفاضلة جيون...والأخوة والأخوات الكرام...
هل من الممكن ان تطرحي او اي من الأخوة او الأخوات الكرام شرحاً
بلغتنا المعاصرة لتفسيرالقول الكريم(ليس البر أن تولوا وجوهكم قِبَل المشرق والمغرب...الآية)[من سورة البقرة :آية 177 ]
وصلتها بمفهوم الإيمان...وهل البر من منازل الإيمان..سؤال والله لم اجد له جواب للآن.وكيف نجمعها مع حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام..البـــر حسن الخلق.. وما مفهوم الآية في سياق موضوعنا.. الإيمان الحق...
جزاكم الله ...خيراً واثابكم خير ما يثيب مجالس القرآن...تحفهم الملائكة وتغشاهم الرحمة ويذكرهم الله فيمن عنده...
ولكم تحياتي...؛
شيروود...؛
حياك الله أخينا شيروود ومرحبا بك دائما أخا في الله يفيد ويستفيد منه أخوانه .. تبارك الرحمان لقد طرحت سؤالا وقد أجبت عنه بفطنة رعاك الله .. وتريد لغة معاصرة توضح !!.. إن شاء الله سأبادر بهذا وأسأل الله تعالى أن يعيننا ويفتح لنا أبواب التقى والايمان قبل العلم والمعرفة ويجعل كل أوقاتنا عبادة له فكرا وسلوكا وعبادتا وخلقا .. حتى نصل الى البر
نقرأ قول الله تعالى : ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبين وءاتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسآئلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأسآء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )
أولا نزلت الأية الكريمة في حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس المبارك الى بيت الله المشرف الكعبة .. وهذا التحويل برغم أنه في الظاهر للعين يبدو حركة سريعة بسيطة للجسد كله سواء من المشرق الى المغرب او من المغرب الى المشرق كما أمرنا الله حيث اتجاه القبلة .. إلا انه في الاصل جاء الأمرلا ليحرك الجسد الظاهر بل ليحركة القلب وما بطن فيه وينفض منه الشك والتكذيب .. وما وقر فيه من الإيمان الصادق بالحق وبالله تعالى ربا هو المحرك لذلك القلب بالطاعة والاستسلام ...
فالله سبحانه وتعالى يقول .. لا تجعلوا أمر الاتجاه إلى الكعبة هو كل البر ... فهذا الأمر لا مشقة فيه .. فلا مشقة في توجه المسلمين إلى الكعبة بعد أن كانوا متوجهين إلى بيت المقدس .. المشقة أين إذا ؟!!!!
المشقة تكمن في الامتثال والاستسلام .. فالبر إذن ليس في الأمور السهلة التي لا مشقة فيها .. فما دامت المشقة هي الامتثال والانصياع لأمر من الآمر .. وامتثال العبد للآمر وهو الله سبحانه هذا هو مفهوم الايمان الحق , أصدق بما أمر ربي من غير نقاش ولا تردد .. فما دام قد عرفت ان الآمر هنا هو الله .. يأتي امتثال بعد ثبات القمة في قلب وثبات القمة هو الايمان بالله ربا .. إمتثال إستسلام حق .. البر واسع يشمل الايمان والتقوى والصدق والطاعة والإحسان وكل أوجه الجمال في الكون .. وهو الايمان ذاته وليس من منازل الايمان .. فمن يقرأ قول الله تعالى : ( البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبين .......) .. كأنه يقرأ تعريفا البر في الاية فقد جاءت بكل أصول الإيمان ..
أخي في الله .. الأية الكريمة أتسعت وذهبت بأكبر من هذا .. حين جسدت البر في ذات العبد الذي آمن برغم ان البر في حقيقته معنى وليس تجسيدا في ذات ... نقلت الاية البر من المعنى الى ذات متحركة تسمع تطيع تجسد المعاني ( بمشقة ) مستعينة بالله تعالى .. أمتزج السلوك بالبر ( الايمان ) فنظم حركة الحياة قال تعالى : ( وآتى المال على حبه ) ملك مالا وبعد ذلك آتاه بحب .. إما أنه أعطى وهو محب للمال أو أعطى وهو محب للعطاء .. وهكذا مع أوجة حركة الحياة التي تضمنتها الاية ..
نعود إلى حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق .. ما دام أصبح البر مجسدا في ذات المؤمن بقول الله تعالى : ( البر من ءامن بالله ...) أمتزج به فلا ينحل عنه .. يريد الحق سبحانه ان يقول أي أن صاحب البر هو من آمن بالله .. .. والاخبار بذات من آمن عن صفة البر دليل على الامتزاج وتجسيد الذات فكأنما البر أصبح مجسدا يمشى على الأرض بسلوك العبد ( البر حسن الخلق ) فتأتي المشقة هنا مع حسن الخلق والالتزام بتلك العبادة برا ..
لهذا قلت يوما فمن كان عابد ليس بضرورة ان يكون ذو خلق ولكن من كان ذو خلق حسن يجب ان يكون عابد بارا فدائرة ذو الخلق الحسن تشمل البر كلها في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم .. والبر كما علمنا من الاية الكريمة ( البر من ءامن بالله .... )
وما علاقة حسن الخلق بالايمان علينا بالفهم الجيد حتى تكتمل الدائرة وتلتحم أطرافها بدأنا بالبر من الاية الكريمة فطاف بنا البر نحو الايمان بالله تعالى وباقي أصوله ....) ثم عاد بنا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فأخبرنا ان البر حسن الخلق .. هكذا أصبحت الدائر مكتملة ..
يبقى أمر الا وهو حسن الخلق فمن أتجه لله تعالى وعامل الناس بحسن خلق وجعل نيّته لله تعالى أصبح حسن الخلق عبادة واسعة عظيمة والنيّة فيها الله قبلة نتجه فيها بكل مراداتنا الى الله هو خير من يجزي وخير من يعطي بلا حساب ..
هذا والله اعلم
وجزاك الله الخير أخي شيروود بسؤالك ربطتنا بالواقع والسلوك
صدى الحق
22-02-2001, 07:26 PM
بارك الله فيك ونفع بك وفتح عليك ابواب الخير كلها ، حفظك الله ورعاك ذكرتي في معرض ردكِ علي هذه الجملة :-
ينبغي لكل مسلم أن يقيس اسلامه بالقبول أو الرفض ...
فهل من الممكن لكِ أن تشرحي لنا كيفية التأكد من ذلك والسبيل إلى الوقوف على ذلك القياس بشكل يبعث الطمأنينة في القلب ؟
.. قصدت من الجملة ان قبول ورفض الانسان لأوامر الله وما جاء من توجيهات المنهج إنما هذا هو مقياس لما في قلبه من صدق بالله تعالى .. هذا فقط القبول والرفض ..
أما النسيان وإغواء الشيطان والزلل .. أمر اخر
إن قبل بما أمر الله كان إيمانه صادق فترجم قبولا ورضا .. فظهر في إسلامة سلوك إيجابي..
وإن رفض ما أمر الله وقال كما يقال أنا غير مقتنع بهذا الحكم والعياذ بالله يصبح مقياسا لما في قلبه وما بطن .. فظهر في إسلامة كلام فقط و سلوكا السلبي ..
إذا الايمان هو الاساس والشخصية التي تتحدث وتعمل من هذا المنطلق يصبح سلوكها واثق قوي مطمئن لكل أوامر الله .. ولها تواجد حقيقي في منطقة الاحياء ..
السلام عليكم والرحمه
مشالله سامحيني انا بعد عندي سؤال مادام الاخوه سألو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ودي استفيد من علمج؟؟
المتدين له خصوصيه مع الايمان ماهي(طبعا تختلف عن خصوصية المسلم العادي) ؟ ومتي يفقد المتدين ايمانه وهو متدين اقصد بدون ان يشعر؟؟
طرح الموضوع من الجانب النظري البحت لكن ماهي الوسائل لمعرفة تدين القلب من عدمه وماهي الوسائل لزيادة يقين الايمان؟؟؟.
جزاج الله خير وسامحيني
حرف
ما شاء الله ، بارك الله في هذا الجمع الطيب ، أختي جيون أنتِ رعاكِ الله كحاملة المسك تنثر أطايب الرائحة أينما حلت ووقعت ،ولا ننزه على الله احدا ، فجزاكِ الله خيرا ...
وتحية طيبة من القلب خالصة للكرماء : صدى الحق ، حرف ، شيروود ، والكريمات أمة الرحمن ، وسائحة ...
ولعلني أشارك ولو بكلمات قليلة في هذا الكم الكبير من العلم النافع إن شاء الله ، فأحسب من هذا الجمع المجتمع على طاعة الله ، فيغفر لي ببركتكم ...
أخي حرف إسمح لي بمحاولة المشاركة في مناقشة تساؤلاتك ...
فنحن عندما نقول هذا إنسان متدين أو ملتزم بالدين ، فنعني بذلك المسلم الملتزم بمنهج الحق سبحانه ، عاملا بأمره ، منتهيا عن نهيه ، عارفا بحقوق الله تعالى عليه ، ومن ثم حقوق نفسه والعباد ، عاملا بعلمه بعد ان وقر الإيمان في قلبه ، وهذا هو المؤمن الحق كما وضحت ذلك أختنا جيون جزاها الله خيرا وبقية الأخوة والأخوات ...
إذن فالإيمان بالله هو قمة الإيمان ومن ثم يأتي الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، ومن عرف الله حق المعرفة فقد ذاق حلاوة الإيمان ، ومن ذاق هذه الحلاوة في قلبه ليس كمن سمع بها ولم يذقها ، وهي ( أقصد الحلاوة ) من النعيم المعجل للمؤمن في الدنيا ، يقول عليه أفضل الصلاة والسلام : ( ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله ، وان يكره أن يعود للكفر كما يكره أن يقذف في النار ) ...
متى يفقد المؤمن إيمانه دون أن يشعر ؟
يقول عليه أفضل الصلاة والسلام : ( إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان كالظلة فإذا انقلع ، رجع إليه الإيمان )
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ) ...
يشير الحديثين أن الإيمان والمعصية لا تجتمعان في جسد المؤمن ، فإذا أقترف العبد المعصية ترك الجسد الإيمان فترة المعصية ثم رجع إليه ، إذن فالمؤمن لا يفقد إيمانه إلا فترة المعاصي ...
كيف نزيد إيماننا ؟؟
يقول عليه أفضل الصلاة والسلام : ( والذي نفس محمد بيده ، إن لو ترومون على ما تكونون عندي ، وفي الذكر لصافحتكم الملائكة عل فرشكم وفي طرقكم ، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ) ثلاث مرات ..
والحديث يشير إلى أن الإيمان يزيد وينقص ، فيرتقي ساعة ويهبط ساعة ، وأن أرقى ما يكون فيه المؤمن من الإيمان هو عندما يكون في مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومجالس الذكر والعلم من المجالس التي تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة ويذكرها الله فيمن عنده ، لذلك فإن غشيان مثل هذه المجالس يزيد الإيمان ويقويه ...
يقول الحق سبحانه وتعالى :
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) الفتح ( آية 4 )
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )الأنفال ( آية 2 )
(وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ التوبة (آية 124 )
غفر الله لك اخي حرف وعزك بالاسلام والايمان والقرآن ورفع الله من قدرك .. أخي رضي الله عليك وأرضاك .. أنا أقلكم علما ومنزلة بل وأتعلم منك العلم والتقى و معكم وما تقرأون إنما هي أراء للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .. والذي قمت به أنني ربطت المواضيع ببعضها البعض فقط وقربت الفهم حولها ..
سؤالك مميز اخي بوركت .. ومن سأل وبحث وصل بإذن الله .. الإجابة عندك بدأت عمليا وليست نظريا بطرح السؤال ؟ .. ولأنك تبحث عن الأفضل لإيمانك .. فالبحث والجهد حركة إيجابية للأفضل منك والأنتباه لما في النفس فلا يصيبها الخمول والكسل .. فمن قال أريد وسائل لأرفع من قدر إيمان القلب و أسعى لزيادة قرب من الله وبيقين ؟... تلك البداية عنده ويتمناها الجميع ــــ إعمار الذات بالمراجعة وبالمحاسبة ــــ .. وما أجمل حين تسمع جدد حياتك بلا إله إلا الله ..
جزى الله الخير أختنا نور وبارك في مسعاها شاركت بالعلم النافع .. و جاءت بالاجابة .. ويبقى ان اقول شيء لدي تحفظ على كلمة ( المتدين ) وأبدلها بكلمة المؤمن .. فحين نقول المؤمن كأننا نذكر صاحبنا بقضايا الايمان ومصداقيتها في نفسه .. حتى كتاب الله العظيم جاء بهذا النداء كثيرا وفي مواضع مختلفة لماذا ؟ حتى يصبح الايمان في سلوكهم برهان ..هل آمنت إذا أرينا إيمانك بالله تعالى سلوكا وطاعة ورضى وقناعة بما أمر ..
أما كلمة التدين كلمة بعيدة عن الايمانيات .. وهل التدين مرتبط بالصلاة والصيام وباقي العبادات الظاهرة كدين .. نريد الجوهر الذي يحرك فينا الصلاة والصيام والعبادة كحياة ودين ..
نعم أخي المؤمن يتعامل مع نفسه بحساسية مرهفة فيلاحظ كل صغيرة وكبيرة بالمحاسبة والمراقبة .. طبعا ليست كالمسلم العادي ..
يفقد المؤمن إيمانة وهو ( لا يشعر ) حين يغيب رادع الايمان عنه لحظة كما فسرت أختنا نور رعاها الله ... و أيضا يفقد إيمانه وهو ( لا يشعر ) حين يصاب المؤمن بالغرور والتكبر على من هم أخوانه المصابين بالمعاصي .. فيرى نفسه خيرا منهم حالا وانه أفضلهم مكانة .. وهذا إن وصل اليه هلك وهلك دينه .. فبدل ان يطلب لنفسه السلامة والفرج لاخوانه أصيب بالغرور .. فالشيطان كان من أعرف الخلق بالله تعالى فعبد الله عبادة حتى ارتفعت به الى الملائكة وجاورهم .. الا انه كان يمشي بينهم بتكبر ورفعة انه المخير فختار الله وأنهم هم المسيرون .. وعندما جاء الامر من الله بالسجود خسر الشيطان أمر الطاعة وفازت الملائكة بأمر الطاعة والرضى .. أثبت الشيطان انه لا طاعة مع غرور ولا غرور مع طاعة .. والايمان طاعة و امتثال واستسلام ..
ما هي الوسائل ؟
الايمان محله القلب .. والعقل يستمد مما في القلب .. والجوارح تتحرك في الاتجاه الذي يحدده العقل مويدا بقوى الوجدان من القلب .. إذا هنا ترابط بين الجوانب الثلاث متين .. فلا وسائل معينة نحددها لنعرف الايمان في القلب .. إلا بالسلوك والاستجابة والطاعة الفورية لأمر الله في كل شيء .. فحين يأتي الايمان يملأ رحاب القلب بتربته الطيبة وينبت فيها كل فسائل الوجدان .. حتى يتوجه لهيكل العقل فيعيد بناءه على أسس غير الأسس التي كان مبنيا عليها .. وتبقى الجوارح أدوات التنفيذ .. فإذا كان الوجودان ذو صبغة إيمانية صارت حجج العقل ذات منطق إيماني أيضا ..
جزاك الله خيرا أخي حرف لقد نفعت بسؤالك
.. رعاك الله أخت النـــور :) حفظك المولى
أقرأ ردك وأقول في نفسي الله أكبر ما أعظم دين الله
فالحمد لله على نعمة الاسلام والايمان والقرآن ...
ونسأل الله أن يحينا مسلمين ويتوفنا مسلمين ويلحقنا بالصالحين
ياربي يحفظكن من كل سوء جزاكن الله خير خواتي نور وجيون:) علي اجاباتكن الجميله وسبحان الله كثيرا مااستصغر نفسي امامكن خواتي ولكن المكسب في الاخوه لله تعالي وان كل واحد هو تكمله للاخر.أسأل الله الا يحرم الاسلام من امثالكن في الخير.
وعن سؤالي فان الاجابه قد وصلت وماشالله كفيتن ووفيتن.
لكن من باب المشاركه بعلق :
المتدين من اسباب فقدانه الايمان الحق هو الغرور فكثرة الانجازات الدعويه او العبادات تجعله يغتر بنفسه في العباده او باسلوبه في الدعوه(الحوار. الكتابه.اقتراح الافكار والبرامج. تنفيذ المشاريع الخيره.........)
في كل ذلك يأتيه شي من الغرور بنفسه فيفقد جزء من ايمانه وربما كله لذلك وصانا الله ورسوله في الايات والاحاديث التي اوردتها اختي نور واختي جيون بالمراجعه وابسط الاساليب والطرق لزيادة الايمان بالله والمحافظه علي مستواه .....
هي صحبه صالحه تكون علي نفس المنهج تذكره بالله وتحسسه باهمية من حوله وانه لولا من حوله لما كان له اي شيء او قدر وان اغلب مايفعله من عبادات سببه هذه الصحبه التي حوله.
انا قليل بنفسي كثير بأخواني واخواتي.
حرف