PDA

View Full Version : ماذا نريد للمرأة ؟؟ ( 1 )


المهاجر3
16-02-2001, 05:16 PM
تمهيد:
مـنـذ أن ظـهـر الإســلام ديـناً ارتضاه الله تعالى للبشرية في كل زمان ومكان وأعداؤه - وما أكثرهم - يتربصون به الدوائر ، ويتلمسون كل طريق ليبعدوا المسلمين عن دينهم بتشويههم مبادئ هذا الدين ، معتقدين عن جهل أو حقد-وهو الغالب- أن هذه الشُبه حقيقة واقعة، وما علموا أن ما زعموه من شُبه إنما هي من ميزات الإسلام ، ودلالة واضحة على صلاحيته شريعة ومنهج حياة. بل إن حديثهم العدواني عن الإسلام كثيراً ما يكون سبباً في نشره واتساع محيطه ومعتنقيه كما قال الشاعر:
لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عَرْف العود
وإذا أراد الله نــشــر فـضـيـلة طـويـت أتــاح لها لـسان حسود
ولكي لا يطول بنا الحديث نعالج الموضوع من عدة نقاط هي:
مشروعية الزواج في الإسلام:
إن أساس عناية الإسلام بالأسرة : حضه على الزواج وترغيبه فيه ، لأنه أساس لتكوين الأسرة المسلمة وبالتالي تكوين المـجــتمع المسلم ، وقد وردت نصوص كثيرة تحث على الزواج وترغّب فيه عند الاستطاعة ، ومن ذلك قوله تعالى:((ولْيَسْتَعْفِفِ الَذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)) [النور:33].
وما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - :أن رسول الله -صلى الله عـلـيـه وسلم- قال:" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء"(1).
ومعنى ذلك: أن الإسلام حريص على تكوين الأسرة المسلمة وكثرة أفرادها بالزواج، ليعيش الطفل المسلم بين أبويه ينهل من رعايتهما وعطفهما. وقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن الأطفال الذين يعيشون بين أبويهم أقوى جسماً وعقلاً وعاطفةً من أطفال الملاجئ.
ولا تقتصر حكمة الزواج في الإسلام على ذلك ، بل تتعداه إلى حِكم أخرى لاشتمال الزواج على مصالح كثيرة منها: تحصين الزوج والزوجة ، وتكثير الأمة ، وتحقيق مباهاة رســول الله -صلى الله عليه وسلم- بكثرة أمته(2)، بـل قـــرر بـعـض العلماء أن الزواج أفضل من نوافل العبادة (3).
شبهة تعدد الزوجات:
إذا كان الإسلام قد حث على الزواج فإنه - بجانب ذلك - أباح للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة إلى أربع نسوة ، واشترط توفر العدل بين الزوجات. وقد وجد أعداء الإسلام في ذلك وسيلة للنيل منه ، وذلك بزعمهم أن في ذلك إهانة للمرأة. وللرد على ذلك نشير إلى عدة أمور هي:
1- الإسلام أباح التعدد ولم يأمر به أو يحث عليه ، وفــرقٌ بين إباحة الشيء والأمر بـه، فالإسلام أباح التعدد حلاً لكثير من المشاكل الاجتماعية التي تحصل من جرَّاء منع التعدد وتحريمه ، فهو في ذلك مراعٍ للفطرة الإنسانية السليمة التي تتطلب ذلك.
2- اشتراط الإسلام العدل بين الزوجات في الإنفاق والمعاملة. فمن يتزوج بأكثر من واحدة ولـم يـعــدل بــيـن زوجاته كان آثماً في عمله كله. يقول تعالى: ((فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وثُلاثَ ورُبَاعَ فَإنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)) [النساء / 3 ]. وفى الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أن من لم يعدل بين زوجاته جاء يوم القيامة و شِقه مائل".
3- عندما تكون الزوجة عقيماً ، فالتعدد حلٌ لمشكلتها مع زوجها الذي قد يرغب بإنجاب الأولاد ، ولاشــــك أن زواج زوجها بأخرى مع بقائها معه خيرٌ لها من أن يطلقها ويتزوج بأخرى.
4- عندما تكون الزوجة مريضة أو غير قادرة على القيام بواجباتها تجاه زوجها إما لمرض جسمي أو غيره ، فـــإن زواج زوجها بأخرى مع بقائها معه خير لها من فراقها وهي على هذه الحالة.
5- عندما تكون نسبة النساء في مجتمعٍ ما أكثر من نسبة الرجال، لحروبٍ طحنت الرجال أو لغيرها من الأسباب ، فإنه لا يوجد حل لمشكلة ذلك المجتمع وحفظه من براثن الفساد والفتن سوى التعدد. وأقرب مثال على ذلك ما حصل في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ حـيـث تـبـين مـن الإحصائيات الدقيقة أن النساء يشكلن 70% من مجموع السكان، ومعنى ذلك أن الرجال يـشـكلون 30% من السكان ، وبالتالي سيبقى45% من النساء بــدون زواج، فارتفعت بعض الأصوات هناك تطالب بإباحة التعدد حلاً لهذه المشكلة الخطيرة.
ومـثـال آخر: ظهر قريباً في إحدى دول الخليج التي خرجت فيها بعض الدراسات أثبتت أن نسبة النساء فيها أكثر من الرجال. وأوضحت تلك الدراسات والإحصائيات أنه مما زاد هذه المشكلة انتشاراً ظاهرة زواج المواطن من خارج وطنه بسبب غلاء المهور.
6- وأخيراً فإن الإسلام قد جاء والتعدد كان نظاماً اجتماعياً معروفاً عند العرب وغيرهم من الأمم الأخرى، وكان بدون تحديد لعدد معين ، فجعله الإسلام لا يزيد على أربع زوجات واشترط العدل بينهن حفظاً لحقوق المرأة وكرامتها.