PDA

View Full Version : هل رأيتم من يقول : أنا زنيت أنا شربت الخمر أنا فعلت كذا وكذا


أبو لـُجين ابراهيم
07-02-2001, 08:30 AM
هل رأيتم من يقول : أنا زنيت أنا شربت الخمر أنا فعلت كذا وكذا وكذا ..!


من أقبح الظلم وأظلم الظلم أن يسيء المرء إلى من أحسن إليه وأن يعصيه في أوامره ويزداد هذا القبح وذاك الظلم إذا أعلنه صاحبه وجاهر به ..

فما بالك إذا كان المحسن المتفضل هوالله تعالى والعاصي المجاهر هو أنا وأنت .....!

إنها بلية عظمى ورزية كبرى أن يتبجح المرء بمعصيته لله عز وجل ويعلنها صريحة مدوية بلسان حاله ومقاله ناسياً أو قل متناسياً حق الله وفضله عليه .

لذا فقد حذر الشرع المطهر من مجاهرة الله بالمعصية وبين الله تعالى أن ذلك من أسباب العقوبة والعذاب ، قال الله تعال :

( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(41) الروم

قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير الآية : ( بأن النقص في الزرع والثمار بسبب المعاصي وقال أبو العالية : ( من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض لأن صلاح الأرض بالسمع والطاعة ) .

كما أخبر سبحانه بأنه لا حيب الجهر بالسوء ( لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ) النساء .

وفي الحديث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الناس إذارأوا المنكر لا يغيرونه أوشك الله أن يعمهم بعقابه ) رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة .

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) رواه البخاري ومسلم .

وهكذا سنة الله تعالى في الكون فما أعلن قوم التجرؤ على الله بالمعاصي والتبجح بها إلا وأهلكهم الله وقضى عليهم ودمرهم ، والمتأمل في سير الغابرين والأقوام السالفين يجد ذلك جلياً واضحاً

فما الذي أهبط آدم من الجنة ؟

وما الذي أغرق قوم نوح ؟

وما الذي أهلك عادا بريح صرصر عاتية ؟

وما الذي أهلك ثمود بالصاعقة ؟

وما الذي قلب علىقوم لوط ديارهم وأتبعها بالحجارة من السماء ؟

وما الذي أغرق فرعون وجنده ؟

وما الذي ؟ وما الذي ؟ إنها المعاصي والمجاهرة بها .

ولعل من أسباب قبح هذه المعصية وزيادة شناعتها أن فيها نوعاً من الأستهزاء والاستهتار والاستهانة وعدم المبالاة وكأن لسان حال العاصي يقول : أعلم أنك ترى مكان وتسمع كلامي وأنك علي رقيب ولعملي شهيد .. ولكن مع ذلك كله أعصيك وأعلن ذلك أمامك وأمام كل من يراني من خلقك فماذا أنت صانع ؟

ومن أسباب شناعتها وقبحها أن فيها دعوة للناس إلى الوقوع في المعاصي والانغماس في وحلها .. حيث إن هذا المبارز لله بالمعصية يدعو بلسان حاله كل من رآه أو سمع به .. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ) رواه مسلم .

ومن أسباب ذلك أن الذي يفعل المعصية جهراً قد يستمرئ هذا الفعل ويصبح عنده أمراً عادياً فربما أدى به ذلك إلى استحلاله وإباحته ولا شك أن استحلال المعاصي واستبحاحتها من أخطر الأمور على عقيدة المسلم ، وقد يؤدي به ذلك إلى الخروج من دين الإسلام .

مصعب
07-02-2001, 05:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد :

جزاك الله يا أخي في الله ( أبو لجين إبراهيم ) على هذا الموضوع وعلى جميع موضوعاتك القيمة التي تطرحها في هذه الساحة وأتمنى لك التوفيق في أعمالك كلها وأن يهدينا ربنا إلى ما يحبه ويرضاه وأن يجنبا المعاصي ما ظهر منها وما بطن .


أخوك في الله ( مصعب )