PDA

View Full Version : الشخصية الحقيقة


جيون
07-02-2001, 03:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هي الشخصية ؟ وأين تكمن قيمتها الحقيقة ؟
وهل هي ثابتة لندور حولها بحركة أمنة و بإجابية واثقة ؟ أم هي متغيرة لتصبح الحركة حولها سلبية متقلبة ؟

الشخصية كلمة تدل على وجود شخص يحمل محتوى جعله متميزا , فالشخصية هي مجموعة القيم التي يحويها إطار مادي يسمى شخصا ..

لنقرأ قول الله تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم .. ) .. ما أعظم هذه الاية التي أجابة عن كل التساؤلات بسطر واحد .. فجاءت بقاعدة لا تغيب عنها الشمس أبدا وبحقيقة واضحة بينة .. ودعوة صادقة أن استجيبوا لمضامين الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم من الله فهذا هو محوركم الثابت الرباني والواثق الذي لا يتغير ابدا ..حينها بدأت حركة الانسان الأمنة الحقيقية بعد إحتواء تلك المضامين الربانية لتصبح الحياة لها معنى كامل في منطقة الأحياء وليست حياة هياكل شكلية في منطقة الأموات ..

كتب الفيلسوف الفرنسي " جان بول سارتر" كتاب فأسماه " موتى بلا قبور " تحدث عن مأساة الزنوج في أمريكا .. و اعتبر الزنوج موتى وأنهم هياكل مادية تتحرك وتمارس ما يمارسه الأحياء دون حياة .. لماذا؟
لأنه رأى العبيد كإطار مادي بلا مضمون ولا قيمة .. هياكل شكلية فقط

فجاء العرب وذهبوا إلى أبعد من هذا واعتبروا الموت الذي يصيب الجسد لاغيا إن كان الهيكل يحوي مضمونا وقيما حياتية لا تموت ولا تفنى ولو ماتت هياكلها , فقالوا " ليس الميت من استراح بميتة إنما الميت ميت الأحياء " ثم جاء القانون الذي وضعه الله تعالى في الحياة واعتبر من يمشي بين الناس بلا مضمون ميتا .. يقول الله تعالى : ( وما يستوى الأعمى والبصير , ولا الظلمات ولا النور , ولا الظل ولا الحرور , وما يستوى الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور ) ... فالذين أستجابوا لله وللرسول أحياء والذين صمّوا آذانهم وأقفلوا قلوبهم وأعرضوا عن الحق .. اعتبرهم أمواتا مقبورين .. ملابسهم أكفانهم وهياكلهم قبورهم .. لذلك يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم : ( وما أنت بمسمع من في القبور ) أي ان هؤلاء موتى في قبورهم .. وما أنت بقادر على إسماعهم نداء الحق ..

الفائدة .. أن للهيكل قيمة ثانوية بالنسبة للمضمون .. أما المضمون فهو قيمة أساسية يؤثر ولا يتأثر ..
والحقيقة تبقى في المضامين العقلية والأخلاقية والوجدانية .. وجملة القيم الباقية .. لنقرأ قول الله تعالى : ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) جاءت الاية فألغت كل الاعتبارات الجسدية من (ذكر وانثى) والأنساب من (القبائل والشعوب ) .. لتتميز الشخصية بشيء واحد فقط الا وهو " إن أكرمكم عند الله أتقالكم " .. التقوى من مضامين الشخصية والقيم الباقية الحيّة ..

حرف
07-02-2001, 06:53 PM
السلام عليكم والرحمه


(((منطقة الأموات___ من يمشي بين الناس بلا مضمون ميتا))

اختي الفاظله سبحان الله تعالي هذه النفس البشريه تحمل العديد من الاشياء الغريبه علي البشر والتي لم نستطع الي الان ان نكتشف ماهي .

هل ممكن ان يكون الانسان ميت وهو حي ؟
نعم لقد جاوبتي عليه في مقالكي الاكثر من رائع..........

الموت ليس موت الجسد ولكن موت العمل وموت الهدف وموت الاخلاص في العمل.

سؤال؟؟؟؟؟؟

لماذا انا عائش ولماذا انا اعيش؟ لمن ولماذا وماذا افعل؟

العيش بدون هدف هو موت الاحياء من البشر والمسلمين ليسو اموات بل احياء يقول الرسول محمد (صلي)ولاتحسبن الذين قتلو في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون.

اذا لايوجد موت بمعني الكلمه ولكن الموت فقط مجرد مرحله انتقاليه وعلي حسب العمل في المرحله تجد الجزاء في المرحله التاليه . تلميذ في المدرسه ينهي مرحله وينتقل الي اخري (بشكل مبسط)

دعيني اختي استعرض الاموات حسب فهمي من مقالج.:
ان اصعب الاموات علي الناس هو او هم موت العقل المفكر.

نري العديد من مفكري الاسلام يموت عقل ويقف قلمه عن التفكير بعد وصوله لمرحله معين وهذا موت القكره الاسلاميه الهادفه وموت الشعله.

- موت المتدين وهو موت التدين وشعلة التدين التي اتقدت في قلبه بعد كل هذه الفتره من التدين والعمل لله لذلك نصحنا الرسول بالدعاء بالتثبيت بعد كل صلاه.والمتدين الذي يفقد تدينه معناه انه لم يذق حلاوة التدين.

- العالم الذي قتل علمه بعدم نشره وهذا معروف لكم.
- اخر شي...؟؟؟؟؟؟؟

وهو من انزل الاموات ومن اقل الدرجاة عند الله هو موت المسلم عن اسلامه وتركه للهامش من الحياه والانشغال بالدنيا فقط وعدم العمل لله تعالي وهذا اخواني هو صلب الموضوع كما نريد وهو اخواني ان نموت عن نشر اسلامنا ولو بالدعاء للاسلام.


قف وقفه مع نفسك بره قليله وسألها ماذا تريدين.
ثم قف وقفه مع الله وسأله ياربي ماذا تريد مني.
ثم قف وقفه مع اخوانك وسألهم ماذا تريدون.
ثم قف وقفه مع جسدك وسأله ماذا يريد.

الاجابه لكل التسائلات هي العمل .........فقط فكر

(ان برهان العيش في هذه الدنيا هو العمل فقط وهو الفكره الحيه )

اعذريني اختي علي الاطاله لكن تميز الموضوع ....."

حرف

جيون
07-02-2001, 09:53 PM
أخي حرف حفظك الله ورعاك .. وجزيت الخير ..

هناك قانون علمي ثابت متعارف عليه لا يوجد حيز او أي مساحة على الارض مفتوحة وفارغة في الوقت نفسه .. يجب ان تكون مملوءة بمادة أيا كانت ترى مثل الماء والتراب او لا ترى بالعين مثل الهواء والغاز ..

قس هذا القانون على المرء فالشخص منا وعاء مفتوح إما يحوي الصالح او يحوي الفاسد او بعض الصالح وبعض الفاسد في نفس الوقت .. و حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا بنفس الحقيقة : ( يولد الولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) .. أنظر لقد أجتهد الأبوان بمجرد ولادة الصغير فباشروا بتغير فطرته فصاغوا له ما يريدون من الباطل ظنن منهم أنه ولد فارغا لا يعرف ربه ؟! ... سبحان الله .. وهل هذا يعقل ؟! .. هل خلق الله الناس هملا فارغين فتركهم من غير معرفة بربهم ..

إذا نحن ولدنا بمحتونا الفطري ومحورنا الثابت " ربنا الله وهو الحق " فجاءت الرسل بمنهج الله وتعاليم الاسلام لتصبح حركتنا حول المحور حركة حياة واستجابة طبيعية للمحور في منطقة الاحياء ( إذا دعاكم لما يحييكم ) .. المطلوب منا الاستجابة الحقيقية المخلصة بيقين ..

من استجاب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم هم ذوي الشخصيات الإيجابية الحية ومن أعرض وتكبر هم أصحاب الشخصيات السلبية الميتة التي رفضت كل شيء حتى الاستجابة الفطرية طمستها .. ومن خلط الصالح بالفاسد هم يعانون من داء انقسام الشخصية مذبذبون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء صاروا ..

والنفس إن لم تشغلك بالحق شغلتك بالباطل .. النفس تريد ما يشغلها ويملء قارورتها بالخير فإن لم تملئها أستغنت عن الخير بالباطل والهوى والشهوات والاطماع .. قل لي بربك ما قيمة وعاء خزفي أو فضي أو ذهبي مملوء بالزيت أو بأدنى من قيمة الزيت .. تلك هياكلنا أخي حتى وإن وصلت من الحسن قمة الجمال والابداع والكمال لا تصبح لها قيمة إن كانت مملوء بالتافه والفاسد .. قيمتنا الحقيقة تبقى رهينة بالمضمون الجيد والهدف الغالي ...

سر مجهول
07-02-2001, 10:53 PM
السلام عليكم
تحياتي الى الاخ حرف والى الاخت جيون

يزاكم الله خير على هذا الطرح الجميل .......

بس هنا تعديل للاخ حرف الله يحفظه

تصحيحه قال الله تعالى وليس الرسول صلى الله عليه وسلم ...

قال تعالى "" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا ..... """


يزاك الله خير .......

وموضوع الشخصيه موضوع عميق وخصب ....

ولكن نرى في زمننا هذا ان الجسد يمشي على وجه الارض ويحمل في طياته شخصيات اشكال واللوان ......

لا جدال في ذالك لكن المصيبه اذا كان جسد بلا روح ولا شخصيه ....

من بره الله الله ومن داخل يعلم الله ....


خاوي من اي شيء مجرد جسد فارغ ...

حرف
07-02-2001, 11:37 PM
السلام عليكم

اختي جيون اسف للرجوع مره اخري لكن ردكي اثار تسائلات لدي.


اخي سر مجهول اعتذر لك وللاخوه والاخوات واستغفر الله فقد كنت اكتب علي عجاله من امري وشكرا لك.




يوجد العديد من النقاط اتفقا عليها ولكن اختي يبقي تسائل اطرحه ؟

اذا كان الله يلد البشر علي الفطره وهي ان الله هو خالقهم اذا لماذا يرسل الرسل لهم؟؟؟
ولماذا يخرج البشر الذين لم يجدو من يرشدهم الي عبادة الله عن فطرتهم وينحرفو في العباده.


اذا هناك نقطه مفقوده في هذه المرحله من حياة الناس وهي مرحلة تكون الفطره.

اذا هناك خطأ معين اما في تكوين هذه الفطره او في تفسير هذه الايه او هذا الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم.

=-
السؤال الاهم؟؟؟؟

ماهي هذه الفطره التي ولدنا عليها؟


جزاج الله خير اختي جيون وللحديث بقيه واعذريني علي الرجوع مره اخري لكني اعتقد ان للموضوع جوانب اخري احببت ان ندخلها او ان نناقشها.

غفرالله لنا.


حرف

لن ازيد في الحديث خوفا

علو الهمة
08-02-2001, 10:22 AM
حياالله هذه الوجوه الطيبة أخوتي :)
الغالية جيون كالعادة الجديد المتجدد من المواضيع :)
اسمحي لي برد على أخونا حرف ...في تساؤلاته ...:

وبحكيلكم قصة الفطرة من ضمن الآية والحديث ..فهيا بنا!!

لو جئنا للتوحيد نجده ينقسم الى ثلاث أقسام ..؟كيف

فطري وعقلي وشرعي...
بالنسبة للفطرةأخي الكريم فطر الله تعالى الناس على عبادته جميعاً بلا استثناء قال الله تعالى (فأقم وجهك للدين حنيفاًفطرة الله
التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم )

اذاً هذا هو الأصل ...***
وبعد أن منح الله الانسان التوحيد الفطري أعطاه العقل والحواس التي تؤكد التوحيدج الفطري فإن كان كذلك فإن الله يثبتها وبعدها يكون دور الرسل أيضا فقط لتأكيد هذه الفطره .

............

علو الهمة
08-02-2001, 10:22 AM
لكن ستقولون أنه مادام الله خلق الانسان على الفطرة مسلما وهي كما في الآية غير قابلة للتحويل والتبديل؟؟؟ فكيف نوفق ذلك مع الواقع ؟؟؟حيث يشهد لنا الواقع أن أكثر الناس مشركين؟؟فكيف يحدث ذلك وأين الفطرة الأصيلة هل تغيرت أو تبدلت ؟؟أم هل ذعفت وفسدت ؟؟
ـــــــــــــــ>>>> اذاً يأتي هنا دور البيئة هذا المشرك الذي خالف الفطرة الانسانية انما وجد نتيجة البيئة المشركة والتي تتمثل أولا في الوالدين أو من يقوم مقامهما وهذا ماأكده الرسول في حديثه (كل مولود يولد على ......)الحديث.
ونرى الطفل بطبيعة الحال قابل للاستجابة لكل مايلقى إليه بل أنه قد يسعى الى تقليد كل مايشاهده ..؟
اذا البيئة من جانب واستعداد الطفل من جانب آخر للتقليد تؤدي الى انحراف الفطرة ..كذلك اكتساب المعاصي والذنوب التي تستر الفطرة وتخفيها قال تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون ):::::::::>انظروا الفطرة موجودة لكن عليها ركام هائل نتيجة الانحراف ،،فاذا جاءت اللحظة المناسبة فانها تتكلم معلنة عن نفسها فيسقط هذا الركام (فإذا مس الانسانضر دعا ربه منيباً اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ماكان يدعو اليه).
...............
اذا لايوجد خطأ في تكوين الفطرة أما بالنسبة للحديث والآية فقد اختلف العلماء في تحديد المراد من الآية من حديث الرسول السايق
فلنتبع أخي الخلاف لنصل في نهاية الأمر لنجد أنه لاخطأ في مضمون الحديث عن الآية بل أن الحديث تفسير للآية؟؟
لوجئنا الى الفطرة نجد أنها الحالة والهيئاة وهي المرة الوحيدة التي استعملت فيها كلمة فطرة في القرآن .
لو عدنا الى أول الآية قال الله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها......) اذا أمرنا الله تعالى بإقامة وجوهنا للدين وأن ذلك يكون باتباع الفطرة وجمع ذلك عندما قال ذكل الدين القيم ,,فالفطرة اذن حالة وهيئة خلق الناس عليها ابتداءاً ولكن ماهي هذه الحالة أو الهيئة ؟؟
لابد من الرجوع الى النصوص التي تساعدنا في تديد ذلك وأول نص هو حديث (كل مولود يولد على الفطرة..)
والحديث الثاني (...واني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ماأحللت لهم ..).
ومن الرجوع الى شرووح الحديثين نجد أن معظم العلماء يميلون الى أن المراد بالفطرة هنا :الإسلام ؟؟غير أن بعض العلماء أوردوا اعتراضات حيث قالوا ان الأسلام أركان وواجبات ووعي بأمور الله فكيف يتأتى لهذا المولود وهو غير مطالب به حتى البلوغ.
حتى فسروا الفطرة بغير الاسلام ووقعوا في اشكالات كثيرة ؟؟
لو رجعنا الى إيات أخر قريبة من ألفاظها من الآية لأمكننا تحديد المراد من الفطرة ولنأخذ مثلا قول الله تعالى (وأن أقم وجهك للدين حنيفاً ولاتكونن من المشركين ).
(إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما انا من المشركين)
نجد أن كل الآيات تنص عل وجوب اقامة الوجه للدين وعدم الاشراك ويكون المقصود بالفطرة التوحيد وعدم الاشراك أي التوحيد الغريزي وليس تعاليم الاسلام ....ومما يقطع بهذا الفهم ميثاق الفطرة في حديث عالم الذر .
وعلى هذا يمكن أن نفهم الحديث بأن المراد من التهويد والتمجيس والتنصير محاولة طمس التوحيد الفطري الذي ولد عليه كل مولود .

وصلى الله على سيدنا محمد :)

جيون
08-02-2001, 04:47 PM
.. حياك الله سر مجهول

صدقت انها مصيبة ان كان هناك جسد بلا كيان ولا شخصية ولا هوية .. ألغى حضورة تماما وأصبح مستنسخ من غيره واذا حدث يوم و وأكتشف تلك المصيبة وقفوا نصف الطريق لا صار الى هؤلاء ولا صار كما كان ...

جيون
08-02-2001, 05:01 PM
حياك أخي حرف دائما حفظك المولى .. وأحسنت حيث سألت فنحن هنا نتعلم ونفكر ونتحاور ونأخذ لنعطي الجيد والافضل .. قد استفيد من حوارك وأعدل بعض أفكاري وقد تقنعني بطريقة تفكيريك مرة لأصل الى ما هو خير لي ولديني ... أخي نحن نجتمع لنتواصل مع الاخوان والاخوات للأفضل وليس لتوجيه والنصيحة .. ما أدراك أين يجعل الله الخير فيما كتبت أنت وفيما كتبت أنا .. لهذا السبب لا تأسف على الرجوع مرة ومرات فمرحبا فيمن تعودت معه كلما حاورته خرجت بجديد نافع ..

اذا نعود الى سؤالك اخي .. قلت " اذا كان الله يلد ( يخلق ) البشر على الفطرة وهي ان الله هو خالقهم اذا لماذا يرسل الرسل لهم ؟؟ " .. سأضرب لك مثالا لنصل الى إجابة حول هذا السؤال .. حين تنوي شراء ثلاجة من محل أدوات كهربائية ستشتري الثلاجة كاملة بأجزاءها المركبة طبعا .. و كل في مكانه المناسب والذي خرجت به من المصنع وبإتقان .. واذا نويت تجربتها في وقتها وفي مكان الشراء ستعمل على خير وجهه .. وبرغم أنها ستعمل جيدا سيكون معها كتابا يرشدك كيف تقوم بتشغيلها وبطريقة المناسبة لنوعها وستحصل ايضا على بعض التوجيهات لحمايتها من اي عطل .. في حالة تدخلك لبعض قوانيها من حرارة وبرودة ..

أخي هذا أمر الثلاجة وهي من صنع البشر فما بالنا بخالق البشر كيف سيخلقهم بأجزاء لا تعمل لما خلقت له وحقيقة وهدف خلقهم .. أيتركهم هكذا ولا يعرفون لماذا خلقوا له ؟! خلق الله لهم الفطرة التي عرفت الله ربا وخالقا لها .. العبادة والخلافة على الارض إنما هي مسار حركة هذا المخلوق بفطرته مع منهج الله المنزل .. اذا لماذا بعث الله الرسل .. ؟ إنما الرسل ككتاب الارشاد الذي جاء مع الثلاجة في المثال السابق .. فرسل هم مزيد هداية دلالة من الله إلى الله وهذه رحمة الله التي لا يحدها حد .. وفوق هذا إنما الرسل حجة علينا .. فإذا جاءت البشرية ستقول يارب نسينا وضعنا بالدنيا ولم نعرف عبادك .. حينها يقول سبحانه ارسلت لكم رسلي فهم شهداء عليكم .. ولكنكم أعرضتم .. وجعلت لكم كتبي تزيدكم إرشادا وهداية .. ولكنكم أعرضتم كذلك .. وجعلت لكم فوق هذا زيادة آيات الكون شاهد عليكم بإن الله خالق الكون المنظم وكما خلقه خلقكم بنظام وبالفطرة التي عرفتم الله قبل الرسل وقبل الكتب ..

نأتي الى سؤالك الثاني أخي " ولماذا يخرج البشر الذين لم يجدو من يرشدهم إلى عبادة الله عن فطرتهم وينحرفو في العبادة " .. إن من طبع البشر التدخل في كل شيء وتغير الخلق .. والشيطان أعان على ذلك لتحقيق ما يريد من عبادة غير الله على الارض .. فهدف الشيطان ان تنحرف الفطرة ويطمس عليها تماما .. ولو استطاع ان ينتزعها لفعل ولما تردد في ذلك .. لأنه يعلم ان الشرك وتغير عبادة الله بطمس الفطرة وتشويهها بأي باطل كان ..

الفطرة التي ولدنا عليها في قول الله تعال : ( وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى )
أنظر إلى قولنا " بلى " ونحن في عالم الذر .. ففي اللغة العربية إجابة " بلى " لا تقابلها" لا " أبدا بل تعني الموافقة والانصياع التام بلا تردد ابدا ولا لحظة واحدة ..

أسأل الله أن أكون نفعتك اخي حرف بهذه الاسلوب في الاجابة ..

جيون
08-02-2001, 05:08 PM
جزيت الخير أختنا علو الهمة .. وأثابك الله بالاحسان إحسانا

لقد وفيت وجزيت الموضع حقه من العلم الشرعي حماك الله ..

بوركت وبارك مسعاك للخير :)

رعاك المولى .. ولا حرمنا الله من همتك العالية واخلاقك النبيلة .. أكرمك الله ..

العهد
08-02-2001, 05:37 PM
جزاكم الله خير:)
أفدتونا و امتعتونا

جيون
08-02-2001, 05:40 PM
.. يا زين شوفج :) يشرح الخاطر

نحن الا صدانج يالغلا وينج ..:)

أسأل الله ان لا يرحمنا رفقتكم الطاهرة أختاه

حرف
09-02-2001, 10:16 AM
كم فرحت الانسان بتواجد اقلام مميزه في الحوار الهادئ والنظيف والمشجع

خواتي علو الهمه وجيون جزاكن الله خير علي هذه الاجابه.


وسبحان الله ان الفطره هي عباره عن قاعده يضعها الله في النفس البشريه وترتكز عليها معتقداتها وسلوكياتها التي تتوجه تبعا لهذا المعتقد. وليس الفطره هي منهج وانما قاعده لهذا المنهج الذي يأتي به الرسل لذلك فطره بدون رسل او انبياء تكون فطره غير محركه وساكنه لم تتحرك بالشكل المطلوب لذلك لابد من وجود الرسل لتحريكها.

العديد من العلماء امتنع عن الخوض وحتي الحديث عن الناس الذين عاشو وماتو ومهم لم يسمعو عن الدين او لم يأتهم رساله من الله(رسل) او دعاه يرشدوهم بكيفية عمل هذه الفطره وسلوكها المسلك الصحيح ، فسكت هؤلاء العلما لم يعرفو هل هذه الفأه التي ماتت وهي علي غير الاسلام هل الي النار ام للجنه وقالو بأن الله اعدل عادل ولن يظلمهم واكيد لهم حكم نحن لانعرفه.



الابوان والمجتمع هم المحرك لهذه الفطره واكسابها سلوكياتها لذلك يقع عليهم العبأ الاكبر في تحويل سلوك الانسان.


جزاج الله خير اختي علو الهمه ماشالله طلع عنج علم واسع.

واختي جيون غفر الله لكي وحفظ هذا الاسلوب الراقي في المعامله


اخوكم حرف

جيون
09-02-2001, 10:41 PM
.. بارك الله فيك اخي حرف .. :) حفظك الله

كلما كان الانسان يحمل محتوى ومضمون وقيمة عالية أصبحت حركته نافعة مثمرة بالعطاء الذي لا ينقطع ..

حتى تصبح لدينا شخصيات لها أثر في المجتمع إيجابي حيّ يسير يجب ان تحمل مضمون غالي لا يختلف عليه إثنان ..

أمثلة من تاريخنا الاسلامي

سيدنا بلال بن أبي رباح .. كان عبد حبشي أسود اللون .. مالذي رفع به الى السيادة في قول عمر بن الخطاب .. بلال سيدنا وعتيق سيدنا .. أين العبودة ؟ أين البشرة السوداء ؟ أين الفقر ؟ أين الغربة ؟ أين ؟ وأين ؟ .. كل ذلك أنمحى وانسحب من ساحة القيم ولم يبق إلا المضمون الداخلي الذي كان يحرك بلال الى قمة السيادة ..


وهذا سلمان الفارسي .. كان عبدا مملوكا ليهودي تعاون المسلمون على شرائه وعتقه .. مالذي رفع به ليصبح من آل البيت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سلمان منّا آل البيت ) أعلى مراتب الشرف .. تجاوز حدود عبوديته وفقره وضعفه .. لينظم في عقد آل بيت نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم .. مالذي أوصله إلى تلك المرتبه ؟ أليس المضمون الذي كان يحمله والتصديق الذي كان لا يتردد فيه فأصبحت حركته في الحياة ترتفع به إلى أعلى ثما أعلى ..


نأتي الى تاريخنا المعاصر ..

المجاهد أحمد ياسين المعاق جسديا الذي أصبح قائدا روحيا لحماس يحرك الكثير من من حوله من الأصحاء .. كيف يحدث هذا وهو معاق بالجسد لا حركة يستطيع فعلها على الأقل لتسعفه متى أحتاج ... المحرك هنا في لتلك الشخصية إنما هوالمضمون والتصديق بالنصر والثبات على الحق بصبر .. مالذي رفع به الى تلك الرتبة فتجاهل كل إعاقته أليس المحتوى الذي يحمله والغاية التي تشغل باله ليل نهار ..