مصعب
06-02-2001, 11:55 PM
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ……… أما بعد ،،،،،
أشد أنواع الغيبة .
اعلم - أخي الكريم – أن من أشد أنواع الغيبة ، الخوض في أعراض أهل العلم والدعاة إلى الله ، وذلك لأن اغتيابهم تنفير للناس من دعوتهم التي هي دعوة الإسلام ، وتحذير الناس من طريقتهم الذي هو طريق الله ، فذكر عيوب طلاب العلم والدعاة إلى الله صد عن سبيل الله ، فانتبه .
قال الإمام ابن عساكر – رحمه الله تعالى - : اعلم يا أخي – وفقني الله وإياك لمرضاته ، وجعلنا ممن يخشاه ويقيه حق تقاته – أن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ، وأن من أطلق لسانه في العلماء ( بالثلب ) أي بالإنتقاص ، بلاه الله قبل الموت بموت القلب ، " " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " " .
فإن قال قائل : فإن أخطأ العالم فماذا نصنع ؟ ، أنسكت على هذا الخطأ ؟ أم نبينه ؟ ..
الجواب : أن هذه مسألة تزل فيها الأقدام فقد تختلط الغيبة ببيان الحق ، ويشتبه الأمران ، ولا ينتبه لذلك إلا من وفقه الله وسدده ، وجعل له فرقانا يفرق به بين الحق والباطل " " يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعلكم فرقانا … " " .
فعلى طالب العلم أن يبين الخطأ ولا يتجاوزه بالقدح في العالم أو التقليل من شأنه ، أو اتهام فهمه أو غير ذلك مما لو بلغ العالم لكرهه .
فمثلا يقول : لقد أفتى الشيخ فلان بكذا واستدل على ذلك بثلاثة أدلة ، وهذا خطأ لأن الدليل الأول صحيح – مثلا – ولكن لا دلالة فيه ويبين ذلك ، والثاني ضعيف لا تقوم به حجة ويبين ضعفه ، والثالث صحيح من حيث الثبوت لكنه أخطأ في تحقيق المناط ويبين وجه الخطأ ، ثم يذكر الصواب ، وليحذر في أثناء جوابه أن يستجره الشيطان للغمز أو اللمز ، كقوله مثلا : وهذه قضية واضحة لا تخفى على صغار طلاب العلم ، أو كقوله : وهذا واضح لكنه حاد عنه للهوى ، أو وهذا من قلة فهمه ، أو لقد جاءنا بما لم يأت به الأوائل ، أو كقوله : وهذا يدل على جهله بهذا العلم ، أو أي عبارة تشعر القارئ أو المستمع باحتقار العالم ، أو التقليل من شأنه ، أما إن كان الطالب ذا ورع فسوف يلتمس العذر للشيخ ، ويذكر من علمه وتقواه وورعه ما يغمر تلك الزلة في بحار حسناته ، ثم يردف ذلك ببيان الحق .
كقوله : و من المعروف أن هذا الشيخ له جهود مشكورة في نشر السنة ، ولكنه أخطأ في هذه المسألة ، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه .
وكقوله : و الشيخ له باع طويل في الفقه ، ولكن الواضح أن الحق خلاف ما قاله في هذه المسألة .
واعلم أن هذه الكلمات إذا صدرت من طالب العلم فإنما هي بمثابة دروس تربوية عملية لمن يستمع .
من كتاب فاكهة المجالس للشيخ وحيد عبدالسلام بالي .
أخوكم في الله ( مصعب )
أشد أنواع الغيبة .
اعلم - أخي الكريم – أن من أشد أنواع الغيبة ، الخوض في أعراض أهل العلم والدعاة إلى الله ، وذلك لأن اغتيابهم تنفير للناس من دعوتهم التي هي دعوة الإسلام ، وتحذير الناس من طريقتهم الذي هو طريق الله ، فذكر عيوب طلاب العلم والدعاة إلى الله صد عن سبيل الله ، فانتبه .
قال الإمام ابن عساكر – رحمه الله تعالى - : اعلم يا أخي – وفقني الله وإياك لمرضاته ، وجعلنا ممن يخشاه ويقيه حق تقاته – أن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ، وأن من أطلق لسانه في العلماء ( بالثلب ) أي بالإنتقاص ، بلاه الله قبل الموت بموت القلب ، " " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " " .
فإن قال قائل : فإن أخطأ العالم فماذا نصنع ؟ ، أنسكت على هذا الخطأ ؟ أم نبينه ؟ ..
الجواب : أن هذه مسألة تزل فيها الأقدام فقد تختلط الغيبة ببيان الحق ، ويشتبه الأمران ، ولا ينتبه لذلك إلا من وفقه الله وسدده ، وجعل له فرقانا يفرق به بين الحق والباطل " " يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعلكم فرقانا … " " .
فعلى طالب العلم أن يبين الخطأ ولا يتجاوزه بالقدح في العالم أو التقليل من شأنه ، أو اتهام فهمه أو غير ذلك مما لو بلغ العالم لكرهه .
فمثلا يقول : لقد أفتى الشيخ فلان بكذا واستدل على ذلك بثلاثة أدلة ، وهذا خطأ لأن الدليل الأول صحيح – مثلا – ولكن لا دلالة فيه ويبين ذلك ، والثاني ضعيف لا تقوم به حجة ويبين ضعفه ، والثالث صحيح من حيث الثبوت لكنه أخطأ في تحقيق المناط ويبين وجه الخطأ ، ثم يذكر الصواب ، وليحذر في أثناء جوابه أن يستجره الشيطان للغمز أو اللمز ، كقوله مثلا : وهذه قضية واضحة لا تخفى على صغار طلاب العلم ، أو كقوله : وهذا واضح لكنه حاد عنه للهوى ، أو وهذا من قلة فهمه ، أو لقد جاءنا بما لم يأت به الأوائل ، أو كقوله : وهذا يدل على جهله بهذا العلم ، أو أي عبارة تشعر القارئ أو المستمع باحتقار العالم ، أو التقليل من شأنه ، أما إن كان الطالب ذا ورع فسوف يلتمس العذر للشيخ ، ويذكر من علمه وتقواه وورعه ما يغمر تلك الزلة في بحار حسناته ، ثم يردف ذلك ببيان الحق .
كقوله : و من المعروف أن هذا الشيخ له جهود مشكورة في نشر السنة ، ولكنه أخطأ في هذه المسألة ، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه .
وكقوله : و الشيخ له باع طويل في الفقه ، ولكن الواضح أن الحق خلاف ما قاله في هذه المسألة .
واعلم أن هذه الكلمات إذا صدرت من طالب العلم فإنما هي بمثابة دروس تربوية عملية لمن يستمع .
من كتاب فاكهة المجالس للشيخ وحيد عبدالسلام بالي .
أخوكم في الله ( مصعب )