_ صالح _
05-02-2001, 02:18 PM
<B><font face="Arial"><B><font face="Arial"><B><font face="Arial"><B><font face="Arial"><TABLE BORDER=1 WIDTH=600 Background="http://www.moonandbackgraphics.com/windblowntop.jpg"><TR><TD ALIGN=CENTER><h1><font size="6" face="monotype koufi" color="Crimson">
[ فـقـط .... حـريـتـهـا ]
.
.
جلست الليلة مع نفسي .... اشتقت إلى نفسي كثيرا !
منذ أن عدت إليك .... شعرت أنني فقدت نفسي ، بل أنت الذي سرقت نفسي مني ....استعمرتها .... سيطرت على كل لحظة في يومي وليلي !
أريد أن أخلص منك ، فقد أرهقتني .... أرهقني حبي لك، وجنونك بي.
- تساءلت: هل أنا أحبك حقا .... هل هذا حب، أم " هبل "؟!
كثيرا ما طرحت هذا السؤال على نفسي، وتعبت.
- قلت لك: انك غيّرت حياتي .... عصفت بنظامي اليومي المعتاد .... "برتم" يومي وهدوء ليلي، أو حتى ببلادة هذا الليل .
كنت حرة قبل ان تقتحم حياتي مرة أخرى.
هذا لا يعني أنني كنت ميتة قبل عودتك إلى أيامي . بالعكس .... كنت استمتع بالسهرات مع صديقاتي ، وأدعوهن إلى بيتي لنسهر حتى ساعات الصباح الأولى .... ثم أهدأ في غرفتي، أقرأ وأسمع موسيقى ، وأمارس حريتي الذاتية كما يحلو لي !
كنت أحب السفر .... دائما أسافر، وتعبر من أمامي وجوه عديدة .... ملونة، وأبيض وأسود !
كنت أنطلق تحت السحب والأمطار ، وعلى امتداد الأرض، وفي البرد .... لا أخاف من شيء .... لا أحسب حسابا لأحد، إلا ما أريده ، أو أفكر فيه .... ما أرغبه وما أرفضه .
أنت الآن "تهمني" . ليس بمعنى أنني أهتم بك .... لا تفرح! ولكن بمعنى أن تحملني همومك القادمة!
- تقول لي: سيأخذك الصيف إلى بعيد .... ترحلين وتتركينني وحدي أعاني من فراقك.
- أقول لك: ولماذا الصيف ؟ قد أسافر غدا . لا تقيدني من فضلك، فأنا اذا احتجت أن أسافر .... فلابد أن أفعل ذلك. أنا حرة وأنت حر .
- تقول لي: وأنا ؟ .... ألا تشتاقين إلي في رحلتك ؟!
أقول لك: لا أدري .... أريد أن أجرب . لقد سافرت كثيرا وأنت بعيد عني .... خارج إطار ايامي، وانقطع بيننا حتى التزام الحب .. وركضت بعيدا، ورأيت ، وجربت، وسئمت، وضحكت .. لم تكن في محيط قلبي بهذه الصورة اليوم ، ولم تكن تخطر على بالي.
تذكرت الآن .... فقد خطرت على بالي مرات معدودة، ولكني لم أعد أتذكر الآن : لماذا جئت في خاطري حينذاك؟
ربما لأنني عرفت فيك - في الزمن القديم - ميزة، أو لعلني لم أعد أتذكر موقف لك معي!
المهم أنني تذكرتك، وطردتك من خواطري بسرعة .... فالوقت الذي كنت أسفحه كان من أملاك حريتي، وقد فعلت ما أردت ، وأحيانا كنت أفعل شيئا لمجرد التجربة، أو التعرف عليه فقط.
وهكذا .... كنت أسخر من هاجس الحب ، وكنت أردد مع نفسي ، وأمام صديقاتي:
- لا يوجد حب .... الناس يتسلون فقط .. العواطف أصبحت مثل الاسفنجة، تمتص الكثير، وبضغطة واحدة تفرغ الاسفنجة ما امتصته ، وتجف
يبدو أنن كنت مخطئة .... فلا قلبي إسفنجة ، ولا أفكاري كانت ثابتة وواضحة كل تلك الفترة من الزمن الذي اسميته أنت: هشا!
قلبي اليوم يرفض أن يجف من ماء حبك .
حاولت - في البدء - أن أجعلك امتصاص قلبي - الاسفنجة .... أمتصك وأفرغك، وأجف سعيدة .... مثل أي وقت تتمدد فيه حريتي، وأغذيها ، ثم اغمض عيني وأنام بكل ارتياح .... لأنني فعلت ما أريده.
الآن .... "أظن " أنني لا أستطيع.
الآن .... تسدد حبك إلى خاصرة حريتي الشخصية أو الذاتية .... استعبدني التفكير فيك!
أكيد .... أنت سعيد جدا بهذه النتيجة، لأنك أناني .... ولأنك تقول لي دائما:
- الحب أناني .... لا يرضى أبدا بأية خاطرة أخرى تشاركه!
- ولكن .... صدقني انني ايضا سعيدة بحبك، إلا أن التفكير يرهقني كلما التقينا .... كلما تضطرنا الظروف أن لا نلتقي ، وأيضا .. كلما انتصب عنادي لنفسي ولعواطفي برغبة تدفعني ان لا أراك!
جلست هذه الليلة أفكر .... وما أطول تفكيري هذه الأيام!
هل قلت أفكر؟!
تعرف ؟ .... حتى هذه " النعمة " في الشعور بالحرية، فقدتها معك .... حينما تربعت في داخلي ، فأنا لم أعد أطيق أن أفكر أيضا ، ولا أجد الوقت للاستمتاع بهذه الحرية الفريدة .... حتى لو كنت وحدي في مناجاة مع نفسي!
تفكيري قد انحصر فيك . وأحاول أن أتمرد .... أن أعود إلى طبيعتي وارادتي، و"اقرار" الغائك من تفكيري، والقائك خارج نفسي، وأبادر بالاتصال الهاتفي مع صديقاتي ، وأشغل الهاتف وقتا طويلا ، وأفكر في مشاريعي وعملي، وانشغل بمسؤوليات البيت.
يمضي وقت لا أحس بانتهائه، وأفرح انك بعدت عني، وانن لم أفكر فيك. وحين أسترخي من تعب العمل، أو التشاغل .. يأتيني صوتك من أعماقي.
لا أقص عليك هذه المواقف العابرة لتمتلئ غرورا .... ها .... يمكنني في لحظة أن أنفيك من شعوري وخواطري!
هل تضحك ؟!
كلما وجدت نفسي وحدي - في الليل أو أي وقت - أقف باب غرفتي، وأخرجك من صندوق أضعه في دولابي .... كأنك أهم أسراري اليوم. ألست تهمتي؟!
أفتح الصندوق الذي بات يضيق بمحتواه، وأخرج رسائلك وأعيد قراءتها للمرة التي لم أعد أذكر عددها!
لماذا تبتسم الآن .... كأنني أعترف بحبك؟!
عليك ان تخاف مني .... من مزاجيتي، وفجأة إخراجك من حياتي!
أنت مغرور يا حبيبي .... أقولها لك ثانية، وأعرف أنني غرورك!
- تقولي لي مرارا: لو أصابني الغرور، فأنت السبب، لأنني حبيبك!
- أنت لست حبيبي .... أنا فقط حبيبتك!
الله يلعن جواباتك!
أرجوك - علشان خاطري - ابعث لي برسالة جديدة .... فأنا أموت في رسائلك!
لكن رسائلك تعذبني .... في نفس الوقت الذي تحييني فيه، وترغدني.
أني أترجمها .... بكل ما أعرفه عنك، وبخوفي منك أن تتركني فجأة!
إني أفسر كلماتها حسب مزاجي .... كلمة، كلمة .... وأزعل، وأضحك وأرضى ، وأتدفق كما تقول.
أسرتني هذه الرسائل .... أصبحت أنت عالمي الحر والسري .... أنت حريتي وأنت مشكلتي.
أطلب منك ان تحل لي مشكلتي .... لكن أرجوك لا تبعد، لا تختفِ من حياتي .... أنت راحتي وتعبي ....أنت حريتي وعبوديتي!
عندك ومعك .... أمتلك حريتي الشخصية، وأرضى بعبودية ذاتي وعواطفي لك.
أحس أن ما نحياه معا، أو ما أحياه معك هو برغبتي، ومن أعماقي وإحساسي .... بمعنى: أنك حريتي، أو الرمز الذي يعبر عن حريتي!
عندما عدت اليك .... تنازلت عن نظام حياتي المعتاد، هذا النظام يشعرني انه هو الذي صادر حريتي الذاتية .... بله أهملت الكثير مما يبدو واجبا نحو الآخرين الذين يرتبطون بي وأعيش معهم.
أنا أحبك .... أحب جواباتك. أشعر انني أسعد امرأة عندما تكتب لي، وأصير حزينة ومكتئبة "لما تبطّل تكتب لي"!
أبتسم الآن لهذه الخاطرة التي توسطت تفكيري فيك:
أنت تحتج و" تـَـزْمُر"، وتزعل .... لأني لا أكتب لك كثيرا، بينما أنت تواظب على الكتابة إلي.
- تقولي لي: اذا كنت مصرّة أن لا تكتبي لي، فاكتبي لنفسك في كراستك .... كأنك بذلك تبوحين .... تفرغين شحنة النفس وترتاحين من همومك، ومن هواجسك، ومن أحزانك الليلية.
- أقول لك: لا بد أن تفتح عيادة نفسية، فأنت طبيب نفسي!
أعترف لك أنني جربت هذه الطريقة مرة واحدة وأراحتني .... شعرت حين نفذتها أنني أمارس حريتي الشخصية: أرفض، أغضب . أشتم من أريد. اصرخ. أغني. أحب. أتألم. أتعاطف مع مشاعري،وحتى مع رغباتي.
أصبحت عندي "كراسة" هي السر، لابد ان أضعها في البنك المركزي، كالثروة التي يخاف عليها المرء من اللصوص .. حتى أنت لم أطلعك عليها لأنك لص، ولعل هذا البوح إلى نفسي .. هو الشيء الوحيد الباقي الذي نجا من سيطرتك على حريتي.
البارحة .. كتبت لك رسالة مستفيضة - يا هي حلوة! - شعرت أنني انسكب مع سطورها. لما استيقظت في الصباح وقرأتها .. سارعت إلى تمزيقها!
أعرف أنك ستغضب الآن، على الأقل ستحزن، أنا أيضا حزنت وندمت بعد تمزيقها!
أحس أني ارتبط بك .... هذا الحب يخلخلني!
نفسي "أبطّل" من هذا الحب. الحب "عادة سيئة" في عصرنا هذا. أرفض أن يكون إدمانا!
تعرف أنني تعودت على استغراب الناس مني، ومن بعض مشاعري؟!
الدنيا تضايقني احيانا .... رغم مساحة الترف في حياتي.
وعندما عدت اليك، أو أنت الذي عدت - لافرق - ناديتك: يا منجدي!
أنت بالفعل منجدي .... الوحيد المنقذ الذي يستطيع أن يردني إلى حياتي القديمة .... إلى انطلاقتي ومرحي، وتفاؤلي، وأشيائي الخاصة الحميمة إلى نفسي. لأنك أنت حياتي الحلوة، الأصلية التي أحبها، وأصر أن تعود!
استأنس جدا، وارتاح، واسترخي .... وأنت تقولي لي:
- أحيانا اتعب من مدك وجزرك .... من "حالاتك" غير العادية، ففي وقت تكوني متدفقة، لا ترين غيري أمامك وفي صدرك، وفي وقت آخر: متكبرة وجارحة .. في وقت أنت دافئة وطبيعية وتتكلمين من صدق نفسك، وفي وقت أنت ملونة وباردة ، وودك لحظتها أن تصدري أوامرك فقط!
أضحك وأنت تقول لي مغتاظا: انني بذلك أتمرد عليك .... أحاول أن أفك قيودي، وأحطم أسرك لي، وأستعيد حريتي منك، وأنجح لعدة دقائق حين أقدر أن لا أفكر فيك!
أرجوك .... لا تزعل مني، "لا بالعامي ولا بالنحوي"!
- تقولي لي: أرفض أن تصفي الحب بأنه "عادة سيئة" .... السوء هو الحقد والكراهية والجحود ونكران صدق النفس، والفراق .. والأجمل أن يكون الإنسان عفويا وطبيعيا!
يا كثر فلسفاتك ! أغتاظ منك - أحيانا - لأنك تحبني بهذا الاندفاع، وأخاف أن تترمد هذه الجمرة.
أعرف أنني لست نزوتك ولا رغبتك المؤقتة. إن جنون الروعة هو في إصرارنا معا على الأمل .... على الأنبل والأعمق، لكنك تريد أن تصادر حريتي!
- تقولي لي: أحلم أن نسافر إلى مكان بعيد .... إلى غابة نجري فيها، ونرى السماء بعين واحدة، وارتفاع الأشجار بنظرة واحدة .... أضغط على يدك بحنان، وأقبلها كظمآن يرتوي، وتأخذي يدي وتحيلينها إلى وسادة لرأسك المتعب!
ودّي نتخانق، وأصالحك .... تبدو طفلا مشاكسا وعنيدا، فأعلمك حنان الأمومة.
أنت متسلط، ومقتحم. تذكُر يوم غضبت مني لأني تركتك في الصالون وحدك. وجلست احكي مع صديقتي بالهاتف؟ يومها ثرت .... انفعلت .... صممت أن تأخذ نفسك وتخرج بها أيها الاستفزازي!
فقط .... أعد لي حريتي!
ولكن .... كيف ؟!
الكاتب السعودي: عبدالله الجفري
<font size="3" face="simplified arabic" color="silver"></font></marquee></TD></TR></TABLE>
</font>
</font></b>
[ فـقـط .... حـريـتـهـا ]
.
.
جلست الليلة مع نفسي .... اشتقت إلى نفسي كثيرا !
منذ أن عدت إليك .... شعرت أنني فقدت نفسي ، بل أنت الذي سرقت نفسي مني ....استعمرتها .... سيطرت على كل لحظة في يومي وليلي !
أريد أن أخلص منك ، فقد أرهقتني .... أرهقني حبي لك، وجنونك بي.
- تساءلت: هل أنا أحبك حقا .... هل هذا حب، أم " هبل "؟!
كثيرا ما طرحت هذا السؤال على نفسي، وتعبت.
- قلت لك: انك غيّرت حياتي .... عصفت بنظامي اليومي المعتاد .... "برتم" يومي وهدوء ليلي، أو حتى ببلادة هذا الليل .
كنت حرة قبل ان تقتحم حياتي مرة أخرى.
هذا لا يعني أنني كنت ميتة قبل عودتك إلى أيامي . بالعكس .... كنت استمتع بالسهرات مع صديقاتي ، وأدعوهن إلى بيتي لنسهر حتى ساعات الصباح الأولى .... ثم أهدأ في غرفتي، أقرأ وأسمع موسيقى ، وأمارس حريتي الذاتية كما يحلو لي !
كنت أحب السفر .... دائما أسافر، وتعبر من أمامي وجوه عديدة .... ملونة، وأبيض وأسود !
كنت أنطلق تحت السحب والأمطار ، وعلى امتداد الأرض، وفي البرد .... لا أخاف من شيء .... لا أحسب حسابا لأحد، إلا ما أريده ، أو أفكر فيه .... ما أرغبه وما أرفضه .
أنت الآن "تهمني" . ليس بمعنى أنني أهتم بك .... لا تفرح! ولكن بمعنى أن تحملني همومك القادمة!
- تقول لي: سيأخذك الصيف إلى بعيد .... ترحلين وتتركينني وحدي أعاني من فراقك.
- أقول لك: ولماذا الصيف ؟ قد أسافر غدا . لا تقيدني من فضلك، فأنا اذا احتجت أن أسافر .... فلابد أن أفعل ذلك. أنا حرة وأنت حر .
- تقول لي: وأنا ؟ .... ألا تشتاقين إلي في رحلتك ؟!
أقول لك: لا أدري .... أريد أن أجرب . لقد سافرت كثيرا وأنت بعيد عني .... خارج إطار ايامي، وانقطع بيننا حتى التزام الحب .. وركضت بعيدا، ورأيت ، وجربت، وسئمت، وضحكت .. لم تكن في محيط قلبي بهذه الصورة اليوم ، ولم تكن تخطر على بالي.
تذكرت الآن .... فقد خطرت على بالي مرات معدودة، ولكني لم أعد أتذكر الآن : لماذا جئت في خاطري حينذاك؟
ربما لأنني عرفت فيك - في الزمن القديم - ميزة، أو لعلني لم أعد أتذكر موقف لك معي!
المهم أنني تذكرتك، وطردتك من خواطري بسرعة .... فالوقت الذي كنت أسفحه كان من أملاك حريتي، وقد فعلت ما أردت ، وأحيانا كنت أفعل شيئا لمجرد التجربة، أو التعرف عليه فقط.
وهكذا .... كنت أسخر من هاجس الحب ، وكنت أردد مع نفسي ، وأمام صديقاتي:
- لا يوجد حب .... الناس يتسلون فقط .. العواطف أصبحت مثل الاسفنجة، تمتص الكثير، وبضغطة واحدة تفرغ الاسفنجة ما امتصته ، وتجف
يبدو أنن كنت مخطئة .... فلا قلبي إسفنجة ، ولا أفكاري كانت ثابتة وواضحة كل تلك الفترة من الزمن الذي اسميته أنت: هشا!
قلبي اليوم يرفض أن يجف من ماء حبك .
حاولت - في البدء - أن أجعلك امتصاص قلبي - الاسفنجة .... أمتصك وأفرغك، وأجف سعيدة .... مثل أي وقت تتمدد فيه حريتي، وأغذيها ، ثم اغمض عيني وأنام بكل ارتياح .... لأنني فعلت ما أريده.
الآن .... "أظن " أنني لا أستطيع.
الآن .... تسدد حبك إلى خاصرة حريتي الشخصية أو الذاتية .... استعبدني التفكير فيك!
أكيد .... أنت سعيد جدا بهذه النتيجة، لأنك أناني .... ولأنك تقول لي دائما:
- الحب أناني .... لا يرضى أبدا بأية خاطرة أخرى تشاركه!
- ولكن .... صدقني انني ايضا سعيدة بحبك، إلا أن التفكير يرهقني كلما التقينا .... كلما تضطرنا الظروف أن لا نلتقي ، وأيضا .. كلما انتصب عنادي لنفسي ولعواطفي برغبة تدفعني ان لا أراك!
جلست هذه الليلة أفكر .... وما أطول تفكيري هذه الأيام!
هل قلت أفكر؟!
تعرف ؟ .... حتى هذه " النعمة " في الشعور بالحرية، فقدتها معك .... حينما تربعت في داخلي ، فأنا لم أعد أطيق أن أفكر أيضا ، ولا أجد الوقت للاستمتاع بهذه الحرية الفريدة .... حتى لو كنت وحدي في مناجاة مع نفسي!
تفكيري قد انحصر فيك . وأحاول أن أتمرد .... أن أعود إلى طبيعتي وارادتي، و"اقرار" الغائك من تفكيري، والقائك خارج نفسي، وأبادر بالاتصال الهاتفي مع صديقاتي ، وأشغل الهاتف وقتا طويلا ، وأفكر في مشاريعي وعملي، وانشغل بمسؤوليات البيت.
يمضي وقت لا أحس بانتهائه، وأفرح انك بعدت عني، وانن لم أفكر فيك. وحين أسترخي من تعب العمل، أو التشاغل .. يأتيني صوتك من أعماقي.
لا أقص عليك هذه المواقف العابرة لتمتلئ غرورا .... ها .... يمكنني في لحظة أن أنفيك من شعوري وخواطري!
هل تضحك ؟!
كلما وجدت نفسي وحدي - في الليل أو أي وقت - أقف باب غرفتي، وأخرجك من صندوق أضعه في دولابي .... كأنك أهم أسراري اليوم. ألست تهمتي؟!
أفتح الصندوق الذي بات يضيق بمحتواه، وأخرج رسائلك وأعيد قراءتها للمرة التي لم أعد أذكر عددها!
لماذا تبتسم الآن .... كأنني أعترف بحبك؟!
عليك ان تخاف مني .... من مزاجيتي، وفجأة إخراجك من حياتي!
أنت مغرور يا حبيبي .... أقولها لك ثانية، وأعرف أنني غرورك!
- تقولي لي مرارا: لو أصابني الغرور، فأنت السبب، لأنني حبيبك!
- أنت لست حبيبي .... أنا فقط حبيبتك!
الله يلعن جواباتك!
أرجوك - علشان خاطري - ابعث لي برسالة جديدة .... فأنا أموت في رسائلك!
لكن رسائلك تعذبني .... في نفس الوقت الذي تحييني فيه، وترغدني.
أني أترجمها .... بكل ما أعرفه عنك، وبخوفي منك أن تتركني فجأة!
إني أفسر كلماتها حسب مزاجي .... كلمة، كلمة .... وأزعل، وأضحك وأرضى ، وأتدفق كما تقول.
أسرتني هذه الرسائل .... أصبحت أنت عالمي الحر والسري .... أنت حريتي وأنت مشكلتي.
أطلب منك ان تحل لي مشكلتي .... لكن أرجوك لا تبعد، لا تختفِ من حياتي .... أنت راحتي وتعبي ....أنت حريتي وعبوديتي!
عندك ومعك .... أمتلك حريتي الشخصية، وأرضى بعبودية ذاتي وعواطفي لك.
أحس أن ما نحياه معا، أو ما أحياه معك هو برغبتي، ومن أعماقي وإحساسي .... بمعنى: أنك حريتي، أو الرمز الذي يعبر عن حريتي!
عندما عدت اليك .... تنازلت عن نظام حياتي المعتاد، هذا النظام يشعرني انه هو الذي صادر حريتي الذاتية .... بله أهملت الكثير مما يبدو واجبا نحو الآخرين الذين يرتبطون بي وأعيش معهم.
أنا أحبك .... أحب جواباتك. أشعر انني أسعد امرأة عندما تكتب لي، وأصير حزينة ومكتئبة "لما تبطّل تكتب لي"!
أبتسم الآن لهذه الخاطرة التي توسطت تفكيري فيك:
أنت تحتج و" تـَـزْمُر"، وتزعل .... لأني لا أكتب لك كثيرا، بينما أنت تواظب على الكتابة إلي.
- تقولي لي: اذا كنت مصرّة أن لا تكتبي لي، فاكتبي لنفسك في كراستك .... كأنك بذلك تبوحين .... تفرغين شحنة النفس وترتاحين من همومك، ومن هواجسك، ومن أحزانك الليلية.
- أقول لك: لا بد أن تفتح عيادة نفسية، فأنت طبيب نفسي!
أعترف لك أنني جربت هذه الطريقة مرة واحدة وأراحتني .... شعرت حين نفذتها أنني أمارس حريتي الشخصية: أرفض، أغضب . أشتم من أريد. اصرخ. أغني. أحب. أتألم. أتعاطف مع مشاعري،وحتى مع رغباتي.
أصبحت عندي "كراسة" هي السر، لابد ان أضعها في البنك المركزي، كالثروة التي يخاف عليها المرء من اللصوص .. حتى أنت لم أطلعك عليها لأنك لص، ولعل هذا البوح إلى نفسي .. هو الشيء الوحيد الباقي الذي نجا من سيطرتك على حريتي.
البارحة .. كتبت لك رسالة مستفيضة - يا هي حلوة! - شعرت أنني انسكب مع سطورها. لما استيقظت في الصباح وقرأتها .. سارعت إلى تمزيقها!
أعرف أنك ستغضب الآن، على الأقل ستحزن، أنا أيضا حزنت وندمت بعد تمزيقها!
أحس أني ارتبط بك .... هذا الحب يخلخلني!
نفسي "أبطّل" من هذا الحب. الحب "عادة سيئة" في عصرنا هذا. أرفض أن يكون إدمانا!
تعرف أنني تعودت على استغراب الناس مني، ومن بعض مشاعري؟!
الدنيا تضايقني احيانا .... رغم مساحة الترف في حياتي.
وعندما عدت اليك، أو أنت الذي عدت - لافرق - ناديتك: يا منجدي!
أنت بالفعل منجدي .... الوحيد المنقذ الذي يستطيع أن يردني إلى حياتي القديمة .... إلى انطلاقتي ومرحي، وتفاؤلي، وأشيائي الخاصة الحميمة إلى نفسي. لأنك أنت حياتي الحلوة، الأصلية التي أحبها، وأصر أن تعود!
استأنس جدا، وارتاح، واسترخي .... وأنت تقولي لي:
- أحيانا اتعب من مدك وجزرك .... من "حالاتك" غير العادية، ففي وقت تكوني متدفقة، لا ترين غيري أمامك وفي صدرك، وفي وقت آخر: متكبرة وجارحة .. في وقت أنت دافئة وطبيعية وتتكلمين من صدق نفسك، وفي وقت أنت ملونة وباردة ، وودك لحظتها أن تصدري أوامرك فقط!
أضحك وأنت تقول لي مغتاظا: انني بذلك أتمرد عليك .... أحاول أن أفك قيودي، وأحطم أسرك لي، وأستعيد حريتي منك، وأنجح لعدة دقائق حين أقدر أن لا أفكر فيك!
أرجوك .... لا تزعل مني، "لا بالعامي ولا بالنحوي"!
- تقولي لي: أرفض أن تصفي الحب بأنه "عادة سيئة" .... السوء هو الحقد والكراهية والجحود ونكران صدق النفس، والفراق .. والأجمل أن يكون الإنسان عفويا وطبيعيا!
يا كثر فلسفاتك ! أغتاظ منك - أحيانا - لأنك تحبني بهذا الاندفاع، وأخاف أن تترمد هذه الجمرة.
أعرف أنني لست نزوتك ولا رغبتك المؤقتة. إن جنون الروعة هو في إصرارنا معا على الأمل .... على الأنبل والأعمق، لكنك تريد أن تصادر حريتي!
- تقولي لي: أحلم أن نسافر إلى مكان بعيد .... إلى غابة نجري فيها، ونرى السماء بعين واحدة، وارتفاع الأشجار بنظرة واحدة .... أضغط على يدك بحنان، وأقبلها كظمآن يرتوي، وتأخذي يدي وتحيلينها إلى وسادة لرأسك المتعب!
ودّي نتخانق، وأصالحك .... تبدو طفلا مشاكسا وعنيدا، فأعلمك حنان الأمومة.
أنت متسلط، ومقتحم. تذكُر يوم غضبت مني لأني تركتك في الصالون وحدك. وجلست احكي مع صديقتي بالهاتف؟ يومها ثرت .... انفعلت .... صممت أن تأخذ نفسك وتخرج بها أيها الاستفزازي!
فقط .... أعد لي حريتي!
ولكن .... كيف ؟!
الكاتب السعودي: عبدالله الجفري
<font size="3" face="simplified arabic" color="silver"></font></marquee></TD></TR></TABLE>
</font>
</font></b>