PDA

View Full Version : العباءة وثقافة الجنس


سفير الحزن
04-02-2001, 06:33 AM
http://server1.alriyadh.com.sa/30-01-2001/images/tork.jpg

في الأمثال الشعبية يقال لمن يداري معلومة أو وجود شيء بشواهده وهو لا يستطيع ذلك بأنه مثل من يريد أن يستر الشمس بعباته.. فهل بمقدور مشلح رجل أو عباءة امرأة في شرقنا العربي بصفة عامة أو في بلادنا أن يواري انتشار مفاهيم وأنماط ومثيرات الحضارة الغربية..؟..

العزلة ليست حلاً فقد يفعلها من له قناعة بذلك لكن لن يتقبلها من ستأتيه تلك المفاهيم والأنماط المثيرة عبر فضاء رحب ليست المحطات الفضائية إلا بعضاً محدوداً من أدواته وهو محدود التجربة والمعرفة؟..

وهل العالم العربي على وعي بما يحدث وأيضا في حالة تقبل لفرض إرادة مواجهة واعية..؟..

الشواهد تقول إن المؤلفات العربية وسبق أن تعرضنا للفيديو كليب والسينما وحياة النجوم الخاصة يوم أمس.. بقي الكتاب.. المجلة.. أذكر أنني قرأت موضوع مقابلة مع فنانة في إحدى المجلات التي لا يعلم معظمنا أين موقع صدورها، وفي ذلك اللقاء يسألها الصحفي ما إذا كانت تحب الأطفال فتجيب بنعم، ثم يردف .. هل يعني ذلك انك قررت الزواج.. فترد.. وهل الزواج وحده مصدر الأطفال..؟.. ثم هل تستطيع مجلة نسائية أو فنية أن تروِّج لوجودها دون خبر فضيحة على الغلاف أو صورة متهتكة..؟..

لقد ظلت أحلام مستغانمي تكتب وتكتب منذ أكثر من عشرين عاما.. مقالة وقصيدة.. لكن لم يلتفت لها أحد وحين أصدرت مؤخراً "ذاكرة الجسد" أصبحت تنعم بشهرة واسعة ومبيعات مغرية مع أن كل الذي فعلته استعارتُها لنمط قديم كان يكتبه إحسان عبدالقدوس في الستينات وما قبلها.. قبل فترة ثارت ضجة حول كتاب موءود غير مرغوب عنوانه "وليمة أعشاب البحر" وقد تخاطفه الناس عندما قيل إن فيه تجاوزات دينية وأخلاقية رغم أنه ركيك وإفراز لعقد شيوعي سابق.. ثم أخيراً ما تعيشه وزارة الثقافة المصرية من أزمة حين اتُّهمت بخنق الحريات ومحاصرة الثقافة وكل ما في الأمر هو أنها اعترضت على وجود عبارات جنسية صارخة.. لماذا كتبت تلك العبارات؟.. بالتأكيد ليس بسبب شفافية فنية ولكن برغبة انتشار سريعة ومربحة.. هل نسلّم بأنه ليس بمقدور العباءة أن تستر أفقاً هائلا يمتد حولنا؟.. أجزم بالجواب لا.. لكن ليس بالعزلة وإنما بأن تكون المواجهة فنياً وعقلياً وثقافياً تتم عبر دراسات وزارات متخصصة يهمها ذهنية جيل مراهق أكثر مما يهمها تصور خاطئ يرى في استباحة الأخلاق حرية ثقافية.. ثم إحلال البديل اللائق.. البديل المقنع.. وأمامنا تجربة ناجحة لعملٍ كثيرون يرون انه ضدنا لكن لابد من التسليم بكونه عملاً ذكيا وناجحاًً وأعني به قناة الجزيرة التي لم تخلط السم بالدسم عبر مسلسلة أو أغنية أو فيلم، ولكنها فعلت ذلك عبر برامج وثائقية وثقافية وعلمية مثيرة.

هل توجد مراكز متخصصة واعية ذات ثقافة حديثة غير منغلقة قادرة على الإقناع وإحلال البديل ليس بالعزلة أو قسراً ولكن بواقع ثقافي وإعلامي وتربوي له كفاءة النفاذ والإقناع.. وهذه هي المهمة الصعبة التي لم تمارَس بعد..

رئيس تحرير جريدة الرياض
تركي عبداللة السديري

هبه الرحمن
08-02-2001, 06:40 AM
الأخ سفير الحزن
شكرا على اختيارك هذه المقاله
في تصوري القاصر أن الأعلام العربي ليس فقط لا يعي بما يحدث بل هو لا يريد أن يعي وسيعاقب كل من ينبهه لما يجري من أحداث حوله ... هبه الرحمن