PDA

View Full Version : ( التمس لأخيك سبعين عذراً )


أبو لـُجين ابراهيم
03-02-2001, 08:22 AM
( التمس لأخيك سبعين عذراً )

سوء الظن ذلك الداء الذي أخذ يستشري في علاقاتنا ليمزقها ويزلزل كيان المحبة ليحطمها فتنهار أمام كلمة تصافح مسامعنا أو موقف يتراءى لنا أو وشاية ملفقة يبثها الواشون إلينا لتترك مردودها السلبي في نفوسنا فنغضب ونعتب ثم نتفحص هذا السلوك أو ذاك الموقف تحت المجهر لنفسره وفق ظنون سيئة فنصدر الأحكام غير مئدين في إصدارها ونستسلم لما تبثه في عقولنا من أفكار وما تترجمه لنا من معتقدات وما تتركه من آثار نفسية تبعث القلق في دواخلنا فتوؤرقنا وتجعلنا نفقد ثقتنا بهم ولا سيما إذا صدرت ممن تربعوا على عرض قلوبنا أو ممن يشكلون أهمية كبرى في حياتنا وننأى عن طرح الأعذار او الظنون الحسنة ونظل واجمين نصافح الجفاء ونلجأ للهجران ، نصم الآذان عن سماع الأعذار ونبتعد عن المواجهة والتحقق من المواقف والكلمات وكأن البشر ملاكاً لا يخطئ ! ولا نعلم أننا نقصف بذلك كل شجرة كانت بالمحبة تظللنا ؟


ترى .. هل نشتكي من حساسيتنا المفرطة إزاء المواقف والكلمات العابرة ؟ أم بدافع الحب الذي يجعلنا نرى محبينا لا يخطئون فنعتب عليهم ؟ أم هو اتباع للهوى وحب الذات أم هي وساوس لشيطان ؟

عن جابر رضي الله عنه قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ) رواه مسلم .

( التحريش ) : الإفساد وتغيير قلوبهم وتقاطعهم ( رياض الصالحين : 411 ) .

فهل نمحو كل ما يسيء لعلاقاتنا الإنسانية ونبعد كل ما يحجب شمس الحب والتسامح عن دروبنا ؟ وهل نطلق رياح الثقة والوداد لتقتلع جذور الشحناء والنفور والتباغض والجفاء لتزرع بذور الألفة والتعاون والتعاطف والإخاء ؟

إنها دعوة صادقة لبلورة أفكارنا السلبية التي دائماً ما تنحدر بنا نحو الظنون السيئة لأفكار إيجابية وظنون حسنة تنثر الأعذار في طريق العلاقات لتطودها فتمد جسور الحبة وتزيد من وشائجها وما أصدق من قال ( التمس لأخيك سبعين عذراً ) .