حارس الزمن
02-02-2001, 02:42 AM
·* كانت الحمير في ماض من الزمان برية وحشية تماماَ فكانت تأكل إذا جاعت ، وتشرب إذا عطشت وترتع في العشب كما تشتهي ...وأحياناً يجيء الأسد فيفترس منها حماراَ ..فتهرب البقية صارخة صراخ الحمير ..ولكنها في اليوم التالي لا تفكر في ذلك وتعود إلى نهيقها وشربها وأكلها وجريها ونومها ...- وباستثناء يوم الأسد - كان كل شيء يسير بطرقة لا بأس بها .. وذات يوم ، وصل"ملوك الخليقة" إلى ديرة الحمير مسرورين برؤية هذا المخلوقات الجديدة فهرولت لمشاهدة البشر ... وقالت الحمير بعضها لبعض وهي تهرول ..يالها من حيوانات متجهمة ! تمشي على رجلين ! وآذانها صغيرة جداً إنها ليست جميلة ... لكن علينا على كل حال أن نعد لاستقبالها حفلة بسيطة ، فذلك أول ما يجب ..وراحت الحمير تسليهم بالتمرغ في العشب ، والوثب بقوائمها .. ثم انطلقت تغني ألحانا ( حميرية ) وبعد ذلك بدأت – ومن باب المزاح –تدفع بني آدم بأجسامها دفعاً خفيفاً ، ليسقطوا أرضاً .. ولكن الإنسان لا يحب المزاح إذا لم يكن هو الذي يمزح .. وفي خمس دقائق كانت جميع الحمير مكتوفة بأيدي الناس ! ما عدا جحشاً صغيراً أخذوه وذبحوه .. ثم شووه على السفود ، والبشر حوله في أيدهم السكاكين .. وعندما نضج الجحش بدأ الناس يأكلون وقد بدا عليهم الامتعاض ، وعدم الاستحسان ، فرموا سكاكينهم على الأرض ، وقال أحدهم لنفسه : إن طعمه لا يشبه العجل . فقال آخر إنه غير طيب ... أنا أفضّل الغنم ... وصاح ثالث وهو يبكي : إنه رديء ، فظنت الحمير أن بكاءه لأسف على ما فعلوا واستبشرت الحمير وقالت : سيطلقوننا أحراراً ، أما الناس فراحوا يتحدثون ، ويشيرون بأيديهم ورؤوسهم إشارات غريبة ..ثم قالوا معاً : إنها حيوانات لا تصلح للأكل ، وأصواتها منكرة ، وآذانها مفرطة الطول ، ولا بد أن تكون في غاية البلادة ، ولا تقرأ ولا تعرف الحساب وسوف نسمي كل منها " حمارا " هكذا قررنا ، وسوف تحمل أثقالنا ... هيا بنا !
· وهكذا ساق الناس الحمير منذ ذلك اليوم ....
· قصة أسطورية قرأتها لكم من الأدب الفرنسي ومؤلفها ( جاك بريفير ) ترجمها أستاذنا الدكتور : حسن ظاظا رحمه الله
· وشكرا.....وما رأيكم يا .... أحبائي
· أخوكم : حارس الزمن
· وهكذا ساق الناس الحمير منذ ذلك اليوم ....
· قصة أسطورية قرأتها لكم من الأدب الفرنسي ومؤلفها ( جاك بريفير ) ترجمها أستاذنا الدكتور : حسن ظاظا رحمه الله
· وشكرا.....وما رأيكم يا .... أحبائي
· أخوكم : حارس الزمن