PDA

View Full Version : فن التعامل مع الآخرين (2) مع التطبيق العملي


سردال
30-01-2001, 12:43 AM
تكلمنا في الجزء السابق من السلسلة عن أهمية النية والحب الخالص في تعاملنا مع الغير وبينا أهمية العلاقات ولماذا يجب على الإنسان أن يهتم بموضوع العلاقة، واليوم نضع بعض الأسس للأشخاص الراغبين في تحسين مستواهم في تعاملهم مع الآخرين، وهي تتعلق بذواتهم وبأنفسهم، وكما يقول المثل: كل إناء بما فيه ينضح، والإنسان بما في نفسه ينتج ويتعامل مع الآخرين، فإن كان ما في نفسه خيراً فسينتج خيراً وسيتعامل مع الناس بالحسنى، وإن كان غير ذلك فإنه سيتعامل بالشر مع الناس ولا ينتج إلا شراً.

عليك أولاً أن تبدأ بنفسك، فتنميها من جميع نواحيها، فإذا ما وجدت قصوراً حاول أن تتلفى هذا القصور وحاول أن تسد النقص، حتى تكون متكاملاً في نفسك فتكون كاملاً في تعاملك كع الآخرين، والكمال لله وحده، إذ أنك ستجد دائماً وعلى طول حياتك وجوهاً للنقص في نفسك فكن دائماً في سعي للتحسين والإصلاح.

وإصلاح النفس يكون بالإيمان والعلم، فالإنسان المؤمن بما عند الله يختلف في تعامله مع الناس عن الإنسان الذي لا يؤمن بالله، فالأول ينظر إلى الناس والأحداث من حوله بنظرة أخروية سماوية، والثاني ينظر إلى الناس بنظرة دنيوية أرضية متعلقة بالطين والمادة فقط، فعليك أن تنمي الإيمان بنفسك وأن تزداد بزاد العلم، والعلم نعني هنا كل علم مفيد، في مقدمتها العلم الشرعي ثم العلوم الأخرى المهمة لحياة الإنسان في دنياه ودينه.

وإصلاح النفس يكون أيضاً أن تعيش حياتك مضاعفة، أعني أن لا تعيش حياتك لنفسك فقط، بل تعيشها للآخرين، تحمل همومهم وتشاركهم في أفراحهم، وتحاول أن تصلح في حالهم، يجب أن تنمي في نفسك الهمة العالية حتى تعيش حياتك مضاعفة، فأصحاب الهمم الضعيفة ولو كانوا علماء، لن يقدموا للناس شيئاً لأن نفوسهم خارت وهممهم دنت، وحماستهم خفت، فعاشوا في الحياة لأنفسهم فقط، وخبا ذكرهم بعد رحيلهم عن الدنيا.

الحياة المضاعفة تحتاج إلى تخطيط وتحديد أهداف وعمل دؤوب وهمة عالية وزاد من الإيمان والعلم، وتحتاج إلى وجود شبكة من العلاقات والمعارف حتى تؤدي هذه الحياة مهمتها.

تطبيق عملي:
قيم نفسك، وحدد مقدار القصور في إيمانك والعمل الذي يتبع هذا الإيمان، فإن كنت مثلاً مقصراً في أداء السنن، فاكتب ذلك واكتب هدفاً لك هو المحافظة على السنن الرواتب في هذا الأسبوع مثلاً، ثم حاول تطبيق الهد وقيم نفسك مرة أخرى في نهاية الأسبوع.
قيم نفسك من الناحية المعرفية، وحدد أوجه القصور، هل هي من قلة القراءة؟ أم من عدم حضور مجالس العلم؟ أم كسلاً؟ وهل أنت محتاج إلى استزادة معرفية علمية في جانب معين؟ كالفقه؟ أو التاريخ؟ أو اللغة؟ أو أي مجالاً آخر، ثم قم بتحديد هدفك للأسبوع القادم مثلاً: قراءة كتاب في التاريخ، وقم بتحديد اسم الكتاب ولا تكتفي بالتعميم، وفي آخر الاسبوع قيم نفسك.
إسأل نفسك، ما هو هدفي في الحياة؟ ما هي رسالتي؟ ما هو مقدار طموحي؟ هل أنا الآن أعيش حياة مضاعفة أم أنني أعيش حياتي فقط؟ وهذه الإسئلة قد تحتاج إلى أسابيع لتجد الإجابة، لذلك لا تستعجلها.

أميرة السعادة
01-02-2001, 03:44 PM
جزاك الله كل خير اخي الفاضل
ولكن التطبيق تواجهه في بعض الاحيان بعض الصعوبات
والعوائق بمااننا نعيش في مجتمع نتحمل الكثير فيه
من المسؤوليات .
وشكرا :) :)