بو عبدالرحمن
29-01-2001, 07:07 PM
-
بسم الله الرحمن الرحيم
في الدرس السابق :
http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=27706
تعلمنا كيف : أن روعة الأسلوب وجماله وقوة أثره ، تكمن :
في وضوحه .. وفي دقة اختيار الكلمة المناسبة ، ووضعها في موضعها الملائم الذي لا تنفر منه ..
واليوم سنركز على : ضرورة الاعتناء بالصورة ، وعرض الفكرة في صورة حية تجسد المعنى المراد ، بكلمات قليلة ، تتضمن معان كثيرة ، وحقائق ضخمة ..
ولا ننسى أن ننوه بالهدف الرئيس من هذه السلسلة :
أن نتعلم من أعظم وأروع وأرقى كتاب عرفته الدنيا ،كيف نكتب ،وكيف نعرض.
- -
يُلاحظ ملاحظة واضحة جدا في القرآن الكريم :
أنه يعبر بالصورة المحسوسة المتخيلة عن المعنى الذهني ، والحالة النفسية .. وعن الحادث المحسوس ، والمشهد المنظور .. وعن النموذج الإنساني ، والطبيعة البشرية .
ثم .. ثم يرتقي بالصورة التي رسمها : فيمنحها الحياة الشاخصة ، أو الحركة المتجددة .
فإذا المعنى الذهني : هيئة أو حركة …
وإذا الحالة النفسية : لوحة أو مشهـد…
وإذا النموذج الإنساني : شاخص حي …
وإذا الطبيعة البشرية : مجسمة مرئية …
فأما الحوادث والمشاهد ، والقصص والمناظر : فيردها شاخصة حاضرة ، فيها الحياة ، وفيها الحركة ..
فإذا أضاف إليها الحوار … فقد استوت لها كل عناصر التخييل ..:
فما يكاد ( العرض ) يبدأ .. حتى يُحـيل المستمعين : نظـارة .. وحتى ينقلهم فوراً إلى مسرح الحوادث الأولى الذي وقعت فيه _ أو ستقع _ حيث تتوالى المناظر .. وتتجدد الحركات …
وينسى المستمع أن هذا كلام يُتـلى ، ومثل يُضـرب ….!!
ويتخيّـل أنه منظر يُـعرض .. وحادث يقــع ..!
فها هو يرى شخوصا تروح على المسرح وتغدو … وهذه سمات الانفعال بشتى الوجدانات المنبعثة من الموقف المتساوقة مع الحوادث … وهذه كلمات تتحرك بها الألسنة فتنم عن الأحاسيس المضمرة …
إنها الحياة هنا .. وليست حكاية الحياة ..!
الأمثلة على ذلك : كل قصص القرآن الكريم … وكل مشاهد اليوم الآخر ..
بل الأمثلة على ذلك هي : القرآن كله ..
والآن أدعوك أن تقرأ القرآن هذه الليلة ، بهذا الحس .. وبهذا الشعور . وتتفاعل معه على هذا النحو .. وفي ذهنك هذه الحقيقة لا تنساها .. ثم انظر أي متعة رائعة ستجد نفسك فيها .. وأي لذة روحية ستشعر بها وأنت تحلق في أجواء هذا الكتاب الرباني العجيب ..!
لكن أرجوك لا تنسني من دعواتك وأنت تشعر بتلك الحالة الروحية العجيبة ..!
في درس اليوم فائدتان جليلتان _ بل فوائد _ ..
فإن لم تخرج بهاتين الفائدتين ، فأرجو أن تعيد القراءة من جديد ، لتبحث عنهما بتأمل طويل ..!
وكان الله في عونك …!!
في الدرس القادم سنعرض ( بعض ) الأمثلة التطبيقية _ كمجرد ( عينات ) على هذا الذي قلناه في درس اليوم ..
وما التوفيق إلا من الله وحده جل شأنه ، وتبارك اسمه ، ولا إله غيره .
بسم الله الرحمن الرحيم
في الدرس السابق :
http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=27706
تعلمنا كيف : أن روعة الأسلوب وجماله وقوة أثره ، تكمن :
في وضوحه .. وفي دقة اختيار الكلمة المناسبة ، ووضعها في موضعها الملائم الذي لا تنفر منه ..
واليوم سنركز على : ضرورة الاعتناء بالصورة ، وعرض الفكرة في صورة حية تجسد المعنى المراد ، بكلمات قليلة ، تتضمن معان كثيرة ، وحقائق ضخمة ..
ولا ننسى أن ننوه بالهدف الرئيس من هذه السلسلة :
أن نتعلم من أعظم وأروع وأرقى كتاب عرفته الدنيا ،كيف نكتب ،وكيف نعرض.
- -
يُلاحظ ملاحظة واضحة جدا في القرآن الكريم :
أنه يعبر بالصورة المحسوسة المتخيلة عن المعنى الذهني ، والحالة النفسية .. وعن الحادث المحسوس ، والمشهد المنظور .. وعن النموذج الإنساني ، والطبيعة البشرية .
ثم .. ثم يرتقي بالصورة التي رسمها : فيمنحها الحياة الشاخصة ، أو الحركة المتجددة .
فإذا المعنى الذهني : هيئة أو حركة …
وإذا الحالة النفسية : لوحة أو مشهـد…
وإذا النموذج الإنساني : شاخص حي …
وإذا الطبيعة البشرية : مجسمة مرئية …
فأما الحوادث والمشاهد ، والقصص والمناظر : فيردها شاخصة حاضرة ، فيها الحياة ، وفيها الحركة ..
فإذا أضاف إليها الحوار … فقد استوت لها كل عناصر التخييل ..:
فما يكاد ( العرض ) يبدأ .. حتى يُحـيل المستمعين : نظـارة .. وحتى ينقلهم فوراً إلى مسرح الحوادث الأولى الذي وقعت فيه _ أو ستقع _ حيث تتوالى المناظر .. وتتجدد الحركات …
وينسى المستمع أن هذا كلام يُتـلى ، ومثل يُضـرب ….!!
ويتخيّـل أنه منظر يُـعرض .. وحادث يقــع ..!
فها هو يرى شخوصا تروح على المسرح وتغدو … وهذه سمات الانفعال بشتى الوجدانات المنبعثة من الموقف المتساوقة مع الحوادث … وهذه كلمات تتحرك بها الألسنة فتنم عن الأحاسيس المضمرة …
إنها الحياة هنا .. وليست حكاية الحياة ..!
الأمثلة على ذلك : كل قصص القرآن الكريم … وكل مشاهد اليوم الآخر ..
بل الأمثلة على ذلك هي : القرآن كله ..
والآن أدعوك أن تقرأ القرآن هذه الليلة ، بهذا الحس .. وبهذا الشعور . وتتفاعل معه على هذا النحو .. وفي ذهنك هذه الحقيقة لا تنساها .. ثم انظر أي متعة رائعة ستجد نفسك فيها .. وأي لذة روحية ستشعر بها وأنت تحلق في أجواء هذا الكتاب الرباني العجيب ..!
لكن أرجوك لا تنسني من دعواتك وأنت تشعر بتلك الحالة الروحية العجيبة ..!
في درس اليوم فائدتان جليلتان _ بل فوائد _ ..
فإن لم تخرج بهاتين الفائدتين ، فأرجو أن تعيد القراءة من جديد ، لتبحث عنهما بتأمل طويل ..!
وكان الله في عونك …!!
في الدرس القادم سنعرض ( بعض ) الأمثلة التطبيقية _ كمجرد ( عينات ) على هذا الذي قلناه في درس اليوم ..
وما التوفيق إلا من الله وحده جل شأنه ، وتبارك اسمه ، ولا إله غيره .