بو عبدالرحمن
27-01-2001, 02:31 PM
_
بسم الله الرحمن الرحيم ...
يقول الله جل جلاله في محكم آيات كتابه الكريم :
( والصبح إذا تنفس ) ..
فماذا تعني هذه الألفاظ عند الكثيرين من دارسي اللغة العربية …؟
إنها تعني :
( استعارة مكنية في الصبح ، الذي شبهناه بإنسان .. وحذفنا المشبه به .. ورمزنا إليه بشيء من لوازمه وهو : تنفس ) !!
أو هي : تركيب جميل ، ذو إيقاع حين نقرنه إلى الآية قبله :
( والليل إذا عسعس * والصبح إذ تنفس )
فأين هذا مما يشيعه هذا التعبير في النفس الشاعرة ، من الحياة المُـفاضة على الطبيعة ؟ والأنس بهذه الحياة التي تتنفس في كل حي :
من الزهرة المتفتحة للندى .. إلى الطير المتيقظ من الكرى .. إلى الإنسان المتطلع إلى الضياء …؟!
أين هذا من الحركة الوئيدة المستشرفة للضوء والحياة ؟ تصورها لفظ ( تنفس ) …
وكأن كل كائن في هذا الوجود يفتح رئتيه لنسيم الشبح البليل ، وينفض الكرى من عينيه في استبشار وديع ..!
إن الفرق بين النظرة الأولى والنظرة الثانية :
لهو الفرق بين اللفظ الجامد ، والمعنى الطليق .. وهو الفرق بين الدمية الميتة ، والحورية المتراقصة في سبحات الخيال ..!!
الآن تعالوا نقرأ الآيات التي وردت في ثناياها هذه الصورة المبهرة الرائعة :
( فلا أقسمُ بالخنّـس * والجوار الكُنّـس * والليـل إذا عسـعس * والصبح إذا تنفـس : إنه لقول رسول كريم ...) إلى آخر الآيات ..
هل ترى صعوبة في التقاط المعنى المراد ..؟!
أوهل ترى إشكال في تناغم الصور وأنت تتابعها ؟
أو هل تحتاج إلى من يأخذ بيدك ليوضح لك ما لايتضح ؟؟
ربما ، تحتاج إلى من يقول لك معنى كلمة ( الخنس ) مثلا ..
وهذه مردها إلى المعاجم..
ثم لا تحتاج إلا أن تزيد الآيات تأملا ، لتعطيك من نبعها الغزير .. وخيرها العميم ..
وإلى حلقات قادمة بإذن المولى سبحانه ..
لنتعلم كيف نتذوق .. ولتتسع آفاق تصوراتنا مع النص ونحن نقرأه ( رغم وضوحه وعدم اللبس فيه ) .. فإلى لقاء قريب …
ودعواتكم لنا بالتوفيق والقبول من الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم ...
يقول الله جل جلاله في محكم آيات كتابه الكريم :
( والصبح إذا تنفس ) ..
فماذا تعني هذه الألفاظ عند الكثيرين من دارسي اللغة العربية …؟
إنها تعني :
( استعارة مكنية في الصبح ، الذي شبهناه بإنسان .. وحذفنا المشبه به .. ورمزنا إليه بشيء من لوازمه وهو : تنفس ) !!
أو هي : تركيب جميل ، ذو إيقاع حين نقرنه إلى الآية قبله :
( والليل إذا عسعس * والصبح إذ تنفس )
فأين هذا مما يشيعه هذا التعبير في النفس الشاعرة ، من الحياة المُـفاضة على الطبيعة ؟ والأنس بهذه الحياة التي تتنفس في كل حي :
من الزهرة المتفتحة للندى .. إلى الطير المتيقظ من الكرى .. إلى الإنسان المتطلع إلى الضياء …؟!
أين هذا من الحركة الوئيدة المستشرفة للضوء والحياة ؟ تصورها لفظ ( تنفس ) …
وكأن كل كائن في هذا الوجود يفتح رئتيه لنسيم الشبح البليل ، وينفض الكرى من عينيه في استبشار وديع ..!
إن الفرق بين النظرة الأولى والنظرة الثانية :
لهو الفرق بين اللفظ الجامد ، والمعنى الطليق .. وهو الفرق بين الدمية الميتة ، والحورية المتراقصة في سبحات الخيال ..!!
الآن تعالوا نقرأ الآيات التي وردت في ثناياها هذه الصورة المبهرة الرائعة :
( فلا أقسمُ بالخنّـس * والجوار الكُنّـس * والليـل إذا عسـعس * والصبح إذا تنفـس : إنه لقول رسول كريم ...) إلى آخر الآيات ..
هل ترى صعوبة في التقاط المعنى المراد ..؟!
أوهل ترى إشكال في تناغم الصور وأنت تتابعها ؟
أو هل تحتاج إلى من يأخذ بيدك ليوضح لك ما لايتضح ؟؟
ربما ، تحتاج إلى من يقول لك معنى كلمة ( الخنس ) مثلا ..
وهذه مردها إلى المعاجم..
ثم لا تحتاج إلا أن تزيد الآيات تأملا ، لتعطيك من نبعها الغزير .. وخيرها العميم ..
وإلى حلقات قادمة بإذن المولى سبحانه ..
لنتعلم كيف نتذوق .. ولتتسع آفاق تصوراتنا مع النص ونحن نقرأه ( رغم وضوحه وعدم اللبس فيه ) .. فإلى لقاء قريب …
ودعواتكم لنا بالتوفيق والقبول من الله ..