PDA

View Full Version : الانصات الانعكاسي ( 1 )


MUSLIMAH
27-01-2001, 03:36 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا اله إلا الله ، وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدًا عبده و رسوله صلى الله عليه وسلم ، و بعد ..

اخوتي في الله ،،،

لقد أمر الإسلام الوالدين بتربية الأبناء و حثهم على ذلك و حملهم مسؤولية تربيتهم . يقول الحق جل و علا " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارًا وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون " [ سورة التحريم : 6 ]

و يقول الرسول - صلى الله عليه و سلم – في الحديث الذي يرويه ابن عمر رضي الله عنهما : ((كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته : الإمام راع و مسئول عن رعيته ، و الرجل في أهله راع و مسئول عن رعيته ، و المرأة في بيت زوجها راعية و مسئولة عن رعيتها ، و الخادم راع و مسئول عن رعيته ، و كلكم راع و مسئول عن رعيته ))

و الرسول – صلى الله عليه وسلم – وضع لنا قاعدة أساسية مفادها ، أن الابن يشب على دين والديه ، و هما المؤثران القويان عليه . أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( ما من مولود يولد إلا و يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) .

يقول أبو العلاء :

و ينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه
و ما دان الفتى بحجّى و لكن *** يعوده الـتدين أقربوه

1) أدخــــل الــســـرور و الـــفــرح إلـى نــفـس الـطـفـل .
--------------------------------------

السرور و الفرح يلعبان دور في نفس الطفل شيئًا عجيبًا ، و يؤثر في نفسه تأثيرًا قويًا ، فالأطفال و هم براعم البراءة و الصفاء يحبون الفرح . بل هم أداة الفرح للكبار و يحبون أن يشاهدوا الابتسامة على وجوه الكبار .
و بالتالي فان تحريك هذا الوتر المؤثر في نفس الطفل سيورث الانطلاق و الحيوية في نفسه ، كما أنه يجعله على أهبة الاستعداد لتلقي أي أمر أو ملاحظة أو إرشاد .

نعم إن إدخال السرور و الارتياح إلى نفس الطفل يجعله يبرز موهبته على أكمل وجه ، و ها هو بين يدينا موقف من مواقف الرسول - صلى الله عليه و سلم – يجسد لنا كيف أن الارتياح النفسي عن طريق إلى إبراز الموهبة و اكتشافها .

فبعد فتح مكة أمر الرسول – صلى الله عليه و سلم – بلالاً أن يصعد فوق الكعبة و يؤذن ، فأذن بلال أول أذان ، و في أثناء ذلك أخذ بعض مشركي قريش يستهزئون و يقلدون صوت بلال غليظًا ، و كان من جملتهم [ أبو محذورة ] الجمحي [ سلمة بن معير ] و كان أحسنهم صوتًا ، فلما رفع صوته الأذان مستهزئًا ، سمعه رسول الله - صلى الله عليه و سلم – فأمر به فمثل بين يديه ، و هو يظن أنه مقتول ، فمسح على ناصيته – مقدمة رأسه – و صدره بيده الشريفة ، قال أبو محذورة : فامتلأ قلبي ايمانًا و يقينًا فعلمن أنه رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فألقى عليه الرسول – صلى الله عليه و سلم – الأذان و علمه إياه ، و أمره أن يؤذن لأهل مكة و كان عمره 16 عامًا .

فنلاحظ مما سبق أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لنا نسح على صدر [ أبي محذورة ] و على مقدمة رأسه ، جعله يشعر بالإيمان ، و من ثم السكينة و الطمأنينة و الارتياح النفسي حتى أصبح [ أبو محذورة ] مؤذنًا لأهل مكة ، و هكذا فانه من خلال تحقيق الارتياح النفسي للطفل و حبه و التعاطف معه و الإنصات إليه يمكن أن نكتشف مواهبه .

إذا ما هي الأساليب التي كان الرسول – صلى الله عليه و سلم – يتبعها لإدخال السرور و الفرح إلى نفوس الأطفال ؟؟

كان عليه الصلاة و السلام يدخل السرور و الفرح إلى نفوس الأطفال و يتبع في ذلك أساليب شتى ، منها :

* الاستقبال الجيد لهم .
* تقبيلهم و ممازحتهم .
* مسح رؤوسهم .
* حملهم و وضعهم في حجره الشريف .
* تقديم الأطعمة الطيبة لهم .
* الأكل معهم .

الى اللقاء مع الجزء الثاني :)

سردال
29-01-2001, 11:03 PM
إدخال الفرحة على الأطفال، أجمل شيء في الوجود، ملاعبة الأطفال، براءة وإخلاص ولا يحملون ضغينة تجاه أحد، وإذا كان المرء يحس بالتعاسة أو الحزن فعليه أن يلعب قليلاً مع الأطفال ويسعدهم ليجد السعادة منهم :)