PDA

View Full Version : جربوا الأناشيد ولن تخسروا...


سردال
01-01-2001, 04:02 AM
ما طرحت هذا الموضوع إلى لكثرة ما تكلمنا حول الأغاني، وأعجب حقيقة ممن لم يقتنع بحكمها وحكمها واضح بين، أجمع عليه العلماء من قديم وحديث، وعندما نطرح مثل هذه المواضيع نتهم بأننا أعداء الحضارة وأننا متخلفون متشددون لا نعرف اللهو ولا نعرف المرح ولا مجال في حياتنا إلا للجد والعبادة والرهبنة في المساجد.

إن هذا ليس بدين إن فعلنا مثل ما يقولون، ديننا دين دنيا وآخرة، دين يأمرنا بعبادة الله وطاعته قبل كل شيء، يأمرنا بأن نؤمن بالله ولا نعصيه في أي أمر، وهو دين يأمرنا ببناء الحضارة وعمران الأرض، وعندما جمعنا بين الأمرين في تاريخنا الماضي كنا سادة الدنيا ونبراس الأمم.

لكن عندما تخلينا عن الإيمان بالله وركنا إلى الدنيا تأخرنا فصرنا في مؤخرة الأمم، لا فلحنا في دين ولا دنيا.

أسمع كلامي هذا ولن تخسر شيئاً، أسمعني وبعدها أنت الحكم، أسمعني ثم قرر أنت، أسمع كلمة والله من أخ يريد الخير لك :).

أما سمعت عن قصة مجموعة من الشباب الذين انقلبت بهم سيارتهم واستقرت على ظهرها وقد أصيبوا بأصابات بالغة، وكان صوت المسجل يرتفع على أغنية، قيل للسائق: قل لا إله إلا الله، فقال: يا ليل دانا يا ليل دانا ومات عليها.

أهذا خير أم من مات وهو يرفع يده بعلامة التوحيد وقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله؟

يا أخي إن كنت ولا بد تريد سماع الألحان والكلمات فاسمع الأناشيد، فالأناشيد أنواع وألحان مختلفة، فمنها ما هو للوعض، ومنها ما هو للأعراس، وللجهاد، والحث على الأخلاق الكريمة، ومنها ما تحدثت عن الحب!! نعم لا تستغرب من هذا! الأناشيد تغنت بالحب لكن ليس أي حب! تكلمت عن الحب العفيف الشريف المزين بنور الإيمان.

وهذه مجموعة من الأناشيد اخترتها لك، فاسمعها وأعطها الفرصة، ولا تحكم عليها إلا بعد سماعك لها بقلبك وروحك وعقلك ولا تدع للشيطان فرصة حتى لا يؤثر على حكمك! وأرجوا أن تعطيني رأيك، لكن لا تتعجل :)

http://www.islamway.com/arabic/images/several/rihlat/we.ram
(ونحن بأمة تسمو)
http://www.islamway.com/arabic/images/several/anasheed/turana.ram
(هل ترانا نلتقي)
http://www.islamway.com/arabic/images/several/anasheed/moamara.ram
(مؤامرت تدور على الشباب)
http://www.islamway.com/arabic/images/several/anasheed/sunlight.ram
(يا ضياء الشمس)

unique
01-01-2001, 04:21 AM
هلا اخي سردال :)
صراحه موضوع مهم جدا
ومفيد جدا
مع اني اسمع اغاني
ولكن في نقطه مهمه جدا وانت ذكرتها
وهي تحريم الاغاني
انا اسمع اغاني واعرف انها حرام واقول الله يهديني
واتمنى اتركها
ولكن ما اسمعها بشكل ادمان وكل الوقت طبعا في اوقات الفراغ
ولكن هناك من يسمع الاغاني ويدعي انها غير محرمه وهذا يزيد الاثم على ما سمعت
وادعوا لنا ولسامعيها بالهدايه :)
على فكره يمكن تقدر تفيدني في انشوده انا احبها كثير ودورت عليها بس ما لقيتها :(
اسمها اناديكم واشد على اياديكم :)
اتمنى افادتي وين اقدر الاقيها
:)
احترامي :)

سردال
01-01-2001, 04:29 AM
أختي الكريمة يونيك، حقيقة اول مرة أسمع بهذه الأنشودة! :) على العموم شوفي هذا الموقع http://www.islamway.com ويمكن تحصلينها، والله يعينك على ترك الأغاني.

وعندي حل عملي جداً للتخلص من الأغاني، خصوصاً الأشرطة، هاتي الزبالة (أعزك الله :)) وارمي الأشرطة شريط شريط، وفي كل مرة قولي: انا أحسن من إني أسمع للأغاني، أنا خلاص كرهت الأغاني! :) وخلاص!

unique
01-01-2001, 04:35 AM
مشكور على الموقع اخي سردال :) :)
بس قصة الزباله الله يعزك صعبه شوي :(
ودي بس مو كذى
خلينا شوي شوي احسن :)
وانا فعلا بديت
احاول كل فتره اتخلص من مجموعه :)
ومن سار على الدرب وصل انشالله :)
احترامي :)

سردال
01-01-2001, 04:36 AM
صاحبي (إنشودة جميلة وطويلة شوي)
http://www.alshamsi.net/islam/islamsong/sa7bi.ram

أرجوا سماع هذه الأنشودة التي تتكلم عن المحبة والأخوة بين الأصدقاء :)

سردال
01-01-2001, 04:41 AM
كل من سار على الدرب وصل... :)

والله حكمه! الله يعينك ويهدي الجميع أختي، وسالفة الزبالة أعزك الله تراها مزحة.

في مرة أقيم معرض للشريط الإسلامي (أعتقد في الكويت)، وقيل لكل من يحمل شريط أغاني أن يرميه في صندوق كبير أعد لذلك ويأخذ بدلاً عنه شريط إسلامي (قرآن أو محاضرة أو أناشيد) وبالمجان، فامتلأ الصندوق أكثر من مرة، وتاب الكثير عن سماع الغناء والحمد لله :)

دلوعة ماما
01-01-2001, 04:43 AM
كل عام وانت بخير يا خوي سردال :)



http://www.arabiccards.com/cards/3id_fetr/3id_fetr_18_L.gif







اشكرك على الاناشيد والله يحفظك

شمعة
01-01-2001, 06:58 AM
ولله الحمد توقفت عن شراء أشرطة الاغاني منذفترة طويلة ..
ولكن للأسف نسمعها من خلال التلفزيون .. والتلفزيون موجود في كل بيت ..
فكيف الخلاص حتى لو رغبنا في ذلك؟؟
أعتقد الجواب يكون..( بالارادة والتصميم والخشية من الله وعقابه والدعوة الخالصة.. ستكون العودة الخالصة الىالله حتما)
فيارب .. اهدنا الى صراطك المستقيم..
وشكرا أخي سردال على الاناشيد .. لقد قمت بحفظها (save) و ان شاء الله تكون هذه هي البداية النهاية ..
وبارك الله فيك..

بوسناد
01-01-2001, 07:57 AM
^1

أخي الكريم جزاك الله خيرا ... موضوع قيم و مفيد ... و لكني لا أعتقد بأنه البديل و خاصة للذي تعود على مزامير الشيطان أن يتحول عنها للإناشيد بهذه السهولة :)

نعم هي محاولة طيبة و لكنها لن تقنع من يحب الأغاني ( صدقني و أنا أخوك )

تراها إدمان ... والمدمن النصح ما يجيبه و لكن أساليب قمعية أخرى ... لا أقوى لا أنا و لا أنت عليها ...

لا تزعل مني ... مجرد رأي و لكن ...

هذه هي الحقيقة و الحقيقة مرة أحيانا ..

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

و بعدين ليش تروح بعيد للكويت :) عندنا هنا ( مشروع الشريط الإسلامي ) في الشارقة ...

ربما لم تسمع به ... هو عبارة عن محاولة لتخليص من فيهم ذرات من الخير من الأشرطة الفاسدة العفنة ... و إبدالها بمجموعة أخرى من الأشرطة الطيبة ...

فقط أحضر شريطا غنائيا و خذ بدلا منه شريطا آخر و ادفع درهما فقط :)

سردال
01-01-2001, 06:38 PM
دلوعة ماما: وأنت بخير وعافية أخوي :) وشكراً

شمعة: اختي الغالية أنت سألتي وأجبتي على سؤالك، نعم بالصبر والإخلاص والتقوى والدعاء، لا تنسوا الدعاء! أما التلفاز، فبكل بساطة احملي جهاز التحكم واضغطي على الأزرار وانتقلي لقناة لا تبث الأغاني.

بو سناد: حقيقة أختلف معاك، الهداية بيد الله ونحن علينا إقامة الأسباب، فمن الناس من ينفع معهم الكلمة الطيبة ومنهم غير ذلك، وتبقى الهداية بيد الله. وأنا لن أيأس منهم أبداً حتى يهتدوا أو يأتيني الموت! :)

ولإن استخدمنا معهم أساليب الإقناع بالأدلة العقلية والنقلية، فهذا خير من استخدام أساليب أخرى، خصوصاً أن الصلة الوحيدة بيننا وبينهم هي الإنترنت، واقتناع الشخص نفسه أفضل بكثير من إجباره.

ومشروع الشريط الإسلامي توني أعرفه منك، والله يوفقهم :)

مدردش متقاعد
02-01-2001, 12:05 AM
و شكرا لك على طرح مواضيع قيمة مثل هذه و لو أنها حساسة (للبعض) و لكن الدين النصيحة...
و اأناشيد في وجهة نظري البديل الأمثل للأغاني و ما دام توفر البديل فسيكون أمر ترك الأغاني أسهل بعض الشيء لكن مع وجود العزيمة و الإصرار على تركها..

تحياتي لك و للجميع

ريمانه
02-01-2001, 05:04 PM
مرحبا أخي سردال

يلي أعرفه أن سردال معناه " النوخذه " تقريبا
أو قائد في سفينة على ما أظن .. وإذا كان معناه صح
فأنت فعلا سردال

بدليل هذا الموضوع الطيب .. دعوه رائعة جعل رب أجرها
في ميزان حسناتك ... إن شاء الله

كل من يدعي صعوبة التخلص من الأغاني كسول ومحب لها
ثم إن الأناشيد الإسلامية متنوعة ورائعة وشاملة لكثير
من المواضيع .. والأغلبية لم يتيحوا لأنفسهم فرصة الإستماع
إليها .. ولو فعلوا بطيب خاطر حتما سيغيرون رأيهم ..

وتحياتي

سردال
02-01-2001, 05:38 PM
مدردش: أوافقك في قولك عن العزيمة والإصرار، وهذا هو مربط الفرس :)

أختي ريمانه: جزاك الله خير على كلماتك المشجعة الطيبة، وفعلاً سردال معناها النوخذة، لكن النوخذة الكبير! أو رئيس النواخذة كلهم :)

وأوافقك على قولك:

كل من يدعي صعوبة التخلص من الأغاني كسول ومحب لها
ثم إن الأناشيد الإسلامية متنوعة ورائعة وشاملة لكثير
من المواضيع .. والأغلبية لم يتيحوا لأنفسهم فرصة الإستماع
إليها .. ولو فعلوا بطيب خاطر حتما سيغيرون رأيهم ..

الغالي محمد
02-01-2001, 06:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أحبتي في الله
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
أخواني في الله أسأل الله أن يشرح صدورنا وصدوركم للحق والإيمان يارب
أولا: أحببت أن أشارك معكم في هذه الوقفة مع علمي أنكم لن ترضوا بكلامي هذا....لكن هي سنة الله في خلقه( ولكن أكثرهم للحق كارهون)
ولهذا سوف اشرع بإذن الله ببيان حكم الأغاني من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم
ثم بيان حكم الأناشيد وأقوال أهل العلم
وأسأل الله أن يوفقني لذالك
والحكمة من طرح هذا الموضوع في هذا الوقت.
والله الموفق

الغالي محمد
02-01-2001, 06:18 PM
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :-
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة ، وكل ضلالةٍ في النار .
قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الَّلهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُون" وقال سبحانه : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءًا وَاتَّقُوا الَّلهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الَّلهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبَا " .
وقال سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الَّلهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ الَّلهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " .
أما بعد :
فالغناء كما وصفه علماء المسلمين على قسمين ( مباح ومحرم ) فالمباح ما خلا من آلات اللهو ومن الكلام الفاحش ومن كلام العشق والغرام ومن اختلاط الرجال بالنساء ، وهو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لما سئل عن الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح ، وقال عليه الصلاة والسلام أيضا كما روى البخاري " إن من الشعر حكمة " ، وأما الغناء المحرَّم فهو الغناء الماجن والمختلط بآلات اللهو وهو المنتشر اليوم ، وهذا الغناء لا يجوز سماعه لأنه يقترن اقترانا وثيقاً بالمجون والخلاعة ، فهو داعية الفجور وتبرج النساء ، واختلاطهن بالرجال في كل مكان ، وهو بريد الزنا ، فلا تجد أمةً يزداد إقبال أبنائها على الغناء واهتمامهم به إلا ويفشو فيها الزنا واللواط ، وتعاطي الخمور والمسكرات ، فهو غذاء كل فاسق وعربيد ، ووقود كل شهوةٍ فاجرةٍ ، ومصيدة كل شيطانٍ مريد ، يقول ابن القيم رحمه الله عن الغناء بأنه قرآن الشيطان ، والحجاب الكثيف عن الرحمن ، وهو رقية اللواط والزنى ، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى ، ويقول رحمه الله عن المستمعين إليه بأنهم قضوا حياتهم لذة وطرباً ، واتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا ، مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سُوَر القرآن ، لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك له ساكناً ، ولا أزعج له قاَطناً ، ولا أثار فيه وجداً ، ولا قدح فيه من لواعج الشوق إلى الله زنداً ، حتى إذا تُلِيَ عليه قرآن الشيطان ، وولج مزمور سَمْعَه ، تَفجَّرت ينابيع الوَجْدِ من قلبه على عينيه فَجَرَتْ ، وعلى أقدامه فَرَقَصَتْ ، وعلى يديه فَصَفَّقَتْ ، وعلى سائر أعضائه فَاهْتَزَّتْ وَطَرِبَتْ ، وعلى أنفاسه فتصاعدت ، وعلى زفراته فتزايدت ، وعلى نيران أشواقه فاشتعلت ، فهذا كلام ابن القيم فيه .
وأما الأدلة على تحريمه من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وسلف الأمة فكثيرة جداً .
الآية الأولى : قوله عز وجل " وَمِنَ اَلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ اَلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اّللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمِ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ " فعن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبدالله بن مسعود وهو يُسأَل عن هذه الآية فقال تعني الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات ، وكذا قال ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وعمرو بن شعيب وعلي بن نديمة . وقال الحسن البصري نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير.
الآية الثانية : قوله عز وجل " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اَسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي اَلأْمْوَالِ وَالأَُوْلاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ اَلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا " وقوله تعالى " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قيل هو الغناء قال مجاهد باللهو والغناء أي استَخَفَّهُم بذلك وقال ابن عباس في قوله " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قال كل داعٍ دعا إلى معصية الله عز وجل .
الآية الثالثة : قوله عز وجل " أَفَمِنْ هَذَا الحَديثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ " قال عكرمة عن ابن عباس : السُّمود : الغناء في لغة حِمْيَرْ ، يُقَال أسمدي لنا ، أي غَنِّي لنا .
الآية الرابعة : قوله عز وجل " واَلَّذينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماَ " قال محمد بن الحنفية : " الزُّور هاهنا الغناء " ، وقاله ليث عن مجاهد ، وقال الكلبيُّ : لا يحضرون مجالس الباطل . ويدخل في هذا أعياد المشركين ، كما فسرها به السلف ، والغناء ، وأنواع الباطل كلها .
وأما من السنة فالأحاديث أيضاً كثيرة :
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليشربن ناس من أمتي الخمر ، يسمونها بغير اسمها ، يُعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات ، يخسف الله بهم الأرض ، ويجعل منهم القردة والخنازير " ، وعن أبو مالك أو أبو عامر الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ (الفرج) والحرير والخمر والمعازف " وقوله " يستحلون " صريح بأن المذكورات – ومنها المعازف – محرمة في الشرع ، ولكن أولئك القوم يستحلونها ، ولو لم تكن محَرَّمة لما قرنها النبي صلى الله عليه وسلم مع الزنا والخمر ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يَرِيَهُ خير له من أن يمتلئ شِعراً " ، وهذا الحديث إنما هو محمول على التجرد للشعر ، أي أن يغلب الشعر على قلب الإنسان فيشغله عن القرآن وعن الذِّكر ، وأما إذا كان القرآن والذِّكر هما الغالبين عليه ، فليس جوفه ممتلئاً ، فعن مصعب بن الزبير رضي الله عنه قال : بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر ينشد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا الشيطان ، أو : امسكوا الشيطان ، لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يَرِيَهُ خيرٌ له من أن يمتلئ شعراً " وعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : " أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي ، فانطلقت معه إلى ابراهيم ابنه ، وهو يجود بنفسه ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره حتى خرجت نفسه . قال : فوضعه وبكى . قال : فقلت : تبكي يا رسول الله وأنت تنهى عن البكاء ؟! قال إني لم أَنْهَ عن البكاء ، ولكني نهيت عن صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ : صوتٌ عند نعمة لهو ولعب ومزامير الشيطان ، وصَوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب ، وهذه رحمة ، ومن لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ ، ولولا أنه وعد صادق وقول حق وأن يلحق أولنا بآخرنا ، لحزنَّا عليك حزناً أشد من هذا ، وإنا بك يا ابراهيم لمحزونون ، تبكي العين ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرَّب " ، وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صوتان ملعونان : صوت مزمار عند نعمة ، وصوت ويلٍ عند مصيبة " ، وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله حرَّم عليَّ – أو حرَّم – الخمر والميسر والكوبة وكلَّ مُسكرٍ حرام " والكوبة : هي الطَّبل ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ثمن الخمر حرام ، ومهر البغيَّ حرام ، وثمن الكلب حرام ، والكوبة حرام " والكوبة : الطَّبل ، وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله حرَّم على أمتي الخمر والميسر والمزر والكوبة والقنِّين ، وزادني صلاة الوتر " ، والمزر : نبيذ الذرة خاصة وهو الغبيراء ، والكوبة : هي الطَّبل ، والقنِّين : هو العود من آلات الموسيقى ، وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون في أمتي قذف ، وخسف ، ومسخ ، قيل يا رسول الله : ومتى ذاك ؟ قال : إذا ظهرت المعازف ، وكثرت القِيَان ، وشُرِبَت الخمور " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " تبيت طائفة من أمتي على أكل وشرب ، ولهوٍ ولعب ، ثم يصبحون قردة وخنازير ، فَيُبْعَثْ على أحياء من أحيائهم ريح فتنسفهم كما نَسَفَتْ من كان قبلهم باستحلالهم الخمور ، وضربهم بالدفوف واتخاذهم القينات " ، وقال صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ، ولعب ولهو ، فيصبحوا قردة وخنازير ، باستحلالهم المحارم والقينات ، وشربهم الخمر ، وأكلهم الربا ، ولبسهم الحرير " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تبيعوا القينات ، ولا تشتروهن ، ولا تُعَلِّموهن ، ولا خير في تجارةٍ فيهن ، وثمنهن حرام ، وفي مثل هذا أُنزِلَت هذه الآية " وَمِنَ اَلْنَاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ اَلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اَلَّله" ، وفي هذا رد على من قال بأن الآية لا تعني الغناء ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا استحلَّت أمتي ستاً فعليهم الدمار : إذا ظهر فيهم التلاعن ، وشربوا الخمور ، ولبسوا الحرير ، واتخذوا القِيان ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء " ، وفي هذه الأحاديث دلالة واضحة على تحريم الآت الطرب .
وأما الآثار عن الصحابة والسلف فكثيرة أيضاً :
فقد رُوِيَ أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : مرَّ بلهو ، فأعرض عنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنْ أصْبَحَ ابنُ مسعودٍ لكريماً " ، وقال ابن وهب : أخبرني سليمان بن بلال عن كثير بن زيد : أنه سمع عُبَيدَالله يقول للقاسم بن محمد بن أبي بكر : " كيف ترى في الغناء ، قال : فقال له القاسم : هو باطل ، فقال : قد عرفت أنه باطل ، فكيف ترى فيه ؟ فقال له القاسم : أرأيت الباطل ، أين هو ؟ قال : في النار ، قال : فهو ذاك " ، وقال رجل لابن عباس رضي الله عنهما " ما تقول في الغناء ، أحلال هو ، أم حرام ؟ فقال : لا أقول حراماً إلا ما في كتاب الله ، فقال أفحلالٌ هو ؟ فقال : ولا أقول ذلك ، ثم قال له : أرأيت الحق والباطل ، إذا جاء يوم القيامة ، فأين يكون الغناء؟ فقال الرجل : يكون مع الباطل ، فقال له ابن عباس : اذهب فقد أفتيتَ نَفسك " ، وورد عن الفضيل بن عياض أنه قال : " الغناء رقية الزنا " ، وورد عن يزيد بن الوليد أنه قال : " يا بَنِي أُمَيَّةَ ، إيَّاكم والغناء ، فإنه يَنْقُصُ الحياء ، وَيَزيد في الشهوة ، ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل السِّكْرْ ، فإن كنتم لا بْدَّ فاعلين فَجَنِّبوهُ النِّساء ، فإن الغناء داعية الزنا " وورد عن الحُطَيْئَةَ أنه نزل برجل من العرب ، ومعه ابنته مُلَيْكَة ، فلما جَنَّهُ الليل سمع غِناء ، فقال لصاحب المنزل : كُفَّ هذا عنِّي ، فقال : وما تَكْرَهُ من ذلك ؟ فقال : إن الغناء رائدٌ من رادةِ الفجور ، ولا أحب أن تسمعه هذه ، يعني ابنته ، فإن كَفَفْتَهُ وإلا خَرَجْتُ عَنْك ، وورد أيضاً عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : " الغناء يُنْبت النفاق في القلب كما يُنبت الماء الزرع ، والذِّكر يُنبت الإيمان في القلب كما يُنبت الماء الزرع " ، وورد عن عمر بن عبدالعزيز أنه كَتَبَ إلى مؤدِّب ولده : " ليكن أوَّل ما يعتقدون من أَدَبِكَ بُغْض الملاهي ، التي بدؤها من الشيطان ، وعاقبتها سخط الرحمن ، فإنه بلغني عن الثُّقات من أهل العلم : أن صوت المعازف ، واستماع الأغاني ، واللهج بها يُنبت النفاق في القلب كما يَنْبُت العشب على الماء " ، وذكر الخلاَّل عَن مكحول قال : لمن مات وعنده مُغَنِّيَةً لم نُصَلِّ عليه .
وأما حكم الغناء في المذاهب الأربعة :-
فمذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب ، وقوله فيه أغلظ الأقوال ، وقد صرَّح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها ، كالمزمار والدُّفِّ ، حتى الضرب بالقضيب ، وصرَّحوا بأنه معصية ، يوجب الفسق ، وتُرَدُّ به الشهادة ، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا : إن السَّماع فسق ، والتلذذ به كفر ، وقالوا إذا مَّر أحد بالغناء يجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مَّر به ، أو كان في جواره ، وقال أبو يوسف من أصحاب أبى حنيفة ، إذا مررت بدار يُسْمَعُ منها صوت المعازف والملاهي : " أُدخُل عليهم بغير إذنهم ، لأن النهي عن المنكر فرض ، فلو لم يَجُزْ الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض " ، وقالوا أيضاً يتقدَّمْ إليه الإمام إذا سمع ذلك من داره ، فإن أصَرَّ حبسه وضربه سياطاً .
وأما مذهب الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء ، وعن استماعه ، وقال : " إذا اشترى جارية فوجدها مغنية فله أن يردها بالعيب " ، وَسُئل مالك رحمه الله : عما يُرخِّصُ فيه أهل المدينة من الغناء؟ فقال : " إنما يفعله عندنا الفُسَّاق " .
وأما مذهب الشافعي فقال : " إن الغناء لهوٌ مكروه ، يُشبه الباطل والمحال ، ومن استكثر منه فهو سفيه تُردُّ شهادته " ، وصرَّح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه ، وقال أيضاً : " صاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه تُرَدُّ شهادته " وأغلظ القول فيه ، وقال : " هو دياثة ، فمن فعل ذلك كان ديُّوثاً ".
وأما مذهب الإمام أحمد ، فقال عبد الله ابنه : " سألت أبي عن الغناء ؟ فقال الغناء يُنبت النفاق في القلب ، لا يعجبني ، ثم ذكر قول مالك : " إنما يفعله عندنا الفسَّاق " ، ونصَّ في أيتام ورثوا جارية مُغَنِّيَةً ، وأرادوا بيعها ، فقال : " لا تُباع إلا على أنها ساذجة ، فقالوا : إذا بيعت مغنِّيَةً سَاوَتْ عشرين ألفاً أو نحوها ، وإذا بيعت ساذجة لا تساوي ألفين ، فقال : لا تباع إلا على أنها ساذجة " ، فانتبهوا يا عباد الله فإنه لو كانت منفعة الغناء مباحة لما فَوَّتَ الإمام أحمد رحمه الله هذا المال على الأيتام .
هذا ونختم كلامنا بأبيات جميلة لابن القيم رحمه الله يصف فيها المستمعين للغناء فيقول :

برينا إلى الله من معشـر بهم مرض من سماع الغنا

وكم قلت يا قوم أنتم على شفا جرف فاستهانوا بنـا

ولما استمروا على غيهم رجعنا إلى الله في رشـدنا

فعشنا على ملة المصطفى وماتـوا على تاتنـا تنتنا

وبعد كل هذه الأدلة على تحريم الغناء ، فإنه يجب على المرء المسلم أن يَتَجَنَّبَ وأن يُجَنِّبَ أهله سماع الغناء ، ومن طَرَّقَ أهله إلى سماع رقية الزِّنى فهو أعلم بالإثم الذي يستحقه ، والله سبحانه وتعالى يقول : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أَمَنُوا قُوْا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيِكُمْ نَاراً وَقُوُدُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ الَّلهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " ، وصلَّى الله وسلَّم على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين .

ربيعة الورد
03-01-2001, 03:49 AM
أخي الكريم .. سردال " النوخذة الكبير "

فعلا موضوع رائع والأروع الردود الثرية
جزاك رب خير الجزاء ونفعنا بما علمنا

وبصراحة الأناشيد الإسلامية هي البديل
الصالح لمزامير الشيطان اللعينة
ومن تعود على سماعها الأناشيد لا يمكن أن
يعود للغناء وما يولده في القلب من نفاق ..

وكل عام وأنته بخير