سردال
16-10-2000, 01:40 AM
يفضل طباعة الصفحة لطول الموضوع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المهلب بن أبي صفرة - السند وأفغانستان
هو أبو سعيد المهلب بن أبي صفرة بن سراقة لن صبيح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد الأزدي العتكي، وهو من أزد العتيك وأزد دبا (المدينة الإماراتية حالياُ).
أسلم أهل دبا وعمان في زمن الرسول، ومنهم أبو صفرة والد المهلب، لكنه لم يفد على الرسول، ووفد على عمر بن الخطاب في زمن خلافته ومعه أبناءه، فجعل عمر ينظر إليهم ويتوسم، ثم قال لأبي صفرة: هذا سيد ولك، يعني المهلب. ونزل بعدها في البصرة.
ينتسب المهلب إلى قبيلة الأزد المعروفة بشجاعة رجالها وإقدامهم ورجاحة عقولهم، وكان أبوه من سادات الأزد عقلاً واتزاناً وشجاعة وإقداماً، فعاش المهلب أيامه الأولى في بيئة تقوي مزاياه السامية، ورث محاسن البداوة من قبيلته وأهله، وترعرع في البصرة التي امتزجت فيها البداوة بالحضارة فهذبت صفاته وجعلته أكثر رقة وأبلغ أثراً.
شهد المهلب جهاد المسلمين في سجستان سنة 31هـ وولاه علي بن أبي طالب قيادة قبيلة الأزد 36هـ، وغزا ثغر السند ولقي العدو في بنة، ولاهور (باكستان حالياً) وكبده خسائر فادحة، وفي ذلك يقول بعض الأزديين:
ألم ترى أن الأزد ليلة بيتوا ......... ببنة كانوا خير جيش المهلب
حارب المهلب الخوارج وقمع فتنتهم في 19 سنة!، وفي هذه الحرب تفاصيل كثيرة وطرائف عجيبة مفيدة، لكن نختصر الكلام فنقول، أن المهلب كان شديد الحرص على جيشه ورجاله، يقوم على حراستهم بنفسه، وعندما يعسكر المهلب فإن الخوارج كانوا يرهبون من الهجوم عليه لعلمهم بأنه أقوى في معسكره منه في زحفه، وقد اعترف المهلب بقوة الخوارج وشدة بأسهم في الحرب.
وفي قضاءه على فتنة الخوارج قصة طريفة، إذا أنه كان يؤمن بأن الخدعة والمكيدة خير من الشجاعة، رأى المهلب بأن الحرب قد طالت بينه وبين الخوارج، فعلم أنه لن يهزمهم حتى يفترقوا ويختلفوا، فاحتال لذلك بحيل عدة.
كان في معسكر الخوارج حداد يسمى أبزن، يصنع نصالاً مسمومة ويرمى بها أصحاب المهلب، فوجه المهلب لأبزن رجلاً من رجاله ومعه ألف درهم ورسالة فيها: أما بعد، فإن نصالك قد وصلت إلينا وقد وجهت إليك بألف درهم، فاقبضها وزدنا من هذه النصال، فوقع الكتاب إلى قطري بن الفجاءة زعيم الخوارج، فأمر بعد مناقشة قصيرة بقتل أبزن، فجاءه عبد ربه الصغير وهو من كبار الخوارج فتجادلا، حتى قال قطري: قتل رجل في صلاح الناس غير منكر، وللإمام أن يحكم بما يراه صلاحاً وليس للرعية أن تعترض عليه، فوقع في نفس عبد ربه الصغير وجماعته.
بلغ ذلك المهلب، فأرسل لمعسكر الخوارج رجلاً نصرانياً، وأمره بالسجود لقطري بن الفجاءه، ففعل النصراني ذلك فقال له قطري: إنما السجود لله، فقال النصراني: ما سجدت إلا لك، فقال له رجل من الخوارج: قد عبدك من دون الله ثم تلا قوله تعالى: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم، فقال قطري: إن هؤلاء النصارى عبدوا عيسى بن مريم فما ضر عيسى شئاً، فقام ذلك الرجل من الخوارج إلى النصراني فقتله، فأنكره قطري وقال: قتلت ذمياً، فاختلفت الكلمة بينهم وزاد الخلاف، وفارق بعضهم قطري.
أخيراً بعث المهلب رجلاً يسألهم عن شيء، فأتاهم الرجل وسألهم في فقههم، فاختلفوا فيما بينهم اختلافاً عظيماً، وافترقوا إلى فريقين أحدهم برئاسة قطري والآخر برئاسة عب ربه الصغير، واقتتلوا فيما بينهم شهراً، وفر قطري إلى طبرستان، فكر المهلب على جند عبد ربه الصغير فقتله وقتل كثير من جنده، فكسر الله به شوكة الخوارج، وأما قطري فقد هزم بسهولة في معقله.
وللحديث بقية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المهلب بن أبي صفرة - السند وأفغانستان
هو أبو سعيد المهلب بن أبي صفرة بن سراقة لن صبيح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد الأزدي العتكي، وهو من أزد العتيك وأزد دبا (المدينة الإماراتية حالياُ).
أسلم أهل دبا وعمان في زمن الرسول، ومنهم أبو صفرة والد المهلب، لكنه لم يفد على الرسول، ووفد على عمر بن الخطاب في زمن خلافته ومعه أبناءه، فجعل عمر ينظر إليهم ويتوسم، ثم قال لأبي صفرة: هذا سيد ولك، يعني المهلب. ونزل بعدها في البصرة.
ينتسب المهلب إلى قبيلة الأزد المعروفة بشجاعة رجالها وإقدامهم ورجاحة عقولهم، وكان أبوه من سادات الأزد عقلاً واتزاناً وشجاعة وإقداماً، فعاش المهلب أيامه الأولى في بيئة تقوي مزاياه السامية، ورث محاسن البداوة من قبيلته وأهله، وترعرع في البصرة التي امتزجت فيها البداوة بالحضارة فهذبت صفاته وجعلته أكثر رقة وأبلغ أثراً.
شهد المهلب جهاد المسلمين في سجستان سنة 31هـ وولاه علي بن أبي طالب قيادة قبيلة الأزد 36هـ، وغزا ثغر السند ولقي العدو في بنة، ولاهور (باكستان حالياً) وكبده خسائر فادحة، وفي ذلك يقول بعض الأزديين:
ألم ترى أن الأزد ليلة بيتوا ......... ببنة كانوا خير جيش المهلب
حارب المهلب الخوارج وقمع فتنتهم في 19 سنة!، وفي هذه الحرب تفاصيل كثيرة وطرائف عجيبة مفيدة، لكن نختصر الكلام فنقول، أن المهلب كان شديد الحرص على جيشه ورجاله، يقوم على حراستهم بنفسه، وعندما يعسكر المهلب فإن الخوارج كانوا يرهبون من الهجوم عليه لعلمهم بأنه أقوى في معسكره منه في زحفه، وقد اعترف المهلب بقوة الخوارج وشدة بأسهم في الحرب.
وفي قضاءه على فتنة الخوارج قصة طريفة، إذا أنه كان يؤمن بأن الخدعة والمكيدة خير من الشجاعة، رأى المهلب بأن الحرب قد طالت بينه وبين الخوارج، فعلم أنه لن يهزمهم حتى يفترقوا ويختلفوا، فاحتال لذلك بحيل عدة.
كان في معسكر الخوارج حداد يسمى أبزن، يصنع نصالاً مسمومة ويرمى بها أصحاب المهلب، فوجه المهلب لأبزن رجلاً من رجاله ومعه ألف درهم ورسالة فيها: أما بعد، فإن نصالك قد وصلت إلينا وقد وجهت إليك بألف درهم، فاقبضها وزدنا من هذه النصال، فوقع الكتاب إلى قطري بن الفجاءة زعيم الخوارج، فأمر بعد مناقشة قصيرة بقتل أبزن، فجاءه عبد ربه الصغير وهو من كبار الخوارج فتجادلا، حتى قال قطري: قتل رجل في صلاح الناس غير منكر، وللإمام أن يحكم بما يراه صلاحاً وليس للرعية أن تعترض عليه، فوقع في نفس عبد ربه الصغير وجماعته.
بلغ ذلك المهلب، فأرسل لمعسكر الخوارج رجلاً نصرانياً، وأمره بالسجود لقطري بن الفجاءه، ففعل النصراني ذلك فقال له قطري: إنما السجود لله، فقال النصراني: ما سجدت إلا لك، فقال له رجل من الخوارج: قد عبدك من دون الله ثم تلا قوله تعالى: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم، فقال قطري: إن هؤلاء النصارى عبدوا عيسى بن مريم فما ضر عيسى شئاً، فقام ذلك الرجل من الخوارج إلى النصراني فقتله، فأنكره قطري وقال: قتلت ذمياً، فاختلفت الكلمة بينهم وزاد الخلاف، وفارق بعضهم قطري.
أخيراً بعث المهلب رجلاً يسألهم عن شيء، فأتاهم الرجل وسألهم في فقههم، فاختلفوا فيما بينهم اختلافاً عظيماً، وافترقوا إلى فريقين أحدهم برئاسة قطري والآخر برئاسة عب ربه الصغير، واقتتلوا فيما بينهم شهراً، وفر قطري إلى طبرستان، فكر المهلب على جند عبد ربه الصغير فقتله وقتل كثير من جنده، فكسر الله به شوكة الخوارج، وأما قطري فقد هزم بسهولة في معقله.
وللحديث بقية.