PDA

View Full Version : وعشقت الحجارة


مخاوي الغربة
11-10-2000, 11:29 AM
السلام عليكم جميعاً

بعد أربعين عاماً آتى الحجر فابتلع الذل والقهر .. وخرج الطفل العربي من القمم ليحقق العزة والنصر .. ويعيد الكرامة

.... وعشقت الحجارة

وعشقت الحجارة .. عشقت الحجارة .. الله .. يا سلام ... تسلطنت في رأسي العبارة .. عشقتالحجارة عشقاً فرح به القلب فأسرع القلم يعلن على الملأ أحلى خبر .. أجمل بشارة .. وصدحت مني زغرودة دون أن أشعر .. وحملت الدف والطاره .. وغنيت مواوويل العشق

إني اليوم أحتفل بعشق الشرف والطهارة .. عشقت الحجارة وتمنيت لو أستطعت أن أحول كل قلب عربي إلى حجر في صلابة هذه الحجارة لأحقق به حلةلا لكل القضايا

عشقت الحجارة ، فمنذ أربعين عاماً في الوطن العربي لم يطالعنا سوى سوء الحظ والنحس والهزائم والأنكسار .. منذ أربعين عاما نسينا عراقة تاريخنا .. وفتوحاته الأسلامية ، ونسينا كيف الطفل فينا يملك شجاعة ألف رجل من رجال هذا العصر .. اللاهين في بحر مجون الحضارة

عشقت الحجارة .. فاليوم أمسك بها الطفل العربي ووقف بيننا شامخاً .. غاضباً .. ليذكرنا بالجهاد .. والنضال .. والبسالة

رمى الطفل الدمى .. وحمل الحجارة فإذا به عملاق جبار محارب .. يقذف الحجارة في وجه العدو من حارة إلى حارة ... يعدو و يصيح .. آن الآوان للأنتفاضة .. آن الآوان لأسترجاع الأرض السليبه .. سنعيد القدس والخليل .. وحيفا ونابلس .. سنعيد كل شبر يا فلسطين بسواعدنا وليس بالأستنكار والشجب والؤتمرات الرنانة

آه .. ما أحلى الجهاد .. ما أحلى الأنتصار .. أبشر يا قلب أطفالنا غدوا بين ليلة وضحاها رجالا لا قبلهم ولا بعدهم رجال .. وعشقت الحجارة أكثر عندما قرأت
وحالات الأجهاض بسبب الغاز .. غول الأحتلال يقتل الأجنة في الأرحام

فصرختُ محندماً .. لا ... بل الأجنة تعجلت مخاض أمهاتها فخرجت من الأرحام تتعجل مولدها تريد هي أيضا أن تشارك في أعضم انتفاضة .. ها هي جثث الأجنة تفضح أرهاب اليهود وتفجر حق القضية الفلسطينية .. فتوقظ الضمير الغافي سباته .. وتسطع نارا في العيون كأنها شرارة

الله أكبر .. الأجنة اليوم أصبحت مردة شرسه .. تطالب بالأرض والعودة .. خرجت إلى النور جثثا هامدة لكنها ناطقة تصيح للعالم : حتى نحن نتعجل الخروج للأرض .. لنحارب الصهاينة .. ونحارب الأحتلال .. حثالة البشر تحتل الوطن وأصحاب الحق يعيشون في مخيمات ذليلين مشردين كالبقايا

اليوم لا بد لنا من صرخة جماعية نجمع بها الشمل .. ونسترجع بها الأرض بكل قوة وجدارة .. اليوم سنروي الأرض بدماء الشهداء .. سينبت نبت الرض ليدعو لنا بالفوز والأنتصار

آه .. كم عشقت الحجارة فهي وحدها من تحدّت وأفزعت العدو والأرهاب .. وأدخلت بين فقرات ضلوعه الرعب ، فراح ينحدر بافعاله من نذالة إلى نذالة .. حملوا الهروات .. والقوا القنابل المسيلة للدموع وقذفوا بالرصاص المطاطي .. وأذاقوا الثوار جميع أنواع العذاب والمرارة .. وبالرغم من كل هذا زادت السواعد الضغيرة قسوة .. وزادت الحجارة صلابة .. وزادت الأنتفاضة ضراوة ما بعدها ضراوة

كيف لي أن لا أعشق الحجارة وهي وحدها من وحدّت الصف العربي .. وحركت الضمير العالمي .. وأعادت لوجوه النساء ملاحتها العربية بعد أن كستها الفرحة إشراقة ونضارة

كيف لي أن لا أعشق الحجارة وهي وحدها أستطاعت بسواعد أطفالنا الصغار أن تعيد لي كرجل عربي ثوب العزة والنصر والكرامة

لكم جميعاً من دون البشر

تحياتي
المجهووول