PDA

View Full Version : دموع عينيك تحكي ألف مجزرةٍ *** من صنع "جولدا" ومن صولات شار


أبو لـُجين ابراهيم
11-10-2000, 06:58 AM
دموع عينيك تحكي ألف مجزرةٍ *** من صنع "جولدا" ومن صولات شارونِ


إلى الشهيد محمّد جمال الدرّة..!!

شعر: صالح علي العمري



ثار القريض.. وصوت القدس يشجيني *** واسترسل الدمع من وجدان محزونِ

تطاول الليل حولي، والهموم لظى *** كأن في الصدر نيران البراكينِ

فنفّسي يا قوافي الشعر عن كبدي *** فالهمُّ يٌفْرج بالشكوى إلى حينِ

محمداً : أيَّ ذنبٍ جئت تحمله *** حتى قُتلت على عين الملايين

يا "درّة " المجد قد فجّرت في شرفٍ *** شرارة الثأر في وجه الشياطين

يا للأبوّة .. و الأشجان تخنقها *** والموت يبرق من أنياب تنيّنِ

صيحاتك اليوم أبكت كلّ ذي كبدٍ *** كأنها صيحة الأقصى تناديني

محمداً: أيّ جرحٍ صغت في كبدي *** وما الذي بعد هذا الخطب يبكيني؟!

كأنما طلقات الحقد في جسدي *** فالغيظُ يفتك بي فتك السكاكين

ماذا أثرتَ على الوجدان من شجنٍ *** والقدس قبلك مغلول الذراعين؟!

و في جفونك أحزانٌ مسطرةٌ *** للأرض والعرض والإحراق والهونِ

و خلف صوتك آهاتٌ معذبةٌ *** من ليل "صبرا" وذكرى "دير ياسين"

دموع عينيك تحكي ألف مجزرةٍ *** من صنع "جولدا" ومن صولات شارونِ

وفي الجدار دماءُ العزّ زاكيةً *** في دفقها خلّدت ظلم الملاعين

وفي المحيا سؤال حائرٌ قلقٌ *** أين الفداءُ؟! وأين الحب في الدين؟!

أين الرجولة.. والأحداث داميةٌ *** أين الفتوح على أيدي الميامين؟!

ألا نفوسٌ إلى العلياء نافرةٌ *** توّاقةٌ لجنان الحور و العين؟!

محمد لجوار الله في شممٍ *** ها قد ترحلت عن دنيا المجانين..

يا غيرتي أين أنتِ أين معذرتي *** ما بال صوت المآسي ليس يشجيني

أين أختفت عزّة الإسلام من خلدي *** ما بالها لم تعد تغذو شراييني؟!

ما بالنا ما حفظنا عهد خالقنا *** أم هل خُلقنا لتفريخٍ و تسمين؟!

كيف النجاة ودور الله قد هُتكت *** وقدسنا عند رب العرش يشكيني؟!

كرامة الأمة العصماء قد ذبحت *** وغيبت تحت أطباقٍ من الطين

لكنّها سوف تحيا من جماجمنا *** و سوف نسقي ثراها بالشرايينِ

نفديك بالروح يا أقصى.. وحيَّ هلاً *** بميتةٍ في سبيل الله تحييني

في ذمة الله يا روح الشهيد.. فما *** ماتتْ.. وقد نال فضلا غير ممنونِ

تألقي يا طيور الخلد واحتفلي *** بالروح.. واسري بها بين البساتين

يا من تطامن للأفعى و ملمسها *** وبين أنيابها سمُّ الثعابين

آمنتُ بالحربِ يا جند السلام.. فهل *** ألّفتمُ بين نيرانٍ و " بنزينِ "

لي موعدٌ فيك يا أقصاي أنشده *** موثّقٌ في عُرى شرعي وفي ديني

يا نفرة القدس.. يا أبطال أمتنا *** ما أجمل القتل في أحفاد صهيونِ

أحيوا الجهاد وشدوا العزم، وانتظروا *** إشراق خيبرَ أو أنسام حطّين

لا ترقبوا عند باب القرد مرحمةً *** "إن السفينة لا تجري على" الطين!!

يا مالك الملك.. يا رحمن يا سندي *** من أمره الحق بين الكاف والنون

يا من أنرت على المختار غربته *** في ظلمة الغار يدعو ثاني اثنينِ

أدعوك دعوة نوحٍ عند مظلمةٍ *** أدعوك دعوة أيوبَ وذي النونِ

سخر لها يا إله الكون معتصما *** كما مننت على موسى بهارون..


محمدا: أي جرح فيك يدميني!! *** وأي سلوى على الأيام تنسيني!!

ما زال مرآك في ذهني يقلبني *** على صفيحٍ من الجمرات تصليني

لكن تهون لأجل القدس أفئدةٌ *** و كلِّ حبّةِ رملٍ من فلسطينِ

لي في عُلاك عزاءٌ أستطيبُ به *** لكن إذا ضاع قدسي من يعزيني؟!