PDA

View Full Version : يا بني ........... مجرد كلام


سردال
05-10-2000, 04:34 PM
وضاح يمسك بجهاز صغير، وعيناه مشدودتان نحو جهاز كبير، بينه وبين الجهاز الكبير نحو متر أو أقل، يقوم بالضغط على زر صغير في الجهاز الصغير، فيستجيب الجهاز الكبير، عجبي! أليس هذا مشابهاً لحالنا؟ تستأسد علينا دويلة صغيرة! ولو اجتمعنا ونفخنا نفخة واحدة لأهلكناها، لكن الكروش المنفوخة في بلادنا تمنعنا، لأنهم يريدون السلام ..... السلام، السلام.... مجرد كلام.

وضاح يقلب بين القنوات، ها هي قناة تسمى قناة أبو .... هي قناة خليجية لكنها أبعد ما تكون عن الخليجيين، ويعمل فيها أناس "مايعين"، فيها مسابقات سخيفة، وبرامج مثيرة، المعروض حالياً برنامج عن أفلام السينما فيه من الخلاعة والفجور، ما يجعلك من الغضب تثور، وبعد هذا البرنامج مباشرة، تأتي الأخبار، في الأخبار ترى مذيعة حسناء، لتجعلك تحلق بخيالك لعنان السماء لا لكي تسمع الحوادث وتكثر البكاء ...... عجبي! أليس هذا يمثل واقعنا، نبكي ساعة ونرقص ساعة ونعود لنقول بغضب لا نريد السلام .... يا ابني صدقني ....... مجرد كلام.

يقلب وضاح القنوات ..... قناة راقصة، وأخرى مناقشة، وثالثة مصارعة، وتأتي بعدها قناة تعرض لقطات من فلسطين... يهتز قلبك لها ثم تقلب القناة لتسمع أغنية تقول: أيه اللي بيحصل ده .... أيه اللي أنا شيفوه ده ..... أيه الحلاوة دي ...... وضعت لتشجع اطفال الحجارة .... مرحى يا عرب! افرح يا بني فنحن متى ثرنا نعود لننام..... لنستمع إلى ترنيمة السلام .... يا ابني والله ..... مجرد كلام.

يا ابني .... وضاح يا بني، استمر في قلب القنوات.... توقف عند هذه القناة، ما اسمها؟ اسمها أل بي سي ... سبحان الله، إلبسي ومذيعيها أبعد ما يكونوا عن اللباس، بل أن الثياب تبرأت منهم... بني؟ هل قرأت كتاب يسمى "تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب"؟ .... يا بني نحن في زمن التناقضات والمفارقات .... سننسى وننام وبعدها سنستمع لأنشودة السلام ..... يا بني ... تذكر .... مجرد كلام.

وضاح يا بني... يا ابن التاريخ الذي أسمعنا عن أبائنا العظام، لا يغرنك من ينشدون أنشودة السلام، هؤلاء لا يعرفون أن ما يقولونه مجرد كلام، متى كان الذئب يعيش مع النعاج بوئام؟ متى كان الجبان يهزم البطل الهمام؟ متى كان الكلام يبني يا بني السلام؟ متى كانا نكن لليهودي اللعين كل احترام؟ هذا كله يا بني ........ في زمان الكلام ...... لا تنسى .... مجرد كلام.

جاء دوري في الكلام
صامت من ألف عام
فاسمعوا مسك الختام
حينما كنت صغيراً وعدوني بالسلام
مر عام، ثم في الإثر مضت مليون عام
ذبحوا سرب الحمام وأنا لا زلت مصلوب على باب السلام