أبو لـُجين ابراهيم
01-10-2000, 06:59 AM
الناس لا تحترم من لا تكون له شخصية مستقلة .
جرت العادة على أن النّـاس لا تحترم من لا تكون له شخصية مستقلة ، بل تستهجن وتحتقر الإمَّعي الذي لا هم له إلا تقليد الآخرين ، إن أحسنوا أحسن ، وإن أسأؤوا أساء .
فإذا أردت كسب قلوب الآخرين واحترامهم فكن أنت ، إذ أن الإمَّعية مذمومة في الأمور كلها ، ولذا ورد في الحديث الصحيح أن العبد عندما يسال فيقال له : ( من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول : هاه ، هاه ، لا أدري كنت أقول كما يقول الناس ، فيضربانه بمطرقة من حديد لو اجتمعت الجن والإنس على أن يقلوها ما استطاعوا ، فيشتعل عليه
قبره ناراً فيصير رماداً ) .
ولا يعني هذا الكلام عدم الاستفادة من تجارب الآخرين ، ولكن المقصود هو الابتعاد عن التقليد الأعمى الذي لا تراعي فيه الظروف والأحوال والأشخاص والأمكنة والأزمنة .
ومن المهم كذلك أن لا يخالف الإنسان طبيعته التي فطره الله عليها ، فلا ينقلب الرجل إلى امرأة في سلوكه وتصرفاته وكلامه وأخلاقه ، ولا تتحول المرأة إلى رجل فتعيش مترجلة بلا أنوثة ولا حياء .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء ) وفي رواية ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال )
وروى أبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل ) .
وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة
البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) قيل : أن معنى ( كاسيات عاريات ) أي تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها
أو تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها ، ومعنى ( مميلات مائلات ) أي مائلات يمشين متبخترات مميلات لأكتافهن ، ومعنى ( رؤوسهن كأسنمة البخت ) أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوه ) .
ومن جانب آخر لا يليق بالبدوي أن يتكلف تغيير طبيعته وكلامه ليكون كالحضري ، ولا يحسن بالحضري أن يتصنع تغيير طبيعته وكلامه ليكون كالبدوي إلا إذا اضطر إلى ذلك
اضطراراً ، فكل إنسان بطبيعته وفطرته وكلامه محترم .
أما إذا تصنع تغيير دون حاجة ( خاصة إذا لم يكن الذي هو عليه سيئاً أو مخالفاً للدين ، والفطرة السليمة ) فإن هذا التصنع لن يكون في صالحه ، ولن يستمرئه الآخرون ،
وربما يضع نفسه موضع السخرية والاستهزاء والتهكم ، وكل ذلك يؤثر سلباً على قوة شخصيته أمام الآخرين واحترامهم له وحبهم إياه .
لذا فالأمر يحتاج إلى تعقل بحذر ، وإلى اجتناب تقليد الآخرين دونما وجود سبب حقيقي وجيه ، ومن هنا نكرر فنقول :
كن أنت .
المرجع : الكنز الذي لا يكلف درهماً
جرت العادة على أن النّـاس لا تحترم من لا تكون له شخصية مستقلة ، بل تستهجن وتحتقر الإمَّعي الذي لا هم له إلا تقليد الآخرين ، إن أحسنوا أحسن ، وإن أسأؤوا أساء .
فإذا أردت كسب قلوب الآخرين واحترامهم فكن أنت ، إذ أن الإمَّعية مذمومة في الأمور كلها ، ولذا ورد في الحديث الصحيح أن العبد عندما يسال فيقال له : ( من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول : هاه ، هاه ، لا أدري كنت أقول كما يقول الناس ، فيضربانه بمطرقة من حديد لو اجتمعت الجن والإنس على أن يقلوها ما استطاعوا ، فيشتعل عليه
قبره ناراً فيصير رماداً ) .
ولا يعني هذا الكلام عدم الاستفادة من تجارب الآخرين ، ولكن المقصود هو الابتعاد عن التقليد الأعمى الذي لا تراعي فيه الظروف والأحوال والأشخاص والأمكنة والأزمنة .
ومن المهم كذلك أن لا يخالف الإنسان طبيعته التي فطره الله عليها ، فلا ينقلب الرجل إلى امرأة في سلوكه وتصرفاته وكلامه وأخلاقه ، ولا تتحول المرأة إلى رجل فتعيش مترجلة بلا أنوثة ولا حياء .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء ) وفي رواية ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال )
وروى أبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل ) .
وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة
البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) قيل : أن معنى ( كاسيات عاريات ) أي تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها
أو تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها ، ومعنى ( مميلات مائلات ) أي مائلات يمشين متبخترات مميلات لأكتافهن ، ومعنى ( رؤوسهن كأسنمة البخت ) أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوه ) .
ومن جانب آخر لا يليق بالبدوي أن يتكلف تغيير طبيعته وكلامه ليكون كالحضري ، ولا يحسن بالحضري أن يتصنع تغيير طبيعته وكلامه ليكون كالبدوي إلا إذا اضطر إلى ذلك
اضطراراً ، فكل إنسان بطبيعته وفطرته وكلامه محترم .
أما إذا تصنع تغيير دون حاجة ( خاصة إذا لم يكن الذي هو عليه سيئاً أو مخالفاً للدين ، والفطرة السليمة ) فإن هذا التصنع لن يكون في صالحه ، ولن يستمرئه الآخرون ،
وربما يضع نفسه موضع السخرية والاستهزاء والتهكم ، وكل ذلك يؤثر سلباً على قوة شخصيته أمام الآخرين واحترامهم له وحبهم إياه .
لذا فالأمر يحتاج إلى تعقل بحذر ، وإلى اجتناب تقليد الآخرين دونما وجود سبب حقيقي وجيه ، ومن هنا نكرر فنقول :
كن أنت .
المرجع : الكنز الذي لا يكلف درهماً