معلقة من الصحراء

[الصديق المحب]

إذا كان الهوى يا صاحبي مقدور نســـيانه
شطب نوم السهير السهد من كراسة جفونه
و إذا كان الشعر يا صاحبي مغفور كتمانه
كـتـمـتـه قبل لا يوصل قلوب تنقفل دونه
و ش الحـيلة و صوتي مبطي يكفخ بجناحه
و ما به في سما الكلمات حرف ينهي حزونه
عرفت إن البحر كم ذاد بأمواجه عن الدانه
و عرفت إن الشجر كم شام بظلاله عن غصونه
و حسبت ان الغنا أسمى من إنا نعرف الحانة
و حسبت إن العنا أصعب من إنا نوصف شلونه
لقيت إن الغـنــــا دانه على دانه على دانه
و لقيت ان العنا " يا مل قلب زادت طعونه "
ضمير الصبح لو والف عصافيره و غربانه
تراها خـوة يا صاحبي ما هيب مـأمــونه
إذا صار الشــعر يمشي على عكازة أوزانه
تعمق في قصايدهم .. كسيرة .. بس موزونه!!
ترى لولا وفا المهر و رضاه بسلطة عنانه
تعثر شاعر سمر السحايب فيه مفتونة
يكون له صله بين الرياح و همــة حــصانه
غدت له .. من عقب رحلة شتات الأمس مديونه
يغني .. و الصحاري جرحها يخمد بقيفانه
يغني .. و المدينه نبضها يصحى على لحونه
حلم لو يصلح العالم .. حلم لو يقلب أحـيـانه
يشيل هموم شمس في تراب الليل مدفونه
يشوف الفرق مـا بين الزمن و اللا زمن .. خانه
و من يحتلها يصعد ، و يهدي النجم مكنونه!