سنفور غبي
22-08-2000, 06:34 PM
في إحدى حجرات منزل ما..
حجرة بعيدة..
فتح باب هذه الحجرة شخص حزين.. نظر في أرجاء هذه الحجرة وجال بناظريه هنا وهناك.. وعلى أحد الجدران الصفراء صورة قديمة لمحبوبته الغائبة في أعماق هذا العالم.. لكنها صورة يكسوها الغبار.. اقتحم الغرفة.. أرهبه السكون والغبار وأصوات الستائر المتحركة والملقاة على نوافذ مكسورة من جراء رياح عاتية!
في هذا اليوم الماطر.. أراد أن يستحم بمياه الذكريات.. وقف أمام الصورة التي رسمها لها في يوم ما.. كان يعتصر ألماً فلقد كان هو السبب في الفراق.. هي توجت حبها بالإخلاص بالانتظار بالانكسار المتشح برداء العنفوان.. تذكرها حينما كانت تأتي مسرعة تحت المطر لتلتقي به وتقف ساعات طويلة بانتظاره ليأتيها بشوق جارف..
أجل.. هو أحبها لكنه لم يكن وفياً معها.. ولها.. لكنه كان يضني وصاله وكان يبتعد عنها كثيراً ويعود من جديد وهو يرفع راية استسلام عذب لها.
لكنها ملت الانتظار وأرهقها الوصل والغياب وتعبت من الوقوف على شرفات الانتظار.. تمردت لبعض الوقت لتغوص في بحر هائج من الحيرة والعذاب.. لتسقط صريعة وتصطدم بأجراس تعلن وبصوت عالٍ وجود غدر وخيانة..
أخطأت في حقه دون أن تدري، فكان غاضباً قاسياً وقضاها دون أن تخطيء ودون أن يستمع وينصت لتلك الدموع الثائرة وأصدر حكمه بالبعد والفراق.. لكنه الآن امام هذه الصورة وموقفه مغاير عن السابق.. فهو الآن مدافعاً منصفاً عادلاً.. نظر إلى الصورة ملياً والحنين كان قد مزق أوصال حاضره ليخرج مسرعاً من هذه الحجرة مغلقاً الباب.. لا يفكر في الرجوع مرة اخرى..
لكن عين الحب لا تستيقظ إلا عند استيقاظ الذكريات.. وتوالت الزيارات إلى هذه الحجرة لتصبح هذه الصورة هي السلوى.. جلس على مقعده الحزين، أمام الصورة متأملاً..العينان تكاد تنطقان.. تعاتبان .. تبكيان.. تتساءلان عن الأخبار..
وغاب في بحر من الذكريات .. اراد في لحظة الرجوع إلى ماضيه.. وكم تمنى لو أنه لازمها لتنقل له ماضيه ويبقى معها لكنه اراد البعد وماضيه كان مرتبطاً بها فتواجدها وحضورها هو جواهره باحتلالها جذور وقته إلى أن أينعت ثماره لكنه للأسف اقتلع الجذور وغض الطرف عن الثمار وغادر بعيداً إلى عالم جديد.. لتمر الأعوام كثيفة سريعة طويلة..
ترى أين هي الآن؟! لقد وهبته وفائها وإخلاصها قديماً وهاهو الآن فيض وفائها يمتد حتى في غيابها.. فهاهي الصورة تسلي هذه الروح المتعطشة لأيام مضت وانتهت..
ومازال الوصال الحاضر الغائب يغطي سماء حياته.
لكن ماجدوى اللوم فلقد فات الأوان .. وتكتمل اللوحة بتلك الصورة التي يمكث امامها كرسي العاشق النادم لتحاط هذه الحجرة ببرواز.. وباب في ثنايا البرواز.. وفي هذه اللحظة وفي قاع البرواز عند الباب تقف صاحبة الصورة تنظر بإمعان وفي عينيها بريق حب عادل وعلى فمهما ابتسام فرح من قلب جريح..
نقلته من موقع نسيج :)
حجرة بعيدة..
فتح باب هذه الحجرة شخص حزين.. نظر في أرجاء هذه الحجرة وجال بناظريه هنا وهناك.. وعلى أحد الجدران الصفراء صورة قديمة لمحبوبته الغائبة في أعماق هذا العالم.. لكنها صورة يكسوها الغبار.. اقتحم الغرفة.. أرهبه السكون والغبار وأصوات الستائر المتحركة والملقاة على نوافذ مكسورة من جراء رياح عاتية!
في هذا اليوم الماطر.. أراد أن يستحم بمياه الذكريات.. وقف أمام الصورة التي رسمها لها في يوم ما.. كان يعتصر ألماً فلقد كان هو السبب في الفراق.. هي توجت حبها بالإخلاص بالانتظار بالانكسار المتشح برداء العنفوان.. تذكرها حينما كانت تأتي مسرعة تحت المطر لتلتقي به وتقف ساعات طويلة بانتظاره ليأتيها بشوق جارف..
أجل.. هو أحبها لكنه لم يكن وفياً معها.. ولها.. لكنه كان يضني وصاله وكان يبتعد عنها كثيراً ويعود من جديد وهو يرفع راية استسلام عذب لها.
لكنها ملت الانتظار وأرهقها الوصل والغياب وتعبت من الوقوف على شرفات الانتظار.. تمردت لبعض الوقت لتغوص في بحر هائج من الحيرة والعذاب.. لتسقط صريعة وتصطدم بأجراس تعلن وبصوت عالٍ وجود غدر وخيانة..
أخطأت في حقه دون أن تدري، فكان غاضباً قاسياً وقضاها دون أن تخطيء ودون أن يستمع وينصت لتلك الدموع الثائرة وأصدر حكمه بالبعد والفراق.. لكنه الآن امام هذه الصورة وموقفه مغاير عن السابق.. فهو الآن مدافعاً منصفاً عادلاً.. نظر إلى الصورة ملياً والحنين كان قد مزق أوصال حاضره ليخرج مسرعاً من هذه الحجرة مغلقاً الباب.. لا يفكر في الرجوع مرة اخرى..
لكن عين الحب لا تستيقظ إلا عند استيقاظ الذكريات.. وتوالت الزيارات إلى هذه الحجرة لتصبح هذه الصورة هي السلوى.. جلس على مقعده الحزين، أمام الصورة متأملاً..العينان تكاد تنطقان.. تعاتبان .. تبكيان.. تتساءلان عن الأخبار..
وغاب في بحر من الذكريات .. اراد في لحظة الرجوع إلى ماضيه.. وكم تمنى لو أنه لازمها لتنقل له ماضيه ويبقى معها لكنه اراد البعد وماضيه كان مرتبطاً بها فتواجدها وحضورها هو جواهره باحتلالها جذور وقته إلى أن أينعت ثماره لكنه للأسف اقتلع الجذور وغض الطرف عن الثمار وغادر بعيداً إلى عالم جديد.. لتمر الأعوام كثيفة سريعة طويلة..
ترى أين هي الآن؟! لقد وهبته وفائها وإخلاصها قديماً وهاهو الآن فيض وفائها يمتد حتى في غيابها.. فهاهي الصورة تسلي هذه الروح المتعطشة لأيام مضت وانتهت..
ومازال الوصال الحاضر الغائب يغطي سماء حياته.
لكن ماجدوى اللوم فلقد فات الأوان .. وتكتمل اللوحة بتلك الصورة التي يمكث امامها كرسي العاشق النادم لتحاط هذه الحجرة ببرواز.. وباب في ثنايا البرواز.. وفي هذه اللحظة وفي قاع البرواز عند الباب تقف صاحبة الصورة تنظر بإمعان وفي عينيها بريق حب عادل وعلى فمهما ابتسام فرح من قلب جريح..
نقلته من موقع نسيج :)