PDA

View Full Version : لا تفوتكم القصيدة>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>


الفرزدق
22-08-2000, 05:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجاء قراءت القصيدة إلى نهايتها
ولا تنسى التأمل فيهـــــــــــا




وقفت جميع مشاعري تتأمل ***** وفمي عن النطق المبين معطل
ما كنت في حلم ولا في يقظة ***** بل كنت بين يديهما أتململ
أرنو إلى الأفق البعيد فما أرى ***** إلا دخانا تائهـا يتجول
وحشود أسئلة تجر ذيولها ***** نحوي وباب الذهن عنها مقفل
أحسست أن إرادتي مسلوبة ***** وشعرت أن مخاوفـي تترهل
وشعرت أني في القيامة واقف ***** والناس في ساحاتها قد هرولوا
يسعون كالموج العنيف عيونهم***** مشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل
والكون من حولي ضجيج مرعب ***** والأرض من حولي امتداد مذهل
قد أخرجت أثقالها وتأهبـت ***** للحشر وانكسر الرتاج المقفـل
والناس أمثال الفراش تقاطروا ***** من كل صوب هاهنا وتكتلـوا
كل الجبال تحولت من حولهم ***** عهنا وكل الشامخـات تزلـزل
وجميع من حولي بما في نفسهم ***** لاه فلا معـط ولا متفضــل
كل الخلائق في صعيد واحـد ***** جمعت فسبحـان الذي لايغفـل
وأقيم ميزان العدالـة بينهـم ***** هـذا بـه يعلـو وذلك يـنزل
وتجمعت كل البهائم بعضهـا ***** يقتص من بعض وربـك أعـدل
حتى إذا فرغ الحساب وأنصفت ***** من بعضها نزل القضاء الأمثـل
كوني ترابا يا بهائم .. عندهـا ***** صاح الطغاة وبالأماني جلجلـوا
يا ليتنا كنـا ترابـا مثلهــا ***** يا ليتنا عـن أصلنـا نتحـول
هيهات لا تجدي الندامة بعدما ***** نصب الصراط لكم وقام الفيصل
ومضيت أقرأ في الوجوه حكاية ***** إجمالهـا عنـد الذكي مفصـل
ورأيت مالا كنت أحلم أن أرى ***** حولي وقد كشف الستار المسدل
هذا هو النمرود يندب حظـه ***** والدمع مـن هول المصيبة يهطل
وهناك فرعون المألـه نفسـه ***** يسعى بغـير بصيرة ويولول
وهناك كسرى تـاه عند إيوانه ***** مترنـح فـي سـيره متملمـل
وهناك قيصر نفسـه مكسورة ***** وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجـل
وهنا ابو جهل يراجع نفسـه ***** عينـاه توحـي أنـه يتـوسـل
يارب أرجعنا لنعمـل صالحـا ***** غير الذي كنـا نقـول ونعمـل
هيهات قد طوي الكتاب ألم يكن ***** فيكـم نـبي بالهدايـة مرسـل
سبحان ربك هؤلاء جميعهـم ***** كانـت لهـم دار هنـاك تبجـل
لكنهم كفروا بمن أعطاهــم ***** ملكـا وعاثوا في البـلاد وقتلـوا
ورموا بشرع الله خلف ظهورهم ***** عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا
جمع الطغاة هنا وقد هانوا علـى ***** ربـي وعـد المؤمـن المتبتـل
وقفوا وآلاف الضحايا حولهـم ***** فاليوم ينظر في الأمور ويبطل
واليوم يسعـد مؤمـن بيقينـه ***** واليوم يشقى الفاسق المتحلل
واليوم يمتد الصراط فمسـرع ***** نحو النعيم وزاحف متمهل
ومحمل بالذنب زلـت رجلـه ***** فهوى ونار جهنم تستقبل
فأجلت طرفي ساعة فرأيت من ***** أمر القيامة مايروع ويذهل
هذا أب يسعى إلـيه وحيـده ***** وبمقلته ترقب وتـوسل
أبتاه أرهقني المسـير وحاجـتي ***** شيء يسير لايمض ويثقل
شيء من الحسنات ينقذني وقـد ***** خفت موازيني وفيك أؤمل
أنت الذي عودتني فيما مضـى ***** بذلا ومثلك في المصائب يبذل
وإزور وجه أبيه عنه مـرددا ***** نفسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البال يسأل نفسه ***** ماذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟
وبدت له بين الجموع حليلة ***** كانت تفضله وكـان يفضـل
وغدا يناديها رويدك زوجتي ***** فأنا الحبيب وليس مثلك يجهل
ريحانتي أنسيت أيام الصبا ***** أيام كنا من هوانـا ننهـل ؟
أنا من وهبتك في فؤادي منزل ***** ماكان فيه لغير حبك منزل
شيء من الحسنات ينقذني وقد ***** خفت موازيني وفيك أؤمـل
قالت له والهـم يشعـل قلبهـا ***** لهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل
عذرا فـأنت رفيق عمري إنمـا ***** نفسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البال حتى لاح في ***** وسط الزحام خيال من لايبخل
أم رؤوم راح يركـض نحوهـا ***** جذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟
حملته في أحشائهـا وتحملـت ***** من أجل راحته الذي لايحمـل
أمـاه ياأمـاه مـدي لي يـدا ***** فلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل
شيء من الحسنات ينقذني وقد ***** خفت موازيني وفيـك أؤمـل
قالت له والدمع يغلب صـبرها ***** نفسي أحق بما تقـول وأمثـل
ونقلت طرفي لحظة فرأيت مـا ***** لاتستريح له النفـوس وتقبـل
بشر كأنهم الحوامل قد مشـوا ***** مشيا ثقيـلا والمصيـبة أثقـل
من هؤلاء ؟ فقال من يدري بهم : ***** أهل الربا بئس المقام المخجـل
أكلوا الربا جهرا ولم يتورعـوا ***** عن أكله ومشوا إليه وأرملـوا
ماصدهم عن أكلـه بطلانـه ***** وكذاك باطل كـل قـوم يبطـل
وأخذت ناحية أفكـر بالـذي ***** يجري وأرسل ناظـري وأنقـل
ماذا أرى رجل يحيـط برأسـه ***** طوق وفي رجليه قيـد محجـل
من ذلك الرجل التعيس ؟ فقال لي ***** من عنده خـبر يقـين ينقـل
هذا الذي خان العهود وعاش في ***** دنياه يغتصب الحقوق ويأكـل
يسطوا على مال الضعيف وأرضه ***** واليوم يجـني ماثـراه ويحمـل
الشبر في الدنيـا يقابلـه هنا ***** سبع من الأرضين بئس المحمـل
ورأيت قومـا يدعسون كأنـهم ***** نمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا
من هؤلاء البائسـون أراهـم ***** هانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا
فأجابني : هم كل مختـال لـه ***** فيما مضى كـبر عليـه يعـول
وذهلت عنهم حين أبصر ناظري ***** رجل يساق الى الجحيم ويعتــل
ووراءه امرأة يحيـط بجيدهـا ***** حبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل
من ذلك الرجل الشقي وهذه ***** تجـري علـى أعقابـه وتولـول
هذا أبو لهب وزوجتـه الـتي ***** كانت تجول على النـبي وتجهـل
وأخذت ناحية فـلاح لناظـري ***** روض وأزهـار ونـور مقبـل
غرف بطائنهـا الحريـر وتربها ***** مسك بماء المكرمـات مبلـل
ونساؤهـا حور فوجه مشـرق ***** كالشمس ساطعة وطرف أكحل
أنهارهـا عسـل وخمـر لـذة ***** للشاربـين وشربهـا لايثمـل
وبناؤها من فضـة من فوقهـا ***** ذهب وعند الله ماهو افضـل
أقـل من فيهـا نصيبا حظـه ***** أضعاف دنيانا وربـك يجـزل
رأيت فيها الساكنين ربوعهـا ***** نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
على الأرائك يجلسون حديثهم ***** مستبشرين بما رأوه وحصلـوا
يتذكرون حوادث الدنيا الـتي ***** صمدوا لها وعلى الإله توكلـوا
طوبى لكم هذي منازلكم فمـا ***** خابـت مساعي من يجد ويعمل
أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي ***** وجه بدا وكأنما هـو مشعـل
وجه الرسول يشع نورا صادقـا ***** قد جاء في حلل السعادة يغفل
ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا ***** نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
ورأيت مؤمن آل فرعون الـذي ***** نبذوا .. وصفحة وجهه تتهلل
والكوثر الرقراق لاتسـأل فمـا ***** مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل
نهر كأن الـدر يجـري بينـه ***** أو أنه النور الذي يتسلسـل
سبحـان ربك هاهنا حصل الذي ***** ماكان لولا فضل ربك يحصل
ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن ***** لاشيء يشبهـه وليس يمثـل
نور تجلـى للخـلائـق كلهـا ***** فتواضعـوا لجلالـه وتذللوا
وقعوا سجودا يلهجون بذكـره ***** والكون بالصمت المهيب مكلل
سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا ***** أن يسجدوا لكنهم لم يفعلـوا
وصحوت من حلمي ونفسي بالذي ***** شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل
وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي ***** لهوى ..مظاهر نشوة لاتكمـل
وعلمت ان الله يمهـل عبــده ***** عطفـا عليـه وأنـه لايهمـل
وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة ***** تحنـو علي غصونهـا وتظلـل
هي روضة الإيمان يجري نهرها ***** عذبـا ويشدوا في رباها البلبل
وهي قصيدة للعشماوي